أصداء

المسكونون بدحض الماركسية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قَدَر السيد هاشم الخالدي أن يكون مسكوناً بدحض الماركسية، وإنا لنرثي له من هذه البلوى، بلوى سيزيف. صدف أن آخر فكرة تعثر بها السيد الخالدي على طريق دحض الماركسية تفيد أن انهيار المعسكر الإشتراكي لم يكن بسبب "بيروقراطية" ستالين أو تحريفية خروشتشوف أو انتهازية غورباتشوف إنما كان أساساً بسبب تجاهل ماركس.. " دور التجديد والإبداع كأحد أهم معلم في تطور الوعي والاستجابة للذوق وأهمية الفضيلة كقيمة معنوية كأحد أهم معلم في الوحي (السكوني) والمعبر عنه بالإيمان " ـ وعذراً على الأخطاء اللغوية ـ وقال إن هذا هو ما أورث النظام.. " هيمنة البيروقراطية والرتابة والجمود لتصبح أكبر حافز ومحرض على الرفض الشعبي للمنظومة الهيكلية الإشتراكية برمتها ".

أخي هاشم ! لن أقول لك.. " إقرأ ماركس! " لأنك لن تقرأه لتتعلم وتستفيد بل لتؤكد ما هو راسخ مسبقاً في ذهنك مما يدحض ماركس كما تؤمل. لعلك تبيع مثل هذه البضاعة، بضاعة البيروقراطية، إلى أيتام خروشتشوف من الشيوعيين سابقاً طالما أنهم يشاركونك بذات البضاعة ويقولون بهيمنة البيروقراطية والرتابة والجمود مما أدى إلى انهيار النظام الإشتراكي، لكنهم يختلفون معك فأنت تعرف أسباب البيروقراطية والجمود وهم لا يعرفون !! أنت تقول سبب البيروقراطية والجمود هو أن ماركس لم يعبد الله ولم يكن لديه قيم فاضلة وهم لا يشاركونك في هذا حتى وقبل أن يعرفوا السبب ولعلهم لن يجدوا سبباً للبيروقراطية المزعومة سوى الله نفسه كي ينفكوا مما هم فيه من حيص ٍومن بيص ٍ ! وتقول أنه تجاهل التجديد والإبداع، وكان من الأفضل ألا تقول بمثل هذه الهرطقة التي كشفت عن جهل فاضح بالماركسية، فكيف لجاهل بالماركسية أن يدحضها دون أن يعرض ذاته الثقافية لسخرية لا لزوم لها وكان عليه أن يتفاداها. ألا تعلم، أخي هاشم، بأن فلسفة ماركس تقوم أساساً على التجديد والإبداع فتؤكد أن الكون بكل أشيائه يتجدد في كل لحظة حتى أنه لا يعود هو نفسه بذات اللحظة، فأي تجديد أعمق وأوسع من هذا التجديد ؟! العلاقة الديالكتيكية بين الفكر من جهة والواقع المتجدد في كل لحظة من جهة أخرى، العلاقة التي أكدها ماركس، تشترط شرط الإبداع شرطاً لازماً وليس محتملاً كما تشي أقوالك.

علي أن أقول لك القول الفصل في مسألة البيروقراطية، وهي أن البيروقراطية والرتابة والجمود لم تكن في عهد ستالين عشر معشار ما كانت عليه في عهد الإقطاع الأوروبي ومع ذلك لم ينهر النظام الإقطاعي بأسبابها. من طبائع الأمور ألا تسمح الطبقة الحاكمة أن تفلت السلطة من بين أيديها ليتناولها أعداؤها بسبب البيروقراطية والجمود فذلك أدعى لأن تجدد الطبقة الحاكمة نظامها وتبث فيه حياة جديدة. قراءة ماركس للتاريخ تقول غير ما تقولون، تقول أن الأنظمة الاجتماعية لا تنهار إلا بفعل الصراع الطبقي. لعلك، أخي هاشم، لا تعلم أنك وأيتام خروشتشوف إنما تنكرون علة الصراع الطبقي في انهيار المعسكر الإشتراكي تحقيقاً لهدف واحد وحيد وهو الدفاع المستميت عن طبقة البورجوازية الوضيعة وحماية تقسيم العمل الخاص بها ؛ هذه الطبقة التي ليست على استعداد لأن تعبد الله فقط بل لأن تعبد الشيطان أيضاً من أجل الخلاص من الاشتراكية التي أولى أولوياتها سحق البورجوازية الوضيعة مرة واحدة وإلى الأبد.

