الشاميّة العالمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لن أدّعي أني أباشر الورق اليوم بمصطلح سياسي جديد أُطلق عليه- بنرجسيتي الدمشقية المعهودة - اسم" الشاميّة العالمية". بل سأتحدث، وببساطة لغوية غير مسبوقة لنصوصي الجانحة غالبا إلى الترميز والتضميرالمدجّجين بالاقتباس، عن وصفة طعام مغربية، تصنع من الدقيق الذي يتم طهيه في قدر على نار لينة إلى أن يحمرّ، ثم تمزج معه بعض المكونات الأخرى التي تباع عند العطارين، مثل الجلجلان و النافع و الزرارع وغيرها، وتتم تحلية الخلطة بالسكّر المثلج، وتوضع على شكل قبة في إناء، ثم تنمّق بخطوط السكر، ويطلق عليها اسم الشاميّة العالمية!
لفتني اسم هذه الحلوى حين حدّثني عنها صديقي المغربي بنهم ذاكرة الطفولة، قال:"عندما كنت صغيرا كانت هذه الأكلة تباع في الأزقة وعلى أبواب المدارس. وكنا كلما رأيناها نتسابق إلى اقتنائها بريال أبيض. ومن كان لديه ريالات أكثر يشتري كمية أكبر بالطبع. وما كان يعجبنا في هذه الأكلة هو بالضبط مذاقها الحلو العجيب الذي كان يظل عالقا بأذواقنا ساعات بعد تناولها". وأردف مستذكرا:"أحيانا، كان أحدنا يحظى بامتياز أن تصنع له أمه الشاميّة العالمية في البيت، وحسب شطارة الطفل، فكان إما يبيعها، أو يوزعها مجانا على الأطفال لكسب مودتهم".
لا أعرف كيف حملتني براءة صور الطفولة تلك، بشاميّاتها، إلى عمق الخبث والتنظير السياسيين، في محاولة مني لتحديد معايير الطبخة السياسية السورية الدائرة هذه الأيام، ببعديها الإقليمي والدولي، والتي بدأت تؤتي أكلها ومذاقها "الحلو"، بدءا بماشهدناه من ترتيب البيت السياسي اللبناني على استعجال، ومبادلات الأسرى "الأحياء"، بالأسرى "الجثث" بين حزب الله " كمؤسسة مقاومة" واسرائيل" كدولة احتلال"، مرورا بجدلية الجلوس الأميركي إلى إيران - الظهير السوري غير المفوّض- على طاولة المباحثات في مدينة جنيف السبت الفائت، وبمشاركة من وكيل الشؤون السياسية في الخارجية الأميركية وليام بيرنز، ما يمثل تحولا في سياسة الولايات المتحدة تجاه طهران، بعد أن كانت قد أعلنت مرارا رفضها المشاركة في أية مباحثات مباشرة مع إيران ما لم توقف الأخيرة عمليات تخصيب اليورانيوم، وصولا إلى زيارة وفد سوري"غير رسمي" هذا الأسبوع إلى الولايات المتحدة للقاء بعض من "الرسميين" في وزارة الخارجية الأميركية، الأمر الذي نفت السفارة السورية في واشنطن مروره في أروقتها الدبلوماسية، لكنها أيدت فكرة الحوار- في حال حدوثه ـ " وعلى كل المستويات، دون أن تتحمل مسؤولية توزيع حلوى "الشاميّة العالمية" على صانعي القرار هنا، في عاصمة القرار!
