أصداء

النظام السوري والمجتمع الدولي: الثبات على القديم بأقل الخسائر!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جهات مجهولة تغتال المستشار العسكري للرئيس السوري بشار الأسد العميد محمد سليمان( أحد الأسماء المطلوبة للتحقيق في حادثة إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري)، وأحاديث عن وضع العائلة المالكة الحجر على صهر الرئيس رجل الإستخبارات القوي آصف شوكت( الذيّ هو احد المؤتمنين على الأسرار الوجودية للنظام السوري الحالي) وإيداعه في مكان آمن تحت المراقبة الدائمة.

خبران من سوريا، التي شهدت في الآونة الأخيرة أحداثاً كبيرة وعظيمة، كانت لها تداعيات إقليمية خطيرة، تعدت الحدود الجغرافية والسياسية لسلطة الأسد.

من الداخل هناك محاولة مستميتة من النظام لضبط الأوضاع و"ضبضبة" الأمور لكي تبقي على حالها، دون تطور"غير محسوب" قد يغير من المعادلة وحالة الرتابة التي وطدّها النظام وأجهزته القمعية طيلة العقود الماضية.

ثمّة مراقبة صارمة للمعارضة في الداخل و"جرجرة" أغلب نشطاء ورموز هذه المعارضة إلى السجون وتسليمهم لعهدة المحاكمات العسكرية الصورّية، بتهم سخفية كالتسبب في "وهن عزيمة الأمة" و"إثارة النعرات العرقية والطائفية"، و"السعي إلى الإنفصال والتقسيم".

هناك سيطرة تامة على صعيد هذا الملف. اغلب المعارضين العرب والكرد في البلاد في السجون الآن، يٌحاكمون بالتهم الآنفة الذكر. توضع القيود في أيديهم ويتعرضون إلى الشتائم ونظرات الإزدراء وهم يقتادون إلى صالات المحاكم جنباً بجنب مع المجرمين واللصوص....

فيما يتعلق بالداخل والعلاقة مع "الآخر" الذي يطير خارج سرب النظام، ثمة محاولة قوية للبقاء على "العهد القديم" والضرب بيد من حديد( قيل أنها ألبست قفازات حريرية في عهد الإصلاح والتطوير؟) لكل من يجرؤ على النقد ومحاسبة النظام على كم جرائمه ونهبه، وإدارته للبلاد بهذا الشكل الكارثي.

المعارضون العرب "متورطون في تنفيذ أجندة خارجية" و"مشبوهون يحاولون النيل من عزيمة الأمة وإضعاف موقفها القومي الثابت". والمعارضون الكرد "إنفصاليون يطالبون بتغيير حدود الوطن وضم بعض مناطقه إلى أراضي دولة أجنبية"!. هذه هي الكلمات القديمة الآتية من نفس القاموس القديم. وهذه الكلمات/الأفكار، ينبغي أن يكون الرد عليها، نفس العقوبة ونفس المعاملة القديمة أيضاً. أي السجن والتنكيل والحط من الكرامة الإنسانية. وفي ذلك ليس ثمة من مجال في مراعاة الضغوط الدولية أو تقديم تنازل مخافة ردود فعل الواقع المستجد في منطقة الشرق الأوسط. لكن، ومع ذلك، لابأس في أن يصدر النظام أمراً بالإفراج عن شيخ مسن مثل أستاذ الإقتصاد المعارض عارف دليلة، بعد أن قضى ثلاثة أرباع عقوبة السجن بالأشغال الشاقة( 7 من أصل 10 اعوام)، والتي كانت محكمة عسكرية قد انزلتها به بتهمة "النيل من عزيمة الدولة وهيبتها" عند حديث دليلة في محاضرة له عن "نهب رجالات النظام لمليارات الدولارات من مال الوطن"، دون رقيب أو حسيب.