ثم، أخي هاشم، ما عساك تقول لو أن ماركس أطل برأسه من قبره في هايغيت في لندن ليصرخ بك.. " يا هاشم يا خالدي لا علاقة لي بمشروع لينين ـ ستالين في روسيا ! " وهذا ما قال به الشيوعي سابقاً والأمين العام الحالي لحزب التجمع الوحدوي في مصر، الدكتور رفعت السعيد. ما عساك تجيب ؟ بالطبع ستتخلى عن مسألة أسباب انهيار المعسكر الإشتراكي ولن تجد ما تجيب به سوى.. " انهار المعسكر الإشتراكي أم لم ينهر لكنك يا ماركس لم تؤمن بالوحي ولا بالفضائل والأخلاق الرفيعة ! ". لكن يا هاشم ما قيمة الوحي والفضائل والأخلاق في التطور الإجتماعي حين تغيب أسس الماركسية ولا يتم وضع اليد على ميكانزم التطور الإجتماعي ؟ هل تقدمت أوروبا قبل أن تمنع الاستيحاء المسيحي ؟ وهل تقدم العالم الإسلامي وهو يشجع الاستيحاء الإسلامي ؟ صحيح أن ماركس لا يؤمن بإلهك الذي لم يكتشفه الإنسان إلا قبل ثلاثة آلاف عام فقط من عمر الإنسانية الممتد لخمسة ملايين عام، إلهك الذي ينكره اليوم كل عالم متفوق في علمه مثل انشتاين وهوكنغ وغيرهما، لكن عليك أن تعلم أن ماركس ضحى بحياته وحياة عائلته لأجل اكتشاف الشيوعية، عالم الإنسانية الكاملة والمثل العليا التي لم يعهد مثلها الإنسان على الأرض، ضحى بحياته وحياة عائلته من أجل تحرير البروليتاريا التي تخلق كل أسباب الحياة البشرية. كل المثل العليا تطاطئ رأسها خجلاً أمام ماركس الإنسان الذي تتفاخر به الإنسانية والرجل الذي تتفاخر به الرجولة كما رثته ابنته إليانور في العام 1884.

قراءة السيد هاشم لقول ماركس أنه.. " بإمكاننا تمييز البشر عن الحيوانات بالوعي أو الدين أو بكل ما نشاء. غير أن المسألة تتمثل في أن البشر يشرعون في التميّز عن الحيوانات بمجرد البدء في إنتاج ظروف عيشهم، وهذه الانطلاقة هي النتيجة نفسها لتركيبهم العضوي. وبإنتاجهم لظروف عيشهم يحققون بصورة غير مباشرة حياتهم المادية ذاتها "، قراءته لم تكن صحيحة إذ لم يدرك هاشم مغزى القول. قصد ماركس أن للإنسان ميّزات كثيرة عن الحيوانات يمكن الحديث عن كل ميزة منها بإسهاب لكن ميزة إنتاج الحياة بدءاً بأسبابها هي الميّزة السابقة لكل الميّزات الأخرى بل هي الميّزة الأصل لكل الميزات الأخرى وعليه فإنها تحمل في ثناياها سر تأنسن الإنسان، سر تطوره في شتى الحقول بما في ذلك الثقافة العامة ومنها الدين وما يوحَى والأخلاق الفاضلة وغير الفاضلة. السيد الخالدي يريد من ماركس ألا يلقي بالاً لميزة الإنسان الأولى التي هي الرحم الذي تخلقت فيه كل ميزات الإنسان الأخرى ليتحدث كل الحديث عن الميزات الأخرى وخاصة الوحي والأخلاق !! ـ بإمكانك يا خالدي أن تذهب إلى أقرب مسجد أو كنيسة لتسمع كل الحديث عن الوحي والأخلاق من كاهن يتقوّت من دماء العمال والفلاحين، لكن ليس من باحث في علم الإجتماع، في علم الإقتصاد، في علم السياسة وفي علم التاريخ مثل ماركس.

ماركس يقول أن كل ميزات الإنسان نابعة من عملية الإنتاج وعناصرها المختلفة، والخالدي يعاكس ماركس فيدعي أن التجديد والقيم والمثل العليا والدين هي من طبيعة الإنسان وهو ما يعني أن مثل هذه الثقافة هي من غرائز الإنسان وسابقة على الإنتاج. لا أدري كيف يجروء الخالدي على القول بهذا، على القول بأن الثقافة هي من غرائز الإنسان! علماء تاريخ الإنسان (anthropologists) يؤكدون أن عمر الإنسان على الأرض يمتد إلى الخلف خمسة ملايين من السنين عاش أكثر من نصفها كحيوان بدون وعي على الإطلاق وبدون قيم عالية أو خفيضة على الإطلاق وبدون أي دين سماوياً كان أم أرضياً على الإطلاق. لئن عجز علماء تاريخ الإنسان عن إقناع السيد هاشم الخالدي بخطأ معتقده، فكيف لي أن أفلح أنا ؟ لعله ينصحني في ذلك.