ويردّني الأمر سريعا إلى بعد آخر للمسألة، بعد سياسي فقهي، إجداثياته تتموضع لدى المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي في رؤيته لتأصيل مفهوم المجتمع المدني مقابل السلطة الشمولية، ساعيا إلى خلق توليفة تضم القوتين المتجاذبتين، المدنية والسياسية، بهدف بناء مجتمع مدني يتحرك في فضاء الدولة دون أن تحتويه الدولة، أو تسيطر عليه، على اعتبار ان المجتمع المدني ( الأفراد) "يتشكل بالأيديولوجي، والثقافي، والرضائي، و يزدهر في ظل الديمقراطية، والليبرالية، لأنه يقوم أصلا على فكرة العقد، والقبول، والطواعية، والاختيار، عكس المجتمع السياسي (الدولة)، الذي يقوم على السيطرة والفرض، والقسر، والإرغام"، على حد تعبير غرامشي. وضمن هذا السياق السياسي التوليفي تتضح وظيفة المجتمع المدني في ظل "المركزية الديمقراطية" أو الدولة التي "تتمركز ديمقراطياً"، الدولة التي تحتسب في معادلاتها السياسية فاعلية الجماعات المدنية، وحراك الأفراد الشعبي .
الأسئلة المطروحة اليوم على مائدة إلحاح "اللحظة" أو "الوجبة" التاريخية الدسمة، هي في حدها الأدنى: هل إطلاق سراح ناشطَين سياسيَين اثنين مؤخرا في دمشق هو نوع من المقبلات السياسية لحملة أوسع تشمل تسريح كل سجناء الرأي من معتقلاتهم التعسفية، سوريين كانوا أم غير سوريين؟ وهل يتصالح المجتمع المدني الشعبي السوري مع القبضة السياسية الرسمية السورية في محاولة "ديمقراطية" لإعادة بناء الدولة التي نخرتها بيروقرطية العصبيات والترسبات الشللية، وغيّب مؤسساتها المدنية عفن الطفيليات التي نبتت على رطوبة النفَس "الأمني" العصابي القاصر؟ وهل ستتزامن المصالحات الجماعية السورية مع العالم، وبلا استثناءات لدول "معادية" بعينها، مع مصالحات مع "الداخل" المغلوب على أمره؟ هل من وصفة سحرية تفكّ طلاسم "السكتة السياسية" التي دفع المواطن السوري ثمنها ، لعقود خلت، ضمورا في حنجرته، ورغيفه، ومستقبل أبنائه؟
أبناء سوريا ينتظرون الشاميّة العالمية على بوابات الغد، فهل من "طاهٍ" استثنائي يحضّر، على نار هادئة، وصفة بحجم أحلام البلد؟ هل من صانع حاذق لوصفة المصالحة الوطنية السورية، وصفة تشكّل نموذجا ورديفا لمصالحات إقليمية ودولية موازية قادمة؟!
في واحدة من زياراتي - التي انقطعت - إلى دمشق، ومن الأشخاص الذين لم تكن لتستوي إقامتي في مسقط رأسي إن لم أقم بزيارته، كان المرحوم الفنان التشكيلي العالمي فاتح المدرس. قرأت مرة عبارة كتبها على حائط مرسمه ـ المرسم الذي كان على وزارة ثقافة رشيدة أن تحيله إلى متحف للفن الوطني وأن تحتفي بتاريخ حقبة فنية غنية ورائدة في الفن السوري قبل أن يُغيّب معالمه طلاء الجدران الأبيض السقيم ـ قرأت العبارة التالية: "بإمكان رجل واحد أن يخرج أمة من التاريخ". وأنا أقول اليوم: وبإمكان "رجل" أن يعيدها إلى دورة التاريخ من جديد! فهل من رجل؟!
