أصداء

والآن ماذا تفعل المعارضة السورية دون برابرة...‏

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لم يعد ثمة برابرة، هذا ما على المعارضة السورية أن تدركه جيداً، على الأقل في المدى المنظور. هذا محزن بالطبع.. حتى في ظل أداء الجميع الذي يقول علانية بـ "ضد التدخل الخارجي" أو على الأقل "لا رهانات على الخارج". دائما يتخلف البرابرة، و يبيعون المنتظرين في البازارات التي يمرون فيها؛ ويعودون من حيث أتوا تاركين المنتظرين يأكلون انتظارهم. وليس جديداً في حسابات السياسية الغربية أن يبيع الغرب من يراهنون عليه لأنهم لا يمتلكون غير المراهنة.. وإذ لم ينسج المراهنون شبكة من المصالح فإنهم يباعون بثمن بخس، في وقت تمتلك الأنظمة ما تقايض عليه مع هذا الغرب! والسياسة بالطبع لاتتوسل الأخلاق. وما فعله ساركوزي هو موقف فرنسي مستمر في مايخص تعامله مع قضايا المنطقة، وسوريا بشكل خاص؛ شكل شيراك نقطة خروج بارزة عليه. في هذا السياق أجدني دائم التعاطف مع حال المعارضة السورية المسكين؛ رغم قناعتي أن أساليبهم في العمل والأداء لا تختلف عن النظام الذي يستمدون شرعية وجودهم من مناهضته. كتبت عن هذا قبلا وما زالت وجهة نظري نفسها. ومع تعاطفي كنت دائما ارثي لحالهم واعني الأحزاب والتجمعات والتنظيمات لا الأفراد، فالأفراد السوريين المناهضين للنظام صنعوا لحظة جادة وحقيقية في التاريخ السوري الذي يكتب الآن. وتبديد فاعلية هؤلاء الأفراد جاء من ابتلاع التنظيمات والتجمعات المعارضة وحتى أشباه التنظيمات لهم؛ وكان يفترض أن يشكل هؤلاء الأفراد رافعة لتحسين الأداء المعارض لا أن تبتلعهم تنظيمات هشة ومستبدة وعائلية وديماغوجية... وفي التاريخ كان هناك أشخاص مفصليين في إرباك أنظمة وحتى إسقاطها؛ لأن قضيتهم وجدت من يصعدها ويدافع عنها. وفي الحال السورية هناك غياب حقيقي عن استغلال قضية معتقلي الرأي ومعتقلي الحريات سواء من قبل "المعارضات" أو المنظمات "الحقوقية" التي هي تابعة مسكينة في الغالب لهذه المعارضات ومختلطة معها..إن اعتقال صحفي مثل عبد الكريم الخيّون في اليمن صار له صدى وحضور إعلامي في العالم اكثر من أحداث صيدنايا وصدرت بيانات عن منظمات حقوقية عالمية ضمن حملة غير متواهنة تقودها تنظيمات وأفراد يمنيون قليلون استغلت كل الوسائل المتاحة بما في ذلك صناعة أفلام مؤثرة عن عائلته وبثتها على مواقع الفيديو العالمية... في بلد مثل اليمن يحصل هذا بينما لدى السوريين عشرات إن لم نقل مئات من عبد الكريم الخيون ولم تشكل نقطة ضغط على النظام في العالم؛ واليات عمل المنظمات الحقوقية السورية هي الاسوء بين مثيلاتها العربية التي تتشارك معها في بعض العلل؛ لكن المنظمات السورية تعمل وفق قاعدة "اللهم اشهد إني قد بلغت" ولا تزيد على ذلك.وأما في حال المعارضة فلا ادري كيف تطالب تجمعاتها بتداول سلمي للسلطة وزعماؤها قادة أبديون ولم يرحلوا عن كراسيهم المصنوعة من القصب؛ إلا بالموت أو الانشقاق أو التوريث في بعض الحالات؛ والأحزاب التي تشكلت على عجل لم تشذ عن هذه القاعدة وتم التعامل مع رئاستها ومجلس إداراتها كشركة محاصة بسيطة. والقضية التي كتب فيها الكاتب علي الأحمد بعد خروجه من جماعة الإخوان المسلمين يعرفها كل السوريين فقد كانت لائحة الاتهام المعدة ضده والمحاكمة في قضاء "الجماعة" وقع الحافر على الحافر مع آليات النظام، بما في ذلك رد الأستاذ البيانوني على ما أثاره الكاتب المنشق عن الجماعة. ولو كانت الجماعة لديها سجون لغاب الكاتب في أحد سجونها!وقد أثار ضحكي الشديد؛ ممارسة الرقابة في النشر من موقع يتبع للأستاذ خدام نائب الرئيس السابق الذي أصبح معارضاً حين أعاد نشر مقال لي وحذف منه جملة وردت في سياق مخاطبتي للأجهزة الأمنية الحاكمة في سوريا "...