أصداء

كي لاتنتكس مسيرة بناء الدولة العراقية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


لاشك أن ما يجمعنا نحن العراقيين اكثر وأهم مما يفرقنا، رغم كل التناقضات التي برزت الى السطح في الآونة الاخيرة، ووفقاَ لهذا نحن جميعاَ مكلفون بالتركيز على القضايا التي تجمعنا ويجب أن يكون العمل على جعل دائرة التفاهمات والتوافقات اوسع بحيث تشمل القضايا العقدية الموجودة في الدستور.


الرؤية الصحيحة والمثمرة لحل القضايا العالقة بين المكونات العراقية خاصة بين اقليم كردستان والحكومة الفدرالية في بغداد ومع الكيانات السياسية العراقية يجب أن تتوفر فيها احقاق الحق وازالة الترسبات التي خلفها الماضي الذي يمتد الى بدايات القرن المنصرم، و في هذا السياق بالذات نحن بحاجة الى الاعتراف بالاخطاء التي ارتكبتها السياسة البريطانية اثناء تأسيس الدولة العراقية والسياسات الخاطئة للحكومات العراقية المتتالية منذ ذلك الحين ومن ثم تصحيح المسار، جاءت التوافقات التي اتفقت عليها قوى المعارضة قبل سقوط النظام، و تلك التي جاءت بعيد سقوط النظام واثناء صياغة قانون ادارة الدولة العراقية وصياغة الدستور الدائم فيما بعد بمثابة الاعتراف بالاخطاء والاذعان لمتطلبات التصحيح. وأن الوضع العراقي لحين استقرار الاوضاع الدستورية والسياسية فيه بحاجة الى الاستمرار على النهج التصحيحي الذي لابد منه للوصول الى الدولة التي سوف تتمتع بمقومات البقاء والازدهار ولعب دورها باتجاه الداخل اولا وباتجاه الخارج ثانياَ.


ففي هذا المنطلق أن مسيرة التصحيح يجب أن تكون مسيرة مستمرة، ولن يتحقق هذا الا اذا جاء من قناعة راسخة بأن المسيرة التصحيحية لبناء الدولة ضرورة مطلقة، خاصة من جانب المكون المتفوق عدديا عرقيا كان او مذهبيا.


وان العمل على عدم انتكاسة المسيرة التصحيحية للدولة العراقية يعتبر الالتزام بالمبادئ الصحيحة للتوافق الذي لابد منه لتحقيق ما خططنا له في السابق وثقناه في الدستور وصوتنا عليه في الاستفتاء على الدستور.


ربما هناك اخطاء لدى الجميع في هذه المسيرة، ولكن دائماَ هناك مخرج او مخارج لتصحيح الاخطاء إن لم تكن اخطاء مقصودة بنية الانقضاض على ما تم انجازه من المكتسبات التي ترسخ بنيان الدولة العراقية التي نحن بصدد بنائها كدولة تاريخية لجميع مكوناتها وتمنح الامان في الحاضر والمستقبل للجميع. وألا تكون تلك الاخطاء بنية التراجع عن التوافقات الاساسية التي اصبحت حالة ونموذجاَ لبناء مستقبل الدول المماثلة للعراق ايضاَ. وألاّ تكون تلك الاخطاء ناجمة عن نية العودة الى الماضي وان كانت بواجهات ومسميات جديدة.


وفي حالة العراق الذي كان دولة هشة بسبب كونه دولة تضطهد المكونات الصغيرة عددياَ او المهمشة سياسياَ ودستورياَ وتترك العنان لاضطهاد الدولة لتلك المكونات كما شاهدناه طيلة اكثر من ثمانين سنة، يجب أن تكون مطالبات المكونات التي اضطهدت وحرمت مكوناَ وافراداَ قسرياَ، من الشعور بالانتماء الى الدولة لكي يضمن هذا الانتماء للدولة الانتماء للوطن، وهذه الفكرة مبنية على خصوصية العراق التى يجب أن يكون الانتماء الى الدولة عاملا اساسياَ من خلق الشعور بالانتماء الى الوطن.


نحن نأسف على وجود هذه الحالة في العراق و لكن يجب ان نتعاطى مع الوقائع التاريخية التي اثرت على المفاهيم ايضاَ، كما يجب ان نبحث عن عوامل القوة في بناء الدولة، وان احد اهم عوامل القوة في مرحلة استكمال بناء الدولة العراقية الجديدة هي ان تتعاطى المكونات التي كانت الدولة العراقية سابقاَ دولتها من جميع النواحي، مع المطالبات الكردستانية التي يعتبرها البعض مطالبات او استحقاقات غير واقعية تعاطياَ ايجابياَ، لأن تارخ الماضي وقراءات الكرد في الوقت الحاضر لمحاولات البعض في الداخل والخارج تبرر مخاوفهم على دولة العراق ومستقبلهم في الوقت نفسه، وهذه الحالة تنطبق على التركمان وإن كان بمستوى اقل، فيجب أن يتفهم الكرد مخاوف التركمان ايضاَ.


وفي الختام يجب أن يبتعد الجميع من اثارة مشاكل وممارسات تشم منها رائحة المؤامرة، خاصة ان الكرد ضحية المؤامرات منذ معاهدة لوزان والى يومنا هذا، ويجب ان نعترف نحن الكرد بأن درجة حساسيتنا من المؤامرات عالية جداَ حيث إن اي اجتماع لمسؤول عراقي غير كردي ما مع مسؤول مماثل في دولة جارة تثير القلق في الشارع الكردستاني ويصرخون بوجه القيادة الكردستانية ويقولون ها هي رائحة المؤامرة قد تفوح، وإن كان القادة الكرد يتفهمون الأمر بشكل مغاير تماماَ للشارع، وهناك مثل كردي كثير التداول يقول: إن الذي لدغته الحية يخاف من صوت الحبل.

