أصداء

مطار النجف والمدن المنسية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كلما حاولنا إقناع أنفسنا بأن الوضع في العراق تغيـّر بالفعل، مقارنة ً بالعهد السابق، جاءتنا صدمات الأحداث والتطورات لتوقظنا من غفلتنا وضلالنا، وتـُذكـّرنا بأن الطاس والحمـّام لم يتغيـّرا، والذي تغيـّر فقط، هو من يمتطينا، كحمير ٍ مستغفـَلة!


من بين هذه الأحداث والتطورات إنشاء مطار النجف الأشرف، الذي لايمكن أن يعترض عليه معترض عاقل، ناهيك عن مسلم ٍ شيعي موال ٍ لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. لكن ّ إثارة التساؤل ووضع عددا ً من علامات الاستفهام آتيان من الكيفية التي تضع فيها الحكومة سلالم أولوياتها، ومن الزاوية التي تنظر من خلالها إلى تراتبيات الأهم فالمهم.


وإذا قيل أن أهمية الإسراع بإنشاء مطار النجف ناشئة عن ضرورات تهيئة الوسائل والإمكانيات لاستيعاب الأعداد الهائلة من الزائرين القادمين من الخارج، رددت على القول بأن المدينة التي تعاني من هذه المشكلة أكثر من النجف هي كربلاء. فزوارها أكثر وحجم معاناتها أكبر، خاصة ً مع التحشيد المليوني الذي تمارسه قنوات الحكومة والأحزاب الحاكمة لأهداف سياسية وانتخابية محض، لاعلاقة لها لا بسيد الشهداء ولا بأبيه إمام المتقــّين إلا ّ عـَرَضا ً. وتتـّضح جوانب هذا الأمر أكثر، حينما نضم ّ إليه شكوى أهالي كربلاء من تركيز مؤسسات الحكومة وأحزابها على النجف، في الإستثمار وجلب الزائرين الأجانب وتشجيعهم بل وإجبارهم على زيارة النجف أولا ً، لامتصاص قوتهم النقدية وعملتهم الصعبة، ثم ابتعاثهم إلى كربلاء بعد خواء جيوبهم! ولابأس في الإشارة - في هذا الإتجاه - إلى تصريحات الشيخ عبد الحسن الفراتي مدير السياحة الدينية في كربلاء التي يؤكد فيها أن خطط الحكومة الاستثمارية أهملت القطاع السياحي في كربلاء ولم تقدم له دعما ً يماثل دعمها للسياحة الدينية في النجف.


ومهما كان من أمر، فلست ُ في وارد الدخول على خط َ الصراع التقليدي بين المدن المقدسة حول الموارد والخطط والاستثمارت وإيلاء الاهتمام الرسمي. لكن ثمة أولويات لابد ّ من مراعاتها، لكيلا تتكرّر قصة تركيز الأنظمة السابقة في التطوير والإعمار على المدن والقرى التي انحدر منها أقطاب تلك الأنظمة. فحينما انهار نظام حزب البعث في التاسع من نيسان ( أبريل ) 2003، ورأينا مشاهد لبعض تلك المدن والقرى على التلفزيون، أدهشتنا الفوارق الهائلة فيما بينها وبين مدننا وقرانا المطمورة بالتراب والسابحة في المستنقعات الآسنة، بينما كانت مدن وقرى عانة والعوجة وغيرهما تتنعـّم وتتمتـّع بالشوارع والطرق الواسعة والنظيفة، والبيوت والقصور المنيفة، والحدائق الغنـّاء. ومن هذه الأولويات ضرورة الإسراع بإعمار المدن المنسية، وبخاصة ٍ مدن العمارة والناصرية والبصرة والسماوة والكوت وغيرها، ومختلف أقضيتها ونواحيها وقراها طبعا ً، قبل الإسراع إلى بناء مطارات مكرّسة للنهوض باستحقاقات سياسية وإدارية قادمة، قبل تكريسها لزوّار ليت الحكومة تهتم ّ بدورات المياه النظيفة التي يحتاجون إليها، والتي تفتقر إليها النجف وغيرها من المدن المقدسة، قبل كل هذا الهراء الذي نسمعه!


