أصداء

مجاهدو الشعب الإيراني الحكومة العراقية.. صراع الولاءات

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إنفجار الموقف على حين غرة بين كبرى حركات المعارضة الإيرانية وهي حركة ( مجاهدين خلق ) المقيمة في العراق منذ أكثر من ربع قرن وفي الشهور الأولى لإندلاع الحرب العراقية / الإيرانية و بين النظام العراقي القائم حاليا لم يكن سوى حالة تسخينية جديدة لصراع بنيوي ووجودي بين الإرادات الإقليمية و الدولية المتشاحنة في العراق، فملف العلاقات البينية العراقية / الإيرانية هو واحد من أغرب و أعجب الملفات في تاريخ العلاقات الدولية في العالم، فقد قامت أشرس حرب بين نظامين متضادين و متعادين يعمل أحدهما على إسقاط الآخر بكافة الوسائل و الأسلحة و أستمرت نلك الحرب لثمانية أعوام عجاف لتكون أطول حرب في تاريخ العالم المعاصر و بخسائر بشرية و إقتصادية مهولة حتى سميت ب ( الحرب المنسية ) دون أن تقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المتحاربين و النظامين المتضادين؟ كما حملت تلك الحرب ملفات لمعاناة إنسانية هائلة بالنسبة لمواضيع الأسرى و المفقودين لم تنته ملفاتها أو تحسم بشكل واضح حتى اليوم أي بعد مرور حوالي عشرين عاما على توقفها و تبدل الصورة و المشهد الستراتيجي في العالم أجمع وفي العراق و إيران بشكل خاص، ولعل ملف حركات المعارضة هو واحد من أغرب و أعجب الملفات الذي تداخلت فيه أوراق و رؤى و تصورات و توجهات عديدة حتى أختلطت الصورة و أضحت متشابكة بشكل مزعج بعد أن دخلت الإرادات الدولية لتعبث بمحتويات ذلك الملف المدهش، فليس سرا إن النظام العراقي السابق قد إستفاد من قوة وزخم المعارضة الإيرانية المسلحة التي إشتبكت مع النظام الإيراني في صراع مصيري دموي رهيب بدءا من عام 1980 ذلك الصراع الذي تمخضت عنه سلسلة من الإغتيالات السياسية الكبرى في إيران تمثلت في مصرع العديد من قادة الخط الأول في النظام الإيراني من أمثال آية الله بهشتي و مطهري و محمد منتظري و محمد علي رجائي ثاني رئيس لجمهورية إيران الإسلامية و رئيس الوزراء أيضا باهنر و قيادات الحزب الجمهوري الإسلامي الكبرى ثم رد النظام الإيراني بحملة إعدامات كبرى ضد قوى المعارضة وخصوصا المسلحة منها كجماعة مجاهدين خلق التي تحالفت مع الرئيس الإيراني الأول الدكتور أبو الحسن بني صدر الذي هرب للعراق بمعية زعيم مجاهدي خلق السيد مسعود رجوي في صيف عام 1981، ليقيم هناك الوجود المسلح و الفاعل لحركته التي لقيت دعما واضحا من نظام صدام حسين بسبب لجوء طرفي النزاع العراقي / الإيراني للإستفادة من قوى المعارضة للمساعدة على إسقاط أحدهما الآخر! وهو وجود أدى في النهاية لإقامة مجمع مدينة ( أشرف ) قرب مدينة ديالى العراقية على الحدود المشتركة مع إيران مع تشييد بنية عسكرية حقيقية للمنظمة الإيرانية أستعملت جوانب منها في الصفحات و الأيام الأخيرة للحرب العراقية/ الإيرانية!، في المقابل فإن النظام الإيراني الذي رفع بدوره شعار ( فتح كربلاء )! و تعهد بإستمرار الحرب حتى إسقاط نظام صدام نشط بدوره في دعم قوى المعارضة العراقية من المؤيدة لطروحاته فقط لا غير! لدرجة أنه إصطدم مع حزب رئيسي إسلامي شيعي وهو حزب الدعوة لأنه لم يبد الخضوع الكامل للإرادة و المطالب الإيرانية و تنقل في دعم القوى الإسلامية حتى تهيأ له تأسيس تيار عراقي شيعي خاضع له بالكامل و مبايع لولاية الفقيه الإيرانية و يعمل لصالح المشروع السياسي والفكري الإيراني وهو تيار ( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ) الذي تأسس عام 1981 وكان رئيسه الأول إيراني الجنسية هو اليوم رئيس مجلس القضاء الإيراني الأعلى آية الله محمود الهاشمي ( الشاهرودي)!! فيما كان الناطق