أصداء

الميراث العربي.. تسلط ذكوري

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وضعت القوانين الإلهية العدل للبشر حتى يعم السلام النفسي وتقل الصراعات القبلية تنسيقاً للقلوب، لينفتح كل إنسان على اخيه الإنسان بقلبه وإنسانيته ويخرج كل التعقيدات النفسية من الأحقاد الذاتية والشخصية الأنانية الناشئة من الثقافات والمفاهيم الظالمة، التي تسود كثيراً من المجتمعات العربية لتعيد وضع المرأة إلى ما كانت عليه في العصور الجاهلية وتحرمها مما هو حق لها في ميراث والديها.

وبتسلط الأخ بما يملك من سلطة يتمتع بها تجيز له بإعتقاده ظلم أخواته البنات، في حين أن الشريعة الإسلامية العادلة قد أنصفت الفتاة بحقها في الميراث، فجعلت لها حصة مقابل حصتين للذكر كونه يتحمل مسؤولية الإنفاق.

ومن خلال المفاهيم الخاطئة لتلك المسألة نرى أنه ساد على الثقافة العربية النظرة الدونية للأنثى المخزونة في العقول المريضة المتسربة من تاريخ ما قبل الإسلام حين كانت الفتاة تحرم من حقها في الميراث، بل وتعتبر من الإرث العائلي الذي يأخذه الذكر والذي بنظرهم لا يورث إلا من قاتل على ظهور الخيول!!!

وبالرغم من الإنفتاح الثقافي وحملات التوعية لنصرة حقوق المرأة في كل أنحاء العالم إلا أننا نجد في معظم أسرنا العربية تفضيلا للذكر على الأنثى في كل الأمور وإعطاء الأولوية إليه في إدارة شؤون أخواته بعد موت الوالدين مما يؤدي إلى تسلط الأخ على أخته في جميع أمور حياتها بما في ذلك الميراث العائلي، فتتحرك أنانيته الذكورية الناشئة من التربية المتحيزة في مجتمع يميز بين الذكر والأنثى، فيصبح الأخ سيدا ظالما يأمر وينهي والأخت شبه خادمة تلبي طلباته وطلبات زوجته إذا كان قد تزوج!!.

ومع مرور السنين أصبح وضع الفتاة العربية ليس بأفضل مما كانت عليه في عهد الجاهلية حيث أصبح من المتعارف عليه إجتماعياً في معظم البلاد العربية تسلط الأخ وتملكه لحق أخته في ميراث والديها هذا إذا أورثها الأهل أي ميراث.

أما إذا لم ترث شيئا فإنها تبقى تحت رحمة أخيها لتخضع لأوامره، أو تتمرد على مصيرها لإحساسها بالظلم والغبن فتتحول ساحة حياتها إلى صراعات ومشاحنات بينها وبين أخيها من جهة وبين زوجته من جهة ثانية، لينتهي هذا الوضع بأن تقوم بإختيارات خاطئة بقبولها أول طارق لبابها بنية الزواج لتتخلص من الظلم المجحف بحقها والذي تعاني منه.

وإن لم تحظ بفرصة زواج تدخل في حالة إكتئابية تدفعها لتهرب من البيت الذي تربت في كنفه لأنها مع مرور الوقت ستضعف مهما كانت قوتها النفسية كبيرة وتختم النهاية بالإنفجار المكبوت داخلها الذي تكون دائماً نتائجه سلبية لها ولمن حولها...

تبدأ فصول هذه القصة المأساوية بحادث مروع لفتاة إسمها ندى يودي هذا الحادث بحياة والديها ويتركها قطعا ممزقة تتنقل من مستشفى إلى أخرى لتتعالج من كسور في الحوض وتشوه كبير في جميع أنحاء جسمها
بعد أن كانت على أهبة الزواج لخطبة دامت سنتين تكافح بعملها كسكرتيرة عند طبيب هي ومن إختاره قلبها لتأمين المنزل الزوجي، ويمتد علاجها مدة سنة ونصف ليتبين بعدها أنها لا تقدر أن تنجب وترزق بالأولاد، فيتخلى عنها خطيبها بحجة أنه لا يقدر أن يبني مستقبله مع إنسانة عاقر، فتلملم جراحها وترضى بقدرها وحظها العاثر..

ولكي تكتمل فصول قصتها حزناً تعرف أن أهلها تركوا البيت لأخيها الوحيد وأن المال الذي ورثته والذي يماثل قيمة المال الذي ورثته أختاها، قد أنفقه الاخ على علاجها والعمليات التجميلية التي أجريت لها.. لتعيش تحت رحمة أخيها وأنانيته وتسلطه عليها هو وزوجته، ليحولا حياتها إلى جحيم من مضايقات ومشاحنات وضرب من قبل الأخ وكل ذلك ليجبرها أن تترك له البيت لينفرد به وزوجته..
لكن ندى ليس لها مكان آخر وأختاها متزوجتان ولا يقبل المنطق بأن تمكث عند صهريها ومضايقتها لهما في بيوتهم الصغيرة التي لا تتسع لشخص آخر...