في المدار الخارجي، ثمة نشاط محموم، ويبدو متماسكاً، للدبلوماسية السورية. الرئيس السوري بشار الأسد يتحرك بين طهران وأنقرة للضرب على الوتر الحساس لديهما وهو "منع قيام دولة كردية في المنطقة" والتوحد ضد إلحاق مدينة مدينة كركوك بإقليم كردستان ورفض الفيدرالية هناك، إضافة إلى العمل المشترك( الذي وصل إلى حد التنسيق العسكري) ضد حزب العمال الكردستاني. تركيا تبدو سعيدة هنا، والأسد يثق بها ويوكل لحكومتها مهمة متابعة المفاوضات غير المباشرة بين نظامه وإسرائيل.

ثمة هنا أيضاً، إشارات إلى المجتمع الدولي بلعب دور "الوسيط بين الغرب وإيران" فيما يخص الملف النووي الإيراني. الأسد يحاول هنا أن يبدو مهموماً بإيجاد حل لقضية ملف طهران النووي ضمن نطاق الشرعية الدولية، ومنع حدوث حرب مدمرة جديدة في المنطقة.

هناك محاولة لتحسين صورة النظام على المستوى الدولي. إظهار الموقف السوري وكأنه مستقل تماماً عن طهران وحليفتها القوية منظمة "حزب الله" اللبنانية. هنا أيضاً ينفتح باب جديد للمناورة مع الغرب. التلويح بالمقايضة الكبرى: الإبتعاد عن طهران وسياستها، في مقابل السلام مع النظام وتركه وشأنه!.

نفس الخطوط القديمة للسياسة التي رسمها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ثلاثين عاماً. ضرب المخالفين في الداخل وإبقائهم في "حجمهم الطبيعي"، والمناورة على صعيد الخارج لكسب الوقت وإفهام القوى الكبرى بأن وجود النظام "أفضل من عدمه" بكثير وبشكل لايقاس. والمغريات هنا هي هي: الإبقاء على إستقرار سوريا وتوازن محيطها الهش، وضمان أمن إسرائيل، وعدم خلق المشاكل والمتاعب لها عن طريق "حزب الله" و"حماس" و"الجهاد الإسلامي".

إجترار القديم في وجه الحدث الجديد في الشرق الأوسط لعبة أتقنها نظام الديكتاتور السوري بشار الأسد. والدول الكبرى، وللحفاظ على مصالحها، مازالت تتفرج وتخطط لإبقاء النظام خارج دائرة "الأعداء" أو "المناوئين"، حتى لو اقتضى الأمر مقايضة بين هذه الدول والنظام، يذهب فيها "المعارضون الديمقراطيون" و"قضايا حقوق الإنسان" و"جرائم نهب مافيوات السلطة للمال العام"، كلهم ودفعة واحدة، إلى الجحيم؟.

طارق حمو
tariqhemo@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ملاحظة
محمد تالاتي -