الرسمي لذلك المجلس هو المرحوم السيد محمد باقر الحكيم الذي أصبح فيما بعد رئيسا للمجلس الأعلى! ذلك المجلس الذي كان رأس الحربة المتقدم للنظام الإيراني في العراق و الذي شكل هو الآخر تنظيما مسلحا بدعم كبير من الحرس الثوري الإيراني روعي في ذلك التنظيم أن يكون تنظيما عسكريا عقائديا مستل من عمق التاريخ الشيعي، فتأسس تنظيم ( التوابين ) من العسكريين العراقيين الأسرى الذين أعربوا عن ندمهم لقتال إيران و تطوعوا كي يكونوا جنودا للثورة الإسلامية في العراق وحيث زج في هذا التنظيم في المعارك الساخنة على الجبهة العراقية / الإيرانية و خاض قتالا شرسا أيضا ضد جماعة ( مجاهدي الشعب الإيراني ) خصوصا في موقعة ( إيلام ) و ( قصر شيرين ) في الأيام الأخيرة للحرب مع العراق!، ثم تطور هذا التنظيم العسكري العقائدي المسلح ليكون فيلق بدر الذي تحول بعد الإحتلال الأمريكي للعراق لتنظيم سياسي عقائدي كما قيل!! رغم أن عناصره المسلحة و أسلحته و جهاز إستخباراته ما زال يهيمن اليوم على كبرى المدن و الحواضر الشيعية العراقية وهي مدينة النجف وحيث ما زالت بنيته العسكرية قائمة وقوية تحت الأرض بل أنها قويت شوكتها في ظل هيمنة جماعة المجلس الأعلى الذي غير إسمه وولائه الفقهي ( تكتيكيا) على الحكومة العراقية فهم يمتلكون أخطر المناصب السيادية في الدولة العراقية الراهنة كوزارات الداخلية و المالية وفي ظل تشابك غريب وعجيب للملفات و الولاءات! فقد نجح المجلس الإيراني الأعلى في الحفاظ على ولاءاته الإيرانية وعلى صداقاته التحالفية و الستراتيجية الكبرى مع قوات الإحتلال و الإدارة الأميركية لحاجة الطرفين الماسة لبعضهما البعض، أما المعارضة الإيرانية المسلحة و التي كانت موضوعة في السابق على القائمة الأمريكية السوداء بإعتبارها جماعة إرهابية فقد تخلت كما قيل عن السلاح و روقبت من القوات الأمريكية التي حرصت على إدامة شعرة معاوية معها إنتظارا لمفاجآت الأيام القادمة رغم أن إرادة النظام الإيراني الكبرى كانت تتمثل في ضرورة التخلص من تلك المعارضة وطردها من العراق الذي تحولت أرضه مسرحا لصراعات عقيمة و شرسة بين الإرادات الإقليمية و الدولية و فشلت حكومة الإئتلاف الشيعية في تنفيذ رغبات النظام الإيراني لتعارضها مع الإرادة الأميركية فهي وحدها التي تقرر ما هو كائن أو سيكون!، و لم يكن هنالك بديل للنظام الإيراني عن خيار تصعيد وجوده الإستخباري و العسكري في العراق وهو ما أدى قبل أسابيع لقصف محطات تزويد المياه لمدينة أشرف بصواريخ إيرانية موجهة وحيث ردت الحركة الإيرانية المعارضة بحملات إعلامية و تعاونت مع الأحزاب و الجماعات العراقية المعارضة للمشروع الإيراني ورفعت شعار طرد النظام الإيراني و أجهزته المخابراتية من العراق كما حصل في المؤتمر الأخير الذي حضرته قيادات عراقية مهمة من أمثال الدكتور صالح المطلك و أحزاب الوفاق الوطني و الحوار الوطني وجمع غفير من زعماء العشائر العراقية الشيعية أو السنية مما أثار حلفاء إيران في البرلمان العراقي و جلهم من جماعة المجلس الإيراني الأعلى أو حزب الدعوة و شركاه الذين طالبوا بطرد المعارضة الإيرانية من العراق بذريعة أنهم شاركوا في قتل العراقيين في إنتفاضة ربيع 1991!!، وخلاصة القول فإن الحكومة العراقية عاجزة بالمطلق عن حسم ملف وجود أو إبعاد المعارضة الإيرانية لأنه من الملفات الحساسة الخاضعة للإرادة الأميركية و التي وحدها تقرر طبيعة النقلة السياسية القادمة و المرتبطة بطبيعة الستراتيجية الدفاعية للبنتاغون خلال المرحلة القادمة... وكل الصراخ و الإتهامات في البرلمان العراقي بين المتنازعين مجرد أصوات هائمة... فالسيد الأمريكي هو وحده صاحب القرار الأخير...! تلك هي الحقيقة فقط لا غير..!.

