أصداء

ماذا تعني الإستكراد؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يشيع في بلاد مصر والشام والعراق إستعمال كلمة الإستكراد، ويتداولها العامّة للتعبير عن موقف أو حال. ولكي يثبت المرء في هذه البلاد أنه ليس غبياً أو بهلولاً، في حديثٍ أو مجلس أو معاملة، يلفظها علناً دون تردد: أنا لست كُردياً (مانّي كردي، وفق اللفظ العامي)!


وإذا أراد الواحد أن يثبت للآخر إنه ذكي وليس أحمقاً حتى تنطلي الحيلة عليه، يحذره: ما تستكردني!
وإذا رأى أحدهم شيئاً غير معقولا، أو ليس بمألوف من شخص ما، يسأله مستنكراً: كردي؟
وكلمة الإستكراد مشتقة من لفظة كُرد. ومعلوم أن الكُرد إسم هذا القوم الذي يسكن كُردستان، ويُعرف الآن بالشعب الكُردي.
الإستكراد لفظة مؤذية جداً للأكراد، وهم يسمعون الناس يتبرأون منهم لكي يثبتوا أنهم ليسوا حمقى!
وأثناء إقامتي في سوريا وفي لبنان لأكثر من سبعة أعوام، كنت أسمع بشكل مستمر هذه الكلمة بين الناس. ومرة وأثناء الحديث مع شخص لبناني، لم تعجبه مسألة تحدثت بها، فاستنكر عليّ سائلاً: " شو كردي"؟!
نعم كيف عرفت؟ أجبته وأردت الإستمتاع بالموقف، وبدا الرجل محرجاً!

في الواقع لا يمكن تعميم الصفات والأوصاف على الشعوب والجماعات. فليس هناك شعب ذكي وآخر أحمق. قد يكون شعبٌ ما أكثر حظاً في الحياة لعوامل وأسباب معينة، لكن الشعب الذي يعيش البؤس والحرمان، لا يعني أنه غبي أحبطه إسعاف العقل من قلّة!
ولكن حتى مع هذا، فهناك شعوب أكثر فاعلية في صناعة التأريخ. والأمر قد يكون لعوامل كثيرة ومختلفة. على كل حال ليس ذلك بموضوع المقال.

الأكراد لهم تأريخهم، وقد صنعوا وساهموا في بناء التأريخ في مراحل مختلفة، وقدموا شخصيات مهمة على أصعدة شتى في التأريخ القديم والحديث، ليس على نطاق كُردستان فحسب وإنما على صعيد المنطقة برمتها.
فإبن صلاح الشهرزوري، والحافظ العراقي، وإبن خلكان، وأبناء الأثير، وصلاح الدين الأيوبي، وقاضي القضاة كمال الدين الشهرزوري، وأبا مسلم الخراساني، وأحمدي خاني وغيرهم كثير في التأريخ القديم كانوا أكرادا.
وفي التأريخ الحديث هناك مشاهير الأكراد مثل كريم خان زند، وبديع الزمان سعيد النورسي، والزهاوي، وإبراهيم هنانو، وعصمت إينونو، وضياء كوك ألب، وجنبلاط، والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، وفاضل رسول، والشيخ علي القرداغي، وبرهم صالح وقادة سياسيين وعسكريين منذ تأسيس الدولة العراقية والتركية وإلى يومنا الراهن.
وكيف إذاً يتفق وصف الغباء المعنون بالإستكراد، مع ما قدمه هذا الشعب من شخصيات مهمة على مرّ التأريخ؟!

قد يستغرب الجميع أن كلمة الإستكراد التي خرجت من عند المصريين أولاً، كانت في بداية الأمر مديحاً ولقباً يُطلق للمجاملة على غير الأكراد، تقديراً لهم ومبالغة في إحترامهم.
فالأكراد الذين حكموا مصر والدول المجاورة لها أيام السلطان صلاح الدين الأيوبي، إشتهروا بالعدل والمعاملة الحسنة مع الناس. على أن الحكام والقادة قبلهم كانوا على نقيض من ذلك برفع الضرائب على العامة، وضربهم وتعذيبهم، وتوددهم للإفرنجة الذين لم يلقوا من عامة المسلمين سوى الكراهية والرفض.
الأكراد إذْ لم يتساهلوا في مواجهة الصليبيين وإذاقتهم الخسران والهزائم، لانت وتواضعت نفوسهم لعامة الناس في مصر وغيرها من الأمصار.


