أصداء

العملية السياسية والتقدم الأمني والدور العربي في العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

انخفض العنف في العراق إلى أدنى مستوياته مُنذ احتلال العراق، حيث أفلحت هذه المرة الاحصائيات التي أظهرتها التقارير العسكرية الأمريكية في الكشف عن واقع أغفله الإعلام العربي، بل وحتى ذلك المتشدق بالمصداقية والحيادية والمهنية( الإعلام الغربي).


التقدم الأمني بدأ بحكومة أنتهجت نهج العقلاء في التعامل مع الحدث، اجتثت المليشيات بدلاً من التمسك بشعارات زائفة، ونظريات صعبة التحقق على الأرض(اجتثاث البعث)، والجميع يعلم ان العديد من البعثيين يتولون مراكز متقدمة في الحكومة والجيش الحالي، ولاغرابة في ذلك فهم ابناء هذا الوطن، إن لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء.. وهكذا بدأت الحكومة تقاتل على جبهات متعددة من البصرة جنوباً ومروراً بمدينة الصدر، وليس انتهاءاً عند معركة (أم الربيعين) في الموصل الحدباء، واليوم في العمارة، وربما غداً في مناطق اخرى ساخنة؛ لإعادة أمنها المفقود.


وبالتأكيد فقد رافق ذلك التقدم الأمني سلبيات على أصعدة أخرى، منها الخجل السياسي، لجهة التطبيع بين القوى السياسية، والتي بدت خلال الايام القليلة الماضية تضع رجلاً على بساط العملية السياسية وتسحب أخرى، وكأنها تنتظر حدثاً أو معجزة ما تقلب الأمور لصالحها، وكأننا في صراع من أجل البقاء وتحقيق مكاسب أكبر.


فبعد أيام من انفراج سياسي شهده العراق مؤخرًا، تأتي تحذيرات جبهة التوافق من إحتمال إنهيار مفاوضات عودتها إلى الحكومة.. والحال كذلك ينطبق على القائمة العراقية، التي تتمسك بالعملية السياسية، ولكنها لاترغب في المشاركة بحكومة المالكي؛ لأسباب غير واضحة تماماً..! أما الكتلة الصدرية فحكايتها حكاية...! وهي على مايبدو راغبة في بقاء الحكومة تسير بقدم واحدة، حيث تزداد اثقالها كلما ازدادت المسافة..!


الدور العربي في العراق علامات استفهام وتعجب..
قيل في الدور العربي في العراق الكثير، وكم كنا نتمنى أن يُشمر العرب عن سواعدهم؛ للعب دور على طريقة حل النزاع في لبنان، عندما انتفض العرب للم شمل الفرقاء اللبنانيين في دوحة قطر، والتي ساهمت بدورها في فك عُقد السياسة اللبنانية المستعصية، وتحطيم قيود الخجل، ومكافحة بوادر الانشقاق التي أحدثتها اطراف خارجية، والتعجيل في تشكيل مناخات التقدم، وارضية المصالحة التي ستكون مهيئة لاستقبال الطوارىء المستقبلية.


الدور العربي في العراق لم يرتق حتى الآن إلى مستوى الطموح، الأمر الذي ساهم ـ وكما هو معروف ـ في تشكيل قوة خارجية غير عربية، كان لها الأثر الكبير، وإن كان خفياً، لكنه ساهم في تأخير التقدم الأمني والتقدم في عمليات إعادة الإعمار المنتظرة منذ سنوات.
وعليه فالعربُ، مسؤولون إلى حد كبير، عن مأساة التدهور الذي مرً به العراق مُنذ الإحتلال وحتى اليوم، ويبدو أن هنالك شبه اجماع عربي على ترك الوضع في العراق على ماهو عليه، وعدم التدخل لامن قريب ولامن بعيد؛ لغاية في نفس يعقوب..!


قد لاتكفي المؤتمرات التي عقدت وتعقد هنا أو هناك، لمساعدة العراق على النهوض من جديد، فهي مجرد علاقات عامة لا أكثر ولا أقل، وهنالك عدة آليات وقنوات عمل يمكن انتهاجها على جميع الأصعدة، واعتقد أن الجميع على معرفة تامة بها، فمثلما سُوي الأمر في لبنان بسرعة البرق وعاد كل شيء كما كان، بل ربما أفضل، يمكن أن يكون للعرب كذلك كلمتهم في العراق، أم أن البعض ولمصالح ما، يخاف أن يرفع صوته؟!