داود البصري

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ماهو الفرق ؟
فادي أنس -

سيدي كاتب المقال أتفق معك فيما توصلت أليه من خلاصه حيث أن الأداره الأمريكيه هي صاحبة القرار النهائي والحاسم في هذا الملف ولكن لدي سؤال ياريت تتكرم وترد عليه وهو: ألم يكن المجلس الأيراني الأعلى وحزب الدعوه في أيران؟ بل أن المجلس الأعلى أقدم على أسوأ خطوه في تاريخه عندما قاتل الجيش العراقي الى جانب الأيرانيين خلال حرب الثمان سنوات, فما الفرق بين الحالتين اي وجود هذين الحزبين في أيران سابقا مقارنة بوجود مجاهدي خلق في العراق الآن؟ ليس لدي أي معلومه بخصوص مشاركة حركة مجاهدي خلق الأيرانيه في قمع أنتفاضة 1991 ولكن ألا ينبغي على سياسيينا الأحتفاظ بهذه الورقه والتلويح بها لوقف التدخلات السلبيه الأيرانيه في شؤون العراق الداخليه؟ تلك التدخلات التي جعلت دماء الأبرياء من أبناء شعبنا تسيل أنهارا؟ أرجو الأجابه بغرض الفائده...شكرا لأيلاف.

ليست وحدها
صلاح حسن -

الاخ داود البصريلم تكن حركة ( مجاهدي خلق ) وحدها من ساهم في قمع الانتفاضة بل شارك في ذلك الكثير من الفصائل الفلسطينية التي كانت لديها مكاتب في العراق ومن ضمن هذه الفصائل فصيل المدعو ابو العباس . اقول هذا للتاريخ فقط وقد ذكرت كل ذلك بالتفصيل في كتابي " قربان التاريخ " الذي صدر في العام الماضي .

بين مقاله واخرى حيره
سـامي الجابري -

في اخر مقاله لك ذكرت ان حزب الدعوه هو صنيعه ايرانيه وان السيد المالكي عضو في المخابرات الايرانيه, بينما نراك اليوم غيرت النغمه قليلا لتقول ان ايران اصطدمت مع حزب الدعوه لانه لم يبدي الرغبه والخضوع الكامل للمطالب الايرانيه الراميه الى اطالة امد الحرب لحد اسقاط النظام العراقي, وان ايران سعت بعد ذلك لتشكيل المجلس الاعلى لتبني هذه الطروحات,.

اللوبي الايراني
بلال الحارس -

كان من الاجدر و الاولى ان يناقش برلمان المنطقة الخضراء وجود الايرانيين في البرلمان العراقي و ليس وجودهم في معسكر اشرف (فهو بعيد و منزوع السلاح) وكأن مشاكل العراق سوّيت وحلّت ولم تبقى سوى مشكلة معسكر اشرف.ان مايزيد من طين العراق بللا هو وجود هذا اللوبي الايراني الحاقد على كل ماهو عربي في برلمان الشعب. نأمل ان يكون الناخب العراقي من كل الطوائف و خصوصا بعض العراقيين الاشراف ان يكونوا قد افتهموا الدرس و استلموا الرسالة, حتى لايقعوا ضحيّة الاحزاب الدينيّة الطائفيّة القادمة من وراء الحدود مرّة اخرى.

عملاء ايران
معاذ البغدادي -

من الطبيعي ان يكون ولاء المجلس الاعلى للثورة الاسلامية لايران كون ايران هي التي اسست هذا المجلس ومولته ودعمته مادياً ومعنوياً وهذا كله امر مفهوم .. ولكن الغير مفهوم هو حكم هؤلاء للعراق على الرغم من معرفة الجميع ان هذا المجلس هو تابع لايران ويقوم بتنفيذ اجندتها في العراق .. ففي السابق كان العملاء يحاولن اخفاء عمالتهم ..