واقترنت الناس العدل والأخلاق الحسنة بالعنوان الكُردي، نظراً لكون الحكام والقادة الكبار في الدولة أكرادا. فأسد الدين شيركو، وصلاح الدين الأيوبي، وقاضي القضاة، والقاضي الفاضل، وقادة الديوان والجيش والمؤرخون في معظمهم كانوا أكرادا.
ومن هنا فإن الناس البسطاء في مصر كانوا يجاملون الشرطة، وحراس السجون، والضباط الصغار في الجيش من المصريين بإطلاق اللقب الكُردي عليهم، لتبجيلهم وتعظيمهم عبر تشبيههم بطبقة الحكام والأشراف في الدولة.
والسبب في أغلب الأوقات من وراء التبجيل والمديح، كان من أجل تجنب الأذى من الشرطة وحراس السجون، وأحيانا في سبيل نيل الحاجات.


وحين كان الواحد يطلق لقب الكُردي على أي شخص في ذلك العهد، كان يعني بمثابة تشريف للمقام وتعظيم للشأن.
وللكلمة اليوم عند اللبنانيين والمصريين وغيرهم مفردات أخرى من قبيل: يا خواجة، يا ريّيس، يا طيب.
لكن المصريين أفرطوا في إستعمال المدح لرجالهم بالوصف الكُردي، حتى كان السارق، والمحتال، والزاني، ومن إرتكبوا جرائم مختلفة يتوسلون إلى سجّانيهم وشرطتهم أن لا يعذبوهم، بإطلاق اللقب الكُردي عليهم: أنت كُردي ولا تظلم، أنت كُردي أي أنك طيب متسامح.


لكن الشرطة وحراس السجون الذين كانوا يصرّون على إذاقة هؤلاء العذاب والضرب، كانوا يردون فوراً: تستكردني، أنا لست كردياً وأشبعك الضرب!


وهكذا بمرور الزمن تبدل المفهوم الكُردي من مديح إلى معنى قبيح. وأصبح القول أنت كُردي، حيلة لنيل مرام غير مقبول.
وحتى يتخلص المسئول أو القائم على الشأن من الإحراج كان يجيب: لا تستكردني، أنا لست كُردياً!
وهكذا وـ ربّما ـ لسوء حظ الأكراد وطالعهم، أصبح عنوانهم الذي أوحى بالمجد والمديح، إلى كلمة متداولة لدى عامة شعوب المنطقة، تحمل معنى خجلوا منه كثيراً بدل أن يفتخروا به، لتقطُع أسباب معرفة أصول الكلمة عندهم!

والفضل في هذا المقال يعود إلى المؤرخ العربي المعاصر محمد حرب، ومقاله في ملف خاص عن القضية الكُردية، في المجلة الدولية الفصلية برئاسة بطرس غالي، في عددها نهاية عام 1999 بمصر، وكذلك بالإستفادة من تحفة العجائب وطرفة الغرائب لإبن الأثير، وإبن شداد في النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، والعماد الأصفهاني في خريدة القصر وجريدة العصر.
ومنذ تسعة أعوام وأنا أعرف هذه المسألة، لكن الكتابة فيها تأخرت بسبب الإنشغال بمسائل وقضايا أخرى ملحّة وساخنة.

علي سيريني

alisirini1@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليست كراهية
خالد (عربي شوفيني -

الأخ الكاتب لا داعي لأخذ كل شي على محمل الجد لأن مثل هذه المقولات مجرد تعابير استقرت في المجتمعات منذ زمن نتيجة ظروف قديمة و اليوم الناس يرددونها بحكم العاده لا الكراهية و هي ليست حكراً على الاكراد فقط بل تجد عبارة "انت شايفني راكن الفيل بره" مثلاً بالإشاره الى الهنود و تجد حتي في داخل كل بلد منطقة معينة تصبح منطلق للتنكيت مثل الصعايده في مصر او الزهرانين في السعودية او الطفيلين في الأردن و غيرهم...