من الغريب ، بالنسبة لي على الاقل، انه حين يكتب الاستاذ طارق عن الوضع الداخلي في تركيا يكون موضوعه اولا واخيرا هو الشأن الكوردي الذي يمثله حزب العمال الكوردستاني حسب رأيه،وحين يكتب في الشأن السوري الداخلي لايكون الوضع الكوردي في سورياالاسد،وحالهم اسوأ من حال الكورد في جمهورية اتاتورك العنصرية، هو الموضوع الذي يتناوله.هل يعني هذا ان الاحزاب الكوردية او الحركة الكوردية في سوريا لاتثير الاهتمام الكوردي ذاته لديه حين ينظر في الشأن التركي الداخلي، مع ان الاستاذ من كورد سوريا.من الملفت هنا قوله حول تحرك الرئيس السوري بين انقرة وطهران وضربه على الوتر الحساس بين الدولتين وهو(منع قيام دولة كوردية في المنطقة)، وهذا صحيح فالدولتان من الد اعداء قيام دولة كوردية، ولكن الاستاذ طارق يعرف ان منع قيام دولة كوردية في المنطقة هو ايضا للاسف موقف زعيم حزب العمال عبدالله اوجلان، ونرى الاستاذ هنا يشهر ويفضح هذا الموقف او التحرك من الطاغية السوري وهذا حق ، ولكنه يسكت دوما ويخفي دائما الموقف ذاته من زعيم حزب العمال(اي منع قيام دولة كوردية).لماذا هذا التناقض او اللعب او عدم الوضوح والصدق في الشأن الكوردي عموما؟!ولم افهم ماذا يعني الاستاذ بسياسة الطاغية السوري بضرب المخالفين او المعارضين لنظامه الاجرامي من اجل (ابقائهم في حجمهم الطبيعي)؟ اعتقد ان الفئة السورية الوحيدة التي تأخذ -وبالقوة- حجما اكبر من حجمها الصغير التافه هي الشلة او العصابة الحاكمة وليس المعارضة السورية عربا وكوردا وغيرهم التي تمثل الحجم الاكبر وغالبية الشعب السوري.والخطأ الآخر الذي وقع فيه الكاتب اعتباره بقاء النظام السوري يضمن عدم خلق المشاكل والمتاعب لاسرائيل عن طريق حزب الله (مرتزقة النظامين الايراني والسوري ) وحماس وغيرهم،لان زوال العصابة الحاكمة في دمشق التي لديها الاستعداد لارتكاب اي جريمة وفي اي مكان للخفاظ على بقائها واستمرارها في السلطة، يعني ايضا زوال الدعم الحيوي للعصابات الارهابية المرتزقة وانتهاء دورها والمتاعب والمشاكل الارهابية في المنطقة الى حد كبير ،وليس بالعكس.

A
ابو سمير -

نهاركم سعيد أشكر السيد طارق بما تفضل به عن النضام في سورية وما يستجد بها من جديد على الساحة السورية من تصفيات جسديه التي أعتادت الطغمة عليهمشهود لها بهذه الجرائم منذ التصلط على رقاب الشعب بكل مكوناته اما بخصوص هذا المعلق أني أرى أنه لا شأن له سوا الإسائى للحركه الكردية وقائدها السيد أوج آلان الضاهر أن لا هم له سوا ذلك حتى أن أحترقت كل الأرض لا يرى إلا أن يتحدث بسوء عن حزب العمال هذا يذكرني بألمثل الكردي القائل أخيرا تقول الترجمة العربية حرفيا أن شخصا ما كان يعيش مع الدببة أسيرا عندما عثرى عليه أهل القرية كان قد فقد السمع كل ما تحدث معه أهله ليستوضحو فيرد بهذه الكلمات

لواء الاسکندرون
ملك سوريا الابدي -

تحرکات کثيرة ومکوکية لبشار وصفقات وتنازلات وأغتيالات وشراء اسلحة من موسکو عن قريب وبينما الکورد مکتفون بحقوقهم المثبتة في دستور مصوت عليه من قبل الشعب العراقي ، کان من الأولی والأجدر يا بشار ان تضع يدك في يد من يريد ومعك من أجل أستعادة لواء الاسکندرون السليب او توفير لقمة العيش لأبناء سوريا وهم ما دون تحت خط الفقر يبدو ان حقوق السوريين مؤجلة لحين ولاية أبنك للعرش بعد ولايتك للمرة العاشرة.

تحليل واقعي
محمد حسن -

سارکوزي الحکيم فك عزلة بشار وتورطاته في أغتيالات لبنان و تصدير الارهاب للعراق من خلال لعب دور الوساطة مع ايران ومن خلال التنسيق الغير المباشر مع اسرائيل عبر ترکيا من أجل السلام مع الاسرائيليين، هذا کله يصب لمصلحته من اجل البقاء علی أعلی هرم في السلطة لعقود قادمة دون الاضرار بمصالح الغرب وعلی حساب کل المغتربين السوريين ومواطنيها او تلبية لرغبة ترکيا المصابة بداء الهلع من تنامي جرائمه ضد أکرادها وذلك حسب تقديرات حقوق الانسان المتزايدة في هذا النطاق.