التوابين
Hamad al-Nuaimi -

لو يعلم العراقيون كم قتل المجرمون ; التوابون ; من أبناءهم الأسرى والضباط الطيراين لما تركوا لهم أثرا على أرض العراق التي ستلفظهم يوما واليوم قريب بعون الله . وحان الوقت لأن يفهم العراقيون الدرس كما أشار صاحب التعليق الأخ بلال الحارس وأن يسقطوا الأجندة الفارسية في العراق

الميليشيات الايرانيه
احوازى -

جميع الميليشيات المواليه فى ايران ساهمت و مازالت تساهم و بشكل كبير فى قمع التظاهرات و المناضلين من اجل الحرية فى ايران ( الاحوازيين و الاكراد على سبيل المثال لا الحصر ) حزب اللهفيلق بدرالمجلس الاعلى للثوره ...كل هذه الميليشيات شاركت بقمع انتفاضة الخامس عشر من نيسان فى الاحواز ...

عملاء
ابن البصره -

الحقيقه والواقع ان مايسمى بالانتفاضه الشعبانيه هي انتفاضة .....الايرانيين وبدر ومن دخل معهم وهونفس السيناريو الذي دخلوا الان مع القوات الامريكيه واقسم ان اغلبهم من الرعاع والمكبسلين وان مايسمى بمنظمة بدر فهي منظمه ارهابيه صرف ....وكذالك حزب الدعوه ...ام مايسمى بحكومة العراق فهي اعجز من ان تطرد ايراني جاسوس من ارض العراق وكذالك ان منظمة مجاهدي خلق منظمه تعمل لصالح العراق ضد العدو الايراني وما يخطط له المالكي وحكيم وحكومتهم الايرانيه التابعه لولاية الفقية فأنهم خائبون بأذن الله ...لعنة الله على الجواسيس والعملاء

لانستغرب منهم
ابو السيوف -

شكرا يا استاذ داود وشكرا لأيلاف ...ان حقيقة هذه الحكومة هي المهانة وهل هؤلاء تهمهم سمعة العراق وحضارته وتاريخه انهم عبارة عن مجموعة تتحكم بمقدرات دولة وخيرات الشعب وتوزع الكعكة بينهم حسب قوة الاحزاب المشاركة في العملية السياسية والمصنعة امريكو صهيومجوسية ومدى التمرغ في الخيانة والعمالة هل يهم هؤلاء اظهار الوجه المشرق لحضارة الرافدين ؟ ام ان كل وعاء بما فيه ينضح

برلمانيون
فارس -

شاهدت مقتطفات من اجتماع مجلس النواب العتيد وما شاهدته هو محزن ومخزي , نواب يدافعون في السنتهم وجوهر خطاباتهم هي مدفوعة الاجر فهذا من التوافق يدافع حاليا عن حركات استعملت العنف في محاربة الانظمه وهذا العامري ينبري للدفاع عن اقدس مكسب للعراق وهو الحفاظ على سلامة ايران وهذه نظرة الصغير وابتسامته الخبيثه وكأنها تتوعد المعارضين بمقبرة جامع براثا وهل استكملت كافة مستلزمات العيش الرغيد للعراقي حتى ندخل في مهاترات الدفاع او عدم الدفاع وكيف نفهم ان هنالك تحسن بالوضع الامني وهؤولاء يتصارعون بينهم ليعم الصراع الشارع العراقي كفاكم مزايدات وانتم يا جماعة الدليمي والهاشمي ام تكونوا مع الدوله او ترفعوا شعار المعارضه ولكم الحق فيما تختاروه اليس هو زمن الديمقراطيه وخلصونا من مزايداتكم ( السيد طارق الهاشمي . اليس الكرسي مريح عليكم وفراقه صعب

حتى الفلسطنيين ؟
عربي اصيل -

حتى الفلسطنيين قمعوكم يا كاتب يا مشهور ؟؟ و الله مساكين .. بس مو مشكلة بكرة تشتغل اللطميات .. و تمزيق الجيوب و يتحول ذلك الى تراث ..رب ضارة نافعة !!

سيخرجون
عراقي جنوبي -

ستخرج هذه المنظمة الارهابية من ارض العراق رغما عن كل شارب بعثي قريبا