كركوك: ضحيَّةً للعقلانيَّة والبراغماتية الكرديَّة التي أجازت الانصياع للنفوذ التركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا يختلف اثنان على أن المطامع التركيَّة في كردستان العراق، تعود لبدايات القرن المنصرم، إبان تقسيم التركة الجغرافيَّة والبشريَّة الجنوبية للإمبراطوريَّة العثمانيَّة بين فرنسا وبريطانيا، على خلفيَّة اتفاقيَّة "سايكس _ بيكو" سنة 1916، وإلحاق ولاية الموصل بمنطقة النفوذ البريطاني. ولا يختلف اثنان على أنه، بعد حرب تحرير الكويت، وتحديد منطقة الملاذ الآمن لأكراد العراق، شمال خطّ العرض 16، ثم إعلان الأكراد الفيدراليَّة من طرف واحد سنة 1992، باتت كردستان العراق بموجبه، تثير مخاوف وهواجس تركيا بشكل مضطرد. إذ تعتبر الأخيرة هذه المنطقة، الخطر الأبرز والدائم والقنبلة الموقوتة التي يمكن أن تنفجر في وجهها، آجلاً أم عاجلاً. ولا تخفي تركيا مخاوفها من انتعاش كردستان العراق سياسيَّاً وعسكريَّاً واقتصاديَّاً، والخشية أن يؤدِّي هذا إلى إعلان الأكراد استقلالهم التام عن بغداد، وتشكيل دولتهم المستقلَّة. وما أدراك ما الدولة الكرديَّة المستقلَّة، في العُرف الطوراني _ الأتاتوركي، سياسيَّاً وعسكريَّاً، إذ يرفضها الأتراك مطلقاً، حتَّى ولو كانت هذه الدولة في غابات الأمازون!؟. لكن، ما يقتضي المزيد من التقصّي والتحرِّي والإلمام أكثر، بخاصةَّ من قبل الأكراد، هو معرفة طبيعة النفوذ التركي في كردستان العراق، ومداه، ومدلولاته على الصُّعد كافَّة، ومعرفة، كمّ من الأشواط قطعتها الأجندة التركيَّة في العراق عموماً، وفي كردستانه على وجه الخصوص؟!. تلك الأجندة، التي كان قادة كردستان العراق، يتوعَّدونها بـ"القطع والمنع، والويل والثبور والعرقلة وعدم السماح بتمريرها..."، بات جليَّاً، إن طريقها لبلوغ أهدافها ومآربها، صار سالكاً بسهولة، بمعيَّة قادة كردستان العراق، خلافاً لما كان يبدو سابقاً، وحاليَّاً أيضاً، من ارتفاع نبرة "التحدِّي والتصدِّي" الكرديَّة للأجندات الخارجيَّة في العراق!.
فيما مضى، كان حزب العمال الكردستاني، يشير إلى أن للأتراك قواعد عسكريَّة كبيرة في كردستان العراق، وأن الحضور والتغلغل الاستخباري التركي يزداد اتساعاً في الإقليم الكردي، تحت مسمّيات إنسانيَّة وإعلاميَّة واقتصاديَّة. وحذِّر ذلك الحزب أكراد العراق، من الانزلاق نحو الأتراك، دون تحفُّظ، ومدى خطورة وتبعات ذلك، على المكاسب والتجربة الكرديَّة الناشئة، والقرار الكردي العراقي المستقلّ...الخ. إلاَّ أن هذه المعلومات، كانت تجابه بالتفنيد والرفض والاستهجان، من النخب السياسيَّة والثقافيَّة الكرديَّة، العراقيَّة والسوريَّة، الميَّالة للحزبين الرئيسين في كردستان العراق، (الاتحاد الوطني الكردستاني والديموقراطي الكردستاني). وقول تلك النخب عن هاتيك المعلومات، بأنها مشتبه في أمرها، وتوصفها بأنها "مغرضة". الهدف منها، إثارة "البلبلة والشوشرة والتشويش والتشويه والتدليس...". وإن تلك المعلومات، "تتأتَّى من لدن خصومة سياسيَّة بين العمال الكردستاني، والحزبين الكرديين العراقيين". لذا، فهي مطعونة الصدقيَّة!. لكن، تأكَّدت تلك المعلومات المشار إليها أعلاه، قبل فترة. وبل أن تلك المعلومات التي تشير إلى حجم النفوذ والاختراق التركي في كردستان العراق، كانت أقلّ بكثير، مما تمَّ الكشف عنه مؤخَّراً، في سياق تقرير لجنة التقصّي عن حقائق الاجتياح العسكري التركي الأخير، والذي تمَّ تقديمه للبرلمان العراقي!.