مقال جميل يا استاذ
مصطفى ابراهيم/العراق -

كنت منذ مدة اتساءل عن اصل الكلمة (تستكردني) وسألت بعضهم وكان الجواب سفيها عنصريا, واقع الحال ان الكرد شعب طيب مثل العرب والترك وغيرهم الا ان افعال بعض الاحزاب الكردية المتاجرة بالقومية العنصرية ادت الى نفور البعض من الكرد ككل, ندعو الى اصلاح الحال بين المسلمين والى اخوة تتجاوز التعنصر القومي الممقوت. شكرا للكاتب ولايلاف

تعليق
أبو سفيان -

جنبلاط كردي !!أرجو يا أستاذ علي أن ( لا تسكردني ) على كل مبروك عليكم، المهم لاتزعل.في بلاد الشام هناك كثير من النعوت الإحتقارية من قبيل ( حوراني أو متوالي: المقصود الشيعي أو كردي ، وإذا كان المرء ذكيا جدا قيل عنه حمصي أو كردي، ويتضمن قاموس الشتائم لفظة (بابا حسن) : ويقال أنها تاريخياعبارة عن شتيمة أموية للإمام علي ..وهكذا ، لفت نظري مثل شامي يطلق على من لايجيد صنعته،فيقال : تعلم البيطرة بحمير الأكراد؟؟ كل ما أرجوه أن يتفق العرب والكرد، لإزالة التميز العنصري الذي مورس بحق الحمير ، على طريق تحقيق المساواة والحرية ومقاومة الإستحمار وأذنابه ( مع الإعتذار )

امة الكرد
كمال البالاني -

ان هذه الظاهرة موجودة فعلاً في المجتمع المصري على وجه الخصوص ويبدوا أنهم لا يعرفون معنى ما يقولون ويتصورونها كلمة متداولة مثل بقية الكلمات الشائعة والتي لا تعرف معانيها ، شكراً للاخ كاتب المقال على هذا التوضيح واتمنى من الاخوة المصرين مراعاة ما يقولون لاننا اخوة اولاً واخيراً

تستحقوا
الكردي الاردني -

المشكلة الرئيسية وقاداته عبر التاريخ دافعوا عن نصرة الاسلام ونسوا قوميتهم ,ان صلاح الدين الايوبي كان اغلب مقاتلي وقياديي جيشه كانوا كردا , ولكن العرب استغل الدين الاسلامي وعمل على تعريب كل شي , ونسوا فضل الاخرين عليهم واحسنوا في سب القوميات الاخرى وخاصة الشعب الكردي . ان ماوقع فيه العرب الان تحت ايد 4 ملايين يهودي خير دليل على ذلك .

شكرا
J.O.MD.PHD -

اشكر كاتب المقال علي سيريني على هذا الايضاح..

اول مرة
واحد كردي -

لاول مرة يا علي تكتب بنوع من الانصاف، وعليك دوماً أن تستفيد من تجاربك، ومع ذلك هناك لمز وغمز من آخرين. لم تستطع لبنان ولا سوريا محوها، والله هو المعين

بدون تعليق
شيروان -

شكرا على مقالك هذا عسى ان يفهم الذين يستهزون بالاكراد ان يفهموا يوما لو لا الاكراد وقائدهم العظيم صلاح الدين كان شأن المنطقة الان اخذ شكلا اخر..

الکردية لا تنجب ظالم
سومرية من خانقين -

ربما تکون هذه المقالة اقرب الی الحقيقة، فالاکراد لم يحتلوا ارض احد ليتوسعوا علی حساب شعوب اخری او ليقوموا بابادة شعب اخر بهدف السيطرة واستعلاء المناصب لغايات فردية کما فعل العرب والترك والفرس الممتلئة تاريخهم بالسواد لغرض بقائهم علی مدی التاريخ، بدليل انه لم تحسب لهم حساب ،شآن کل شعوب الدنيا لانشاء دولتهم الخاصة بهم،وطلعوا من المولد بلا حمص کما يقال.فراحوا بالرجلين. فالامبراطورية الفارسية حکمت لقرون من الهند والسند شرقا لحد اطراف اليونان غربا ومرارا بمصر والسودان جنوبا، ومن بعدهم العرب في عصور الدولة الاسلامية، ربما کان هناك قادة اکراد فيهم ولکنهم اذابوا هويتهم فيها فاضمحلوا ونسيوا انهم غير قوم هؤلاء ولکن لا من مجيب يسمع فکلمة الله هي العليا ،حتی الاتراك العثمانيون حکموالاکثر من 400 عام کل الدول العربية. کل هؤلاء الذين حکمواوبقوا سنين طوال يحکمون او يظلمون وينتهکون کل الاعراض والاديان صار لهم مقام وشآن عظيمين، فالحاکم ان لم يظلم الناس بجبروته لن يبقی. الحاکم الکردي عادل عدل السماءوباقي بقاء الله في الدنيا اوالاخرة. انها رسالة فخر لآمة لا تنجب ظالما ليبطش ويهتك کما فعل ويفعل الاخرون. الاکراد اوفی واسلم بني البشر لانهم انقياء نقاء الماءالصافي. فلا خير في حاکم ظالم لدولة ما يدخل في النهاية کغيره الی مزابل التاريخ حيث لا تمجيدات دنيوية بل تلعينات آخروية. قبل ن انسی اريذ ان اضيف شيئا آخر بان في کل دولة فکرة عن قوم تختلف عن الاخری وهذا ليس قياسا للحکم المستبق علی کل القوم وانما جهلا اعمی وانطباعا خاطئا.فمثلا هنا في اوروپا يعرف الترکي بالغباء ،اذا ما اراد شخص ما ان يذکر ويقول کلمة غبي ،سرعان ما يقول تركي ويقصد به غبي ،فکل امة لها فکرة خاطئة متآصلة لها علاقة ربما بالحالةالثقافية واختلاف لوجهات نظر الآخرين وافکارهم او لخبرات ضعيفة.