معد الشمري

maadalshemeri@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اه من الاعراب
الفراتي -

يقول السيد الكاتب ان العرب لايتدخلون في العراق فياليتهم حقا لايتدخلون بل ان تدخلهم وحركاتهم وسكناتهم كلها طائفيه بحته ففتاوى العرب وانتحاريهم واعلامهم قد قتل مئات الالاف من الابرياء العراقيين اللهم اكفنا شرهم

عيني أيران متقبل!!!
فادي أنس -

أخي الكاتب اخواني القراء أيران لها فضل كبير ودين لن تستطيع حكومتنا رده الا بالأنبطاح أمام الرغبه الأيرانيه للتحكم في كل شيء في العراق. قدم العرب مبادرات كثيره للخروج بالعراقيين من مأزقهم بل أكثر من مبادراتهم تجاه لبنان ومن هذه المبادرات مؤتمر القاهره ومؤتمر شرم الشيخ ومؤتمر مكه وتعيين سفير خاص للجامعه العربيه في العراق هو المختار لماني الذي وصف الوضع في العراق بأنه غير قابل للحل وتسائل عن أمكانية النجاح في تقريب وجهات نظر رئيس وزراء عراقي طائفي حتى النخاع ورئيس مجلس نواب يقف على حافة الجنون. الجامعه العربيه قالت مؤخرا أنها غير مستعده للمجازفه بسمعتها والدعوه لمؤتمر مصالحه لن يؤتي أي ثمار بسبب تعنت الحكومه. ثم قولوا لي بربكم من خطف سفير الأردن وفجر سفارته ومن خطف سفير مصر وقتله ومن خطف القائم بالأعمال الأماراتي ولم يطلق سراحه الا بعد أن ملأ جيوبه بأموال دولة الأمارات الشقيقه ومن خطف السفير المصري وقتله؟ أسئله سيجيب عنها التاريخ حتما. أما السؤال الذي يحيرني أكثر فهو كيف يتم خطف القنصل الأيراني من قبل تنظيم القاعده الأرهابي ثم يطلق سراحه بهدوء ودون شروط..ياناس العرب حاولوا كثيرا مساعدة العراق للخروج من محنته ولكنني واثق بصوره مطلقه أن حجم الدماء البريئه التي سالت في العراق لم يصل الى المستوى الذي تريده الحكومه وأئتلافها الحاكم يمكن بعد شويه!!!شكرا لأايلاف

الى الاخ فادي
ابن العراق -

كل ماتقوله عن مبادرات الجامعة العربية فيه شيءمن الصحة ولكن نحن العراقيين لانرى ان تلك المبادرات جدية بل ان اكثرها كان لرفع العتب لااكثر ولااقل وعليه ترى ان الاعراب لديهم حساسيةمما يجري في العراق بل هم متخوفون من الدخول بقوة لمساعدة العراق ولذلك يطالب العراقيون بالمزيد

الاعراب تيجان الرؤوس
بلال الحارس -

عزيزي الكاتب, ليست المشكلة في العرب بقدر ماهي مترسخة في نفوس العراقييّن, فما زلنا حتى اللحظة نكذّب ونماطل و نراوغ فيما بيننا, ونشتم و نسبّ احدنا الاخر بسبب و بدون سبب, و نصل الى الحدّ الذي نفجّر فيه مناطقنا الآهلة بساكنيها فوق رؤوسهم لنتهّم الاخرين بذلك من اجل مكاسب ماديّة رخيصة (تفجير الحرية الاخير) و لسنا جاديّن مع انفسنا من اجل المصالحة, ثم نعود لاشباع العرب انواع السباب و الشتائم و نسمّيهم(الاعراب) تحقيرا و تصغيرا.. ونريد منهم بعد ذلك ان يساعدونا؟ علينا قبل كل شئ ان نطهّر نفوسنا ونحدد هوّيتنا, هل نحن عرب ام عجم؟ ثمّ نحزم امرنا,فأذا كنا عجما فلنترك (الاعراب) ومشاكلهم, اما اذا كنا عربا فليخرج الايرانييّن و مريدوهم من البرلمان و ليذهبوا في خدمة ايران فهي احوج ماتكون لهم قي ايّام شدّتها هذه, ثم يأتي دور العرب الحقيقي و الجاد للوقوف بجانبنا و هم اهل لذلك.