في نفس يوم انتهاء الاجتياح التركي الأخير لكردستان العراق (29/2/2008)، كلَّفت رئاسة البرلمان العراقي كلَّ من النائبين مثال الآلوسي وصفية طالب السهيل، بتشكيل لجنة تقصّي عن حقائق الاجتياح العسكري التركي للإقليم الكردي الذي بدأ يوم 20/2/2008. وقد قدَّم التقرير لرئاسة البرلمان العراقي قبل زيارة رئيس الحكومة التركيَّة رجب طيّب أردوغان الأخيرة للعراق، وجاء في مقدمة ذلك التقرير، بحسب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام: (...التقرير خلاصة، لعمل ميداني، قامت به اللجنة لمدة أسبوع. وكانت العمليَّات العسكريَّة التركيَّة لتلك المناطق التي زرناها، ما زالت بذروتها، علماً أن التقرير التمهيدي الأوَّل، تم تقديمه لهيئة رئاسة مجلسنا الموقَّر في اربيل، قبيل انعقاد اجتماعات اتحاد البرلمانين العرب الذي عقد في آذار الماضي، وقبيل زيارة فخامة رئيس الجمهوريَّة لتركيا. قسَّمنا التقرير، لعدَّة محاور على المناطق التي قمنا بزيارتها، والمشاهدات واللقاءات في المحافظات الثلاث: دهوك، اربيل، والسليمانيَّة. وبالأخصّ، المناطق الحدوديَّة التي تعرَّضت للاجتياح والعدوان. تناولنا بالتقرير الخروقات والانتهاكات لسيادة الأراضي العراقيَّة، من جهة والخروقات والانتهاكات في مجال حقوق الإنسان، وللأوضاع الإنسانيَّة للمناطق المعتدى عليها من جهة أخرى. عوائلنا في المناطق الحدوديَّة التي زرناها، يعيشون بحالة إنسانيَّة مزرية، وتأثيرات العمليَّات العسكريَّة واضحة وملموسة على البنية التحتيَّة والحياة الاقتصاديَّة والبيئة والمحميات الطبيعيَّة والثروة الحيوانيَّة والتربية والتعليم والحريَّات العامَّة.
خُصِّص الفصل الثاني من التقرير عن التواجد العسكري والأمني للقوات التركيَّة داخل الأراضي العراقية، وعددها 9 قواعد ومراكز عسكريَّة، يتواجد فيها أكثر من 3000 عسكري تركي مسلح بأسلحة ثقيلة. وهذا الفصل، فيه جداول تفصيليَّة للآليات والمعدّات. وبيّنّا مع الصور التي قمنا بتصويرها، عن وجود هذه المعسكرات والقواعد التركيَّة داخل المناطق المدنيَّة، والى جانب المدارس والمنازل والبساتين والمزارع الخالية من أي نشاطات أو تواجد لحزب العمال الكردستاني. وجمعنا شهادات المئات من السكان النازحين عن نوعية الأسلحة التي استعملت لقصف مناطقهم. وتبيّن بحسب أقوال أهالي المناطق، ومشاهداتنا، وبما جاء بالتقرير الأوّلي لوزارة البيئة في حكومة إقليم كردستان، بأن الجيش التركي استعمل غازات سامَّة، وقنابل عنقوديَّة وانشطاريَّة، المحرمة دولياً، وزرع الألغام داخل الأراضي العراقيَّة، وبداخل الممتلكات الخاصَّة للسكان، في بساتينهم ومزارعهم وأراضيهم... ما تضمنه التقرير هو جزء من المعاناة الكبيرة التي يعيشها مواطنينا في الأقضيَّة والنواحي والقرى القريبة من الشريط الحدودي، وفي المناطق الواسعة بالمثلث العراقي- التركي- الايراني).
