احذروا المعممين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فى منتصف الخمسينات من القرن الماضي جلس صديقان فى مقهى فى احدى محال بغداد القديمة، وكان السرور يطفح على وجهيهما، فقد أعلنت نتائج الامتحانات العامة للدراسة الثانوية، وتخرج ولداهما من ضمن المتخرجين. قال أحدهما انه سيدخل ولده الكلية العسكرية ليتخرج فيها ضابطا فى الجيش، ولكن صديقه اعترض عليه قائلا بأنه سيدخل ابنه كلية الشرطة، لأن ضباط الشرطة يحصلون من مهنتهم على (براني) يفوق الراتب بكثير، وهذا غير ممكن بالنسبة لضباط الجيش.
مضى عقد من الزمن على هذا الحديث وعائلة ضابط الجيش ما تزال تسكن فى دار متواضعة فى تلك المحلة، أما ضابط الشرطة فقد انتقل الى منطقة المنصور الراقية فى غربي بغداد حيث اشترى دارا فخمة.
تذكرت كل ذلك وأنا أسمع بالاقبال الشديد حاليا فى العراق على المدارس الدينية، حيث ظهرت طبقة جديدة من المعممين الذين أخذوا فى احتلال المناصب المتقدمة فى البلد بعد دراسة لم تزد على السنتين فى تلك المدارس، ويقال ان منهم من حصلوا على درجة (دكتوراه)!!، ومنهم من أعطي رتب عسكرية عالية. ثم ظهرت على البعض منهم مواهب نادرة فى تهريب النفط، وسرقة الآثار القديمة وتهريبها الى الخارج، ومنهم من طبق عقوبة الاعدام بقطع الرؤوس، وقطع الأيادي، ومنهم من تفنن فى التعذيب الى درجة تفوق ما كانت عليه فى أيام البعث المقبور. كان البعثيون يقتلون الناس بالرصاص ويدفنوهم فى مقابر جماعية، ولكن هؤلاء تعلموا فى المدارس الجديدة ان يوجهوا من يريدون قطع رأسه نحو القبلة ويرددوا : (بسم الله والله أكبر)، ويتركون الجثة حيث يستلمها من هم أقل مرتبة منهم لبيعها الى أهل القتيل بثمن يتفق عليه.
ومن هؤلاء المعممين من برع فى تشكيل عصابات اجرامية لاختطاف الناس للحصول على الفدية، ومن لا يفتدى يقطع رأسه ويعاد الى ذويه. ومنهم من أخذه الحقد والحسد على الخريجين من الأساتذة والأطباء والمهندسين فعمدوا الى قتل وتشريد الكثيرين منهم ليذهبوا الى خارج البلد الذى هو بأمس الحاجة الى خدماتهم.
لقد نال أحد هؤلاء المعممين قصب السبق فى الاجرام، وتبعه عدد كبير من البسطاء والفقراء والمغفلين والمجرمين ومن بينهم فدائيو صدام، فشكل منهم جيشا أشاع الرعب فى قلوب الناس، ولكنه فشل فى تحقيق مطلبه الرئيس لحكم العراق، فلم يجد بدا من الفرار الى مدينة قم فى ايران بحجة اكمال دراساته الدينية!!! وترك أصحابه الذين أدرك الكثيرون منهم هول ما فعلوه فسلموا أنفسهم للسلطة نادمين. بقيت ثلة قليلة منهم مطاردة من الشعب والحكومة ولن يلبثوا حتى يلقوا السلاح. ان قادة التيار الصدري وهيئة العلماء المسلمين خاصة ألحقوا أفدح الأضرار بالعراق، وانهم وان انحسروا بعض الشيء حاليا فهم مازالوا يشكلون خطرا كبيرا على العراق وشعبه.
ان مجرد ذكر (الديموقراطية) أمام هؤلاء يصيبهم الذعر الشديد، فهم يريدون حكما دينيا لينصبوا انفسهم وكلاء للخالق العظيم ليفعلوا ما يشاؤون باسمه دون أن يجرأ أحد على مجرد التفكير بمعارضتهم او التصدى لهم.
ان المعممين لم يستأثروا بهذه الأعمال الاجرامية وحدهم وانما خصصتهم لأن المفروض فيهم أن يكونوا مرشدين دينيين يأمرون بالمعروف وينهون على المنكر، ولكنهم فضلوا أن يتعاونوا مع بعض السياسيين الجدد والقدامى ممن جبلت أنفسهم على الموبقات، ليجنوا أكبر الأرباح وليشتروا العقارات فى خارج البلد وداخله، وينافسوا آلاف القتلة واللصوص الذين أخرجهم صدام حسين من السجون لاشاعة الفوضى والدمار فى البلد مما قد يساعد على عودة حزب البعث الى الحكم والتسلط على رقاب العراقيين، ولكن هيهات.
الانتخابات القريبة القادمة سوف تكشف عما اذا كان العراقيون قد اتعظوا بما جرى لهم على ايدى هؤلاء المجرمين طيلة السنوات الخمس الماضية أم لا. العراق اليوم أصبح واحدا من أغنى بلدان العالم وشعبه من أفقر شعوب العالم وأكثرها تمزقا بين الاديان والمذاهب والقوميات، ويتربص به الطامعون من كل جانب وخاصة من اخوته فى الدين والقومية من الذين نصبوا من أنفسهم وكلاء عليه ولن يرتدعوا الا بعد ان يجدوا فيها شعبا واحدا متحدا مصمماعلى النهوض من كبوته ومواصلة المسيرة على طريق مستقبل زاهرسعيد.