معلومات قيمة .
جميل موسئ -

الشكر و الف شكر للكاتب علئ التحليل الموضوعي لهذه النقطة ( الشعب الذي يعيش البؤس والحرمان، لا يعني أنه غبي أحبطه إسعاف العقل من قلّة ) . وارجوا من الكتاب والقراء في الشرق الاوسط ابداء ارائهم في هذا الموضوع .وصدق الشاعر احمد شوقي ( كردي الاصل ) عندما قال . وللحرية الحمراء باب بكل يد مدرجة يدق .

ليس كل يقال صحيح
سلام فيلي -

في الوطن العربي كلامك صحيح ولكن خارج هذا الوطن ينظر العالم الى العربي او تركي اسوء ما هم ينظروا العربي او تركي لنا وهذا كافي .انت الان في اورباالا تشكر ربك بانك كوردى وليس ...

انقاذ
ابو محمد -

سيديفي ستة 1984 عندما انقذت شخصامجروحا في جبهات القتال حينما تخلت عنه جماعته وضعته على كتفيعندما تعبت وضعته على الارض قال لي لاتتركني لانك كردي هده الكلمة جعلتني انفذه من الموت ولان حييرزق .

الأكراد شعب عظيم
فؤاد شباكا النوبى -

من بين الكلمات المهينة التى كنا نسمعها فى مصر كلمة الاستكراد، كروديا، أو مستكرد ... ومن بين فاقدى الذوق كانوا يطلقون بتعال واستكبار، ومن منطلق مزعوم هذه العبارات المستهجنة، في حالة تعرض شخص ما إلى الاستهانة... مثلا يقال لشخص ما "انت كروديا" أو استكردك شخص ما ... فالشعب المصرى كثيرا ما يستعمل كلمة الاستكراد بين الفينة والأخرى ـ ومع مرور الزمن عرفنا معانى هذه التسميات اللاإنسانية ، والتى تحمل بين طياتها معانى عنصرية نتنة ضد شعب مناضل قوى يملك رسالة عظيمة، رسالة التضحية والفداء/ فؤاد شباكا النوبى

ماذا تعني كلمة أستكر
ألكردي ألاردني -

أقرأ تاريخ صلاح ألدين جيدا لتجده بطلا من ورق سلم فلسطين لليهود مرتا ثانية لقد شبعنا من أن صلاح ألدين كرديا ونحن نعرف بأنكم لاتحبوه لئنه كان تابعا لمذهبيته ودينه ولالقوميته حاسبوه أذا أرتم وحاسبوا ألتاريخ وكان ألعالم ألاسلامي لم يلد ألا صلاح ألدين ليس لئحد فضل علينا نحن أمسلمينأو ألعرب بل نحن أصحاب ألفضل على ألاخرين وجعلناهم يعبدون ألله بعد عبادتهم للنار-بسم ألله ألرحمان ألرحيم أنا أنزلناه قرئاننا عربيا-ومحمد - رسول ألله عربي وألصحابة عيهم رضوان ألله عرب وخالد أبن ألوليد عربي وطارق أبن زياد عربي وهارون ألرشيد عربي وألاف ألاسماء ألتي نفتخربها من ألفاتحين فلا لئحد فضل على امة ألاسلام بل أمة ألاسلام لها ألفضل على ألاخرين-شكرا أيلاف

قراقوش
المعلم الثاني -

أتفق مع معظم ما ورد في المقال. أتفق أيضا مع الكاتب في التنديد بأشكال العنصرية...لي ملاحظة صغيرة...لم يعتبر المصريون الأكراد مثالا للعدل فقد أساء صلاح الدين (المرتزق) معاملة الفاطميين واستولى علي الحكم وأغلق الجامع الأزهر في القاهرة لمدة سنتين و فرض بالقوة المذهب السني على المصريين المسلمين الذين كان جلهم من الشيعة في ذلك الوقت،كذلك أساء معاملة القبط بشهادة كل المؤرخين العرب في زمانه (انظر المقريزي..) ! فصورة صلاح الدين عند بعض الغربيين مختلفة تماما عن صورته عند من الشعب !! ولا زال أهل مصر يطلقون لقب (قراقوش) على كل حاكم ظالم مستبد ...قراقوش هو بهاء الدين قراقوش الكردي وزير صلاح الدين الذي تتذكر الأجيال وحشيته التي فاقت ظلم المماليك والترك !!!

