أصداء

من المسؤول عن ارتفاع اسعار النفط لمستويات قياسية؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا يوجد سبب او عامل واحد لارتفاع الأسعار لمستويات غير مسبوقة.
ولكن علينا ان نقول في البداية ان منظمة اوبك ليست بريئة تماما. المضاربون لعبو دورا في ارتفاع الأسعار وليس الدور الوحيد كما تحاول بعض وسائل الاعلام في العالم العربي أن تقنعنا.

الحقيقة تكمن في تواجد وتداخل وتفاعل عدد من العوامل في آن واحد خلقت الظروف لصعود الأسعار.

اولا: منظمة الدول المنتجة للنفط لم تستثمر بما فيه الكفاية من اجل توسيع طاقتها الانتاجية. ترى هذه الدول ان من مصلحتها ان يبقى النفط تحت الأرض ما دام هناك دخلا كافيا مغريا من الكميات التي يتم استخراجها وتصديرها حاليا. تنتج اوبك حاليا 30 مليون برميل يوميا وبامكانها ان ترفع ذلك الى 32 مليون برميل يوميا خلال شهور قليلة اذا ارادت ذلك.

ثانيا: الطاقة الانتاجية النفطية للدول المنتجة خارج اطار اوبك تتقلص وتتضاءل. وعلينا ان نتذكر ان 60 بالمائة من الانتاج العالمي الاجمالي البالغ 82 مليون برميل يوميا يأتي من خارج اوبك ومن دول مثل روسيا والمكسيك والنرويج وغيرها من الذين لم يلتحقوا بمنظومة اوبك. أي ان اكثر من 50 مليون برميل يوميا تأتي من مصادر لا علاقة لها بمنظمة اوبك.

ثالثا: منطقة الشرق الأوسط تتميز بكونها بؤرة توتر سياسي ومنطقة مشتعلة. العراق لا يزال يحترق. ملف ايران النووي لا يزال ينذر بحرب جديدة. رغم تراجع الارهاب الا ان خطر الارهاب لا يزال يطل رأسه من حين لآخر. والقبض على عدة مئات منهم في المملكة العربية السعودية يشير الى تواجد بقايا عناصر تستهدف المنشأت النفطية.

رابعا: الطلب القوي المتنامي في الصين والهند ودول الشرق الأوسط والذي يتزامن مع سقف انتاجي يلبي الطلب العالمي ولا يترك فائضا كبيرا. القلق يأتي من عدم تواجد طاقة انتاجية اضافية في حالة انقطاع الامدادات كنتيجة لحرب او عمل ارهابي. وهذا يأتي بنا للنقطة الخامسة وهي موضوع المضاربون.

خامسا: المخاوف المشار لها في الفقرة السابقة فتحت المجال للبنوك الاستثمارية وصناديق التحوط والمضاربون ان يوقعوا عقودا آجلة بأسعار اعلى مما هي عليه الآن توقعا لمشاكل في الامدادات. اي ان العوامل الجيوسياسية تسمح للمضاربين باستغلال الحالة المتوترة لجني ارباح اضافية ومن الطبيعي ان تستفيد الدول المصدرة العربية وغير العربية من أفعال وتصرفات وسلوك المضاربين وبنوك التحوط.

وأخيرا ضعف الدولار يلعب دورا في تحفيز المستثمرين للهروب واللجوء الى استثمارات اكثر ضمانا مثل السلع الاستراتيجية كالنفط.

الحرب الاعلامية القائمة بين الدول المستهلكة والدول المصدرة لا تفيد أحد ولا بد من تعاون جميع الاطراف للمحافظة على توازن يرعى مصالح الجميع.

يتعين على الدول المنتجة ان لا تساهم في خلق ركود اقتصادي في الغرب لأن ذلك سيؤدي الى انهيار في الطلب وستكون اوبك الخاسر الأكبر. والدول المستوردة تريد ضمانا في الامدادات لكي تحافظ على استمرار آلة الاقتصاد والرخاء.
على اوبك ان تتذكر ان الأسعار العالية تشجع على الاستثمار في طاقات بديلة وتشجع على استخراج النفط من المناطق الهامشية الصعبة مثل اعماق البحار والمناطق التي كانت محظورة سابقا لاسباب بيئية مثل آلاسكا وسيبيريا.
والتصريحات الاعلامية الغير مسؤولة مثل التي سمعناها امس من قبل مسؤول في اوبك ان السعر قد يصل الى 170 دولار لا تساعد في تهدئة واستقرار الاسعار ولا تخدم مصلحة اوبك بل تعطي المضاربين فرصة جديدة للاثراء الذاتي مما يساهم في رفع الأسعار.