مرح البقاعي
التعليقات
انه بشار
عبدالله عبدالرحمن -اعتقد انه بشار الذي حاول ويحاول ان يبني سوريا حديثة ويفتح ابواباً جديدية للمواطن السوري مع علمنا ان هناك صعوبات كثيرة تواجهه فعدا عن الضغط الدولي الذي يضع مصلحة اسرائيل في اولويات مطالبه هناك البروقراطية السورية الجامدة والتي لم تفلح المراسيم والقرارات في تخفيفها الامل معقود على النخب السورية في تقديم ما هو صالح ونافع لبلدهم
الرجالو قليلو
عابر سبيل -لا يوجد للاسف ولا يمكن المراهنة على طبخة وطنية كل ما سيحصل انهم سيطبخوننا.. بعد ان يضمنو صمت الغرب عن طبخنا مرة اخرى لعقود.. ليس هناك حلوى .. هناك بلوى ستحصل اؤكد لك يامرح
ديكتاتور
محمد عمر -مع احترامي لك ولفاتح المدرس الأمة التي يدخلها شخص أو يخرجها التاريخ لاتستحق أن توصف بوصف الأمة بل تنسف الدولة من أساسها .كل الدول المتقدمة أصبحت ماهي عليه لأنها لاتعتمد على الفرد الإله كائنا ما كان ولكن تستفيد من كل أبنائها بما فيهم العباقرة ولكنها لاتعتبر أن التاريخ يبدأ وينتهي بهم .انظروا حولكم علكم تستيقظون من أحلام لاتنتهي
بشار هو المشكلة
نقولا -العلوي الذي كتب في التعليق رقم 2 ان بشار سيبني سوريا الحديثة , ......بدعايتك ايها الرفيق , بشار اصبح رئيسا لأن الطائفة العلوية وزعيمها حافظ الأسد ارادوا استمرار سيطرتهم الممرضة على الشعب السوري , لم ينتخبه الشعب السوري وفق برنامجه السياسي الاصلاحي, اصبح رئيسا بلمحة عين واصبح همه محصورا في استمرار هيمنة العلويين على مستقبل الشعب السوري واستمرار اعماله التجارية المافيوية عبر خاله محمد مخلوف وابن خاله رامي, ليس معقولا ان عشرات مليارات الدولارات التي بحوزة آل مخلوف ليس لبشار وعائلته نصيب فيها , بشار وبقية الطائفة ليسوا بأكثر من مافيوس لحماية لصوص المال العام من ابناء طائفته ...وتأتي لنا ياحبيب وتقول ان بشار سينقل سوريا للحداثة
ننتظر معك
محمد العشري -..كلنا ننتظر ذلك الرجل يا مرححتى تخدرت حواسنا من الانتظارفمن يفعلها، ويحرك هواء حريتناالتي تجمد في الفراغ..أحييك
استقالة بشار اولا
علياء -الحل لأنقاذ سورية: استقالة بشار, مرحلة انتقالية تحت اشراف الامم المتحدة لمدة عام, تشكل فيها الاحزاب السياسية بحرية مضمونة من الامم المتحدة, على ان يمنع حزب الاخوان المسلمين ,وكذلك حزب البعث, ومنع الاحزاب على اساس ديني او فاشي كحزب البعث, السلام مع الدول المجاورة بمافيها اسرائيل,مصادرة المال العام المسروق واعادته لخزينة الدولة من قبل الحكومة الحرة المنتخبة, اطلاق الحريات المدنية كلها بدون تحفظ, اجراء مصالحة وطنية والعفو حتى عن الذين ارتكبوا اخطاء بحق الشعب السوري كبشار الأسد وعمه رفعت وابيه حافظ, فلايمكن بناء سوريا المستقبل على عقلية الانتقام والانتقام المتبادل ,الشعب السوري واعي ومثقف ومعظمه غير متعصب وسينشأ في بحر عشر سنوات دولة ومجتمع سيكون منارة للشرق الاوسط كله.
الرجل هو الموقف
محمد عارف -الأستاذة مرح لا تتحدث هنا عن رجل يبدأ التاريخ وينتهي به كما اقترح صاحب التعليق رقم3، بل تقصد رجلا يدير شؤون الأمة، يأتي من صفوف الشعب بانتخابات نزيهة وليست صورية، وهذا الرجل يستمد رجولته من مواقفه أي أن هذا الرجل يمكن أن يكون امرأة صاحبة موقف أيضا، تأتي من الشعب وإلى الشعب.
الرجل هو الموقف
محمد عارف -الأستاذة مرح لا تتحدث هنا عن رجل يبدأ التاريخ وينتهي به كما اقترح صاحب التعليق رقم3، بل تقصد رجلا يدير شؤون الأمة، يأتي من صفوف الشعب بانتخابات نزيهة وليست صورية، وهذا الرجل يستمد رجولته من مواقفه أي أن هذا الرجل يمكن أن يكون امرأة صاحبة موقف أيضا، تأتي من الشعب وإلى الشعب.