وقدَّم التقرير مجموعة من التوصيات للبرلمان منها: (التصويت على إخراج القوات التركية، وإغلاق قواعدها العسكرية من الأراضي العراقية. والعمل على مفاتحة الجانب التركي، من خلال الحكومة، وبالوسائل الدبلوماسيَّة، لإيجاد حلول لإيقاف القصف والتعديات المستمرَّة على سيادة شعب وارض العراق، وإلزام الحكومة الاتحاديَّة بمسؤليتها لحماية السكان المدنيين على الأراضي الحدوديَّة. وإيجاد حلول للمشاكل الإنسانيَّة، وتعويض المتضررين، بالتنسيق مع حكومة الإقليم، والزام تركيا رسمياً وقانونياً، إذا استدعى الأمر، بتقديم التعويضات للمتضررين المدنيين، ومن خلال الوسائل الدبلوماسية والدولية المتبعة لهكذا حالات. كأن يتقدّم العراق بطلب من مجلس الأمن الدولي او رفع شكوى لمحكمة حقوق الإنسان الأوروبيَّة وغيرها من المؤسسات صاحبة الاختصاص). ومن الجدير ذكره هنا، تزامن تقديم هذا التقرير لرئاسة البرلمان، مع زيارة رجب طيّب أردوغان الأخيرة لبغداد.
بعد انتهاء الاجتياح التركي الأخير لكردستان العراق، اعترف رئيس حكومة الإقليم الكردي نيجيرفان بارزاني بوجود ثلاثة قواعد عسكريَّة تركيَّة على الأراضي الكرديَّة العراقيَّة!. لكن، التقرير السالف الذكر، أشار لوجود تسع قواعد ومراكز تركيَّة هناك. ومع صعوبة إجراء إحصاء دقيقة للجنود الأتراك في تلك القواعد، وصلت اللجنة لمعرفة رقم ثلاثة آلاف جندي. هذا عدى عن عناصر الاستخبارات المنتشرة هناك!. فحوى التقرير الآنف، يضع قيادة كردستان العراق أمام مسؤوليَّات ومساءلات خطيرة، أقلُّها شأناً، الكشف عن الدور الكردي في تواجد القوات التركيَّة على الأراضي العراقيَّة، وانتهاك سيادة العراق. فضلاً عن كشف مساحة ومنسوب وخفايا التعاضد والتعاون الكردي العراقي والتركي في قضايا محاربة حزب العمال الكردستاني على مدى عقد ونصف!. بخاصَّة، بعد أن كشفت يوميَّة "آزاديا ولات الكرديَّة" الصادرة في مدينة آمد/ ديار بكر (كبرى مدن كردستان تركيا) مؤخَّراً عن مخطط لاغتيال قائد الجناح العسكري للعمال الكردستاني باهوز أردال. وذكرت هذه الصحيفة معلومات خطيرة، عن هذا المخطط الاستخباري، الذي تمَّ الإعداد له، في اجتماع سرِّي، ضمّ مسؤولين في المخابرات التركيَّة والإيرانيَّة والكرديَّة. وذكرت الصحيفة: إن من اقترح أردال هدفاً، وطريقة اغتياله، هو "المسؤول في المخابرات الكرديَّة العراقيَّة". وتستند الصحيفة في معلوماتها على "مسؤول كبير في الإدارة الكرديَّة في كردستان العراق"، رفض الكشف عن اسمه. وقد تمَّ اختيار أردال، من بين قيادات الصفِّ الأول من حزب العمال، نظراً لأنه قائد الجناح العسكري في العمال الكردستاني، وهو الذي يدير الحرب، ويعود له الفضل في إفشال الاجتياح العسكري الأخير (20/2/2008_ 29/2/2008) لكردستان العراق. وبحسب "آزاديا ولات"، ونقلاً عن المسؤول الكردي الآنف، "إن رؤوساً هامَّة من قيادة كردستان العراق، باتت قلقة جدَّاً من التمدُّد الجماهيري لحزب العمال وازدياد شعبيته في كردستان العراق، بخاصَّة، بعد فشل الاجتياح التركي الأخير، وتكبُّد الجيش التركي خسائر فادحة". لذا، تمَّ اقتراح استهداف باهوز أردال، الذي يعتبر العقل العسكري في الحزب الكردستاني. وبحسب الصحيفة الكرديَّة، تمَّ رصد 750 ألف دولار، لعمليَّة الاغتيال تلك. وإن المسؤول الأمني الكردي، اقترح عليهم أن يتمَّ اغتيال أردال على يدّ شبان كرد إيرانيين، وليس عراقيين، يتمُّ دسَّهم في صفوف حزب العمال"، كي لا تصيح عمليَّة اغتياله، وصمة تلاحق كرد العراق!.
