أصداء

كردستان: أهمية أن يكون المواطن حراً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لقد تحرر الأكراد في العراق وتمكنوا من الظفر بحقوقهم الأساسية وأفلحوا في نسج علاقة فيدرالية مع الحكومة المركزية. والآن بات من الضروري إعادة الاعتبار لقيم الحرية الفردية وحقوق الإنسان والحق في العيش اللائق. وصار من اللازم الكف عن اتباع سلوك سلبي يقوم على الانفعال ورد الفعل. لقد انقضى زمن التعامل مع الايديولوجيات اليقينية والشعارات المطمئنة وجاء وقت التعامل مع الواقع الرجراج وجهاً لوجه ومن دون براقع.


السياسة ليست رسالة قومية بل هي سبيل لإدارة المجتمع. والرئيس ليس زعيماً خالداً ووارثاُ أبدياً بل هو موظف تنتخبه الناس لفترة محددة من الوقت. والأكراد ليسوا ملائكة أو أبطالاً بل هم بشر عاديون يخطأون ويسرقون ويكذبون ويخونون ويقتلون ويتصارعون على المنافع.


المكاشفة والعلنية والمحاسبة هي الآليات التي تعين المجتمع الديمقراطي المفتوح وتميزه من المجتمع الشمولي المغلق. والوسيلة الوحيدة لمنع تحول المجتمع إلى حال الانغلاق والاستبداد هي مراقبة المسؤولين وفضح ممارساتهم الخاطئة وجرهم إلى القضاء أياً كانت مناصبهم دون أن ينالوا الحصانة من خلال التستر بأقوال كبيرة عن الأمة والوطن والرسالة الخالدة.


في ظل هيمنة المقولات العمومية يصير ممكناُ الإطاحة بحرية الأفراد وإخضاعهم لرحمة المتذرعين بتمثيل القضايا الكبيرة للأمة. يصير متاحاً لهؤلاء تعيين ماهو وطني وما هو غير وطني فيقع المخالفون والمعارضون تحت رحمة السلطات إلى ما شاء الله.
يكون الفرد هشاً أمام رعب الجماعة الوهمية ويعامل من دون أي تقدير لمكانته كإنسان مستقل. ذلك ان السلطات الشمولية في كل مكان تماهي نفسها بالأمة كلها. فهي والأمة شيء واحد. ومن يعترض على سلوكها يكون اعترض على الأمة ووقع في فخ الخيانة.


الانتماء إلى المجتمع الكردي في إقليم كردستان ينبغي ألا يتم على أساس الانتماء القومي أو الولاء الحزبي والعشائري بل على أساس المواطنة التي يحرسها القانون.
الأفراد ليسوا نسخة واحدة تصنعها آلة قومية. كل فرد يشكل عالماً قائماً بذاته ولايحق لأحد، تحت أية ذريعة أو ظرف، أن يفرض رؤية واحدة على الآخرين بدعوى أنها النسخة الصحيحة من الرؤية الوطنية أو القومية وأن على الجميع الرضوخ لها.


صلاح المواطن للمجتمع لايتحدد بموقفه القومي أوالوطني بل بامتثاله للقوانين وأداءه لواجباته الاجتماعية. وهذا وحده كاف لكل يتمتع بحقوقه التي يكفلها القانون والتي ينبغي ألا ترتبط بمزاج الزعيم أو ببرنامج الحزب. إن للفرد الكردي، والآشوري والكلداني والتركماني، الحق في أن تكون له آراء مخالفة لما هوسائد قومياً وسياسياً وحزبياً. ومن حقه أن يدافع عن تلك الآراء وينشرها بين الناس بالوسائل السلمية من دون أي عائق. من حق المواطن أن يؤمن بفكرة القومية الكردية أو لايؤمن بها وأن يؤيد قيام دولة كردية أولايؤيده وأن يكون مناصراً للاتحاد الفيدرالي مع المركز أو يكون بالعكس داعياً للانفصال. من حقه أن يكون يمينياً أويسارياً، اشتراكياً أو رأسمالياً، عدمياً أوملتزماً. فالمجتمع هو حاصل الأفراد الأحرار وليس كتلة من العناصر المتماثلة.
لا تصبح السياسة ممكنة إلا في فضاء مجتمعي حر يتم فيه انتخاب الناس على أساس كفاءاتهم الفردية لا على أساس انتماءهم القومي أو العشائري أو الحزبي. والخدمة الصحيحة والكفاءة الواضحة والالتزام بالقوانين هي التي يجب أن تعين مكانة الرئيس والمسؤولين الحكوميين وتبين إخلاصهم وليس أي شيء آخر.