وحتى تحين ساعة رحيلكم التي مازلت أراها بعيدة بعكس تبشيرات الأستاذ خدام..." إذ حذفوا "بعكس تبشيرات الأستاذ خدام"! وبالطبع دائما أتمنى أن تكون تبشيرات الأستاذ خدام صحيحة ويثبت خطأ وجهة نظري. ومرد ضحكي أنه إذا كان الأستاذ خدام وهو في المعارضة (الآن) وليس لديه وزارة إعلام (الآن) ولا جيوش مخابرات ومخبرين غير قادر على قبول جملة لطيفة مثل هذه فكيف سيكون حاله لو كتبنا عنه ما يشبه ما نكتبه عن النظام الآن؟كتبت مع كثيرين غيري في نقد واقع المعارضة الذي يقوم على حسابات غير سياسية؛ بل إن مصدرها دائما من خارج السياسة. وواقعها المتشرذم الكل يقر به حتى "هُم" إلا أن محاولة الخروج من هذا الواقع لم تبدأ ولم يفكر فيها بشكل علني خارج إطار المهرجانات الإعلامية التي لم تعط لا تمراً ولا بلحاً؛ ويحول دون ذلك نقص الفهم السياسي والتأهيل الإداري، والريبة في الآخرين، وعدم اليقين في الوزن الحقيقي للذات في الواقع السوري للتنظيمات؛ ونقص الحمولات الفكرية لدى المباشرين للفعل السياسي... كل ذلك وغيره يحول دون تحول جذري في آليات عمل وسلوك المعارضة السورية. وأتحدث عن الإعاقة الذاتية وسنتجاوز الوضع الموضوعي لأنه في ظل هكذا إعاقة فانه حتى في حال تغيرت الظروف الموضوعية ستكون المعارضة عاجزة عن الإفادة منها.دائما أحاول أن أكون لطيفا ومداريا في نقدي للمعارضة السورية ولا انفي أني "أمرق" لهم وأصمت عن أشياء عديدة خصوصا عندما يكون هجوم النظام وأجهزته الأمنية شديدا... ويمكن للمرء أن يجد مبررات كافية لآليات وسلوك المعارضة، لكن المسألة الأهم أيضا أنها لم تتقدم شبراً واحداً رغم أن الكثير من الكتاب السوريين كتبوا في الأمر واقترحوا آليات عمل ومنهم من وضع قيد التداول ما يشبه خططاً إجرائية لإصلاح الحال؛ وهذا يعني أن هناك مجال آخر للتطابق بين هذه المعارضة والنظام الذي تناهضه! فإذا كان النظام يرى أن فترة عقد من الزمن غير كافية لانطلاق عجلة الإصلاح وان الأمر يستوجب قرنا كاملاً! فإن المعارضة رافقته في هذا الأمر ولم تتقدم خطوة باتجاه إصلاح العوامل الذاتية المعيقة لديها وهي كثيرة؛ والتي منها: ضعف الفكر السياسي - عائلية المعارضة - عدم ديمقراطيتها- آلياتها التنظيمية التي تنتمي للقرون الوسطى - عدم قدرتها على سماع رأي مخالف - الرغبة الاحتكارية للسلطة لدى كل جماعة- المحاصصة في "سلطة المعارضة"-...هل من العمل السياسي (على سبيل المثال) أن لا يجد الأستاذ خدام وسيلة تنظيمية يتكئ عليها في معارضته غير إطلاق "القيادة المؤقتة للبعث"؟ ماذا يعني هذا عملياً غير أن خدام ليس لديه قدرة على إنشاء حزب "حقيقي" جديد وبفكر جديد؛ فكان الأسهل والأسرع القول "إعلاميا" انه يمثل شريحة ما؛ استلفها -للأسف- من البعث؛ وبغض النظر عن صحة التمثيل من عدمه؛ فان إعادة حزب لم يعد حزباً؛ إضافة إلى كونه في بنيته الفكرية والتنظيمية حزبا شمولياً استبداديا شوفينيا؛ وهو سبب رئيسي (أو غطاء لمن يشاء) لمصائب سوريا (و كل دول المنطقة )، يمثل عملاً غير مسؤولاً بحق الناس وبحق فهم التعاطي السياسي مع واقع سوريا الآن.لقد كان تركيز المعارضة السورية سواء أقرت بهذا إعلاميا أم لم تقر على ما سيسفر عنه موقف الحكومات الغربية من النظام ولم تتحرك في مجال الشارع الأوربي - باعتبار التحرك في الشارع السوري صعبا- عبر منظماته الحقوقية والمدنية والأحزاب والنقابات والتي كان من الممكن أن تشكل حصانة أساسية في عملية البيع، التي تنفذها الحكومات التي يُراهن عليها أو على الأقل سيكون البيع متضمنا حدا أدنى من مطالبـ/ها؛ حياءاً من ضغط منظماتها الوطنية.. دائما تبيعنا الحكومات الغربية في بازارات أنظمتنا؛ وللمفارقة يقبض النظام ثمننا كاملا منها!!"... لم يأتِ البرابرة. وبعضُهم قَدِمَ من الحدود، وقال إنه لم يعد ثمة برابرة. والآن، ماذا سيحلُّ بنا بدون برابرة؟ لقد كان هؤلاء القوم نوعًا من حل." خلف علي الخلف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
look closer
qami$lo -

