ساسة التکليف الشرعي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تتخذ وتائر التدخلات الايرانية في مختلف الشؤون العراقية منحى تصاعديا مع مرور الايام سيما في خضم الصراع المباشر و غير المباشر بين طهران و واشنطن من أجل توطيد دعائم نفوذهما في العراق. ولئن کانت للولايات المتحدة الامريکية السيطرة و الغلبة و کانت کلمتها الاقوى و الاکثر نفوذا في هذا البلد الذي بات يئن من وطأة تفاقم المشاکل و الازمات، لکن يجب أيضا الاقرار بمهارة الدور الايراني و درجة تمرسه العالية في اللعب على الساحة العراقية بدءا من جنوبها الشيعي و مرورا بوسطها السني و إنتهاءا بشمالها الکوردي.
ويأتي الذکاء الايراني في إستغلال نقاط و مکامن الضعف و الخطأ و الإلتباس في عموم الخط الاساسي للسياسة الايرانية في العراق ناهيك عن أن هناك أيضا حقيقة مهمة جدا لابد من الاشارة إليها و هي الغباء الذي يطغي في الکثير من الاحيان على هذه السياسة و جنوحها نحو مسارات و سياقات لا تنتهي إلا بالمزيد من الفشل و الاحباط. وقد تکون واحدة من أهم تلك المسارات الاساسية التي أخفقت فيها السياسة الامريکية بشکل واضح في العراق، هو مراهنتها على قوى سياسية شيعية مسيرة من قبل طهران، ورغم کل الذي أشيع و يشاع عن نوع من حيادية أو إستقلالية بعض من هذه القوى، لکن کل ذلك قد لا يزيد عن مجرد إختلافات"شکلية"متفق عليها مسبقا في حين أن التطابق"الضمني" لاخلاف أو أي إشکال بصدده، خصوصا و أن الاتفاق على الاساس الاستراتيجي الذي يحکم الخط الفکري ـ السياسي لطهران و هذه القوى قائم و بقوة.
لقد وصل التدخل الايراني في العراق الى الحد الذي لم يعد فيه أي سر لا للقاصي و للداني، والجميع يعلمون أن الحکومة الحالية و التي قبلها أيضا مجرد واجهتين شکليتين لجمهورية ولاية الفقيه و ان بعض الساسة التابعين لتلك الاحزاب التي أشرنا إليها آنفا والمنخرطين في مفاصل الدولة العراقية يعملون بموجب "التکليف الشرعي"المحدد لهم من طهران وحتى أن الاقتراب أو الابتعاد من طهران ذاتها في"اللعبة السياسية"متفق عليه أيضا في ذلکم "التکليف الشرعي" الذي هو شکل خطير آخر من أشکال التلاعب بالمقدرات و المصالح العراقية خدمة لأهداف إيرانية مرهونة بمصالح محددة. والذي أطار صواب طهران و دفعها للإنفعال وإتخاذ خطوات تکاد تکون غير متوازنة في ممارستها "الامر"و ليس الضغط کما يسميه البعض، هو ذلك الدور الآخذ بالتصاعد قوة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية سيما قدرتها على النفوذ داخل مراکز القوى في الغرب و نجاحها في مخاطبة لا الساسة الغربيين فقط و إنما حتى المجتمعات الغربية، يشير بوضوح الى المستقبل السياسي الذي ينتظر هذه القوة الفتية وان تزايد الضغوط لإخراج المنظمة من قائمة المنظمات الارهابية والتي هي في الاساس لعبة امريکية تمت من أجل مغازلة طهران وکانت نتائجها معاکسة تماما للذي کانت تتوقعه الاوساط الامريکية مما دفع بمراکز القوى و الاوساط السياسية وحتى الاعلامية لا للتفکير فقط وإنما حتى العمل من أجل تغيير هذه المعادلة الخائبة و جعلها بالصورة الصحيحة حيث يتم خلاله وضع النظام الايراني نفسه داخل تلك القائمة وهو أمر يجري الان على قدم و ساق وبات يثير القلق و التوجس في طهران. وقطعا فإن الذي جرى في المؤتمر الرابع للتضامن مع الشعب العراقي والذي طالب في بيانه الختامي أکثر من ثلاثة ملايين عراقي شيعي بإخراج النظام الايراني من العراق و طرد سفيره و عملائه و جواسيسه من هناك، أثارت الکثير من الامتعاض و الحنق في طهران سيما بعد تلك التغطية الاعلامية العالـمية المميزة لها مما دفعت بطهران الى إصدار الاوامر لمکلفيها الشرعيين في بغداد بالتصدي لمنظمة مجاهدي خلق في مدينة أشرف والتي تتمتع بحماية دولية بشکل عام و أمريکية بشکل خاص. لقد کان بإمکان الحکومة العراقية لو کانت مستقلة فعلا عن طهران أن تمارس ضغطها السياسي على تلك المنظمة و عبر طرق سياسية و دبلوماسية متعارف عليها وليس القفز الفجائي على کل القيم و المعايير و إعتبار مافعلته المنظمة تدخلا في الشأن العراقي في حين أن دولة مجاورة أخرى للعراق تقوم بالکثير من التدخلات في الشأن العراقي و حتى إنها تعقد المؤتمرات السياسية المتعلقة بمستقبل العراق السياسي من دون أن تتحرك الحکومة العراقية ضد ذلك و الامر کما هو واضح معروف و يتعلق بالمصالح البعيدة المدى للسياسة الايرانية في المنطقة و تنسيقها مع تلك الدولة من أجل"تقاسم"محدد للنفوذ في العراق.
