نعم أنا حر..طالما لا أضر أحداً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إن ما يثير عجبى هو أن يعتقد البعض أن بإمكانهم فرض فكر أو رأى أو دين أو عقيدة، وهى كلها معنويات بإستخدام ماديات كالقوة والتخويف والتهديد والإرهاب فلا استطيع أن أستوعب بعقلى البشرى القاصر كيف أجعل شخصأ يؤمن بما أؤمن به ثم يعتنق أفكارى ويؤيدها بل ويدعو لنشرها وكل ذلك دون أى قناعة منه أو رضا سوى خوفه من سطوتى وقوتى وقدرتى على سحقه وتعذيبه وإذلاله،
أعرف انه يمكن لى بسبب قوتى أو سلطانى أو جبروتى أن أعذب شخصأ ما وأجبره على الأكل او الشرب او اللبس بطريقة معينة أو النوم بشكل ما، ولكن المستحيل الحقيقى هو قدرتى على أن أجعله يؤمن -حقيقة - بفكرة ما أو رأى ما أو عقيدة ما.
إذ أن هذه المعنويات تكمن فى القلوب والعقول والضمائر ولا يراها ولا يعلمها سوى الله تعالى المهيمن على كل مثقال حبة من خردل فى ملكوته العظيم،
أستطيع وأنا أقف بين يدى ضابط الأمن أو رئيس المباحث أو المحافظ او أكبر رأس فى الحتة أن اشتمه وأن العنه وأن أدعو الله ربى ان يحرقه طبعأ سراً وداخل قلبى ودون أن يسمعنى هذا المخلوق المحدود المؤقت الميت، واستطيع ان أسرح بخيالى فأشاهد هذا الطاغى ذليلاً فى خيالى يركله المظلومون باقدامهم جراء ما أذاقهم من عذاب وما فعل بهم من أفاعيل يأبى الشيطان الرجيم -- بكل قبحه-- أن يفعل مثلها.
أستطيع أن أخدع كل من حولى واتظاهر بأننى مؤمن وصالح وتقى حتى لو كلفنى ذلك ان أخسر جزءأ من أموالى رياءأ حتى احقق أغراضى واصل إلى مآربى، لأن كل الذين حولى لا يطلعون على محتويات قلبى ولا يصلون لخبايا عقلى ولا يعلمون مخططاتى، ومن السهل ان أواظب على الصلوات وأتظاهر بالصيام إرضاءأ لغرور أشخاص يجبروننى على ذلك وأنا أضمر فى نفسى كل حقد وكراهية وضغينة لهذا الدين -- أى دين سماوى -- ولكل من يعتنقه طالما أنه يقوم على الضغط والقهر والإكراه كما يحاول الغلاة تصويره وهو بالطبعmdash; الدين mdash;برىء من ذلك فلا إكراه فيه ولا إجبار على إعتناقه، ولا قهر لمخلوق لكى يؤدى مناسكه وإلا تحول من دين سماوى سمح إلى أحكام فاشية شمولية قهرية تنتهك حرمات العقل وتحرق مكنونات الفكر، وتكمم الأفواه وتحجر على الألباب، وما الله يريد ذلك أبدا لأن ذلك ظلم بين وإفتراء واضح على الله الرحيم ورسله الكرام ودينه القويم وصراطه المستقيم.
لقد خلق الله الإنسان من العدم بقدرته وفرض عليه تعاليم سمائية راقية تبدأ بإعتراف الإنسان بالله الأحد ربأ والقيام ببعض العبادات التى تؤكد تواصل المخلوق مع الخالق وتملأ حياة المخلوق بهجة وسعادة وأمنأ وطمأنينة وتجعله يخرج من مسجده او معبده او كنيسته خاشعأ لله يعامل خلق الله بالحسنى ويتأدب معهم فى الحوار، ويحافظ على أموالهم وأملاكهم وأعراضهم وأحلامهم وحريتهم وسلامتهم وأمنهم وسعادتهم واستقرارهم ووحدتهم وتقدمهم ورقيهم وعلو شأنهم.