قبل زيارة الرئيس العراقي، وزعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، جلال طالباني، لتركيا في 7/3/2008، بيوم، وبعد انتهاء الاجتياح التركي لكردستان العراق يوم 29/2/2008، بثمانية أيام فقط، خرج أهالي مدينة ديار بكر / آمد، كبرى مدن كردستان تركيا، في مظاهرة حاشدة، ضمَّت أكثر من ثمانين ألف كردي، حاملين لافتة كبيرة، كتب عليها: "حذاري يا طالباني.. إن كنَّا طعام غدائهم، فستكونون طعام العشاء". وكتب صاحب هذه السطور في جريدة "الحياة" يوم 16/3/2008، تحت عنوان: "طالباني ضيفاً على غُل... وخيبة أمل كردية في ديار بكر"، ذاكراً ما يلي: (... بدت تقاطعات مطالب ومصالح العشائر السنيَّة والتيارات الشيعيَّة، في ما يتعلَّق بكبح المادة 140 وكركوك، وعرقلة الفيدراليَّة ومصالح أكراد العراق وطموحاتهم، واضحة، لا تقبل اللبس. ما يعني، ان تمديد العمل بالمادة 140 لستة أشهر، ووضعها في عهدة الأمم المتحدة، كانا الثمن الذي دفعته واشنطن، من حساب أكراد العراق، الى "مجالس الصحوة" و "جيش المهدي"، ومن خلفهما، الى طهران وأنقرة. وعليه، ليس من المجازفة القول إنه ينبغي إضافة اسمين آخرين الى تقرير بيكر - هاملتون، لينال استحقاق ملامحه وتطبيقاته، ويغدو: تقرير بيكر _ هاملتون _ نجاد _ أردوغان). وقبل هذا المقال، كتبتُ أيضاً في نفس الصحيفة، يوم 10/2/2008، وتحت عنوان: "تركيا تضبط المواعيد مع أكرادها على ربيعٍ ملتهب"، ذكرتُ فيه: (... في ما يخصُّ بالمادة 140، وقضية تطبيع الأوضاع في كركوك، فقد نجحت تهديدات الأتراك، في جرّ الحكومة المركزيَّة في بغداد للالتفاف على الإقليم الكردي، وعقد اتفاقات وتفاهمات سريَّة بين بغداد وأنقرة، وبرعاية أميركيَّة، حول تأجيل المادة 140 لستة أشهر. وكشف الرئيس التركي عبد الله غُل، في زيارته الأخيرة لواشنطن، لمراسل صحفية "حرييت" التركيَّة، أنه شكر بوش بخصوص تأجيل المادة 140، وإنه "سيطالبه بتعليقها"، وصولاً لشطبها من الدستور العراقي، أو تجمديها. بمعنى، نجح المالكي في ليّ ذراع أكراد العراق، وبشكل قوي ومؤلم، عبر أنقرة. وبوضع الحكومة العراقيَّة ملف كركوك في العهدة الأمميَّة، و"تمديد" تطبيقها 6 أشهر، تكون قد خلَّصت نفسها من ضغوطات التحالف الكردستاني الذي كان يهدد الحكومة المركزيَّة، بالانسحاب من العمليَّة السياسيَّة، أنْ لم تطبَّق المادة 140 في وقتها. وإن أبدى الأكراد أيّ اعتراض على أداء الأمم المتَّحدة بخصوصها، حينئذ، سيظهر الجانب الكردي وكأنه ضدَّ الشرعيَّة الدوليَّة، أو ما شابه، فيما يكون المالكي قد أبرأ ذمَّته أمام كل حلفائه الإقليميين، المعترضين على المادة 140، (تركيا وإيران وسورية)، وخنادقهم المتقدِّمة والنشطة في العمليَّة السياسيَّة العراقيَّة (جبهة التوافق السنِّيَّة، الائتلاف الشيعي، الجبهة التركمانيَّة، التيار الصدري). وتالياً، لم يعِ قادة أكراد العراق، أن القصف الذي طال مقاتلي الكردستاني في المنطقة الحدوديَّة، كان موجَّهاً للمادة 140 من الدستور العراقي، وقد أصابها في مقتل!). والمغزى من العودة لهذه الاستشرافات والتكهُّنات السابقة، هو القول: إن قيادات كردستان العراق، لا تستسيغ سماع الأصوات، إلاَّ التي تغالي في مدحها، ولا تقرأ، إلاَّ لمنْ يزيد في الإعجاب