أصداء

كركوك.. آه يا كركوك

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مرة أخرى كنيران لهب بابا كركر الأزلية تسمو ساطعة ضياء أخبار المدينة عاليا في سماء العراق ولتأخذ مجالا واسعا في الصحافة المحلية والعالمية ولتتحول الى مادة سياسية دسمة للأحزاب السياسية العراقية منعكسة كذلك على مجمل سياسات الدول العربية و دول الجوار.

كركوك ليست بمدينة غريبة على القارئ الكريم فقد كتب عنه أبنائها الغيار بمحبة وشغف ووفاء ومن كافة القوميات والعقائد المكونة للتركيبة السكانية التعددية للمدينة نفسها ولمجل المحافظة المسماة باسم المدينة المركز أي كركوك. ما من شك ان كركوك بمواردها وثرواتها الطبيعية والبشرية تمثل العصب الأساسي لأي كيان سياسي في المنطقة وقد كانت ولا زالت تزود الاقتصاد العراقي من خيرات أرضها التي " لو " كانت كل تلكم الثروات استثمرت بحكمة وتعقل خلال سنوات بعد اكتشاف النفط في ثراها بعد الحرب العالمية الاولى ولحد يومنا هذا لكان العراق باكملة جنة من جنان الأرض وكان اهل المدينة من الميسورين وسعيدي الحظ في هذه الدنيا الفانية. ولكن هيهات من استخدام كلمة "لو" الشرطية للتمني فان ما جرى على المدينة واهلها من ماسي بعد اكتشاف النفط ومن ويلات نتيجة لطمع وغدرالعدو والصديق وانتهاك للحقوق لابنائها لم يجرى على أي مدينة على المعمورة. بقى ان نعلم ان معظم الحكومات العراقية المتعاقبة والاحزاب السياسية العراقية اطراف نشطين شاركوا فعليا في تلك الماسي. اليوم ياخذ المسالة الكركوكية بعدا جديدا كانعكاس لتلك السياسات القديمة.


كركوك جزء من العراق في كافة ادبيات الاحزاب العراقية من عربية وكردية وتوركمانية وسريانية. فيما يدعي كذلك تلك الاحزاب وتناضل من اجل عراق موحد وديمقراطي.


ان السياسة الحمقاء التي طبقت على المدينة وابنائها ادت الى تشكيل خارطة سكانية جديدة بعد انشاء الدولة العراقية. لا ريب ان الدولة العراقية التي كانت جزء من الإمبراطورية العثمانية كانت جل ابنائها تتحدث بلغة العثمانيين التركية تقربا من السلطنة وآل عثمان. اللغة التركية بقت لحد يومنا هذا تجري على لسان الكثيرين من القوميات الغير عربية كما الحال بلغة المستعمر الانكليزي الانكليزية او لغة المستعمر الاسباني الاسبانية في معظم دول أمريكا ألاتينية اليوم. فما بال مدينة تعدد فيها القوميات منذ تأسيسها لاول مرة واني ارى من الطبيعي ان يكون كل ذلك نتيجة كل هذا التفاعل والتداخل والحوار الحضاري السلمي لمكونات المجتمع الكركوكي حيث يختلط دماء القوميات الأساسية الثلاث العرب والتوركمان والاكراد مستثنيا مسيحيي كركوك لان الأعراف الدينية السائدة في المدينة يقضى بعدم تزويج المسلمات من ابناء المدينة من المسيحيين وكما هو أعراف المجتمع الاسلامي عامة. في حين تزوج العديدين من المسلمين من صبايا من القومية الاشورية والارمنية في المدينة.


ان ان أي تطور للمسالة باستخدام العنف والشدة والقتل سيكون نتائجه ماساويا على المدينة وابنائها حين يقف ابناء المدينة في خنادق مقابل بعظم الاخر يقتلون ابناء عمومتهم او ابناء اخوالهم. هذا السيناريو السيئ احد نتائج السياسة الحمقاء للاحزاب السياسية العراقية فيما يخص توجهاتها حول المدينة ومستقبلها. ومن الطبيعي ان كل ذلك هو اثر من بقايا السياسة العنصرية التي مورست في المدينة ويريد البعض اليوم اعتبارها حاصل نهائي مقبول يقيمون عليه سياساتهم دون العودة الى الضمير والعقل والتاريخ وانصاف الجميع دون أي تميز.