صُنع بالأكراد ما ???
mohamed aziz zamdar -

لا بدّ عند النظر في قضية أي فريق من أبناء الجسد الإسلامي الواحد من العودة بالعضو إلى جسده أولا. والأكراد بهذا المنظور جزء لم يكن من الممكن فصله عما سواه في عصور سيادة الإسلام وحضارة المسلمين، أيّام برز العلماء الأفذاذ من مختلف الأنساب. فلا يستطيع أن يُفصل من تاريخ الإسلام والمسلمين ما صنع شيخ الإسلام ابن تيمية، أو المؤرّخ الكبير ابن الأثير، أو العالم الفقيه ابن حجر، أو السلطان القائد صلاح الدين الأيوبي، وبعضهم من الأكراد نسبا على الأرجح، وبعضهم بصورة قاطعة كصلاح الدين، وسواه من قائمة طويلة، مثل عيسى الهكاري، وكمال الدين الهرزوري. وكذلك نساء نابغات في ميادين العلم والمعرفة، مثل شهدة الدينورية وعائشة التيمورية، وأسماء وجويرية ابنتي أحمد الهكاري. هل نعلم من تاريخ البشرية اندماجا عضويا كاملا في بوتقة الإسلام أكثر من هذا الاندماج الذي يجعل بعضنا يتساءل: هل كان هؤلاء من الأكراد فعلا أم من العرب؟ هل نتصوّر من منطلق منهجي أو عاطفي أو حتى تعصبي إمكانية أن نقول: هذا الجزء من تاريخنا الإسلامي جزء عربي، وذاك كردي، وذاك تركي أو فارسي؟ إنّ إعطاء وصف من هذه الأوصاف القائمة على النسب وحده، أو على اللغة، أو على الزعامة والسيطرة في حقبة من الحقب، أو على التاريخ، أو على الأرض.. لا يعني الكذب على التاريخ والحق فقط؛ بل يعني في الوقت نفسه ضربة موجّهة إلى مصالحنا الذاتية الآنية والمستقبلية. الأرضية المشتركة لقد تعرّض شعب الأكراد المسلم إلى هضم حقوقه الأساسية على كل صعيد، وتعرّض للمجازر الدامية، وأصبح في الفترة الراهنة بصورة خاصة ما بين السندان والمطرقة، داخل لعبة دولية إقليمية خطيرة، حتى لتكاد الأحداث الجاريةُ توهم المخلصين الصادقين بعدم إمكانية الوصول إلى رأي صائب قاطع في هذه القضية. فإذا سئل مخلصون من الأكراد عمّا يصنعه بعض زعمائهم، وقد يوصل البلاد إلى السيطرة الأجنبية المباشرة.. جاء الجواب بصدق: وما عساهم يصنعون بعد أن صُنع بالأكراد ما صُنع؟ وإن سئل مخلصون من غير الأكراد عمّا يتطلّع إليه الأكراد من أهداف مشروعة، وحقوق مهضومة.. جاء الجواب بصدق أيضا: وهل يمكن تحقيق مطالبهم، وفصل قضيتهم بذلك عمّا يمكن أن يترتّب عليها في المنطقة بمجموعها؟ إنّ طرح القضية في صيغة "معضلة" لتبرير كلّ ما يمكن أن يجري تحت عنوانها هو بحدّ ذاته جريمةٌ تُرتكب في حق الأكراد وقضيتهم وشعوب المن