وحتى تهرب من وجه أخيها وزوجته ولأنها لم تصل إلى مستوى تعليمي يتيح لها بوظيفة جيدة تعيل نفسها وتفتح بيتا تضطر أن تعمل في محل صغير لبيع الملبوسات بأجر زهيد يكفي لإطعامها.
بعدها يصل الأمر بأخيها أن يطردها من البيت بعد عراك كبير بحجة أنه لا يناسبه أن تخرج وتدخل مثلما تريد إلى بيته وأنها تحجز له حريته الشخصية، لتجد ندى نفسها في الشارع لا مأوى لها ولا معين سوى رحمة الله.

فتلتجأ إلى السيدة صاحبة المحل التي أشفقت عليها وعلى حالتها التي يرثى لها بعد تعرضها للضرب من قبل أخيها، وسمحت لها أن تنام في المحل حتى تتدبر أمرها.

وإستمرت على هذا الحال ما يقارب الثلاثة أشهر إلى أن دبرت لها صديقتها رجلا غنيا وارمل أراد الزواج، وأعجب بها عند رؤيتها، فأخبرته بقصتها مع أخيها ووضعها الصحي، فطمأنها أنه لا يريد أولاد لأن اولاده متزوجون ولديهم أولاد ويقيمون خارج البلاد وأنه يتزوجها لترافقه في رحلاته الإجتماعية وحياته الباقية.

فقبلت.. وتزوجا ولأنه مقتدر مالياً وأنعم عليها بالهدايا والثياب الكثيرة، ففرحت بحياتها الجديدة ومع وجود خادمة إرتاحت من الأشغال المنزلية بعد ما عانته من شقاء.

لكن مع مرور الوقت بدأت تشعر بأن هناك أمورا غير مقبولة تحدث من قبل الخادمة، فأخبرت زوجها أنها تريد إستبدالها فرفض وأخبرها أن هذه الخادمة لديه منذ سنوات عديدة تعود إلى وقت وفاة زوجته الأولى وأنه تعود عليها ولن يتخلى عنها مهما كانت مكانتها عنده لانها تعرف كل أمور حياته وكل شاردة وواردة في منزله، وهنا شكت ندى بالأمر وراقبت الخادمة لتكتشف أن هناك علاقة بينها وبين زوجها وأنها ليست المرأة الأولى التي يتزوجها بعد وفاة زوجته..
وهنا جن جنونها وواجهته بالأمر وخيرته بينها وبين تلك الخادمة، وبدل أن يمتثل لها هجم عليها هو والخادمة وبدأوا بضربها وطردوها من البيت، فلجأت إلى أقرب مركز شرطة ويستدعى الزوج ويطلقها ويعطيها حقها من نفقة المؤخر الذي قيمته عشرة الآف دولار..

ولكي لا ترجع إلى الشارع بعد ذلك! أوقف لها القدر ضابط الشرطة ليرسلها إلى أحد الجمعيات الخيرية بتوصية منه بعد أن اشفق عليها لتعمل وتنام عندهم.. ولتترك قصتها عبرة لكل فتاة عربية ظلمها أقرب المقربين لها، الأخ الذي يعرف إجتماعياً أنه السند والمساعد لأخواته الفتيات بعد موت الوالدين وفي أوقات الشدة...

حنان سحمراني
http://hananhanan.maktoobblog.com/

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لغط حول الارث
معاذ -

اوافق الكاتبة انناانتكسنا الى ما يشبه الجاهلية الاولى وان قوانين القبيلة هي التي تتحكم في علاقتنا مع الانثى والامل هنا في التوعية توعية الرجل بحقوق الانثى وحراسة هذه الحقوق من قبل الدولة ورد المتغولين والمخالفين على اعقابهم ومحاكمتهم اذا اقتضى الامر ، لا يقر الله تعالى الظلم وقد حرمه على نفسه وجعله بين الناس محرما لكن مع ملاحظة ان الانثى ترث اكثر او مايوازي الرجل في اكثر من ثلاثين موضعا حددها الفقهاء وان القرابة مثلا تحدد نصيب الانثى