عاطف العزي
التعليقات
معممون لخدمة الشيطان
Amir Baky -الدين رسالة سلام و محبة و الله يمطر مطرة و يشرق شمسه على الجميع و الله قوى و يستطيع أن يبيد الأشرار لو أراد و لن ينتظر ذلك من بشر. الخلاصة كل تصرفاتهم مخالفة لتعاليم الله التى ندركها يوميا لذلك هم شيوخ الشيطان ينفذون أعماهم من قتل و إجرام و سرقة و ينسبون ذلك إلى الله تنفيذا لرغبة الشيطان الذى يسعد بذلك.
أنه قادم
العراقي -من عتمة العمائم يخرج العراق ولسوف ينتصر فقد سقط وإلى الأبد صدام الجرذان. وتحية إلى كل عربي ومتدين شريف.
التعميم غير جائز
حسام جبار -لست معمم وليس في افراد عائلتي كذلك معمما, لكنني ارى في مقالك هذا بعدا كبيرا عن الموضوعية من حقي ان اقول ايضا احذروا رجال الشرطة فأن فيهم من ينتمي الى عصابات خطف ,احذروا الاطباء في المستشفيات العامة والخاصة فأن فيهم من يبتزونكم بطلب فحوصات غير ضرورية للتشخيص او يبيع عضو من اعضاء جسدكم من غير علمكم اثناء العملية الجراحية,احذروا المعلمين فأن فيهم من يروج لافكار غريبة ويفسد عقول ابنائكم , في كل فئات المجتمع يوجد الصالح والطالح ولايجوز التعميم.
المعمون
سيف الله -=== ان كنت تقصد المعممين الاتين على ظهور الدبابات الاميركية عبر الحدود الايرانية فهؤلاء تكشفت اساليبهم الخبيثة ومآربهم بعيدة المدى في عراقنا الحبيب وجيرانه النائمين في اوهام العسل الامريكي ====
الى رقم 3
عراقيه -بالتاكيد التعميم غير جائز لكن الا ترى ان اكبر الاذى ياتينا الان في العراق بسبب التمنطق بالدين والتحجج بقيم الله لفرض اراده ارباع
رسبوا في الامتحان
رعد الحافظ -فشل رجال الدين في امتحان ممارسة السياسة وخسروا دينهم مقابل كسب بعض متاع الدنيا..المال مثلا..لكن حتى قيم الدنيا الجميلة الاخرى خسروها كالمحبة والجمال والتعاون والبناء والتطور !!واتذكر مقولة للحسين الشهيد ع ..الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونه مادرت معائشهم فان محصوا بالبلاء قل الديانون..وهو بهذا القول يشير لكل من يلبس رداء الدين او يدعي بانه متدين والحقيقة انه يسعى لغرض دنيوي..عادي مثل بقية خلق الله..فلماذا التداري بالدين..فهم اسؤ من العامة عندما يسرقون.لانهم يحملون شعار الدين والمباديء المقدسة وسوف يدنسوها ان اساؤوا التصرف !!ماعلينا..اقول هل سينتخب الشعب المسكين هؤلاء في المرة القادمة ؟؟؟ ومن سيشفع له ويحزن عليه ان فعلها ثانية ؟؟؟سنقول فقط..بالعافية
أشرار أمتنا
عمر علي -قال الامام علي عليه السلام , أشرار أمتنا جوار قبورنا.
عدا أياد جمال الدين!
كركوك أوغلوا -فهو الوحيد خارج السرب , ويستاهل رئاسة الدولة ؟؟!!..
لا للأنتقائيه !!
فادي أنس -حدد الكاتب جهتين هما مقتدى الصدر وجيشه من المجرمين وهيئة علماء المسلمين وقاعدتها المندحره ولكن ألم يكن الأجدر به أن يضيف ألى هاتين المجموعتين كل من عبدالعزيز الحكيم وفيلقه غدر؟ أين ميليشيات حزب الدعوه وميليشيات الجلبي وحزب الله فرع العراق وثأر الله و و و و و؟؟؟ بصراحه كل هؤلاء قتله ومجرمون ولكن سترون كيف سيفوزون في الأنتخابات المقبله لسببين أولهما أننا شعب متخلف فلسنا من شعوب أسكندنافيا مثلا وسنصوت لهم مهما فعلوا بنا وثانيهما أن تلك العصابات ستمارس تزوير أرادة الناخبين الذين قرروا من الآن عدم التصويت لقتلة أبنائهم ومشوهي دينهم دين المحبه والسلام...شكرا لأيلاف
وحدة وطنية
سلام -ان اول الذين حاربوا العصابات الاجرامية هو السيد مقتدى الصدر وهذا موثق من خلال تصريحات القادة العراقيين والامريكان علما انني ليبرالبا ان مضمون المقال لايفيد الوحدة الوطنية وان الخط الصدري اعترف ببعض الاخطاء التي مورست والتي حسبت على التيار بسبب ضعف الخبرة التنظيمية والاختراقات التي حصلت من قبل بعض المنتفعين داخل التيار علما ان التيار له قاعدة عريضة بين ابناء الشعب لايمكن تهميشه لانه لايخدم المصلحة الوطنية علما ان الاتجاه الديني حاليا نجح باستقطاب الجماهير بكفاءة اعلى من الاحزاب العلمانية حيث اصبحت امرا واقعا يتطلب من القوى الوطنية كافة من دعمها وتحفيزها بترشيح العناصر القيادية النزيهة والكفوءة التي تتبوء المناصب الحكومية لتحقيق التقدم واعادة بناء الوطن لانهم يمثلون الاغلبية بالمنطق الديموقراطي
الى رقم7 عمر علي
مغترب -الصحيح قال الامام جعفر الصادق (ع) اعدا اعدائنا جيران قبورنا صدق حفيد رسولنا الكريم.ولك ان تقيس