أصداء

تحرير عارف دليلة والنظام السوري

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نظام دمشق المتآكل حاليا وفق صيغة تصاعدية قد تسفر عن متغيرات درامية مفاجئة لم يخجل وهو يعلن العفو عن الدكتور الحر و رمز ربيع دمشق السيد ( عارف دليلة ) الذي يمثل رمزا نضاليا شامخا و قلعة من قلاع الصبر و التحمل بعد أن قضى في سجون النظام المهزوم سبعة أعوام عجاف لاقى فيها ما لاقى من التعسف و الظلم و الهوان و تجرؤ صبية النظام من المتريفين عليه، فسجون النظام السوري معروفة و موثقة لنا جميعا و لا تحتاج لشهادة تعريف من أحد فقد دخلناها و خبرناها و عرفناها و عايناها ميدانيا وواقعيا، و العفو الرئاسي لا يمكن إعتباره مكرمة و لا دليل على التنازل عن صيغة الإستبداد فالدكتور دليلة لم يفعل شيئا يستحق من جرائه نيل تلك العقوبة الظالمة و التي لا مبرر لها أبدا، لم يتآمر على الوطن السوري، ولم يتخل أو يبيع أجزاء منه!! و لم يقامر بالسيادة و الكرامة، ولم ينهب أو يسلب أو يحرف الدستور المزيف حسب الطلب!!

و لم يتفاوض أو يتطارح الغرام العلني أو السري أو في الفراش الأمريكي الوثير مع أعداء الوطن بل كان صوتا مدويا حرا و طيرا من طيور الحرية و الإنعتاق و نبراسا كاشفا يبدد ظلمات الإستهتار و الإستبداد و الفاشية، ألا يخجل نظام الصمود و التصدي المزعوم من إستباحة حرية الأحرار و تذويب إرادة المناضلين و سحق كرامة الأحرار و المجاهدين؟

ألا يشعر بالخجل وهو يقارن في وسائل الإعلام بين الأسرى الذين كانوا في السجون الإسرائيلية ثم خرجوا بكامل صحتهم و عافيتهم زائدا شهادات دراسية عليا أتيحت لهم رغم كونهم وفقا للقوانين المرعية قتلة و إرهابيين!!

بينما لم يرفع الدكتور دليلة و رفاقه الأحرار السلاح بوجه أحد أبدا، لم يقتلوا شيخا أو يرهبوا طفلا أو يروعوا إمرأة! كل ذنبه الرهيب هو شجاعته في قول كلمة حق أمام سلطان جائر و حاقد و غشوم و مستبد، و كل عدته التسليحية هي القلم و الورق و اللسان و فصاحة القول و الشجاعة في التصريح و التلميح، لم يرد الدكتور دليلة الموت لشعبه و لم يستحضر الدمار و لم يدع لإحتلال أو ظلم بل دعا لحرية مسلوبة و لإستعادة كرامة وطنية مفقودة و عمل مخلصا لتحريك الراكد في مستنقع النظام الفاسد المتعفن الذي قامر بالوطن فخسر المقامرة و رهن الشعب تحت ظلال تجاربه الفاشلة و حول البلد بأسره لإقطاعية عائلية خاصة متوارثة هي اليوم في نزعها الأخير بعد أن تآكلت من الداخل و باتت عصابات النظام تأكل بعضها بعضا في ظاهرة واضحة من ظواهر الإنقراض و الإضمحلال القريب و الحتمي، لله درك يا عارف دليلة و أنت تخوض التحدي و تتحمل الآلام بأسطورية في ظل تجاهل إعلامي عربي مرعب و نفاق دولي و غربي مخجل و مفضوح يضع كل الشعارات التحررية الغربية التي نسمعها تحت نعل حذاء الأحرار، مأساة الدكتور دليلة لا تمثل سوى نزرا بسيطا من مأساة الشعب العربي السوري المناضل المجاهد المسحوق تحت حراب نظام الرعب و القتل و الإستبداد الشامل، و سجون نظام دمشق الرهيبة هي أهم أسلحته التدميرية الموجهة ضد الشعب السوري و ليس ضد أعداء الشعب و الوطن، لقد أفلست الأنظمة الفاشية و لم يعد لديها ما تقدمه في ظل التسابق على نيل الرضا الهمايوني الأميركي و الغربي و الإستعداد للمفاوضات القادمة مع الإسرائيليين بأولمرت أو بدونه كما قالت الرفيقة المناضلة ( بثينة شعبان ).