اولاً السيد خدام كان اداة في يد البعث و هرب عندما احس ان دوره في الانتحار كان قريبا. اما عن الصحفي اليمني فمقارنته مع المعتقلين السوريين موفقة و لكن مقارنة النظام السوري مع اليمني غير موفقا لان موقع سورية و (شبكة مصالحها) اعقد بكثير من اليمنية و تفكيك هذه الشبكة او تسهيلها يستاهل تنازلات كثيرة من الغرب و يتتطلب عملاً دقيقاً و منظماً من المعارضة التي هي بعيدة كل البعد عنه.

look closer
qami$lo -

اولاً السيد خدام كان اداة في يد البعث و هرب عندما احس ان دوره في الانتحار كان قريبا. اما عن الصحفي اليمني فمقارنته مع المعتقلين السوريين موفقة و لكن مقارنة النظام السوري مع اليمني غير موفقا لان موقع سورية و (شبكة مصالحها) اعقد بكثير من اليمنية و تفكيك هذه الشبكة او تسهيلها يستاهل تنازلات كثيرة من الغرب و يتتطلب عملاً دقيقاً و منظماً من المعارضة التي هي بعيدة كل البعد عنه.

المعارضة من الشعب
حبيب -

الأستاذ خلفبالرغم من أني أخالفك الرأي في الكثير من مقالاتك المتجنية، الا أنني أهنئك على هذه المقالة التي استطعت بها أن تصف واقع حال المعارضة السورية (العائلية والجماعية كما وصفتها) بدقة. إن واقع حال المعارضة هو تماماً واقع حال الانسان السوري، لا سيما بعد أكثر من نصف قرن من الشتات والتشرد.لا يمكن لأحد أن يتوقع اصطلاح حال الغرب الساع الى مصالحه، ولا المعارضة أو الشعب اطلاقاً، لأن بنيتها الأساسية خاطئة. لذا يبقى الأمل في أن يلهم الله النظام نفسه ويصلح ما أمكن من حاله وحال الناس، وبهذا يكونوا هم من الكاسبين ويمكن للشعب عندئذ تنظيم معارضة من نوع آخر.