والإطناب بعقلانيَّتها وبراغماتيَّتها "الفذَّة" التي جعلت كركوك في خبر كان "التركي _ الإيراني _ السوري _ العراقي"!. ولن تجدي المظاهرات التي تدعو لها القيادة الكرديَّة، اعتراضاً على مصادقة البرلمان العراقي على قانون انتخابات مجالس المحافظات، في شيء، إلاَّ لتنفيس الاحتقان الكردي، وذرِّ الرماد في العيون، وحفظ ماء الوجه، أو تعريضهم للمزيد من الهجمات الانتحاريَّة، كما جرى في مظاهرة كركوك. ولن تجدي نفعاً لغة التهديد والوعيد الكرديَّة، التي جسّ نبضها الأتراك والعراقيون والإيرانيون فيما مضى. وعليه، ليس من المجازفة القول: إن قادة كردستان العراق، قد ارتكبوا أخطاء استراتيجية قاتلة في حقّ كركوك، والأجدى بهم الالتفاتة للمدن الباقية في كردستان العراق، والبحث عن كيفيَّة تخليصها وتحصينها من النفوذ التركي _ الإيراني. ولن يتحقق ذلك، إلاَّ بمحاربة الفساد والإفساد العرمرم، الذي بات يقود كردستان العراق إلى مهالكها. وما يؤكِّد ويعزز وجهة النظر هذه، إن حجم الاستثمارات التركيَّة في كردستان العراق، وعدد الشركات التركيَّة العاملة في الإقليم الكردي (700 _ 800 شركة، معظمها مقرَّب من أوساط حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وحزب الحركة القوميَّة المتطرف في تركيا)، يشير أن أكراد العراق، قد وضعوا خِناقهم الاقتصادي في قبضة جارتهم الحنون تركيا!. فلم يعد خافياً أن كردستان العراق تستورد حتى المياه المعبَّأة في قناني بلاستيكية من تركيا، رغم غزارة الأنهار والينابيع التي تملأ كردستان العراق!. كما ان الأجندة التركيَّة، قد خطت خطوات هامَّة في سبيل تعطيل المادة 140 من الدستور العراقي، وجعلها في عهدة الأمم المتحدة، وصولاً لتمييعها وثم شطبها أو إبطال مفعولها. وليس خافياً حجم التدخُّل التركي في قانون النفط العراقي، وتحديد حصَّة الإقليم الكردي من العوائد، وتقويض حق الإقليم في الاستثمار وعقد الصفقات مع الشركات العالميَّة في هذا المجال!. ويبدو أن تركيا، دخلت على خط الاتفاقيَّة الأمنيَّة الأمريكيَّة _ العراقيَّة، التي يعتكف العراقيون والأمريكيون على توليفها وهندستها حاليَّاً، لجهة الرفض التركي لوجود قواعد أمريكيَّة في كردستان العراق، علماً أن تركيا تضمُّ أكبر قاعدة أمريكيَّة في الشرق الأوسط (أنجيرلك)، ورغم أن تركيا تملك تسع قواعد عسكريَّة في كردستان العراق!؟.
عطفاً على ما سلف؛ يبدو أن تركيا تسير قدماً نحو بسط نفوذها الاقتصادي والعسكري والسياسي على العراق عموماً، وعلى كردستان العراق، تحديداً. وزيارة أردوغان السالفة الذكر للعراق، وعقده لاتفاق شراكة استراتيجيَّة أمنيَّة سياسيَّة واقتصاديَّة مع العراق، وتركيزه على الشقِّ المتعلِّق بمحاربة حزب العمال الكردستاني، دليل على حجم النفوذ التركي في العراق عموماً وكردستانه خصوصاً. لكن، قادة كردستان العراق منهمكون في حساب العوائد والفوائد الآنيَّة التي يجنونها مما يظنونه "شراكة كرديَّة _ تركيَّة" وهميَّة، ولا يكترثون بحجم المخاطر المستقبليَّة للتعاطي التركي المشبوه مع كردستان العراق، ماضياً وحاضراً. ولا يعي قادة كردستان العراق، بأنهم باتوا في حكم الخاضعين تحت الاحتلال أو الوصاية التركيَّة، جراء النفوذ التركي المتعاظم في كردستانهم!.