تحية لك و ألف تحية أيها المناضل الأصيل و ضمير الشعب السوري الدكتور عارف دليلة فبتضحياتك الهائلة قد رسمت طريقا للأحرار و بنضالك الكبير تتجمع طاقة المناضلين، فطوبى لك وقد نجحت في تعرية النظام المهزوم حتى من ورقة التوت، و ستبقى إرادة الأحرار أقوى من كل كرابيج الظلمة و المستبدين، و كلنا ثقة بأن الشام العظيمة بشعبها العظيم على موعد مع الحرية و هو موعد لو تعلمون عظيم..

داود البصري

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
البداية
نبتون -

نتمنى ان تكون عملية اطلاق عارف دليله البداية من النظام السوري ليحرر لاحقا جميع سجناء الرآي . لأن رآي الأنسان بتغيير أخطاء الوطن ماهو الا تصحيح لمسيرة الوطن . وكل من يسجن مواطن يريد التصحيح بالوطن وبشكل سلمي .ليس الا أنسان عدو لوطنه . وليفكر رجالات الأمن بالنظام عندما لايوجد تصحيح هذا يعني أن الوطن يسير بشكل فوضوي دون هدف لتطويره . ولايجوز مطلقا أحتكار الوطن لفئة على حساب ملايين البشر فهم ليسوا عنوان لوطنهم ولايمثلون الا فئة قليلة من ذلك الوطن. سوريا عظيمة برجالاتها المخلصين لكن ضعيقة برجالاتها الأنتهازيين والوصوليين والخارجين عن قوانين البشرية لمصالهم الشخصية . وعندما ينقلب السحر على الساحر سيعرفون بأنهم خانوا وطنهم مهما علت مراتبهم على الأكتاف

مقال رائع
سوري حر -

بارك الله بك وبكل الشرفاء أمثال عارف دليلة ورياض سيف وغيرهم

سجون اسرائيل وسوريا
محمد تالاتي -

للاسف ليست المكرمة أو مكارم الاخلاق من شيم حكام سوريا اليوم وان صدر عفو منهم،ربما يكون سببه الوحيد خوفهم،وهم معروفين بالجبن، من ان تتدهور اكثر صحة الدكتور البريء مما يسبب لهم فضيحة كبرى تضاف الى سجلهم الاسود، وهو السجين الذي لا ذنب له ، المثقف الوطني الحر والانسان النبيل الذي لاقى صنوف العذاب في اقبية النظام الوراثي الفاشي،الذي لم يكن له أي ذنب سوى انه نطق بالحق وأراد العدل في دولة سلطان جائر، فقضى في السجن سبع سنوات ثمن كلامه الحر ،في حبن تقتضي العدالة محاكمة السجانين للشعب السوري كله، لانهم شلة او عصابة من القتلة واللصوص الذين نهبوا البلاد منذ استولوا عليها بانقلاب عسكري قبل 38سنة، وانزلوا في السوريين قتلا وتعذيبا وهوانا واوصلوا حالهم الى درجة اسوأمن حال الدواب في الاقفاص ، ولكن مصير هؤلاء الحكام الظالمين السقوط مهما طال الزمن، سوف يسقطون كأوراق صفراء من شجرة الحياة السورية وتكنسهم الريح الى العدم مثل مصير اشقائهم الفاشيين حكام العراق سابقا ، سوف يزولون وينتهون وسيبقى المناضلون الاحرار الشرفاء حاملو مشعل الحرية والعدالة ،هذا هو حكم التاريخ الاكيد.فلينظر القومويون وامثالهم من الاسلاميين واولهم حزب الله الايراني وحزب اردوغان الطوراني حلفاء حكام سوريا الفاشيين ، في حال الدكتور الذي سجن دون ذنب الذي اطلق سراحه مريضا بائسا، من سجون النظام الوراثي الفاشي بعد سبع سنوات قضى اكثرها في زنزانة فردية لاقى فيها تطاول اقزام نكرة على قامته الشامخة وابشع صنوف العذاب،ولينظروا الى حال سمير قنطار وهو احد افراد جماعة ابو العباس المعروفة بالارهاب، المتهم بقتل مدنيين وعسكريين اسرائيليين الذي اطلق سراحه من سجون اسرائيل التي قضى فيها 28 ،اي اربعة اضعاف مدة سجن الدكتور السوري في سجن نظام بشار الاسد، فقد خرج قنطار بصحة جيدة بادية عليه وحاملا شهادة دراسية عليا حيث توفرت له ظروف الدراسة في السجن الاسرائيلي ،فلينظروا في الحالين وليحكموا عليهما اذا كان لديهم ذرة من الانسانية.