عن أي معارضة نتحدث ؟
سوريا -

واقع المعارضة المتشرذم سببه الواقع السوري و ضعف المعارضة ناتج عن تعدد اتجاهاتها إذ أن المعارضة في سورية ليست لديها نظرة ثاقبة للواقع و عند الحديث عن الواقع السوري يحتار المرء من أن يبدأ و أن ينتهي , لا أحد يمكنه النظر إلى السلطة في سوريا من جهة واحدة , فهي مستمرة على ماهي عليه لأنها تحقق مجموعة توازنات للواقع السوري فهي تمثل خط الوسط ما بين اليسار و اليمين إدراك السلطة لهذا الدور و حاجة المجتمع للتوازن هي نقطة القوة التي يلعب عليها القائمين على لسلطة في سوريا , و لايمكن في المجتمع السوري أن تتشكل حكومة ذات توجهات تقدمية لأن التيارات السلفية لها النصيب الأكبر في الإنتصار و الدليل على هذا الكلام إستمرار القوانين المتعلقة بحقوق المرأة في سوريا فهي بمجملها تتوافق مع التوجهات و التيارات السلفية, و لايمكن من جهة أخرى أن تتنصر التوجهات السلفية لأن السلطة في سوريا مدعومة بطريق غير مباشر من الغرب الذي يدرك أهميتها في إقامة هذا التوازن على صعيدين الداخلي و الخارجي معاً لأن الغرب لن يجازف لأن تقوى شوكة السلفيين . في منطقة استراتيجية مثل سوريا ,و الذين تعمل السلطة في سوريا على تقوية شوكتهم بفتح مدارس و معاهد خاصة بهم لأنهم ورقتها الرابحة للإستمرار فهم إن تجازوا الحدود المسموحة تقوم بالبطش بهم في نفس الوقت يمكن أن تستخدمهم لأغراض أخرى تعزز من قوتها و التوجهات التقدمية تدرك ضعفها في مواجهة التوجهات السلفية لهذا فإن معارضتها للسلطة تبدو بائسة لأنها في العمق تدعم وجود السلطة على علاتها بسبب الضعف الذي تعاني منه تجاه التوجهات السلفية , للأسف لايمكن الحديث في سوريا عن معارضة واحدة بل شكلين من أشكال المعارضة و الشكل الثالث مزيج من الإثنتين و هو السلطة بحد ذاتها فهي الشكل الثالث من المعارضة في سوريا و للاسف الأنجح في إقامة توازنات تتناسب مع الواقع السوري . و إلى متى لا أحد يعلم . مشكلة السلطة في سوريا مشكلة توازنات و ليست مشكلة أفراد يحكمون البلد ...

عن أي معارضة نتحدث ؟
سوريا -

واقع المعارضة المتشرذم سببه الواقع السوري و ضعف المعارضة ناتج عن تعدد اتجاهاتها إذ أن المعارضة في سورية ليست لديها نظرة ثاقبة للواقع و عند الحديث عن الواقع السوري يحتار المرء من أن يبدأ و أن ينتهي , لا أحد يمكنه النظر إلى السلطة في سوريا من جهة واحدة , فهي مستمرة على ماهي عليه لأنها تحقق مجموعة توازنات للواقع السوري فهي تمثل خط الوسط ما بين اليسار و اليمين إدراك السلطة لهذا الدور و حاجة المجتمع للتوازن هي نقطة القوة التي يلعب عليها القائمين على لسلطة في سوريا , و لايمكن في المجتمع السوري أن تتشكل حكومة ذات توجهات تقدمية لأن التيارات السلفية لها النصيب الأكبر في الإنتصار و الدليل على هذا الكلام إستمرار القوانين المتعلقة بحقوق المرأة في سوريا فهي بمجملها تتوافق مع التوجهات و التيارات السلفية, و لايمكن من جهة أخرى أن تتنصر التوجهات السلفية لأن السلطة في سوريا مدعومة بطريق غير مباشر من الغرب الذي يدرك أهميتها في إقامة هذا التوازن على صعيدين الداخلي و الخارجي معاً لأن الغرب لن يجازف لأن تقوى شوكة السلفيين . في منطقة استراتيجية مثل سوريا ,و الذين تعمل السلطة في سوريا على تقوية شوكتهم بفتح مدارس و معاهد خاصة بهم لأنهم ورقتها الرابحة للإستمرار فهم إن تجازوا الحدود المسموحة تقوم بالبطش بهم في نفس الوقت يمكن أن تستخدمهم لأغراض أخرى تعزز من قوتها و التوجهات التقدمية تدرك ضعفها في مواجهة التوجهات السلفية لهذا فإن معارضتها للسلطة تبدو بائسة لأنها في العمق تدعم وجود السلطة على علاتها بسبب الضعف الذي تعاني منه تجاه التوجهات السلفية , للأسف لايمكن الحديث في سوريا عن معارضة واحدة بل شكلين من أشكال المعارضة و الشكل الثالث مزيج من الإثنتين و هو السلطة بحد ذاتها فهي الشكل الثالث من المعارضة في سوريا و للاسف الأنجح في إقامة توازنات تتناسب مع الواقع السوري . و إلى متى لا أحد يعلم . مشكلة السلطة في سوريا مشكلة توازنات و ليست مشكلة أفراد يحكمون البلد ...