هوشنك أوسي
التعليقات
خلق الاعداء
ناصر -يا اخي كافي خلق عدوات خللي الشعوب تعيش الا يكفي العرب والكرد ما عانوه تريدنا نحارب تركيا والعربي السني يريد ان يحارب ايران والعربي الشيعي يريد ان يحاري البقية كافي الخاطر الله كافي عنصرية كافي قومية كافي مذهبيه هل من خبز على الطاولة ليطعم اطفال العراق هل من دواء هل من بيت هل من كهرباء مللينا والله ملينا
مؤامرة تركية بعثية
نوزاد عارف -الكاتب الكريم مصيب تماما في مقالته ، المشكلة في تدخل العرب وايران وتركيا في كركوك وليس هناك مشكلة بين القوميات ، فمن خلال الدستور يمكن حل كل المعضلات عبر المادة140 والتي تتيح لاهالي كركوك تقرير مصيرها ، المشكلة ان بعض القوميين اصحاب الثقافة البدوية من المتاثرين بافكار قائد الضرورة الملهم لايقبلون التعايش والحوار والتصويت والدستور فيحاولون الالتفاف على دستور صوت له ثمانية مليون عراقي من خلال العرقلة والابتزاز والمؤامرات مع تركيا، ،فهم لايعرفون الا لغة التعريب والغازات الكيمياوية وسحق الاخر وتهجيره وتفخيخ السيارات والعمليات الانتحارية ، هده الثقافة البدوية والتي روج لها البعث والقوميين العرب الاسلام منه براء وهم يحاولون ان يلصقوا جرائمهم بالاسلام ..
هل العراق مستقل؟
الکردستانية -وضع الکاتب کثير من النقاط علی الحروف ، لقد قلناها کم مرة بأن العراق المتنوع المتناحر اهله علی کل شبر مازالت تابعة للدولة العثمانية ومازلنا في سنة 1921 ونراوح في مکاننا ودماءنا کالأنهار تسيل للرکب وأخبارنا تعلو کل الصحف والفضائيات أولا بأول وسيادتنا ما زالت غير عن مفهوم سيادات الدول الاخری ونفطنا يمر من خلال ميناء جيهان الترکي ليتولی سادتنا من هناك بيعه الی الاسواق العالمية وجميلات ترکيا أخترقن کل مکاتب سياسيينا لصالح عظمة بلادهم وحزب العمال لن يستطيع تقويض جبروت أتاتورك وولي امره منفي يقبع في سجن تلك الجزيرة وشعبه مسلوب الحق ومنهوك الجسد وقد لصق بحزبه الارهاب العالمي وکأنه هو المسؤول الذي أطاح بأبراج نيويورك في 2001 أو بن لادن الحر الطليق وليه، وملفات حقوق الانسان لن تقدر علی مجابهة کل هذه المهاترات والتخرصات الترکية الخارجة عن کل الاعراف الدولية. کرکوك کشفت لکل العالم بأن سيادتنا مازالت بيد آل أتاتورك ولا زلنا تحت رحمة جندرمته منذ قرون والذي هتك بالأرمن والعرب والکرد وفقراء ترکيا الذين لا يحصون والقبارصة واليونانيين، کيف يمکن ان تنضم هکذا دولة عسکرتارية الی الاتحاد الاوروپي وسجله حافل بتاريخ قاتم کالح الاسوداد؟ فليذهب کل العراقيين الی مجلس الامن لأنتزاع سيادة العراق أولا من أتاتورك ومن ثم کونوا دولة العراق هذا اذا کان هناك صحيح دولة أسمها العراق؟ وعندئذ ممکن لممثلي الشعب العراقي وشعب کرکوك ابداء رأيهم فيما ويختارون ومع التقدير لأيلاف.