المساواة ظلم
مرتاد ايلاف -

لقد كان الميراث معروفاً عند العرب في الجاهلية ولكنه كان مبنيا على مبادئ واسس مخالفة للفطرة السليمة تستنكرها العقول السوية فكانوا يورثوا الرجال الاقوياء ويحرمون الضعفاء من النساء والاطفال بل كانوا يرثون المراة اذا مات عنها زوجها كانهم يضنونها ملكا لمورثهم بما اصدقها من صداق كما يشير القرآن الكريم ناهيا المؤمنين عن ارتكاب مثل هذه الحماقات حيث يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً).عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :كانوا اذا مات الرجل كان اولياؤه احق بامرأته ان شاء بعضهم تزوجها وان شاؤوا زوجوها وان شاؤوا لم يزوجوها منهم احق بها من اهلها انظر صحيح البخاري جـ 3 ص118)وكانوا يورثون الابن الدخيل المتبنى ويحرمون ذوي القربى فظلوا بهذا التصرف سواء السبيل والقرآن الكريم في علاجه لهذه القضية لم يشأ ان يبطلها دفعة واحدة بل سلك سبيل التدرج حتى لا يثقل على العرب الانتقال طفرة واحدة من نظام ألفوه وتعارفوا عليه الى نظام لم يألفوه في حياتهم السابقة.ثم تناول القرآن الكريم نظام الميراث على ثلاث مراحل كانت المرحلة الثالثة فيها ناسخة لسابقتيها وابطلت ما كان معمولا به فيهما ووضعت الاسس والاسباب التي استقر عليها التشريع القرآني للمواريث في الاسلام.التوريث بالنسب في الجاهلية: لم يكن التوريث بالنسب في الجاهلية منصفا بحيث يرث كل اقرباء الميت بلا استثناء وانما كان مقتصراً على الرجال القادرين على حمل السلا ح لرد العدو وحماية الاهل والقبيلة فالمرأة لاترث كما قلنا لانها لا تقاتل العدو ولا تذود عن الحمى والصغير لم يبلغ بعد مبلغ الرجال فيكفيه ان يعيش تحت كنف ورعاية الكبار.فهو لايستحق إرثاً فهم يورثون الاقوياء ويحرمون الضعفاء فعكسوا الحكم وابطلوا الحكمة فضلوا عن سواء السبيل.التوريث بالحلف: واما التوريث بالحلف فكان الرجل في الجاهلية يحالف الرجل ليس بينهما نسب فيقول له(دمي دمك وكل هذه الامور ابطلها الاسلام ووضع اسسا جديدة للمواريث تقوم على العدالة لا المساوة فالمساواة تكون ظلما في بعض الاحايين

شبهات الميراث
مرتاد ايلاف -

متى تتساوى المرأة والرجل في الميراث 1ـ في ميراث الأب والأم فإن لكل واحد منهما السدس ، إن كان للميت فرع وإرث مذكر وهو الابن وإبن الإبن وإن سفل . كما في قوله تعالى : (…وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَد…)[النساء/11] مثال : مات شخص وترك " أب ، وأم ، وإبن " فما نصيب كل منهم ؟ الحل : الأب : 6/1 فرضـًا لوجود النوع الوارث المذكر . الأم : 6/1 فرضـًا لوجود الفرع الوارث . الإبن : : الباقي تعصيبـًا ، لما روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : " ألحقوا الفرائض بأهلها ، فما بقي فلأولى رجل ذكر " . 2ـ ويكون ميراث الأخوة لأم ـ ذكرهم وأنثاهم ـ سواءٌ في الميراث ، فالذكر يأخذ مثل نصيب الأنثى في حالة إذا لم يكن للميت فرع وارث مذكر ذكراً أو مؤنثاً ، أو أصل وارث مذكراً " الأب أو الجد وإن علا " ، كما قال تعالى : ( …وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ…)[النساء/12] . مثال : مات شخص عن " أخت شقيقة ، وأم ، وأخ وأخت لأم " فما نصيب كل منهم ؟ الحل : الأخت الشقيقة : 2/1 فرضـًا ، لانفرادها ولعدم وجود أعلا منها درجة ، ولعدم وجود من يعصبها . الأم : 6/1 فرضـًا ، لوجود عدد من الأخوة . الأخ والأخت لأم : 3/1 فرضـًا بالتساوي بينهما . متى تتفوق المرأة على الرجل في الميراث - هناك صور من الميراث تأخذ فيه المرأة أضعاف الرجل ، كما في قوله تعالى : (…فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ )[النساء/11] . فهنا الأب يأخذ السدس ، وهو أقل بكثير مما أخذت البنت أو البنات ، ومع ذلك لم يقل أحد إن كرامة الأب منقوصة بهذا الميراث . وقد تتفوق المرأة على الرجل في الميراث إذا كانت في درجة متقدمة كـ " البنت مع الأخوة الأشقاء ، أو الأب والبنت مع الأعمام " . مثال : مات شخص عن " بنت وأخوين شقيقين " ، فما نصيب كل منهم ؟ الحل : البنت : 2/1 فرضـًا لانفرادها