أعتقد أن الإسراع بإنشاء مطار النجف يدخل ضمن أجندة الأحزاب الحاكمة ( وخاصة المجلس الأعلى الإسلامي ) لإنشاء فيدرالية الوسط والجنوب، وحاجة " قادة " هذه الفيدرالية إلى المطار في تنقلاتهم بين المركز و " العاصمة " الإقليمية. وهنا، يحسن التذكير بأن ّ تأييد الفيدرالية من قبلنا وقبل غيرنا لايعني ضمنا ً الرضا بنقل " عاصمتنا " الإقليمية من البصرة الفيحاء إلى أي مكان آخر مهما كانت قدسيته. فهذا النقل لايعني غير تسلـّط الأسر المهيمنة الآن على الحكم والقرار في بغداد، متكئة على بريق الأسماء الذي شابه الكثير من الصدأ، بسبب ممارساتهم هم قبل غيرهم، كبارا ً وصغارا ً، راحلين وحاليين، أمواتا ً وأحياء ً.

علاء الزيدي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ضيق افق المجلس
مهى -

اوافق رأيك فعلا خصوصا على تصرفات المجلس الاعلى الذي يفكر بمناظر ضيق بينما محافظة الناصرية مثلا هي بامس الحاجة الى مطار ولكن لا يعار لها اهمية

فتنه ليس الا
حميد -

أرى ان الكاتب الكريم لم يكن حريصا على كربلاء بل على كل العراق ، والمقارنة التي اجراها بين مدن العراق في السابق نسج خيال فلا فرق بين تكريت والحله او الانبار والناصريه بل الضيم موزع على الجميع في المدن العراقيه، واشارت الكاتب بان النجنف تاخذ حصة اكبر واهتماما اكبر من كربلاء ماهي الا فتنه والتصيد في الماء العكر النجف فيها الحوزة العلمية الاسلامية وهي المدرسة الاولى في العالم الاسلامي ويرجع تاريخها الى اكثر من الف عام ، ثم انها تحتضن امام المتقين وعميد اهل البيت الامام علي عليه السلام ، والذي يصل الى النجف عبر مطارها سوف لن تفصله عن كربلاء الى ثمانون كيلو مترا على اكثر تقدير.واخيرا حيا الله الجهود الخيرة والنبيلة التي ساهمت في انشاء هذا الانجاز العظيم الذي يسجل بفخر للحكومة العراقية المركزية ولحكومة النجف المحلية.

ارجوك باخي
suffering -

ارجوك ي اخي ومجلة ايلاف 1000 مرة كفى حمامات دم في العالم العربي والاسلامي في العراق و لبنان وفلسطين والان دارت الوائر على السودان. وانت ياخي ما يكفيك 8 مليون يتم عراقي و 2 مليون ارملة وانت تتكلم باسم الطائفية و المذهبيةخاف الله يا رجل العالم العربي يحتضر البطالة والارهاب و التناحر و امريكيا واسرائيل والمذهبية والتفرق والانظمة الدكتاتورية ما يكفيك ياخي

فتنة
حسام جبار -

نعم اخي حميد صدقت ماهي الا فتنة وتصيد في الماء العكر, اما ضيق الافق فأقول له النجف تستقبل من الزائرين الملايين سنويا فرفقا (بمناظر)افقك الضيق هذا.

اجندة كردية والمجلس
مهى -

المجلس الاعلى من ضمن اجندته هو تطوير محافظة النجف لتكون مركز الفدرالية والا لماذا الاهمال لمحافظات الجنوب فان الناصرية كذلك تحتاج مثلا مطار ان المجلس الاعلى حينما يهتم بالنجف لا حبا للنجف بل خدمة لمصالحهم الذاتية ولا حبا للعراق ان العائق الاساسي اليوم في العراق هم طرفان الاكراد والمجلس الاعلى الاكراد يعملا لخدمة قويمتهم الكردية والمجلس لتحقيق الفدرالية في الجنوب بالاضافة الى ذلك ان الاكراد يأخذوا من خيرات الجنوب ويريدوا اضافة الى ذلك كركوك فهم يمثلوا قمة في الانانية

قال رسول الله ( ص )
عبدالله أبو هاشم -

قال عليه الصلاة والسلام : ( شر الامور محدثاتها , وكل محدثه بدعه و كل بدعه ضلاله ,وكل ضلاله في النار) كما قال عليه الصلاة والسلام :( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى )صدق رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم.

بدعة أبو هاشم (6)
العراقي -

يا أخي هذا الحديث أموي وكذب على الرسسول (ص) فهل شد الرحال إلى الدراسة أو التداوي أو السياحة بدعة وحرام؟ كفوا عن الكراهية لكل ما يمت لآل البيت الأطهار فنورهم لا يطفيء. وهداك الله.