لقد صرح السيد علي الدباغ بما صرح ضد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، لکن تصريحه لم يکن إلا نسخة من ذلك الامر الذي صدر من دوائر خاصة في طهران و وصل الى بغداد بصيغة"سري و فوري للغاية" وهو لايعدو إلا حلقة أخرى من حلقات الصراع الايراني ـ الامريکي والذي سيتستمر طلما بقي هذا النظام الطفيلي باقيا و مستمرا في الحياة على أساس لعبة التوازنات الدولية التي يبدو انها قد وصلت الى وضع بات يخل بتلك التوازنات!
نزار جاف
nezarjaff@gmail.com
التعليقات
كردي
التركماني -محد جاب الامريكان والبريطانين غير الاكراد والعملاء من الحكومة العراقية الجديدة والله يلعن الكل امين يا رب العالمين ، العراقيين يتقتلون بالشارع ومحد يسوي شي والرئيس العراقي ملتهي بالسفر ...والامريكان علمود يبقى فترة اطول كاعد على كرسي الرئاسة ويمشي امرو الاقليم والله على الظالمين اعذروني من طريقة تعبيري لاني كلما اقرة مقالة عن احد من الحكومة اعصابي تنهار واتعب لان اعرف انو كلهم خونة ومحد مهتم بالشعب
التناغم
احمد حسين تواق -في الاجتماع السنوي الرابع لمؤتمر تضامن الشعب العراقي الذي عقد في مدينة اشرف بتأريخ 14/6/2008 كان هناك تناغم كبير بين المنظمة والشعب العراقي الذي يستضيفها تناغم يعبر عن رؤية مشتركة لمخاطر حكومة الملالي على المنطقة وهذا ما دفع (3) مليون عراقي معظمهم من شيعة العراق يطالبون بطرد عناصر المخابرات الإيرانية وعناصر فيلق القدس من العراق الذين يتوزعون وينتشرون في المؤسسات الحكومية ومجلس النواب ووزارة الداخلية والدفاع بشكل خاص, كما طالبت الملايين بغلق السفارة الإيرانية التي تعتبر بوابة نار جهنم على العراقيين فعن طريقها وعبر القنصليات الإيرانية تحاك الدسائس والمؤامرات ضد العراق والتيارات الوطنية الشريفة والمقاومة الباسلة سيما أن السفير الإيراني وهو من ضباط فيلق القدس سبق له أن تدخل لعدة مرات بطريفة صلفة تتنافى مع عمله الدبلوماسي في شئون العراق الداخلية ولو كانت في العراق حكومة تحترم نفسها وشعبها لرمته كالجرذ خارج الحدود, كما اعترف الكثير من المسئولين العراقيين أن القناصل هم الحكام الفعليين في المحافظات التي يتواجدون فيها! وطالبت الوفود المشاركة برفع القيود على سكان مدينة اشرف وإعادة الممتلكات التي صودرت منهم, والتوجه العربي و الدولي للاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بعد أن رفع عنه صفة الإرهاب وألحقت بفيلق القدس وكان هذا هو الصواب, باعتبار المجلس هو المعبر الحقيقي عن آمال وتطلعات الشعب الإيراني وهو البديل الصحيح والكفء لنظام الملالي ولا يصح غير الصحيح.