سورية حتى النخاع
جيهان منصور -كما عهدتك دائما سيدة مرح، سورية وطنية حتى النخاع، لا تتأدلجي ولا تُدمجي استيعابيا، لا تجذبك الشعارات الرنانة ولا ترشيك تحالفات فرقاء الماضي الديماجوغية خارج الوطن التي ظاهرها رحمة و باطنها العذاب، انت بنت التراب السوري ياسمينة دمشقية بكل فخر وعز، دائما تتحدثين عن كرامة الانسان المواطن السوري، عن ديمقراطية قبول الآخر، ولقد شهدنا ما فعلته فرنسا ساركوزي مؤخرا، برغم الآراء التي خرجت بعد قمة المتوسط معارضة لفكرة وجود اسرائيل، الا ان احدا لا ينكر ان حضور الرئيس الأسد كان من أهم انجازات هذه القمة، فهو من ناحية اعتراف غربي بان عزلة سوريا لم ولن تفيد قياسا على مقولة هنري كيسنجر ; لا سلام بدون سوريا ولا حرب بدون مصر ;، ومن جانب آخر ادرك الجانب السوري أن الحوار والمفاوضات خير من القطيعة والرفض والانعزال، ولابد لحالة اللا حرب واللا سلام ان تنتهي، أكيد ان استعادة مرتفعات الجولان المحتلة عاملا اساسيا لسوريا في مواجهتها مع اسرائيل، وتنجم أهمية هذه القضية عن حسابات استراتيجية جدية لدى دمشق، ذلك أن السلطات السورية تواجه اليوم تحديين أساسيين وهما: ضرورة مواصلة تحديث البلد اقتصاديا والحد من نفوذ الحركات الإسلامية الراديكالية ، وإذا أمكن للرئيس بشار الأسد استعادة مرتفعات الجولان فسيتسنى لدمشق اعادة علاقاتها مع الغرب بسرعة ، وسيكسب تدفق الاستثمارات الغربية زخما ملموسا على الاقتصاد السوري، وستخفف عودة مرتفعات الجولان من معضلة شحة المياه لدى سوريا في تطوير الزراعة السورية التي تشكل أساس أمنها الغذائي، لذلك هناك ضرورة سورية من استئناف حوار السلام مع إسرائيل من جهة، يقابلها حلم لكل الاحرار في العالم له أهمية كبيرة هو الافراج عن المعتقلين السياسيين السوريين- وغير السوريين- ونشطاء حقوق الانسان، حتى تظهر سوريا وجها جديدا داخليا وخارجيا، ولدي أنا شخصيا- كمصرية وعربية أمريكية- حلم صغير كبير هو: أن يعود مثلث القوة القديم مصر سوريا السعودية الى الوجود على الساحة، لما له من قدرة على بلورة الأحداث والتفاعلات لمصلحة الوطن العربي الحبيب، فهل يمكن ان تصبح هذه الأحلام حقيقة يوما ما؟ تحياتي لك سيدة مرح على نصك الراقي الذي اطلق العنان لأحلامي العربية!