الابن السوري الضال
مرح البقاعي -

في ضوء تصاعد النجومية الرسمية السورية في الأفق المتوسطي، والأطلسي أيضا، ترتفع مجموعة من الأسئلة الملحّة والعالقة منذ عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وأبرزها: ما دور الصوت الآخر في عملية التحديث السياسي والاقتصادي والتغيير السلمي الديمقراطي في سوريا، والذي لاتمثيل لهما اليوم، على الإطلاق، على الخارطة السياسية السورية، الرسمية منها والمدنية؟ وعلى أي رفّ وضعت مسألة حقوق الإنسان وحريات التعبير والمشاركة السياسية من المحادثات السورية الفرنسية؟ وهل مصالح الدول وعلاقاتها العابرة للقارات هي فوق مصالح الشعوب وتطلعاتها الإنسانية والمستقبلية ؟ وإذا كانت "الفوضى الخلاقة" قد ولّدت حالة من الجنوح إلى سلم دائم في منطقة الشرق الأوسط فأين هو المواطن السوري و"مواطنيته" من هذه المعادلة الجديدة وهو مغيّب تماما عن المشاركة في الفعل السياسي، وحتى الثقافي منه، في عاصمة الثقافة العربية دمشق، التي العديد من مثقفيها محكومون قسرا بالمنافي الجبرية ؟! بعد أن فشلت بعض أطياف المعارضات السورية ــ أو ما يحلو لي أن أدعوها " العراضات"ــ في تحويل مشاريعها السياسية "الشخصانية"، التي تتقلب بين الارتزاق، والارتهان، والنفعية، وصولا إلى المطامع العمياء في الاستيلاء على السلطة، أوالعودة إليها، وبعد احتكار صفوفها من فئة "البعثيون الجدد" المنكفئة، وجماعات "الإخوان المسلمون" الموحّدة الأجندة والمتعددة الأقنعة، وكل من دار في دوائر هؤلاء من صيادي المكاسب السريعة الذين ساووا السجّان بالسجين، وإثر تغييب منظّم لحركة إصلاحية حقيقية، نزيهة وواعية، ترفد عملية التحديث السلمي الديمقراطي في الداخل السوري، حركة صادف أن أصحابها يعيشون في الخارج لظروف الهجرة العلمية أو الاقتصادية، ولم "يستقووا" يوما إلا بنوستالجيا الوطن الأم وتعلّقهم الغريزي، الناصع، وغيرالمشروط بالأرض الأولى، نشهد اليوم عودة "الابن السوري الضال"، وبزخم وإجماع دوليين، إلى ساحة الحراك العالمي، مكنّسا بذلك كل معوقات العزل على المستويين الإقليمي والدولي، ومحرّضات انتكاسات المحكمة الدولية، والمنغّصات الأميركية الموظفة للاستهلاك الإعلامي، والتي لم تكن ــ برأيي ــ يوما أوراقا خلافية متجذرة بين الولايات المتحدة من جهة، وسوريا وحليفها الاستراتيجي، إيران، من جهة أخرى. أستث