ان مجتمع كركوك السلمي مهدد من قبل هؤلاء وعلى المجتمع الدولي تحمل المسؤولية الأخلاقية كي لا تتحول المدينة الى ساحة قتال وخصام يكون ابناء المدينة اكبر خاسر فيها. ان تاريخ الصدامات العرقية في المدينة مرتبطة بالفكر القومي لمكونات العرقية لابنائها. وهناك حادثتين في التاريخ المعاصر للمدينة تخاصم اهلها باستناد الى المبادئ القومية وتأجيج الحس القومي فيها:
احداها بين المسيحيين من رجال الجيش إبان الانتداب البريطاني مع اهالي كركوك من التوركمان والحادثة الاخرى تعود الى ما يسمى في الأدبيات القومية ب مجزرة كركوك حيث قتل العديد من التوركمان في مناسبة الاحتفالات بتأسيس الجمهورية يوم الرابع عشر من تموز من عام 1959 والايام التي تلتها. كانت من نتائجسها النفسية والتي لا تزال حية في ذاكرة اهل كركوك ذلك العداء الخفي احيانا والمعلن بين ابناء المدينة من الكورد والتوركمان حيث عانى الاكراد من نتائج تلك الحادثة المشئومة كذلك حين اعدم كوكبة من بنائها الغيارى بيد القوميين العرب عام 1963.

ان أي نظام يتمتع باقل درجات الديمقراطية الحقة يمكنها حواريا حل مسالة كركوك دون استخدام العنف والشدة واقتتال الاخوة. اما التركيب الديمغرافي أي السكاني والاثني للمدينة وانتمائها الجغرافي فهو حاصل نهائي ونتيجة مباشرة لقبول جميع الاطراف والاعتراف بخطا الممارسات العنصرية للحكومات العراقية السابقة فيما يخص التغير الديمغرفي للتركيبة السكانية للمدينة من ناحية والتغيرات الادارية لحدود المحافظة ونائج سياسة الانفال وحرق الارض وهدم القرى التوركمانية والكوردية. حيث ان ايجاد قاسم مشترك بين المكونات الاساسية لابناء المدينة ليست بصعبة المنال اذا رفع السياسيون اياديهم عن المدينة ومصيرها. ان تجربة السنوات الخمس الماضية تؤكد وتبرهن على صحة هذه المقولة فأهل المدينة اعرف بشعابها وهم رغم الضغوطات الخارجية والتدخل غير المسؤول تمكنوا بالإبحار بالسفينة معا.


اما التعنت واجبار الطرف الاخر بقبول نتائج السياسة العنصرية للحكومات العراقية المركزية المتعاقبة فهو إعلان حرب على حساب مصير المدينة وابنائها. الأكراد مبدئيا حابوا من اجل كركوك منذ اندلاع شرارة الثورة التحررية الكوردية ولم يحيدوا من مبادئهم معترفين دوما بتركيبة التعددية للمدينة.


التوركمان يعتبرون المدينة حاضرة مركزية وعاصمتهم الروحية والثقافية. العرب من ابناء المدينة الأصليين واعني ممن كانوا في المدينة بان الإحصاء السكاني الذي اجري عام 1957 هم كركوكيين أصلين. أما الوافدين الى المدينة فمعظمهم ضحايا سياسة الحكومة العنصرية عالج الدستور العراقي الجديد مسألتهم في المادة 140 وبالإمكان حل مسألتهم بالتوافق والتراضي بين كافة الأطراف. للمزيد حول احوال المدينة واهلها راجع كتاب الباحث والموسوم "كركوك نامه" عن دار فيشون ميديا 2006.
كركوك ستبقى مدينة للتسامح والمحبة وقبول الاخر وجنينة ثقافية تعددية، كريمة في عطائها توزع ثرواتها على الجميع.
رغم ان نواقيس الحرب تدق اليوم وتم تقسم احيائها قوميا وعرقيا وطائفيا كل فصيل مستعد متحصن في خندقه في انتظار صوت ازيز الرصاص................
فصبرا جميلا يا اهلي في كركوك.

د. توفيق آلتونجي
السويد

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سياسات التكريد
كزيرو -

يبدو أن قضية الاكراد بات يفوح منها رائحة النفط العراقي! وللعلم أن أقصى مطالب الاكراد في العراق ابان الحرب العالمية الأولى، كانت تدور حول حصول الاكراد على حكم ذاتي او حتى حق تقرير المصير في منطقة السليمانية فقط. والشيخ محمود الذي نودي به رئيساً (لكردستان) عام 1922، اعتبر مدينة السليمانية عاصمته. وكان الزعيم الكردي السابق الملا مصطفى البرزاني الذي ساهم في قيام دولة مؤقتة للاكراد في ايران (جمهورية مهاباد 1946)، أول من عبر عن أطماع الاكراد في النفط العراقي الكركوكي من خلال الشعار الذي كان يردده: (كردستان مع النفط ...)!؟ ومن هذه الزاوية نذكر، أن فشل العديد من المفاوضات التي جرت ما بين الاكراد العراقيين وبغداد، كانت بسبب الخلاف على (خارطة كردستان) وطموح الاكراد بتوسيع منطقة الحكم الذاتي لتبتلع مدينة كركوك العراقية ((قدس الاكراد))! لأن زعماء الاكراد يعلمون جيداً ان الاعلان عن دولة كردية مستقبلاً في شمال العراق قبل تكريد كركوك (وأيضاً محافظة نينوى)، يعتبر اعلاناًً لا نفع منه!

