أصداء

القوميات غير الفارسية في إيران بين الحقيقة والواقع

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


منذ فترة وتنظيمات القوميات المضطهدة غير الفارسية في إيران وهي الكردية،والأذرية والعربية(الاهواز)،والبلوشية، والتركمنية، بدأت تأخذ بوسائل جديده لخدمة قضايا شعوبها المكونة لنسيج الدولة الإيرانية والمشتركون في طبيعة الاضطهاد الواقع عليهم جميعا، كما أن السلطات المتعاقبة سبب معاناتهم ومصادرت حقوقهم واحدة، والإطار الجغرافي الذي تنتمي اليه هذه القوميات واحد، وهي الدولة الإيرانية منذ بداية تأسيسها.


فهذه التنظيمات القومية هي نتاج طبيعي لممارسات أنظمة قمعية استمدت سلطتها من الهيمنة التاريخية للعنصر الفارسي بالتحالف مع المستعمر في حقبة من الزمن الذي اغتصبت مصالحه ومشاريعه الإستعمارية إلى عقد هذا التحالف مع الفرس وتمكينهم على مر التاريخ مع فرض سيطرتهم على بقية الشعوب الإيرانية سياسيا،وإقتصاديا، وثقافيا.


ومارست هذه الأنظمة ولا زالت أسوأ الأاساليب العنصرية التي قل نظيرها. فكل الشعوب غير الفارسية على حد سواء عانت ولا زالت في ذلك. وظهرت هنا وهناك ثورات وإنتفاضات قومية ترفض الواقع وتطالب بحقوقها والتغيير حتى أن سمة الواقع السياسي الايراني أصبح منشغلا بقضايا القوميات المهددة لمصير الأنظمة العنصرية فيه وإذا كان العنصر الفارسي المقدر تعداده بـ ( 45%) من سكان إيران يشكلون قوة سياسية وإقتصادية وثقافية، فإن القوميات الاخرى المشتركة في الاضطهاد الفارسي يقدر تعدادهم إجمالا نسبة (55%) فهم يشكلون قوة بشرية هائلة، ومناطقهم تعتبر مصادر رئيسية لثروات الطبيعية في إيران، فضلا عن كونهم أصحاب تاريخ مشرف وثقافات لو اتيحت لها فرص الإنتاج لأبرزوا وجه الإنسانية المشرف، بدلا من الإنتاج الأحادي ممثلا خصيه الايرانية، والتي في معضم جوانبها مشوهة بالعنصرية والإساءه للقوميات الاخرى.


فإنفراد العنصر الفارسي كقوة مسيطرة على المقدرات الحياة، وغياب القوميات الاخرى في المقابل كقوة فاعلة مؤثرة تسعى الى تغيير الواقع لخلق التوازن في واقع الحياة الايرانية.
أصبح الصورة المسلم بها لإيران بالتقادم، وأمراً واقعاً لانقيض له. والسبب يعود الى غياب التنسيق بين حركات القوميات غير الفارسية في إيران.


وإذا ما تم هذا التوجه بإعتماد العل الجماعي بين هذه الحركات لإحداث تغييرات جذرية في الداخل، وجب عليها أى (الحركات القومية) حتمية الاتفاق فيما بينها ـ في أقل تقدير ـ على الحد الادنى من المبادئ والثوابت التي توحد نضالهم.
نقول هذا متأملين في هذا التوجه الذي يبدأ أنه أصبح حقيقة واقعة تتناقل الأنباء عن نشاطات ملحوظة لعدد من التنظيمات القومية تنسق فيما بينها لطرح قضاياها على الساحة الدولية عبر مؤتمرات دولية، نأمل منها أن تكون مستوفية للشروط التي تضمن لها إستمرارها ونجاحها.


فان أهم الضمانات الاولية لنجاح هذا التحالف أن أطرافه يتمتعون بالنظرة الواقعية لمعالجة قضاياهم القومية والوطنية، ولا يقفزون على الإرث التاريخي والجغرافي لفرض أجندة خاصة، بل يوسعون من مجال طرحهم لتحقيق مايمكنه أن يتحقق في الواقع وليست مجرد أماني لاتسندها الواقعية السياسية.