فـؤاد النمري
www.geocities.com/fuadnimri01

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اوهام الماركسين اكثر
منى -

هل من الممكن ان يوجد انسان اليوم تكون له القدرة على الدفاع عن الماركسية والاشتراكية وبغض النظر فيما اذا يؤمن ماركس بوجود الله او عدمه فان العقل البشري مهما بلغ من كمال لا يكون كشفه بقدر الكشف الله للحقائق وهناك الكثير من دحض الافكار الماركسية والراسمالية نظريا وكذلك سقطت عمليا في الواقع وفي المستقبل القريب سوف تنتهي حتى الراسمالية لان كل التحديات من قبل الانسان لله تعالى مهما تمرد الانسان لا بد ان ياتي اليوم التي يقف الله بوجه كل تمرد بشري ان الله هو خالق هذا الكون فمن حقه هو فقط ان يتصرف بهذا الكون ولا قيمة لكل من يدافع عن الماركسية والرسمالية يقول المثل صورة واحدة خير من الف كتاب يقرأ

فضها سيرة رفيق
عبد البا سط البيك -

حتى لو قرأنا ماركس آناء الليل و أطراف النهار , فإننا لن نستطيع القبول بالماركسية حيث أن إنجازاتها التي تمثل أمام أعيننا تجعل معظم البشر رافضين لها و و غير قابلين لإعادة تجربتها ثانية.لتبقى الماركسية حبيسة الكتب على الرفوف , يقرأ معالمها أصحاب الترف الفكري و الأحلام الوردية .لا نريد ان ندخل في حوار حول الأخلاق و القيم عند الماركسيين لأننا لن نتوصل الى نتائج مشتركة . كيف نقنع الكافر بالإسلام بحرمانيه لحم الخنزير و المشروبات الكحولية إذا كان أصلا لا يمكن بوجود و ألوهية من أمر بحرمانيتها..؟ الإنسان بحث بعقله البسيط عن خالقه و إلاهه و تجلت صورته لكل حسب ما لديه من وسائل , و منهم من عبد الأفلاك و الشمس و القمر , و منهم من رأى بتعدد الإلهات الى أن جاء عصر توحيد الإله مع نزول الأنبياء و المرسلين . ماركس رأى أن إلاهه هو هواه ..و هكذا بنى نظريته المادية و سلخها عن القيم و الأخلاق وصار عنده الإنسان و الحيوان في كفة واحدة ...قدره مربوط بإشباع رغباته البهائمية دون قيود أو رادع قانوني و لا قيم أخلاقية . الرفيق النمري أشار في مقاله السابق للمنشور أعلاه عن غياب السلطة و القانون و المؤسسات في النظام الشيوعي ..و للسادة القراء أن يتصوروا مجتمعا يعيش على هذه الصورة .نكرر القول بأن للرفيق النمري الحق أن يحبس نفسه بين الكتب الماركسية المقدسة و أن يحفظ عن ظهر قلب أقوال أنبياء الشيطان ماركس و لينين و من سار على طريقهما . باب الضلال و الظلام مفتوح أمام كل من يريد أن يدخل مثل باب الهدى و الهداية. و لن نصل الى نتيجة في أي حوار مع الرفيق النمري لعدم وجود اساس متفق عليه منذ البداية ليشكل إطارا للحوار , و نحن أهل النظرية الجدلية و المادية لن نلتق لعدم وجود أي روابط فكرية يمكن أن تكون منطلق النقاش . التجربة أثبتت فشل النظام الشيوعي جملة و تفصيلا و لا أحد يهتم بإعادة التجربة مرة أخرى . و فضها سيرة يا رفيق

استحالة التطبيق
رعد الحافظ -

النظرية الماركسية شيء والتطبيق العملي لها شيء اخر بعيد كثيرا عنها..فما خلفته النظرية في السعي للوصول الى الاشتراكية من دكتاتورية ستالين مرورا بماوسي تونغ وفيدل كاسترو الى انتهاء وتفسخ الاتحاد السوفيتي لاتترك الاثر الطيب في النفوس..ناهيك عن صدود النفس البشرية بصورة عامة من قضية انكار الخالق والدين واقصد الالحاد..ثم ان التجارب الشيوعية واحزابها في المنطقة العربية كانت اكثر من فاشلة ولم تجر الا التطبيل والتهريج واحيانا الدمار والقتل كما في حالة العراق..انا اظن ان البشر عموما غير مستعد لتطبيق الاشتراكية كما نصت عليها النظرية الماركسية لان الفوارق والتميز بين البشر موجودة ولا مناص من الاعتراف بذلك !!مع احترامي للتجربة الصينية خصوصا في مشهد اولمبياد بكين..