نهاد اسماعيل

لندن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
التهويل الاعلامي
جاسم ا- لامارات -

المبالغات والتهويل الاعلامي حتى من وزراء النفط العرب وتصريحاتهم تخلق اجواء تساعد عىل الارتفاع.

دول اوبك
جيفري عزام -

طمع دول اوبك هو المسؤول عليهم رفع الانتاج لأكبر كمية ممكنة قبل ان يتحول العالم ضدهم ويخسروا الزبائن لمصادر اخرى وشكرا لكم.

أين المليارات
عامر -

دخل الدول العربية المنتجة للنفط بلغ 600 مليار دولار هذا العام. اين تذهب الاموال؟

المسؤول
ابو لهب -

الموساد والسي اي ايه واميركا والكفار واعداء الاسلام.

النفط نقمة وليس نعمة
قيس عبد الباقي -

ارتفاع الاسعار يضع اموال وموارد وقوة كبيرة في ايدي دكتاتوريات تنكل وتضطهد شعوبها كما يحدث في ليبيا والسودان على سبيل المثال. النفط ليس نعمة بل نقمة على الشعوب

بأيدي غير مسؤولة
عبد المجيد -

النفط سلعة حيوية للعالم ومن يمتلكها عليه التصرف بمسؤولية ولكن للأسف النفط يقع في ايدي مثل هيوغو تشافيز والغدافي ودكتاتورية الخرطوم العسكرية ودكتاتورية الجزائر وهذا يضع العالم تحت رحمة دكتاتوريين لا يفهموا العالم ولا مشاكل العالم وفي النهائة يتحول العالم ضدهم.

الفقراء لا يستفيدوا
ليبي فقير في بلد غني -

لا احد يكترث من المسؤول عن ارتفاع الاسعار المهم ان الاسعار عالية جدا ولا يستفيد منها الفقراء وهنا تكمن المشكلة الحقيقية والمأساة.

الطاقة البديلة
ش م اقتصادي سعودي -

اتفق مع الكاتب ان تصاعد الأسعار يشجع الدول الصناعية على الاستثمار في ابحاث وتطوير طاقة بديلة للنفط وربما سينجحوا خلال 10 سنوات او 20 سنة وفي النهاية النفط يصبح مادة غير مرغوبة مثل الفحم الحجري. لذا اعتقد انه من مصلحة اوبك ان تسعى لزيادة الانتاج لتهدئة الاسواق وان لم تفعل فان تراجع الطلب والكساد العالمي سيكون هو الحل وهذا ليس من مصلحة اوبك.

السبب الاكثر اهمية
نـــ النهري ـــزار -

كل الاسباب التي اشار اليها الكاتب صحيحة ولكنها لا تؤدي الى ارتفاع النفط بهذه الطريقة الدراماتيكية الا سبب واحد وهو الضربة الجوية الاسرائيلية المتوقعة ضد طهران والتي لا يستطيع احد ان يتنبا ماذا سيحدث بعدها ولكن المرجح ان ايران سوف تحاول جر دول المنطقة النفطية الى حرب تؤدي الى قطع جزء من الامدادات لوقت طويل وهذا ما سوف يضع الدول الصناعية في ورطة كبيرة بسبب ارتفاع النفط الى مستويات خيالية

معادلة واضحة
مهند سيف الامارات -

اوافق مع نزار النهري ولكن اعلق ان هذه المخاوف جاءت تحت ما يسمى بالتوترات الجيوسياسية تحت البند الثالث في المقال ولكن في رأيي كمتابع ان المعادلة كالآتي:الطلب العالمي قوي ومن مصلحة اوبك ان يبقى الانتاج كما هو اي محدودا لأن اغراق السوق بالنفط سيؤدي الى انهيار في الاسعار والمطلوب حل وسط وهنا اتفق مع الاقتصادي السعودي ش م ان السعر المرتفع في النهاية سيؤدي الى ركود اقتصادي وانخفاض الطلب واوبك ستخسر.

أزمة مزدوجة
يارا د. -

إن توجه المضاربين نحو شراء الأوراق النفطية لمجرد إيداعها كضمان مستقبلي يرتبط مباشرة بارتفاع اسعار الغذاء عالمياً حيث سيصبح الغذاء أداة للمضاربة أيضاً كسلعة متوفرة ومؤثرة وهذا ما يرفع عامل الخطورة في الأزمةالمزدوجة هذه لصالح طبقة الأثرياء غير العاديين