ابن يحيى ولميس وأب الهزائم العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نحن العرب أذ ننهي شهر أب " اللهاب " فان سوط الصيف والحرارة يحيط بنا ويستنزف الكثير من طاقاتنا و ايضا الكثير من أمزجتنا، خاصة اذا امتزج بانقطاع وضعف التيار الكهربائي في الكثير من البلاد العربية. و في بلدي العراق العظيم بكل شيء حتى بمصائبه هذا الشهر يعني الكثير.
وهذا الكثير هو من نوع العام الخاص بذات الوقت، أذ يمتد من أحشاء العراق ليصل الى كل امةالعرب التي تتحمل جزء كبير من هذه المأسي العراقية. ففي هذا الشهر من عام 1988 أنتهت الحربالدموية التخريبية بين العراق وايران، واراد العرب ان يكون العراق بوابتهم الشرقية ودفعوا لاجل ذلكالكثير من الدعم المادي والاعلامي والعسكري، وفي المقابل اصرت ايران الاسلامية الجديدة على تدميرهذه البوابة وتلقين العرب درسآ " تاريخيآ ". فخسرت ايران الحرب وخسرت معها الكثير من شعبيةثورتها الاسلامية الجديدة وايضا الكثير من اقتصادها، وفي المقابل خسر العرب خسارة لاتقل فداحة من خلال استنزاف العراق وهدر دماء وارواح وأمال وطموحات جيل كامل من أبنائه. فكانت هزيمة بكل معنىوتعريف لمفردة الهزيمة الاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية فقد تحول المجتمع العراقي الى مجتمعيتكون من ملايين الارامل ومثلهم من الايتام وعشرات الالوف من المفقودين والمعوقين وخرج العراق من الحرب وهو مدين بعشرات المليارات الى العرب أنفسهم قبل غيرهم من الدول الاخرى بعد ان دخل الحرب عام 1980 وهو يملك فائض نقدي يصل الى 35 مليار دولار ناهيك عن احتياطات الذهب الكبيرة. فكانت هزيمة عراقية عربية بكل المقايس ( ولست معني مسبقا بوقع هذه الحرب وخسائرها على ايران ). ولم يكديمضي اكثر من عامين وبنفس الشهر قام نفس هذا النظام وليس غيره بخطوة وسابقة غاية في الخطورةمن خلال غزو الكويت والذي أدى الى جروح عميقة وكبيرة وايضا الى انشقاق العرب بين مؤيد ومعارضلهذا الغزو في حالة أنقسام علني ونادر حتى ذلك التاريخ من شهر اب 1990، ولااعرف كيف أدى ذلكالى شعور ذلك النظام التخريبي بالانتصار في ام المعارك تلك التي أطلق عليها الشيخ زايد حينها ام الخسائر، ولاايضا كيف شعر بعض العرب بالانتصار " التاريخي " من خلال تدمير العراق !! نتائج كارثية أحاطت بهذه الامة المغلوبة على أمرها أوصلتنا فيما بعد الى ام الحواسم تلك التي أدت ( بقائدها الضرورة القومجي ) ان يحتمي بحفرة حقيرة بعد ان سلم كل العراق الى القوات الاجنبية.
لحد هذه اللحظة لااعرف لماذا العرب مازالوا يمسكون " بياخة " شهر حزيران وهزيمتهم الشنيعة امامقوات الصهاينة ويعيدون كل عام هذه الذكرى بكثير من الاغاني والوعيد والتهديد والتحريض على النصروالتحرير الرسمي الذي لم يحدث ولن يحدث حتى في احلامنا!! اعتقد ان شهر أب هو البديل الحقيقي والوريث الشرعي لسلسة عظيمة من التخبطات والهزائم العربية التي تمثلت بصورة العراق والنتائج الكارثيه لنظام الصنم الساقط هذا النظام الذي دعمه واحتضنه أغلب النظام العربي الرسمي والشعبي.