شاكر الدجيلي
زياد -

نسأل سوريا أين المناضل شاكر الدجيلي ؟ لماذا تعتقلونه من المطار وهو ليس من مواطنيكم . ستحاسبون على جرائمكم التي لا حد لها

الى متى ؟
نبتون -

نشكر الكاتب على ماكتب ونشكر بشار الأسد على ما أرتكب ونقول له ماذا قدمت وعملت لسوريا خلال مدة الرئاسة . هل يعيش السوريون دون مستوى خط الفقر . هل تحرر الأقتصاد وقبلهم السجناء ؟ هل بدلت عساكر المخابرات وجعلتهم تحت التحقيقات والتجاوزات والتطاول على الشعب الذي أنتخبك رئيسا عليه ؟ هل بالأعتقالات يستمر الحكم والحكومة ؟ هل تحقق شيئ من المنجزات التي تحدثت عنها بعد الصعود الى هرم السلطة ؟ هل اطلقت الشعار السابق لوالدك الرئيس الأوحد بعد فرعون مصر (الكسب الغير مشروع )؟ والذي كان كل من حول والدك ليس عنده رغيف خبز مشروع نتمنى أن تعيد النظر بمن حولك من الذين يصعدون على أكتافك وتكون أنت الواجهة الحطأ

مكرمات الطغاة
رعد الحافظ -

ذكرني كلامك يا استاذ داود البصري عن قضية اطلاق سراح المناضل السوري د.عارف دليلة من سجون النظام السوري بعد هذه السنوات السبع الطوال..بمكرمات صدام للشعب العراقي..فقد كان يقتل كل معارض سياسي له سؤاء كان مسالم ام غير مسالم.ومن يسلم من القتل ويناله الاعتقال فقط فهو محظوظ بالبقاء على قيد الحياة..هذا اذا لم يمت خلال التعذيب..ثم بعد فترة طويلة من الزمن يتذكر صدام او يذكره توابعه بوجود اعداد كبيرة في السجون ويجب تنقيصها لاسباب ادارية مثلا..فيعلن النظام عن مكرمة للرئيس القائد حفظه الله بالافراجعن المعتقلين..ومع ذلك لاتجد من بين المطلق سراحهم الا القليل من ذوي التهم السياسية والغالبية من اللصوص العاديين !!والصنف الاول اي التهم السياسية فقط الاشخاص الذين تهمهم بسيطة مثل التذمر من الوضع او من وزير معين..اما من تذمر من صدام نفسه او ذكره بسوء فلن يكون اصلا معهم بل في القبر..على كل هذه هي مكارم صدام وفي حالة سوريالماذا نعجب فالولد على سر ابيه وبما ان الرئاسة اصبحت وراثية ..عادي ..والمفروض يثبت ذلك في الدستور لتكون الصورة اوضح وافضل..بينما عندما نقارن ذلك مع مكرمات الملوك الاجلاء مثل الحسين رحمه الله ملك الاردن ترى الفرق الكبير حيث انهم يطلقوا سراح معارضيهم حتى من اصحاب الشتم

نصيحة
أيـاز -

بنصح كل روؤساء العرب وليس الملوك ما دام يريدون ان يضلو في السلطة فليكن السلطة في بلادهم ملكي برلماني مثل كثير من الدول الاوربية اي ان يضل الاسرة المالكة في سدة الحكم ويتمتع بكثير من الامتيازات ولكن ان يتركوا امور الحكم للبرلمانيين ليواكب الشعب العربي ايضا التقدم والحضارة كالاوربيين ويعيش الشعب في البحبوحة والازدهار بعيد عن الخوف والرعب الذي يتعرض لها من قبل الاسرة المالكة والحاكمة في نفس الوقت

المكرمات أيصا في سور
ابو سمير -

أيضا في سورية السجين عندما تنتهي محكوميته ليطلق سراحه تسمة مكرمة السيد الرئيس هذا على دور المرحوم الرئيس السابق أحيانا يذهب المنتهية محكوميته من السجن إلى الفرع الذي أعتقله سابقا لتتم الأجراءات ليطلق سراحه لكن لم يطلق السجين في كثير من الأحيان ليبقا أوقات ليست قصيرى