إلى الرقم 6
علاء الزيدي -

لاتصطد في الماء العكر ! فالموضوع غير ذي صلة بما تزعمه . حديثك هذا حديث آحاد وراويه وضـّاع ولاقيمة له عندي .

الى مها
هدى -

تحية الى الاخت مها كقد اصبت الحقيقة ارجو من العراقيين ان لايتسلموا لمن يطبل ويزمر للفدرالية لان هذا المشروع في العراق يعني سرقة خيراته من قبل العمائم والشراويل

کل العراق
سومرية کردية -

ستعم أرض العراق مطارات وفي کل مرکز محافظة فدرالية وسينتقل الناس بالطائرات بدلا من بقية وسائل النقل السائدة، فما موجود في باطن ارض فدراليات العراق يکفي ويوفي لاهلها بدلا من توزيعها علی جيران السوء وحروب الخسران.

والله فرحة
رعد الحافظ -

لا ادري لماذا ينزعج البعض من موضوع مطار النجفوالله انها فرحة كبيرة لكل عراقي محب لبلده وشعبهاي بناء او خدمات او اي تقدم في اي جزء من العراق هو امر جيد..يا ريت في كل المحافظات تبدء حملات اعمار وبناء..تصوروا لو استخدمت المليارات التي تسرق عن طريق الفساد كم الف فرصة عمل كان وجدت للعراقيين العاطلين ؟؟هناك مشروع احلم به للعراق وهو مشروع المليون وحدة سكنية..ففي كل 5 اعوام يجب بناء مليون شقة او دار مع جميع مستلزمات الراحة والرفاهيةوالمجمعات الرياضية والتجارية والحدائق والمدارس والمستشفيات وكل شيء..من مركز الشرطة الى البارك للسيارات!!لقد ظلم العراق كثيرا وبايدي ابناءه انفسهم وحان الوقت للبناء

الرد على هدى
مهى -

انني حينما انتقد المجلس والاكراد لم اقصد نقد العمائم والشروايل كما اساءت الظن فان هذا اساءة لا يجوز فنحن بالرغم من خلافنا حول بعض السلوكيات لا نقصد الاساءة لاحد نحن نتقد لاجل الاصلاح لا لاجل الهدم كما هو تصورك للمسالة فلا تسيسي قول غيرك ونرجو عدم تكرارها

العراق للجميع
علي -

اخي الكاتب اشاركك الرأي بان المجلس الاعلى لديه الكثير من التصرفات السيئة و المسيئة للوطن ولكن اضن ان التقصير الرئيسي من باقي الاحزاب. فان الاحزاب البقية بدل ان تشغل نفسها باعمار مدنها كا يفعل المجلس فانها انشغلت باعمال التخريب و العصابات بينما كانت تستطيع الانخراط بالعملية السياسية و اعمار مدنها كما الان في كردستان و كما في الانبار بعد حدوث الصحوات. اما بالنسبة الى المطار فسرعة انجاز المطار براي الخاص, لان البنى التحتية كانت جاهزة و كلنا يعلم انه كان مطار عسكري في السابق فقط اعيد تاهيله و انا اعلم بان هناك مخطط لبناء مطار في كربلاء و الحلة و انشاءالله يتم تنفيذها. في النهاية ادعو من الجميع ان يعمل في بناء العراق لانه لجميع العراقيين و عدم الانشغال فالتدمير و اثارة الفتنز و شكرا

الرد عبد الله هاشم
محمد -

الرد على عبد هاشم رقم 6 تصورك للبدهة ليس بهذه الصورة التي تفهمها انت فلا تختزل الفهم لنفسك لان هناك غيرك من له فهم اخر

مطار ألنجف
سمر -

هناك نقاط أتفق مع ألكاتب بوجودها وهناك نقاط لاأتفق معه فيها أن ألديمقراطية ألحديثة في ألعراق لها سلبياتها ألكثيرة والتي ذكرت جزأمنها,اعني ألكاتب أما ألجيد فيها والمشرق بأنك تستطيع أن تنتقد وتكتب وتقوم ألصواب وألخطاء وأيضا بأي حال من ألاحوال هل تعرف بأن مطارا في ألنجف قد أنشيء فهل كان أهل أعوجة مثلا وصدام يقبل مثل هكذا فكرة مثلا أو ممكن أن يعدم صاحبها وعشيرته وأولاده وجيرانه ,واقاربه ومعارفه وتدمير ألارض ألتي مشى عليها طبعا في وجهة نضر صدام وألبعثين