أما إذا خرج من مكان عبادته --أيا كان-- لكى يجرح مشاعرهم أو يسرق أموالهم أو يعتدى على حرماتهم وأعراضهم، أو يهدد امنهم او يكدر سعادتهم او يحرق فرحتهم، أو يبدد أحلامهم أو يفزع قلوبهم أو ينشر بينهم الرعب والخوف والإرهاب، أو يعيق تقدمهم أو يفرق شملهم أو يشتت وطنهم فوالله الذى لا إله غيره ما هذا بمتدين ولا هو بصالح ولا هو بتقى ولن يكون كذلك حتى يثوب إلى رشده ويعود إلى كنف مولاه تائبأ عن خطاياه طالبأ غفرانه ورضاه.
لم يخلق الله الناس عبثأ - حاشاه سبحانه - بل لحكمة لا يبلغ الإنسان منتهاها مهما بلغ فكره ووثق فى قوة عقله، ولذلك جعل الله للدين يومأ لا ريب فيه وحصنه بالتوثيق وعدم الريب لأنه آت رغم أنف الناكرين ينصر الله فيه الدين السمائى وينصر الصالحين، ويقتص للمظلوم من الظالم ويحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين.
ولأن الدين ملك لله وحده لأنه تعالى المفتش فى محتويات القلوب، والذى يعلم ما تخفيه ويعلم خائنة الأعين ويعلم ما توسوس به نفس الإنسان من خير أو شر فإن الله لم يخلق وكلاء أو أوصياء على عبيده ولم يعطهم إذنأ بالبحث فى قلوب الخلائق ولم ينزل لهم ترمومترأ سماويأ لقياس شدة الإيمان والتقوى أو ضعفهما، وإنما أرجأ المولى ذلك كله له وحده فى يوم مهيب تشيب من هوله الولدان ويفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لأن كل واحد منهم له شأن يغنيه عن التفكير لحظة واحدة فى غيره حتى فى هؤلاء الذين لا يفارقونه فى الدنيا ساعة واحدة، وكانوا يحزنون لحزنه ويفرحون لفرحه ويتألمون لألمه ويرقصون لنجاحه هاهم فى يوم الدين عنه ذاهلون ولا ينظرون له وليس معه سوى عمله يحمله على ظهره إن خيرأ فخير وإن شرأ فشر.
ما أعظم قانون الله (( لا إكراه فى الدين )) فهو الأب، والمصدر والمنبع لكل قوانين حقوق الإنسان وهو الراعى الحقيقى لحقوق البشر فى كل مكان سواء رجال او أطفال أو نساء أو شيوخ أو اقليات فى كل أنحاء العالم، فإذا كان الله حرم الإكراه فى الدين فهل يكون هناك إكراه فى السياسة أو الإقتصاد أو العادات الإجتماعية أو السلوكيات القومية والتصرفات القبلية ؟؟
إذا كان الدين الذى هو نور الله فى الأرض وحبله المتين وصراطه المستقيم لا إكراه فيه فهل يتأتى لبشر ان يكره أخاه الإنسان على رأى أو فكر أو اتجاه أو عقيدة أو سياسة معينة لأى سبب وبأى حجة ؟؟
فليرفع الذين يفرضون أنفسهم على الناس-- بالقوة والتخويف-- أيديهم عن الخلائق وليتركوا عباد الله لربهم يفعلون ما يشاءون وإنهم فى يوم ما محاسبون لا شك ولكن من ربهم وليس من خلق مثلهم فالله القدير هو مالك الملك وسواه لا يعدو كونه جزءأ يسيرأ من ملك الله إن شاء الله أماته وإن شاء أحياه.
فلنترك ابوب الحريات مفتوحة على مصاريعها لأن الحرية هى مصدر الفكر والإبداع والفن والإبتكار والشعر والتعبير والتأليف والإختراع والتجديد والتحديث وبدون كل ذلك تظل الحياة راكدة بلا حراك وتفقد قيمتها ومصداقيتها ووقعها الساحر الأخاذ كما تظل الأمم ترزح تحت نير الإستبداد والظلم والجهل والتخلف والمرض..