كركوك ضحية
سمر -ليس دفاعا عن ألاتراك ولاكن كانت هناك فرص كبيرة لتركيا للسيطرة على ألموصل وكركوك حينما دخل ألجيش ألامريكي ألعراق طلب من تركيا أن تكون حليفا رئيسيا في هذه ألحرب وقد منحها مكاسب كثيرة ومنها منح تركيا مبلغ 6 مليارات دولار مقابل قبولها أستخدام أراضيها وتسهيل ألامر على ألامريكان ولاكن موقف تركياكان رافضا وصلبا أما مواقف تركيا أىن فهي ترفض أي مساس بوحدةألعراق وسيادته ولن أنسى حينما طلب ألاكراد مقابلة رئيس ألوزراء ألتركي للتباحث معه حول ألهجوم ألاخير على معاقل حزب ألعمال ألكردستاني قد رفض ألاتراك أستقبال هذا ألوفد وطالبوهم بألذهاب ألى بغداد وأرسال وفد من حكومة ألعراق متمثلتا برئيس ألوزراء نوري كامل وهذا معناه أن ألاتراك تهمهم وحدة ألاراضي ألعراقية لاكما فعل ألغير بعدما سيطروا على أبار ألبترول أستدعوا شركات أجنبية للئستثمار دون ألرجوع للمركز فأذا ألاكراد من لهم أطماع ليشكلوا ويبنوا دولة على حساب وحة ألعراق وسلامة أراضيه فلا تجعلوا من تركيا شماعة لتخفون فيها ماتكنه صدوركم من حقد وأنفرادية وهذا لن ينطلي علينا أما فيما يخص تركيا وتدخلها في بعض ألاراضي ألعراقية هذا لئن ألعراق حاليا غير مستعد للدفاع عن أراضيه وهذا يعطي حق لتركيا ألدفاع عن أبناء شعبها وأراضيها من ألارهابين وقطاع ألطرق-
كركوك أبعد
سمر -لاتحاولوا دائما أن تلصقوا كل أغلاط ألعالم على ألقومين ألعرب وما يحدث في ألعراق وما سوف يحدث هو أيضا بسبب تعنت بعض ألشخصيات ألقومية ألكردية ألولا تنسون أن من ألاكراد من هو أرهابي وردكالي مثلا ألملا كروكر وبعض ألشخصيات ألاسلامية ألكردية ألتي قد جعلت من شمال ألعراق موطيء قدم وجنة تسرح فيها ألقاعدة وتمرح أرجوا أن تكونوا عادلين في أحكامكم ولا تلصقوا كل سيء بألقومية ألعربية وكئنكم ملائكة
الى سمورة حلوة
كردى كركوكى -على مهلك ويانا سمورة حلوة _ الان جاء دوركم يا بعثيات والان بس انتحاريات بيفجر انفسهم _ والمثال اختك البعثية انفجرت بين اكراد مسالمين فى كركوك
القوميون العرب
خسرو -ترکيا تريد عراقا موحدا خريطة فقط مع شعوب متناحرة متباعدة وهذه سياستهم عندما حکموا العرب طيلة 400 عام (فرق تسد)البريطانية وکل القوميون العرب يمارسون ما تعلموه من القوميون الترك وهلم جرا. وما رأيکم بجماعة القاعدة في الانبار وديالی وصلاح الدين والموصل عندما فسحوا لهم المجال لمقاومة الاحتلال والآن يفجرن انفسهن وسط الابرياء بسبب الندم.
الزعماء الطغاة
كورديه مشرده -الزعماء الاكراد العراقيين سوف يتنازلوا عن كل شئ من اجل الاحتفاظ بمصالحهم ومناصبهم. اما مصالح واحلام الشعب الكردي ونضالهم الطويل كلها تذهب لاجل مصالح الزعماء والامريكان اعداء الدوله الكورديه.مع الاسف ان الشعب الكردي اصبح خائننا مجانيا محترفا لاجل الامريكان والزعماء الاكراد فقط. وكان من صالح الامريكان والاتراك والحكومه العراقيه ايضأ ان يصبح الزعماء الاكراد والمسؤولون الاكراد اثرياء جدأ واصحاب نفوذ لكي يسهل السيطره عليهم واذلالهم لان الثري لايمكن له ان يترك ثروته وماله او منصبه ويصبح مره اخرى مناضلأ فقيرأ في الجبال. انني لا استغرب عندما تصبح الحكومه العراقيه قويهان تهينهم مثل صدام وعندها سوف يطلب هؤلاء الزعماء الاكراد الطغاة من الفقراء الاكراد المساكين مناصرتهم والدفاع عن الحقوق الكرديه المسلوبه بعدما نسي هؤلاء الزعماء الفقراء ولا يشترونهم بقصر من قصورهم.