اليوم وفي عامنا هذا ونحن ندخل في أب عام 2008، فان حرارة هذا الشهر تزيد من خلال اولا ان العراق بلد الستين مليون نخلة اصبح يستورد التمر من ايران ومن الامارات العربية وايضا الطماطة والخيار والبرتقال من سوريا وتركيا، فاي هزيمة اكبر من هذه الهزيمة حين يتحول بلد السواد وبلد الرافدين العظمين مستوردحتى الى البصل !! هل هذا مايريده بعض العرب ودول الاقليم وبعض القوى الدولية !؟ لقد تحقق ذلكبالفعل وبالقول وهذا يؤكد هزيمة العرب قبل غيرهم من خلال ذبح العراق الذي تم سابقا من خلال دعم النظام الطائفي الصنمي الساقط واكتملت فصوله من خلال تصدير بهائم التفخيخ العربي الى شوارع ومدن واسواق العراق. وايضا من خلال محاربة تجربته الدستورية والديمقراطية الجديدة.
ومن مفارقاتنا المزمنة والمضحكة ولاننا من الامم الحية التي تستفيد من تجاربها وتجارب الامم الاخرى، فاننا دخلنا " أب " 2008 ونحن نلحق الليل بالنهار والساعات بالثواني والايام بالاسابيع والاشهر بالسنوات ونعض الشفاه ونربط احزمة العزم وندعوا الخالق جل جلاله ان يعرف يحيى بطل مسلسل سنوات الضياع ان الجنين في بطن لميس هو أبنه " الشرعي جدا " وحمدنا الله كثيرا ان دعائنا قد تحقق وان جهودنا لم تضيع هباء !! ولاننا امة حية فان النقاشات حول يحيى ولميس دخلت الى الديوانيات واحتلت ابرز الصحف والاذاعات وشاشات التلفاز بل وحشرنا ابن لميس " الشرعي جدا " حتى في فتاوانا الشرعية والدينية.!!
ولاننا ايضا امة حية وكريمة ومتعاطفة ومتفهمة فان عيننا الاخرى كانت على مشاكل نور ومهند في المسلسل التركي الاخر، وقد وفقنا في ذلك ايضا بفضل التخطيط الجيد وحسن العمل. وكان نجاح باهر يضاف الى نجاحات العروبة في اولمبياد بكين التي اكتسحناه شر اكتساح !! وايضا في دورنا البارز في معارك روسيا وجورجيا ودورنا الابرز في استقالة مشرف من حكم باكستان وفي انقلاب عساكر مورتانيا وتفجيرات الجزائر ومشاكل دارفور وحرب طرابلس في لبنان وأزمات الدواء والتعليم والغذاء والحياة والديمقراطية وأزمة الانسان العربي الذي ذبحناه بايدينا شر ذبحه ميتآ كان او حيآ وبقينا أمة على الهامش وصل الامر ببعض الاوباش حتى التشكيك بوجودها من الأصل او حتى بوجود النخيل والتمر فيها!!. فالاهم من ذلك كله مستقبل ابن يحيى ولميس في ملحمة سنوات الضياع العربي.
محمد الوادي
al-wadi@hotmail.com
التعليقات
تحية
اياد ابوعبدالله -الى الكاتب فقد بينت للعرب ونصحت لهم لكن لا حيات لمن تنادي ففي سابق الامم وحتى عرب الجاهلية كانوا يعترفون بهزائمهم وبعضهم استفادوا من ذلك الاعتراف وترجم ذلك ببعض الانتصارات فدعهم في وهمهم فقد اوصلهم هذا الى جعلهم شرارهم خيارهم وجعلوا خيارهم شرارهم فعلى الله العوض
عين الحقيقة
محمود شاكر السامرائي -مقال رائع وكل ماقلته يصدق على نظام صدام الدموي ومؤازة النظام العربي له في حربه مع ايران ونفخه وتضخيمه حتى طار صوابه وتمكن منه الغرور السلطوي حتى اتى العراق التهلكة وسلمه هو وربعو وجريته العوجة واعضاء قيادته وحزبه وحرسه الخاص والجمهوري ، سلمه لقمة سائغة للمحتل واعوانه واذنابه ولم يذهب الطاغية الى قبره قبل ان يطمئن من ازهاق ارواح اكثر من مليون عراقي وليكمل المحتل المهمة .