إبراهيم الأهوازي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاسلام هو الكفيل
العاني -

ان وجود اكثر من قومية واكثر من دين او اتجاه سياسي في اي بلد ليس بمشكلة بالنسبة الى الاسلام فهو الدين الاممي الذي يوحد الجميع ويزيل التعصب القومي والديني والمذهبي ويتمسك بالتعصب الوحيد الا وهو التعصب لمكارم الاخلاق لكافة القوميات والاديان وحتى الاتجاه السياسي والايدلوجي وهذه السمة غير موجودة في كافة الايدولجيات سوى انها لب الايدلوجية الاسلامية وجوهر ديمقراطيتها

النضج الفكري اولا
محمد العلي عراقي -

لم يكن تعدد القوميات او الاديان حائلا او مانعا من تطور المجتمع في حال المساواة في الحقوق والواجبات الا ان الحاصل في المجتمعات الاسلاميه هو الابتعاد عن القيم والموروثات الاسلاميه من خلال فكرة ان هناك من يحمي القانون او النظام وليس العكس فتنشأفكرة الاعتماد على قومية معينة او مذهب معين باعتباره الحارس الامين للنظام او القانون وقد يذهب الامر الى ابعد من ذلك فتعتبر شريحة واسعة من المجتمع قد تزيد على النصف او تقل عن ذلك تعتبر ضد الاسلام مثلا او ضد المبادئ التي يرفع شعاراتها ذلك النظام ومن المؤثرات الكبيرة والداعمة لهذا التوجه هو الاعتماد على من يؤيدون هذه الافكار وهم دون مستوى النضج الفكري الانساني والسلام

حقوق الشعوب والاقوام
برجس شويش -

عندما تشكلت معظم دول الشرق الاوسط في بدايات القرن الماضي اجحف بحق كل الشعوب والاقوام الاصلين على ارضهم التاريخية كالكورد والاشورين والعرب الاهوازين والازرين والارمن والبلوجين والامازيغين والاقباط و والمارونين وغيرهم لصالح ثلاث عناصر من الاقوام الغازية: التركيةو العربية والفارسية، فضم اراض هذه الشعوب والاقوام الى تلك الدول وسلم مصيرهم الى الاقوام الثلاث بدون ارادتهم ليمارسوا بحقهم كل الاساليب الوحشية من اضطهاد قومي وسياسات التعريب و انكار وجودهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم وتعريضهم لعمليات الابادة الجماعية كما حصل مع الارمن في تركيا والكورد في العراق وتركيا. الحل هو تفكيك هذه الدول واعادة صياغتها على الاسس السليمة يتساوى فيه كل الشعوب والاقوام في حقوقها، يجب سحب الامتيازات من القومية العربية والفارسية والتركية الذين يرتكبون جرائمهم تحت غطاء وحدة الوطن وسيادة الدولة. في حالة ايران يجب تفكيكها الى عدة دول كوردية واهوازية وازرية وبلوجية وتركمانية وفارسية والفرصة مؤاتيةلتلك الشعوب للتحرر من العنصر الفارسي

المصالح والشوفينية
سعيد دلمن -

لايمكن أن ينجح إى أتجاه سياسي يستغل مضلة الشوفينية كبرنامج سياسي للإستيلاء على السلطة أو الاستمرار في الحفاظ عليها ، خاصة وأن بداية نشوء الدول والاتحادات الإقليمية أوالمقاطعات في إطار الدولة الحديثة لم يؤسس على هذا المفهوم العنصري أو العرقي المتحجر ، واستخدمتها((العنصرية)) القوى المعادية لتفتيت الكيانات السياسية والدول المعادية والمختلفة معها ، لذا لجوء وأستغلال بعض المجموعات السياسية لهذا المفهوم والنفخ في هذا الاتجاه وبالصيغة المطروحة الآن سوف يعيد رسم الخارطة السياسية لجميع الدول دون أستثناء ومن ضمنها الدول العربية ، فقضية الأقليات لا يمكن حلها خارج الممارسة الديمقراطية السليمة، وبعيدة عن العقد والمصالح السياسية والشخصية الضيقة.