شخصية كوردية عالمية
محمد تالاتي -

كان قدر يلماز غوناي الملقب بالاب الروحي للسينما الكوردية واحد المخرجين العالميين الكبار، أن يولد في بلد يمنع فيه استخدام لغته الأم ... فقد ولد هذا المبدع الكبير والروائي والممثل والمخرج الرائع يلماز بوتون سنة ١٩٣٧ في قرية ينيجة في كوردستان تركيا واتخذ لنفسه لقب Guneyالكوردي ومعناه المسكين ....نشأ الصبي غوناي كسائر صبية قريته واشتغل في الزراعة والعمالة وشاهد مقتل والده سنة ١٩٥٨ .... بدأ مشواره مع الكتابة واصدار النشرات ليدخل السجن ولأول مرة أثر نشره لقصة قصيرة ، قضى في السجن ١٨ شهراً ثم نفي الى قونية ، ليبدأ مع الروايات وكتابة السيناريو ليدخل السجن مرة أخرى اثر اصداره لسيناريو (زهرة الصحراء) حيث اتهم بالترويج للأفكار اليسارية . بدأ رحلته مع السينما في ١٩٥٧ كمساعد مخرج لفلم (أبناء هذا البلد) ومن بعدها اشتغل كممثل في ٤٠٠ عمل سينمائي منها ١١٠ فلما بدور البطولة كما أخرج ١٨ فلما سينمائياً. وكانت تركيا تشارك المهرجانات السينمائية الدولية من خلال أفلام غوناي ، وكان تكريمه يأتي دائماً من خلال القاء القبض عليه وزجه في السجن كما حصل معه حين أخرج فلم (غداً هو اليوم الأخير) .... نال يلماز غوناي ١٧ جائزة سينمائية ممثلاً ومخرجاً ...,لكن أهم جوائزه بالطبع هو حصوله على السعفة الذهبية في مهرجان كان عن اخراجه فلمه الرائع الشهير (الطريق) ......هذا الفلم السياسي الذي كان يتابع قسماً من أعماله وهو في السجن ثم أكمله حين هرب من السجن ليتوجه الى فرنسا ويؤسس مع زملائه المعهد الكوردي في باريس ، وكان اخر اعماله هو الفلم السينمائي (الجدار) . اسقطت الحكومة التركية جنسيته فعرضت عليه الحكومة الفرنسية الجنسية الفرنسية،لكنه رفضها.توفي يلماز سنة ١٩٨٤ في باريس وشارك في تشييعه كبار الشخصيات الثقافية والسياسية في فرنسا الى جانب الآلاف من محبيه .وكثيرا ما تبدو حياة المبدع الكوردي الشهير اقرب الى الاسطورة،فهو الذي طلع من حضيض الفلاحين الفقراء في الجنوب ليصبح خلال فترة قياسية واحدا من السينمائيين الكبار الاكثر حضورا في السينما الاوروبية.وفي ربيع 1974 كان يلماز غوناي في احد السجون التركية وكانت هناك محاولات كثيرة يقوم بها مثقفون ومناضلون اوربيون لدفع الحكومة التركية لاطلاق سراحه،في ذلك الوقت كان المخرج اليوناني الاميركي الشهير المولود في تركيا ايليا كازان في جولة في مسقط رأسه برفقة الروائي الكور

الاستضعاف
mohd amin -

انا اسمع كلمة الاستكراد في بلادالشام وفلسطين بمعنى الاستضعاف وليس الاستغفال او الاستصغار كما يذهب الكاتب, مع جل احترامي وتقديري للاخوة الاكراد, وفي النهاية هناك دائما في كل شعب الابيض والاسود, السالب والموجب,الخير والشر .. والمشكلة هي في ميل البعض, خاصة في منطقتنا , الى التعميم الذي كثيرا ما يظلم هذا الشعب او تلك الطائفة او ذاك المذهب .

كروديا
عمرفرهادى -

عندما يذكر الاخوة المصريون لاتستكردني اى لاتحسبنى مغفلا اة ابلها والكلمة مستقاة من كلمة (كروديا 9االايطالية او اليونانية وليس من الاكراد وتعنى اغبى او البله

كل هذا بسبب كلمة؟؟
ريما علي -

لم ليكن صلاح الدين او غيره ان يحكموا او ينتجوا بين العرب لولا ان الشعوب العربية والثقافة العربية ثقافة متسامحة ورحبة احبتهم واحتوتهم منذ ان اتى الاكراد الى الشرق الأوسط من موطنهم الأصلي بجبال القوقاز. وصلاح الدين الكردي لم ليكن يحقق انتصاراته لولا جيشه العربي الذي وضع افراده حياتهم وهي اغلى مايملكون تحت امرته. الأمر الان لدى بعض الاكراد يتعدى مسألة كلمة لقد ارتكب الاكراد الكثير من الجرائم بحق العرب بالمناطق التي سيطروا عليها بشمال العراق لا لشيء الا لأنهم عرب.