هل تتحول الى غزة
كركوك أوغلوا -

تتحارب الميليشيات للسيطرة عليها , ويبقى سكانها ضحايا أبرياء ؟؟!!..

الطمع قد يتحول الى و
سهى -

السبب هو اطماع الاخوة الاكراد والا لو لم يوجد نفط هل كان الاكراد يطالبوا بها؟

..................../
يوسف -

المشهداني سوف يحرق کل العراقيين في کرکوك بنارها الازلية

شكرا
كريم -

شكرا سيدي والله يبدوا انك العاقل الوحيد و تتكلم باسم كل اهل كركوك .......................

شكرا
كريم -

شكرا سيدي والله يبدوا انك العاقل الوحيد و تتكلم باسم كل اهل كركوك .......................

كركوك
آراس -

إنني واثق من أن أهالي كركوك الأصليين من الكرد والتركمان والعرب والمسيحيين يفكرون مثلك أيها الكاتب العزيز وسيتوحدون ويتمردون على الأحزاب القومية العنصرية مثل حزب الديمقراطي الكردستاني والجبهة التركمانية والتجمع العربي وأحزاب اخرى عنصرية أو طائفية

PEACE
Salah Zandi -

The writer beautifully depicts and describes the tragic of the past and the consequences of tomorrow , we all Kerkuki’s ( Kurds, Turkmen’s, Arabs and Christians) must halt harsh remarks towards each other and work for peace and harmony by destroying the walls of hate, thank you Dr. T and thanks to Elaph

لملذا الخطاب الجاف
ابو سمير -

لا أعلم لماذا البعض يعمد ترك آثار سيئه في النفوس هل الخطاب التحريضي يفيد أحد اعتقد ليس من مصلحة أحد يكون كلامه تحريضيا كاننا لا نرا ولا نعلم ماذا تجلب الخطابات الجافه حتى المعلقين ترا تعليقهم هجومي كأنهم في الخنادق لا يوعون أن الشعوب مجبره أن تتقبل بعضها مهمه حصل يجب انتنشئ ارضيه مهيئه لقبول الأخر لا الهجوم على الآخر أنا هنا لا اتحدث عن جهه واحده اما المحرضون فهم يعرفون انفسهم جيدا أخيرا اشكر الكاتب على رائيه الموضوعي

بالضبط العكس
شيروان -

التكريد، هذه الكلمة التي استخدمها عدد من المعلقين اعلاه بالضبط هو العكس ما فعله الانظمة العراقية في كركوك، الا وهو التعريب، طرد الاكراد والاتيان بالعوائل العربية، اذهبوا الى لجنة مادة 140 الدستورية، وانظر كم طلبا عربيا قدمت اليها وعوضت لتعود الى المحافظة التي جاء منها، كم من المنازل في كركوك تركت من قبل العوائل العربية المسلبة لتعود اصحابها اليها بعد اول فرصة اتيحت لهم، كم من الاراضي الزراعية التي كانت محتلة منذ عام 1963 عادت الى اصحابها الاصليين من الاكراد اوتوماتيكيا من غير 140 والعرب المحتلين تركوها فور صقوط الطاغية، يا ناس اتقوا الله، من هرب من الحقيقة فهو جبان وان الله سيحاسبكم على شهادة الزور هذا ان شاءالله

كوادة لوبي
شروكي -

اول المطر غيثٌ ومسأله كركوك بالنسبة للاطماع الكردية التوسعية هي اول المطر لان بعدها يطالبون بخانقيين ومندلي وقزانية ولا يقفون الا عند تلول الله اكبر في ميسان هذه دولتهم التي يحلمون بها وان الفرصه متاحه لهم الان ويجب ان يستثمروها بابشع صورة فالصراع الشيعي السني والشيعي الشيعي هو الطاغي على الساحه العراقية وما دام العرب ملتهيين بالصراع والقتال فيما بينهم فالعب بيها كاكا خصوصا اذا اكو مثل الحكيم والعامري والصغير من يروج لقلع كركوك من عيون العراقيين وبيعها كأي مومس الى الكرد مقابل عموله هم يعرفونها ، والمصيبه بهولاء العنصرين الطائفين الشوفيين هم جوقه قجغجيه عصاة متمردين متحالفين مع كل اعداء العراق عبر العصور مثلهم مثل الشوكه بالجسد العراقي اعطوهم استقلالهم المزعوم وليخلعوا عنا واضربوهم بالصرمة القديمة فدواء العقرب هو النع.....