مقارضة
عبدالله عبدالرحمن -

للاسف لا اجد ان هناك معارضة سورية على غرار ما يقال عن المعارضات في الدول الراقية والمتقدمة فما نشاهده هو مجموعة من الطائفيين الموتورين والمسؤولين السابقين والمتهورين والمأجورين وقلة من المصلحين المخلصين صحيح ان المشاكل كثيرة في سوريا والاصح ان ما يسمى معارضة لو استلمت -لا سمح الله- لزادت المشاكل وتفاقمت الاوضاع وهذا عائد الى بنية الشعب العربي وطبيعة الثقافة السائدة والعصبيات المسيطرة وهذا الامر ليس حصراً بسوريا فقط بل تتشاطره مع جميع الانظمة العربية بلا استثناء حتى لبنان الذي يزعم ابوته للديمقراطية العربية فالعائلية والاقطاعية الدينية والمالية والسياسية هي المسيطرة ولا وجود للمعارضة الفعلية الا من ضمن السياق نفسه

الابن السوري الضال
مرح البقاعي -

في ضوء تصاعد النجومية الرسمية السورية في الأفق المتوسطي، والأطلسي أيضا، ترتفع مجموعة من الأسئلة الملحّة والعالقة منذ عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وأبرزها: ما دور الصوت الآخر في عملية التحديث السياسي والاقتصادي والتغيير السلمي الديمقراطي في سوريا، والذي لاتمثيل لهما اليوم، على الإطلاق، على الخارطة السياسية السورية، الرسمية منها والمدنية؟ وعلى أي رفّ وضعت مسألة حقوق الإنسان وحريات التعبير والمشاركة السياسية من المحادثات السورية الفرنسية؟ وهل مصالح الدول وعلاقاتها العابرة للقارات هي فوق مصالح الشعوب وتطلعاتها الإنسانية والمستقبلية ؟ وإذا كانت "الفوضى الخلاقة" قد ولّدت حالة من الجنوح إلى سلم دائم في منطقة الشرق الأوسط فأين هو المواطن السوري و"مواطنيته" من هذه المعادلة الجديدة وهو مغيّب تماما عن المشاركة في الفعل السياسي، وحتى الثقافي منه، في عاصمة الثقافة العربية دمشق، التي العديد من مثقفيها محكومون قسرا بالمنافي الجبرية ؟! بعد أن فشلت بعض أطياف المعارضات السورية ــ أو ما يحلو لي أن أدعوها " العراضات"ــ في تحويل مشاريعها السياسية "الشخصانية"، التي تتقلب بين الارتزاق، والارتهان، والنفعية، وصولا إلى المطامع العمياء في الاستيلاء على السلطة، أوالعودة إليها، وبعد احتكار صفوفها من فئة "البعثيون الجدد" المنكفئة، وجماعات "الإخوان المسلمون" الموحّدة الأجندة والمتعددة الأقنعة، وكل من دار في دوائر هؤلاء من صيادي المكاسب السريعة الذين ساووا السجّان بالسجين، وإثر تغييب منظّم لحركة إصلاحية حقيقية، نزيهة وواعية، ترفد عملية التحديث السلمي الديمقراطي في الداخل السوري، حركة صادف أن أصحابها يعيشون في الخارج لظروف الهجرة العلمية أو الاقتصادية، ولم "يستقووا" يوما إلا بنوستالجيا الوطن الأم وتعلّقهم الغريزي، الناصع، وغيرالمشروط بالأرض الأولى، نشهد اليوم عودة "الابن السوري الضال"، وبزخم وإجماع دوليين، إلى ساحة الحراك العالمي، مكنّسا بذلك كل معوقات العزل على المستويين الإقليمي والدولي، ومحرّضات انتكاسات المحكمة الدولية، والمنغّصات الأميركية الموظفة للاستهلاك الإعلامي، والتي لم تكن ــ برأيي ــ يوما أوراقا خلافية متجذرة بين الولايات المتحدة من جهة، وسوريا وحليفها الاستراتيجي، إيران، من جهة أخرى. أستث