.......
العراقي -

متى يفيق الكرد من احلامهم المزعومه بان لهم دوله وتاريخ?

الی 15 المعلم الثاني
سومرية -

لقد خان الوزير قرقوش صلاح الدين لذلك تخلص منه،للتذکير : الخيانة والنفاق ليست من لغة الاکراد.

الى فؤاد شباكا
العراقي -

هذه القيادات الكردية كارتونية لا أكثر، وهم تحولوا الآن إلى (تجار ) يريدون أن يملأوا جيوبهم بأية طريقة كانت، وبالتالي فإن ما يسمى بـ(القضية الكردية) أو الكردايتي أصبحت -- يركبها هؤلاء الرؤوس حينا وينزلون منها حينا آخر لزيادة أرصدتهم في بنوك أوروبا وأمريكا، ويكفي أن نعلم أن برزاني أصبح يملك أكثر من (2) مليار دولار والطلباني عنده أكثر من (400) مليون دولار وهذا كشفه كاتب وصحفي الأمريكي مشهور مايكل روبين من معهد أمريكان انتربرايس قبل شهرين تقريبا

ريما علي الی20
سومرية -

الاکراد هم من بنوا الحضارة الانسانية منذ الازل في بلاد ما بين النهرين في‌ سومر واکد وبابل اولی الحضارات علی وجه الکون. فتسامح الاکراد مع کل الاقوام التي سکنت قربهم مثل العرب الذين جاؤا من الجزيرة العربية ايام الفتوحات من بداية 600 ميلادية تقريبا وسرقة هؤلاء لارضهم وماءهم ادی الی ما نحن عليه الآن. فلا تفتري علی نفسك بالمزيد من عدم المعرفة.

يا للمفارقة
سردار -

تعالوا إلى كردستان لترون بأنفسكم التجربة الديمقراطية الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط، والإعمار والأمن والأمان التي ينعمون بها بفضل فطنتهم وتداركهم للأمور وتعاونهم وتآزرهم فيما بينهم، في الوقت نفسه نرى أن الآخرين منشغلون بالصراعات والحروب الطائفية والمذهبية مدمرين البلد ويريدون العودة بالعراق إلى العصور الأولى

صُنع بالأكراد ما ???
mohamed halabjayi -

قبل عشرون عاما، أقدمت السلطات العراقية و حسب خطة مدروسة بقصف العديد من القرى و القصبات الکوردية بالغازات الکيمياوية إنتقاما للخسائر التي ألحقت بقواتها في جبهات القتال، مما أدى إلى سقوط الآلاف من المدنيين أطفالا و نساء و شيوخا، لا لذنب إقترفوه إنما لمجرد کونهم کوردا، و لم تنجوا من تلك الهجمات الکيماوية حتى الطيور و الحيوانات. أشرس حملة قامت بها القوات العراقية هي قصف طائراتها لمدينة حلبجة بالغازات الکيماوية، حدث ذلك في مثل هذا اليوم قبل عشرين عاما. حلبجة هي وصمة عار على جبين الحکومة العراقية السابقة و من المنطقي أن تطالب الجماهير الکوردية أن تعتذر الحکومة الحالية للشعب الکوردي و أن تعوض عن الخسائر التي لحقت بالمواطنين الکورد. في مدينة حلبجة قتل بالغازات الکيمياوية ما يقارب خمسة آلاف شخص ، منها عوائل کاملة، کما و جرح أکثر من عشرة آلاف شخص و شرد الآلاف الآخرين. و مع أن هناك الکثيرين من تعرضوا لهذه الغازات السامة ما زالوا على قيد الحياة إلا أنهم يعانون من أعراض تلك الغازات و هم في وضع صحي و نفسي سيئ للغاية، هم يتمنون الموت على حياة ملئها العذاب و المعاناة. إن الغازات السامة قد أثرت حتى على العوامل الوراثية لنساء المنطقة فهم يولدون أطفالا معوقين. محمد عزيز، هو واحد من مرضى القصف الکيمياوي الذي تعرض له مدينة حلبجة، عدا هذا فإنه فقد 15 شخصا من أقرباءه، حالة محمد عزيز کان موضوعا لبحث نشر في مجلة طبية أمريکية بإسم: Journal of American Medical Association يقول الباحث بأن محمد عزيز هو وثيقة حية لإثبات إستعمال أسلحة القتل الجماعي من قبل السلطات العراقية ضد‌ المواطنين الکورد، و أعراض تلك الغازات واضحة، فقد تعرض قصباته الهوائية لأضرار بالغة و غير قابلة للعلاج، لذا فهو سيعاني بسبب ذلك طول حياته. يقول الدکتور آرون ميلستون من Vanerbilt University Center و الباحثين الآخرين: تعرض محمد عزيز إلى العمى نتيجة للغازات الکيمياوية، وهو يعاني من سعال شديد و ضيق في التنفس، لذا فهو يحتاج إلى رئتين جديدتين، لأنه رئتيه يعملان فقط بنسبة 25%. عندما کان محمد عزيز في سن 39 سنة تعرض للعمى لمدة شهر و لا يزال يعاني من السعال و ضيق التنفس، يقول الباحث بأن أکثر سکان تلك المنطقة سوف يعانون من نتائج القضف الکمياوي لمدة طويلة. غاز الخردل الذي أستخدم في حلبجة هو نفس المکون الکمياوي الذي أستخدم