الاستراتيجية
برجس شويش -ان افضل استراتيجية امام القيادة الكوردستانية هي الاعتماد على العمق الكوردي في دول الجوار: سوريا تركيا وايران ضمن هذه الطروف المعقدة والكم الهائل من اعداء القضية الكوردية ليست فقط من بعض القوى داخل العراق ودول الجوار التركي والسوري والايراني وانما ايضا الكثير من الدول العربية وقوى دولية كثيرة ترتبط مصالحها مع هذه الدول، ان هذا العمق هو حيوي لفك الحصار عن كوردستان المحررة واضعاف لتلك الجبهات المعادية وردع كبير لاي عمل عدواني ضد كوردستان الجنوبية ويتلخص تلك الاستراتيجية في النقاط التالية: 1- دعم الحركات السياسية في كل من تركيا وايران وسوريا ماديا واقتصاديا وسياسيا، نظرا لوجود اكثر من 30 مليون كوردي في هذه الدول المقسمة لكوردستان ولهم مركز سكاني يحيط بكوردستان العراق من الجهات الثلاث ماعدا الجنوبية منها ونظرا ان كوردستان الجينوبية تملك امكانيات مادية واستقلال ذاتي. 2- تهيئة الكورد في الاجزاء الثلاثة من كوردستان للنضال المسلح والجاهزية عند الضرورة. 3- استقدام فقط الكورد من الاجزاء الاخرى من كوردستان في العمل والاقامة ليكونوا دعما بشريا وماديا لكوردستان الجنوبية وفي نفس الوق تقوية الروابط بين الاجزاء الاخرى من كوردستان.4- التنسيق السياسي والميداني الكامل بين الحركات السياسية كافة في كل اجزاء كوردستان. 5- القيام على توحيد كافة القوى الكوردستانية في كل جزء عل حدة وكوردستان الجنوبية تملك النفوذ والتأثير على الاجزاء الاخرى
لا حياة لمن تنادي
مصطفى -عزيزي هوشنك انا متابع لكل مقالاتك لانها شيقة و جادة دائما و تشكر على هذا الجهد و لكن لي تعليق و لو اني واثق بانك اعلم مني بالقيادات الكردية الا ينطبق عليهم المثل الدارج دق المي و هي مي فلا حياة لمن تنادي و الى ان يتنبهوا ارجو ان لا يكون القطار قد فاتهم.و لكم جزيل الشكر
رد قصير
محمد تالاتي -يبدو ان الكاتب هوشنك لاهم له في الفترة الاخيرة غير الهجوم على جيمع القيادات الكوردية ما عدا قيادة حزب العمال بالطبع ،هل لانها بلا اخطاء.بالنسبة الي قضية كركوك موقف قيادة الاقليم معروف منها، وهو التمسك بكوردستانية كركوك بحكم جغرافيتها وتاريخها، و حقها في العودة الى اقليم كوردستان.اظن ان الكاتب لا يستطيع تلبيس حزب العمال قميص الخوف على اقليم كوردستان ،لان موقف زعيم حزب العمال المعادي لوجود الاقليم معروف للجميع، ولايمكن للكاتب ان يفصل بين موقف الزعيم وحزبه.وبالنسبة للقواعد التركية الموجودة في ارض الاقليم التي يبالغ في تقديرها، فهي نتيجة اتفاق امني مع النظام العراقي السابق مع تركيا وبفضل وجود قوات الحزب في المنطقة الحدودية بين الاقليم وتركيا، هذا الوجود الذي تستفيد منه الطغمة الطورانية وتستخدمه ذريعة في ضرب الاقليم ومحاولة تدميره،كلما سنحت لها الفرصة،كما ان الدعوة الى اغلاقها يقع على عاتق الحكومة المركزية في بغداد. .
اذا جاءكم حاقد بنبأ
سرباز هوليري -اعتقد ان البعض من الاحبة من قراء هذه الصحيفة الالكترونية يتذكرون معي اني تالاتي قالها مرة ردا علي انه من اب وام كوردية وانه من الموصل .بالطبع لم اصدقه ولا يمكن ان يصدقه احد لانه دائم النقد للاخوة الكتاب من كوردستان سوريا لانهم لا يكتبون دائما عن الشان الكردي هناك وينشغلون بالهم الكوردي العام اما المرض الذي يبدوا لم يبرا منه فهو حزب العمال الكوردستاني وزعيمه السيد عبد الله اوجلان الاسير في سجنه . لقد قرات للسيسد اوجلان قوله انه لا يعارض الفيدرالية الكوردية وذهب ابعد من ذلك حينما طالب الرئيسين مسعود البارزاني جلال الطالباني بلعب دورهم للمساعدة في حل القضية الكوردية عبر الاستفادة من علاقاتهم مع الامريكيين والاوروبيين ,