حتميه المصير
التقدمى -

ان خروج الحماهير المطحونه للمطابه بحقوقها وارساء قواعد حكم العمال والفلاحيين والبرجوزيه الوطنيه ضرره حتميه وهى مسئوليه الكوادر الوطنيه ورفقاء النضال فى العالم. علينا ان نستفيد من وجود قاعده عريضه من القوى المطحونه والمهمشه والمستغله لترسيخ نظام عالمى جديد يوحد الاشقاء المناضلين والكموراد ويبنى اقتصاد يعتمد على القدره الخلاقه لقوى الشعب بجميع طوائفه. علينا ان نخلق الفرص المتكافئه ليتبواء الكادحين بمراكز السلطه ويعيدوا توزيع الثروه بين البروليتاريا وجعل مراكز الانتاج فى ايدى المعدمين وفتح الجامعات للكوادر الثوريه حتى تعيد بلوره الثقافه القوميه لصالح قوى الشعب وتعيد ترسيم دور قوى الجيش والبوليس لحمايه المكاسب الثوريه و الدفاع ضد الامبرياليه والعولمه واستغلال الشركات المتعدده الجنسيات.

الى رعد الحافظ
الاماراتى -

وهل تعتقد ان الصين دوله شيوعيه؟ الصين دوله عبوديه استغل فيها الشعب وتم تسخيره لخدمه اصحاب رأس المال. الطبقه الحاكمه فى الصين استعبدت شعبها انه مثيل اخر للعبوديه فى الولايات المتحده من قرنيين.

لم يرحموا الشعب يوما
الکردستانية -

کل نظريات کارل مارکس الاقتصادية وحق الشعوب في ان يخدم بعدالة واشتراکية بشرط ان يکون الرأسمال بيد الدولة صارت احلام اليقظة من حيث انه يتبوأ ثلة من المحسوبين علی کل اوهام مارکس العرش حتی تبدأ تتطاير تلك الاوهام هباءا منثورا اما الشعب الذي وبه اتکل عليه ليصل فوق الذری فيبقی اسيرا مکبلا نسي ذاته لأنه وبقدرة قادر بسبب مطالبته في حق الحياة الکريمة التي کان مبدئه فهي البداية تحول الی عدو لذا وجب عليه ازاحته او انکاره بحجة انه يشكل خطرا علی امنه الوطني والقومي. اما فکرة الرأسمالية فأنها تؤدي بالنهاية الی حالة التناسب العکسي ما بين الغنی والفقر فتبقی دور الشعوب وأکيد هو الضحية دائما حيث کل مظاهر الامراض الاجتماعية ويتولی الدور الآخر بضع افراد البقية الباقية. الرأسمالية والاشتراکية لم يأتيا بشیء لصالح الشعوب المستغلة بسبب فساد وجشع فئة معينة علی حساب اکثرية مسحوقة واقعة تحت رحمة الزمن المغدور. الفساد کالسوس هو مرض کل المجتمعات الغنية والفقيرة وسببه الجشع الذي لا نهاية له الا بنهاية الانسان وهنا الکارثة الحقيقية.أولا الديمقراطية (سلطة الشعب) وثانيا تطبيق القانون(الحکومة الغير فاسدة) بحذافيره هما الدواء لکل مصائب الشعوب المحبطة.

الدفاع عن الشيطان
ابو العز -

استغرب كيف يدافع السيد النمري عن بضاعة كاسدة تم رميها في كتب التاريخ . ان الشيوعية كما تقول بقيت تدافع عن طبقة البروليتاريا اين هي طبقة البروليتاريا الان في ظل تكنولوجيا المعلومات في عصر تكنولوجيا المعلومات. هل يريد النمري اعادة حركة التاريخ الى الوراء ان من يدافع عن الشيوعية الان كمن يدافع عن الشيطان

واحسرتاه
نوفه -

واحسرتاه على العقل العربي !!!!!!!!!

وضحي يا نوفه ..
عبد الباسط البيك -

يا ريت يا نوفه تتواضعي و توضحي تعليقك الغامض حتى ننتفع من عقلك و علمك ...فقد يوجد بالنهر ما لا يوجد بالبحر .. غموضك مثل غموص الماركسية لن ينفع أحدا ...