نفط
احمد -

ان مسئلة كركوك على مهب ريح فقد يحدث حرب اهلية كما في عام 1958بسبب شى بسيط وهو نفط وجغرافية لموقع كلركوك فالاكراد يقولون ان كركوك انها مدينة كردية وفق خرائط لكن تركمان يقولون انها مدينتهم منذ زمن قديم جدا وان مصلحة اكراد من سيطرة على كركوك هو تنمية بنية تحتية للااقليم كردستان وان تدخلات تركية هي التي توتر اوضاع وان كل اطياف شعب عراقي اخوان

نفط
احمد -

ان مسئلة كركوك على مهب ريح فقد يحدث حرب اهلية كما في عام 1958بسبب شى بسيط وهو نفط وجغرافية لموقع كلركوك فالاكراد يقولون ان كركوك انها مدينة كردية وفق خرائط لكن تركمان يقولون انها مدينتهم منذ زمن قديم جدا وان مصلحة اكراد من سيطرة على كركوك هو تنمية بنية تحتية للااقليم كردستان وان تدخلات تركية هي التي توتر اوضاع وان كل اطياف شعب عراقي اخوان

أسلوب راقي
رزكار الدلوي -

تحية للكاتب لأسلوبه الراقي في التعامل مع هذه المشكلة الحساسة. لو أن كل الاطراف المتصارعة في مدينتي الحبيبة تتحاور بمثل هذا الرقي لكانت فرص التوصل الى حلول ترضي كل الاطراف اقرب الى المنال... شكرا

كركوك
سمر -

تحيةألى ألاخ ألكاتب ألذي يتمتع بروح وطنية ونفس راقية أتمنى أن يأخذ ألاخرون شيئا من أريحيته وصراحته وعراقيته ونكران ألذات من أجل ألكل وألمصلحة ألوطنية-

الافق الضيق
مؤيد -

مشكلة الاكراد نتيجة لوجود خلفية فكرية ضيقة لذلك تكون استنتاجتهم ضيقة والسبب هو المرجعية الفكرية الضيقة فمتى تكون الرؤية بشكل اوسع للامور تحل كل المشاكل

كركووووك
علي -

انتهت كل مسلئل العراق ولم تبق الا مسألة كركوك ..أقول للأكراد والعرب والتركمان والمسيحيين وغيرهم ((أبعدوا ألأيديكم عن كركوك والا ستقطع)) فكركوك ليست كردية ولا عربية ولاكلدوآشورية وانما كركوك عراقية وليذهب الى الجحيم كل من ينادي بغير ذلك مثل الطالباني والبارزاني واتقوا الله في دينكم ولاتجعلوا من اليهود أولياء

كركوك مدينة عراقية
سوران -

شكرا السيد الكاتب على الصراحة والكلمات القيمة, وانا اعود واكرر ايها العراقيين الشرفاء لا تفرقوا بينكم فانتم شعب واحد فى بلد واحد ولا فرق بين العربى والكوردى والتركمانى والمسيحى واليزيدى ووووو فى العراق العزيز فنحن اللذى عانينا وضحينا ونحن اللذى بناء الوطن على عاتقنا, فان اللذى يهجم الكورد فقط هو خائن للوطن ويريد فقط بعثرة وتشتيت الوطن وتضعيفه وذلك بتخطيط خارجى فيجب علينا بحل المشاكل العالقة بهدوء واستعمال النقاش والحوار وليس التهجم والطعن والتقليل والاهانة, لكى نصل الى نتائج مرضية للجميع واحلال السلام والتقدم للبلد بعد الاستقرار والامان وشكرالايلاف.

كركوك
هيرش -

كه ركوك كوردستانية وستبقى كوردستانية رغم كيد كل العنصريين والفاشلين والجواسيس

ستبقى كركوك عراقية
عراقي -

شكرا للكاتب ، مقالتك وطنية، والحمد لله خلقنا نحن التركمان وطنيين وولاءنا حصريا للوطن ولاجله نسخر كل طاقاتنا لاجل اثبات عراقية كركوك

ستبقى كركوك عراقية
عراقي -

شكرا للكاتب ، مقالتك وطنية، والحمد لله خلقنا نحن التركمان وطنيين وولاءنا حصريا للوطن ولاجله نسخر كل طاقاتنا لاجل اثبات عراقية كركوك