خيالك الشعري
جهاد الرنتيسي -يؤسفني يا مرح ان تفاؤلك في غير محله ، تركيبة النظام السوري ، وتاريخه لا يؤهلانه للعب مثل هذا الدور ، والهوامش التي ترينها لا علاقة لها بجوهر فلسفة الحكم، خيالك الشعري قادك الى نتيجة خاطئة هذه المرة
مقال رائع
عبد الرحيم الوالي -مقال رائع بكل المقاييس، لغة و مضمونا، كما هي عادتك دوما يا مرح.سلم قلمك يا شامية يا عالميةعبد الرحيم الواليالمغرب
العصبيات القاتلة
سوري -المشكلة العربية وليست السورية فقط هي في الفكر المتحجر الجامد الذي يعتمد سياسة التعميم كما في التعليق رقم 4 الذي لا يستطيع ان ينقد المشاكل ويقدم الحلول كما في رده المعبر عن عصبية وادعاء اذا كانت مشاكل الامة تعالج بهكذا روحية فعلى الامة العفاء وفي رده رغم تنكره تفوح رائحة المذهبية الحاقدة النابعة من الفئة الضالة
العصبيات القاتلة
سوري -المشكلة العربية وليست السورية فقط هي في الفكر المتحجر الجامد الذي يعتمد سياسة التعميم كما في التعليق رقم 4 الذي لا يستطيع ان ينقد المشاكل ويقدم الحلول كما في رده المعبر عن عصبية وادعاء اذا كانت مشاكل الامة تعالج بهكذا روحية فعلى الامة العفاء وفي رده رغم تنكره تفوح رائحة المذهبية الحاقدة النابعة من الفئة الضالة
سنظل نحن اسيادكم
ميشال سمعان -كل اعداء سورية يقولون ازا حدث زلزال على سطح القمر يتهمون سورية فيافحول الاخصام اتركوا سورية للسوريين لاننا نحن السوريين دائما سنظل اسيادكم وشكرا لمن يتراجع بخطاه
الرجال في الوطن الم
جهاد صالح -مضحك جدا ان نراهن على نظام يحاول ان يخرج جسده المتعفن من سطوة غبار الاستبدادي واخطائه المجنونة بحق نفسه والشعب والوطن والمحيط , لينتقل عبر الطريق الاسرائيلية الى بر الامان. لاتنخدعوا ايها الواهمون فبشار الاسد تخلى عن لواء اسكندرونة وانطاكية لتركيا فلا تتباكو على الجولان.هناك رجال كثيرون في سوريا هم احرار وصانعو حرية. ويوما ما سيكتبون على صفحاته وطنا ديمقراطيا. اما ذلك الرجل وظلاله الذي اخرج سوريا من تاريخها فسيدفن اثامه في الرمال يبكي غروره وطيشه.سوريا لا مصالحة مع النظام ولا حوار دون الغاء الاحكام العرفية وقانون الطوارىء واطلاق سراح السجناء وتداول السلطة وصياغة دستور عصري.وهذا حلم بالنسبة للمواطن السوري ولكن الديكتاتور ورجالاته لا يتجرئون على مواجهة الحقيقة لانهم واقفون على قدم واحدة وبيدهم عصا وسوط ورصاصة. السلام سيفشل والانفتاح مع الغرب هش ومؤقت. وفي النهاية انها سياسة تلاقي المصالح وستنتهي في اول حل اخر.حين يريد النظام ان يكون حملا وديعا عليه ان يجلس مع قوى المعارضة . لا مع اسرائيل فالوطن وهمومه في اول الاولويات.
حلم طويل الأمد
سوري متشائم -كتب الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في موقعه منذ عدة سنوات ان النظام السوري هو نظام اقلية، يعيش على الإضطرابات التي يصنعها من حوله. ولا يستطيع ان يمارس الديموقراطية، لإنه اقلية. لذا لا يمكن الحلم بمن يدير دفة المستقبل السوري، بعد اكثر من اربعة عقود ممارسة سلطة بشكل ديكتاتوري. لقد بنى الأسد الأب مؤسسات لا يمكن ان تتخلى عن وجودها حتى بالقوة. ولا ادري ان كان الدور السوري عميق جدّاً على المستوى الإستراتيجي بخلق صراع سني شيعي في المنطقة لتفتيتها متماشياً مع مصالح من يهمه فرط المنطقة من جديد.كان دور السلطة السورية على الشعب السوري اشفاله بفتات خبزه اليومي، وما زال، إذ لم يرغب هذا النظام ولا يرغب مستقبلاً ان يكون اي سوري له شأن، على اي مستوى خارج دائرة الخضوع الكامل لمافيا النظام.اسفي على سورية وشعب سوريا قلب بلاد الشام والعرب، التي اصبح شعبها من افقر واضعف الشعوب، بسبب سياسة اسوأ من سياسة المغول. لذا لايحلم احد اليوم او في المستقبل القريب بتغيير او اي تغيير في هذه المؤسسة البدائية في قيمها وسلوكها.