نزار آغري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لقد ناديت حيا,,,,,
محمد- اربيل -

لقد ناديت حيا يا نزار ,,,,, لكن لا حياة لمن تنادي الانحطاط بالفكر القومي لغرض جلب منافع شخصية وفئوية وعشائرية هي العملة السائدة في كوردستان ,,,, مقالتك جميلة ,,,,, ان اقل ما تحتاجه كوردستان هو اصحاب الفكر الحر الذين لا ينحنون امام الدولارات ونحن نفتقد الى ذلك وتلك مصيبة عظيمة ,,,, الحرية هي القضية بحد ذاتها فلا فرق بين عربي واعجمي من ناحية الرقي الا بدرجة الحرية التي يتمتع بها

صحيح
مواطن -

كلامك صحيح اخي ، ولكن من الذي يقرأ ويسمع ممن تشملهم هذه الكلمات . فان المواطن البسيط وخاصة موظفي الدولة البسطاء هم اكثر العاملين لخدمة الدولة وهم اكثر المتظررين في الدول من تغيرات مختلفة في كيان الدولة من سياسية واقتصادية .فالاولى بناء بنية تحتية متينة لكي تقف عليها الدولة من معامل ومصانع حيث كثرة الموارد الطبيعية في البلد ، لانخرج طلبة من الجامعات ويكونوا في الاخير عاطلين عن العمل يجب التفكير للمستقبل مع التقدير

تعلم الددرس
محمد الشیخ -

إنه فعلا کلام صحیح جدا، فالإنتماء للوطنی لا یقاس بولاء المواطن لهذا الزعیم ‌أو ذلک ‌أو لهذا الحزب أو ذلک. الوطن والمواطنة أکبر من کل الزعماء وأکبر من کل الاحزاب ، ولکن المشکلة هی إن المسؤولین الرابعین علی تخوم السلطة فی کردستان، لا یتعلمون الدرس ولا یقبلون أن یدلهم الخیرون من أبناء هذا الوطن إلی طریق الصواب کی لا تغرق السفینة بما فیها. إن إدارة الدولة لا تقارن بإدارة العشیرة والحزب ومؤسسات الدولة لیست بمؤسسات العشیرة والحزب. أقاموا هیاکل سمیت بالبرلمان والحکومة والقضاء ولکنها هیاکل فارغة لا تمارس عشر ما تمارسها المؤسسات المماثلة لها فی البلدان الأخری. والمواطن الفرد هو آخر شیئ یفکرون فیه، وکأنهم من نار وهم من طین. لا یدرکون بأن هذا المواطن الذی هم مستصغروه، هو الذی أتی بهم إلی هذا النعیم وهو الذی بإستطاعته أن یسلبهم هذا النعیم إن شاء دون أن یستردوها منه، لأنه صاحبها وهو الذی ولاهم علیها، کما فعل مع الآخرین من مثلهم. فیا لیت المسؤولون الأکراد یتعلمون الدرس قبل فوات الأوان.

تكلمت باسم الجميع
الكردي -

حقآ انك كتبت هذه المقاله نيابة عن كل المواطنين في اقليم كردستان, هؤلاء المواطنين (وانا منهم) نفتقد مثل هذا الطرح الهاديء والمنطقي للحوار والمطالبه بما هو مطلوب الان من القيادات السياسيه قبيل الانتخابات.بارك الله فيك

عصا التحزب
شورش -

اؤيدك فيما تذهب اليه سيدي العزيز ، والانكى من ذلك ان بعض ضعاف النفوس في الحزبين الحاكمين ، اقول البعض التعبان ، من وعاض السلاطين والذين كانوا يلبسون الزيتوني ايام القائد اللا ضرورة ، وكانوا في مقدمة الرفاق وكتاب التقارير ، اصبحوا اليوم رفاقا بالملابس الكردية ، والمضحك المبكي انهم ينعتون اي شخص لم يتدنس بالبدلة الزيتونية انه منحاز للحزب الشريك في الحكم والذي يشاركه عبر مذكرة التفاهم الاستراتيجية التي وقعت بين الحزبين، فمحافظ اربيل الرفيق القديم في حزب البعث العربي الاشتراكي ، يهدد كل من لا يعجبه بانه جلالي ( اي من حزب رئيس الجمهورية جلال الطالباني ) ولتحيا الديمقراطية.

my view
qami$lo -

مقالة ممتازة ,هكذا يستطيع الكاتب محاورة الشعب و الحكومة على حداً سواء , اتمنا ان يسمع الشعب و الحكومة ارآء امثالك, رغم اني ارى امن الحكومة الكوردية تتجه في الاتجاه الصحيح,لااحد يبدئ من وسط السلم بل درجة درجة و لكن بدون تباطؤ,طرحك حول المواطنة صحيح الا من لم يؤمن بحق الكورد في العيش الحر في كيان مستقل, ليس بلضرورة منفصلاً.