ضيعوا حتى انفسهم
سامي الجابري -ليس بجديد يااخ محمد, هذه الامه اضاعة الطريق من يوم السقيفه فهل تريد لها بعد ذلك ان تستعيد وعيها وتتمكن من هزيمة نفسها لكي تلحق بركب الامم الاخرى.اليس برغيب ان ترى كثير من ابنائها لازالوا يوالون طغاتها رغم كل الاسى الذي عانوه ويعانوه, هل تقراء مايكتب في صحافتهم لازالو يطلقون على صدام لقب الشهيد, هل يعقل ان ترتجي من هؤلاء بعد ذلك خير؟.
لقد اسقطنا المجرم
العراقي الوفي -نبقى شوكه في عيون الظالمين وان حراراة حب الحسين في قلوبنا ويبقى العراقي رافضا للظلم والاضطهاد اذا كان من ابن العوجه او من الامريكان العراقي فخر العرب ولكن البعثي ارذل العراقين واجبنهم
لميس ونور
دهوكي -تركيا تعلم بمزاج وهوايات ومشاعر ابناء وبنات المنطقة لذا نجحت بامرار المسلسلتين اللاأخلاقيتين (نور ولميس)في عقولنا فساهمت الى حد كبير لآهباط اولادنا وبناتنا للدرجات الاخلاقية السفلى وذلك بتعليمنا اصول الحب المتقلب والمزدوج والاباحية في المشرب والملبس والعادات والاقوال ....الخ فلا بارك بالمسلسلتين ولا بارك بمروجيه ومنتجيه.
فعلا خسرنا الكثير
imadziadeh -لا تتصور ايها الاب وايتها الام تأثير تلك المسلسات على ابناءنا وبناتنا نحن اب وام ربما لا نتأثر ولكن هؤلاء اكبادنا اضعناهم وفتحنا اعينهم على الحب والعلاقات المحرمة الذنب ليس ذنبنا وحدنا بل يشترك معنا اساسا الفضائيات او الاباحيات التي لا رادع لها حسبنا الله ونعم الوكيل والله لو عندي مقدرة لدمرت قمر عرب سات والنايل سات علشان نرجع للاذاعات المحلية والراديو والنوم باكرا والاستيقاظ على صلاة الفجر ليعود الخير الينا ( يخربون بيوتهم بايديهم ) صدق الله العظيم
ماهو الحل
محمد علي -كتبت فأبدعت فأصبت اخي محمدنقرأ كثيرا عن همومنا ومشاكلنا وتخبطاتنا ووووولكن ما هو الحل هل فكرت يوما بالحلهل ننتظر الى عام 2222 ربما قد يأتي شخص ويقول انا سأتولى التغييرام ننتظر وحدة الدول العربية تحت مسمى والولايات المتحدة العربية لكي نتطور ونقود العالملا اعرف الحل السحري ولكن اذا اصلح كل منا نفسه فسوف يصلح عالمنا الخارجيواترك طريقة اصلاح النفس لكل شخص بما يراه مناسب لنفسه
نحن
K -ليس دفاعا عن المسلسل لكن العرب كانوا هكذا منذ سالف العصر والاوان ولا دخل ليحيى او غيره بفشلنا كما ان وجود هذه الاعمال لا يعني بالضرورة الغاء القيم - اظن ان مشكلتنا الاساسية هي اننا لا نفهم ذلك - انا شاهدت المسلسل وكنت اقوم بأعمالي اليومية واصلي واذهب للعمل الخ ولم اتأثر سلبيا به بل بالعكس كانت هناك اشياء ايجابية فيه ولكننا دائما نرى الجزء الفارغ من الكأس ونجد دائما من نضع اللوم عليه بدلا من الاعتراف بأن العيب فينا ومحاولة ايجاد الحلول.