سياسة المحتلين
نوزاد عارف -

هذه اللفظة انتشرت على يد المخبرات العراقية في عهد صدام والتي كانت تمتلك اليد الطولى في الاعلام العربي ، وذلك لتسفيه المطالب القومية للشعب الكردي ، تماما مثلما يقوم المحتلون الانجليز بالاستهزاء بالشعوب المستعمرة مثل ايرلندا وكما يسخر الهنود من الكشميريين المطالبين بالاستقلال وكما يسخر المصريين من الصعايدة والذين صنعوا حركات اسلاميةويسارية مضادة للسلطة، في النهاية العملية كله استهزاء من قبل المحتل بالشعوب المنكوبة تحت سيطرته وحتى يجعل المحتل من مطالب هذه الشعوب في الاستقلال والتحرر مطالب من شعب (مستكرد)؟؟؟

الى كاكا سردار
منذر السامرائي -

واما السجون المليئة بالكتاب والاعلاميين والصحفيين فلماذا لاتتحدث عنهم ايها الديمقراطي؟

معاني الالفاظ تختلف
ريبوار مصطفى -

هذه التسمية (استكراد) في اصلها استُعمِلت كأداة للفخر والمديح ثم بعد ذلك استعملت للذم والقبيح! شكرا للأخ الكاتب على هذه المنهجية والاستقراء لتوضيح هذا المصطلح (الاستكراد) عبر التأريخ.. ان دل هذا على شيء فانما يدل على تثبيت الرؤية القائلة بتغير اللغات والمصطلحات والمفاهيم من عصر الى عصر. اذن فاللغات بحد ذاتها ملآنة بالمترادفات التى تتغير وتندثر وتستحدث بتغير الزمان والسياق بالإضافة إلى المصطلحات والمفاهيم والألفاظ وجريانها على اللسان بالطبع واستعمالها حسب التقاليد والاعراف وهلم جرا.. فمفردة (العميد) قد اختلفت معناها وحادت عن سياقها المثبت لها اصلا في الغابر حيث ظلت هذه ** الكلمة ــ العميد ــ حتى العصر العباسى تعنى (المريض حبا)، وفى ذلك يقول الشاعر :" وإنى من حبها لعميد.."، ويقول الفيروز آبادى، فى معنى كلمة عميد "هدّه العشق" اى أمرضه العشق. فأصبحت كلمة (عميد) اليوم تعنى مرتبة عالية فى الجيش أو فى رئاسة الكليات الجامعية ** هذا التوضيح لمفردة (العميد) منقول من كلام الباحث الكبير، الدكتور صبحي منصور في مقال له حول اللغة العربية.... وبين هذا وذاك دليل واضح على أن اللغات كائن متحرك تختلف فيها معانى الألفاظ من عصر لأخر، ومن مكان لأخر.. سلمت يمينك استاذ علي على هذا التوضيح والبيان.

الى المعلق 14
مناف -

الى صاحب التعليق رقم 14 وقالى تعالى أيضا( بسم الله الرحمن الرحيم إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) أرجوا أن تفهم معنى هذه الآية

إلى منذر
سردار -

من أين جئت بهذا الخبر؟ على كل حال، السجون البريطانية مكتظة بالمساجين لذا قررت الحكومة البريطانية مضطرة إصدار العفو عن قسم من القتلة والمجرمين و... فكيف الحال بنا؟

15
محسن المصرى -

تعلم الاخلاق ولاتتعدى على اشراف الامة الاسلامية وما فعله المسلم القائد صلاح الدين رحمه الله بحق هولاء (المرتزقة) كان لمصلحة المسلمين فى مصر وبقية العالم الاسلامى حتى اسأل المصريين اذا كنت فى مصر