ألحرية هدية الله لخلقه فليكف أعداؤها عن قتلها وليكفوا عن حرمان الناس من نعمة الله الكبرى وهى الحرية فى كل شىء بدأ من حرية الدين والمعتقد والرأى والفكر وإنتهاءا بأقل الأشياء شأنأ فى الوجود.
حسن احمد عمر
التعليقات
تعليق
عصام -أن أول نعمه منحها الله سبحانه لجدنا آدم كانت نعمة الحياه وثاني نعمه كانت نعمة العقل المفكّر أما ثالث نعمه فكانت نعمة حريى ألأختيار والتي رافقها تنبيه من اتخاذا الخيار الخاطئ.أن فرض الدعوه غي ألأسلام يأتي تحت بند ألأكراه في الدين لأن ألدعه الى ألأسلام كان يترافق دائما مع التهديد باستعمال القوه والتخويف من الآخره وهذا لا يتفق مع مبدأ حرية الاختيار.اما التبشير في المسيحيه فان اساسه هو نشر الخبر السار والمفرح وهو الخلاص ألأبدي والحياة الأبديه
مبروك
safwat -مبروك ياخ حسن على هذا الفكر المستنير واشعر لديك الكثير من الكلام الجميل لم يتسع المجال لقوله سعيد جدا ان اسمع هذه الافكار الانسانية الجميلة ونبعد عن ظلمات العقل الله اكبر
tolerance 2
mido eddo -ياعمنا الدكتور،قال أحدهم: إن حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين. ولكن الذين يلوكون عبارات الحرية هم أول من يقصف عمر الحرية. انظر إلى "إيلاف"، رافعة راية حرية الكلمة، تجدها تقصف ما لا يروق لأهلها. هذا يحدث معي، مع أنني لا أتلفظ ولا أكتب شيئا يخدش الحياء العام. من الصعب، إن لم يكن مستحيلا، ان تكون نزيها منزها محايدا. الأنبياء فقط هم الذين خصهم الله بصفاء القلب والروح. لم يعرف التاريخ نبيا أكره أو ظلم أو شتم أو لعن، ولكنه عرف كثيرين من اتباع الأنبياء فعلوا ذلك. المسألة، كما قلت لك يا صديقي في رسالة سابقة، لا علاقة لها بعقيدة دينية، انها مسألة إنسانية بحتة، مسألة لها علاقة بالتربية الأخلاقية والثقافية، لها علاقة بسلطة الحكم وكتب التراث وقادة الرأي. نحن نتكلم عن ثقافة التسامح ولكن نحن ابعد ما نكون عنها. إياك أن تخدع نفسك وتقول إنك متسامح، فقط قل او تمنى أن تكون أكثر تسامحا.
الحرية غير المطلقة
إماراتية وافتخر -يقول فيكتور هيجو: "الحرية هي الحياة، ولكن لا حياة بلا فضيلة"، أتفق مع الكاتب حسن أحمد في كون الحرية مطلب أساسي للحياة ولكنها ليست الحرية المطلقة كما تفضل، إذ لا بد من وجود ضوابط - وليست قيود - كي تستقيم الأمور، فإن كنت حرًا ولا تضر بأحد، فقد تكون ممن تردعهم الفضيلة عن الإضرار بالآخرين، ولكن هل تضمن وجود هذه الفضيلة عند الجميع ليُمنحوا الحرية المطلقة؟ نحن بحاجة إلى رفع القيود بكافة أنواعها، واستبدالها بالضوابط التي تجعل من الإنسان مسؤولا وبالتالي رقيبًا على ذاته، فذلك كفيل بجعل الجميع يحيا حياة سوية.
الحرية
The Witness -فى عالمنا الاسلامى هناك صراع ابدى بين الحرية والدين وارهاب الناس بل وتصفيتهم جسديا هو من المسلمات هم يعتقدون انها الطريقة المثلى للحفاض على الدين وكثير من المثقفين لايمانعون من هذه الاساليب القسرية نتيجة قلة مطالعاتهم والاقتصار على مايسمعوه من الخطب والوعاض