من أبدل السنابل بالقنابل؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كان الطريق إلى جزيرة السندباد ممتعاً ومسلياً، وكانت بيوت المعقل تفوح منها رائحة الورد الزكية، إذ كان الناس يهتمون بزراعة الورد وخاصة الجوري... ذات مرة خرجنا من المدرسة في اتجاه تلك الجزيرة مشياً على اﻷقدام،وفي الطريق المحاذي لمحطة القطار تجرأ أحدنا وقطع وردةً من الحديقة،فطاردنا فلاح عجوز بسرعة فائقة حتى أمسك بزميلنا الذي شعر بالخوف، وبين الترقب والقلق حسم الفلاح اﻷمر وطلب منه أن يغرس برعماً، حينذاك شعرنا بشيء من الاطمئنان واقتربنا من العم الفلاّح وطلبنا منه أن يعلمنا ماعلم به صديقنا.. استمتعنا بالعمل وراحت أناملنا تغوص في التربة،ثم أخذ الفلاح يشرح لنا علاقته باﻷرض والغرس والنبتة.
تواصلنا في علاقتنا مع العم ونقلنا تجربتنا إلى بيوتنا، وبعد فترة ليست طويلة رأينا البراعم التي غرسناها تحمل ورداً عطراً، ففرحنا كثيراً وصرنا نواطير مخلصين لجهدنا نحرس الورد والغرس.
تغيرت اﻷحوال ومن يغرس الورد الآن يصبح مطلوباً للعدالة، فالورد قد يهدّد أمن الوطن أو يضّر بصحة المدينة، والعصابات المرخصة وغير المرخصة متفرغة لمراقبة من يحاولون إعادة الساعة إلى الوراء، إلى زمن الورد والنخل واﻷعناب.
الورد يمنحنا السلام ويعيد إلى قلوبنا الصفاء.. تعالوا نناضل من أجل زراعة الورد والنخل والشجر..دعونا نعيد الفراشات إلى مدينتنا، فالفراشات لاتعود من دون حدائق.. هيا ياصغار.. البصرة تناديكم واﻷنامل التي تحمل الورد لاترفع كفها الة القتل.
أراد بحارة بصريون أن يقضوا وقت استراحتهم بمنافسة ما، فقرروا اصطياد الطيور التي كانت تحيط بساحل شط العرب، وعندما تقدّم اﻷول وصوّب بندقيته نحو الطيور،فرّت خائفة مذعورة وحلقت بأجنحتها بعيداً،وفي لحظة خوفها وفزعها تذكرت أن حامل البندقية (بصراوي) فعادت وحطت على كتفيه وواحدة على فوهة بندقيته،ﻷن هذه الطيور تعرف جيداً أن بندقية البصراوي محشوة بالسنابل والزهور.. أتساءل الآن..من أبدل ذخيرة الحياة والحب والسلام بذخيرة الموت؟..من أبدل الزهور بالمتفجرات والسنابل بالقنابل؟
عندما تمر بجانب البيوت البصرية تداهم أذنيك أصوات أنين مختلفة اﻷنغام،لكن صوت اﻷم يبقى عالقاً في الذاكرة..أُمّ تردد بصوت تبكي له اﻷرض..صوت يولد من رحم الفجيعة حزناً على ولد فقدته في كبره..تردد في لحظة اغتياله الترديدة نفسها التي رددتها في لحظة ولادته ( صباحك بي صباحين.. صباح اليطرد الشر وصباح الكحل للعين)
ما أصعب أن يحكم البصرة اللصوص ويلوذ بالفرار أصحاب القانون!
البصرة مدينة الحب ولايمكن للحب أن يحيا فيها قبل أن تموت (البطة) ويسكن أصحابها مزابل التاريخ.
جاسب مجيد
التعليقات
فينيسيا الشرق
داليا فخري -البصرة مدينة لايمكن لاحد يزورها وينساها وجزيرة السندباد احلى جزر الارض لكن مع الاسف فقدنا البصرة وهاجرت العقول والناس الطيبة الله يحفظ بصرتنا الحبيبة ويحفظ اهلها
الفيحاء المحروسة
احمد عبدالله -تبقى البصرة فيحاء ومحروسة مدينة محبة وتعاون ونخوة
السنابل
خليل ابراهيم -اليوم تفوح منك رائحة الجوري يا حبيبي جاسب لانك جعلتنا نعيش الجنائن وانت اهلا للغرس و الانبات واكيد الكل يعلم من الذي ابدل السنابل بالقنابل ومن يخاف السلام والحب
البصره هي العراق
فادي أنس -خدمت لمدة سنتين في اليصره كجندي في الجيش العراقي وكانت صورة أهل البصره الطيبين أحلى صوره في مخيلتي قبل ن تطأ قدماي أرضها وقبل أن أعرف البصريين. وعندما عرفتهم عن قرب أصبحت صورة المدينه وأهلها أبهى وأجمل من ذي قبل, فذات يوم سألت أحد أصحاب المتاجر عن عنوان صديق لي من أهل البصره فما كان من صاحب المتجر ألا أن غلق متجره وأصر على مرافقتي الى بيت صديقي تاركا مصدر رزقه حتى تأكد من وصولي الى صديقي ثم عاد الى متجره. هذه صوره من كثير مما تختزنه ذاكرتي عن البصره وأهلها فماذا جرى بربكم أيها البصريون؟؟؟ هل رحلتم أيها الطيبون من أرضكم وسكنها القتله وشذاذ الآفاق من بعدكم؟؟؟ شكرا لأيلاف
بصرة السندباد
ابنة البصرة -من زمان قديم والبصرة تسمى مدينة الطيبة والمحبةو الفرح والكلمة الحلوة العذبة والقصيدة الرائعة الان في البصرة يغتالون الصحفي وصاحب كلمة الحق شكرا لايلاف لانها ابحرت بنا الى ايام السندباد جزيرة المحبة والرومانسية انا اليوم ابكي اخي الذي اغتالته بطة البصرة لانه شريف يرفض ان يكون خائنا او قاتلا شكرا لكم مرة اخرى والرحمة والغفران لشهدائنا
سطورك..
نهلة البياتي -بعدما شعرت ان الغيم صار بخيلا على ارضيبعدما صارت شموعي منطفية وفرحي كان منفيااليوم بسطورك ازهرت في داخلي مليون سنبلة امل ونشوىفهنيئا لك يا بصرة السياب بقلب الوفاء جاسب الذي بقى مغروسا على جرف شط العرب.. شط الصدق والخير لانه عنوانك الابدي يا ابدع سنبلة يا جاسب