آزاد جندياني

*قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عدم تكرار الاخطاء
نوزاد عارف -

ان نجاح الدولة العراقية الجديدة يعتمد على ترسيخ قيم العيش المشترك والاعتراف بالاخر وحقوقه وعدم التهميش والاقصاء والتوافق في القرارات السياسية، ان اخطاء الثمانين سنة الماضية مند ان احتل الانجليز العراق وسلموا السلطة فيه لابناء ثلاثة محافظات غربية وما صحبها من مقابر جماعية وغازات كيمياوية وانكار حقوق 80 بالمائة من الشعوب العراقية ومحاولات تعريب الكرد والتركمان والمسيحين ، هي تجارب ماساوية افرزت الاحتلال والحرب الطائفية ، للنجاح يجب تجاوز هده الاخطاء وعدم تكرارها ،وبخلافه سيكون التقسيم هو الحل الوحيد للحفاظ على حقوق وحياة البقية الباقية من اهل العراق المنكوبين.

كونوا واقعيين
عبد الرزاق رضا جعفر -

الاخ نوزاد هل فعلا ان ثلاث محافظات كانت تحكم العراق بالله عليكم كونوا منصفين عندما تطرحون اي موضوع , في الدوله العراقيه كان الشيعه والسنه والكورد والتركمان والمسيحيين مشتركين اما ما تتحدث عنه المقابر الجماعيه فهي اصبحت ترنيمة تشابه ترنيمة الحصار الجائر

كونوا عمليين أيظا
مستغرب جدا!! -

الأكراد العراقيين لا يتجاوز عددهم الأربع ملايين (عدا الذين أستوردتهم الأحزاب الكردية بعد الغزو) وحوالي نصفهم في بغداد و المدن الكبرى خارج كردستان العراق. أخذوا أكثر من حقهم و مما يستحقون و لا يزالون يولولون لسبب أو بدون سبب. و كل كردي عراقي شريف هو شريك في الوطن حاله حال أي عراقي مهما كان دينه و مذهبه. سبب المشاكل هو وجود السياسيين العنصريين الأكراد الذين ورطوا الشعب الكردي في كل مغامراتهم المجنونة وتأجير بنادقهم لمن يدفع . لا أتصور الأحزاب الكردية تمثل الأكراد الحقيقيين الطيبين وبطمع هؤلاء وعماهم السياسي سيدخلون العراق بدوامات لا قبل بهم عليها.

الحقيقه مره
فرات -

نعم كما قال الاخ نوزاد عارف ان نجاح الدوله العراقيه الجديده يعتمد على ترسيخ قيم العيش المشترك ولاعتراف بالاخر وحقوقه وعدم التهميش والاقصاء والتوافق في القرارات السياسيه ومن منطلق هذا المفهوم الرائع والوطني يجب ان تكون كل محافظات العراق عراقيه قبل كل شيء وخاصه كركوك ولنترك الطائفيه المقيته والقوميه الفاشستيه ولنجعل العراق لكل العراقيين

الشارع الکوردي
الکوردستانية -

ان الحق والحقائق بيدنا ولا يمکن تحريف اي ارشيف او دليل تأريخي سنحول قضية کرکوك الی الامم المتحدة فيما لو اراد اي طرف التآمر علينا ،فقد انتهی زمن الخوف في زمن الشفافية وما لم يسترجع بالتفاهم سنرجعه عن طريق المحاکم الدولية. الشارع الکوردي لم يعد يتحمل المزيد من المماطلة والاساءات ويا دار ما دخلك شر.

مشاركة الشعب
محمد الشيخ -

شيئ جيد ان يخاطب الساسة الكرد القراء العرب كي يواجهوا حملة التشويه التي ما فتا يتعرض لها الاكراد في الفترة الاخيرة وخاصة بعد مسالة كركوك. ويبدوا ان المسالة لن تتوقف عند هذا الحد بل ان الساحة السياسية في بغداد ايضا حبلى بالنشاطات والمواجهات السياسية، ليس فقط بين الفرقاء السياسين الذين كانوا لغاية الامس القريب يتواجهون ليس بافواه البنادق فقط، بل ان المواجهة السياسية متركزة الان صوب الكرد. فالعواصف السياسية لن تتوالى تتقاذف الساسة الكرد ويبدوا انها تستمر لحين اخر. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ، هو الى اي مدى الساسة الكرد مستعدون لواجهة تلكم الاعاصير. وهل الحرص على بناء الدولة العراقية واستمرارها هو الضمان الوحيد لادامة العيش المشترك بين مكونات المجمتع العراقي؟ يبدوا ان الحال ليست كذلك لدى الاطراف الاخرى وانهم لا يفكرون مثلما يفكر الكرد. ربما يكون اسلوب الساسة الكرد في تعاملهم مع بغداد في السنوات القليلة الماضية احد اسباب الانتكاسة في العلاقة مع بغداد. هذا اضافة الى العقلية الشوفينية لدى كثير من الساسة في بغداد والذين يحاولون بكل جهدهم، ليس فقط اعادة عقارب الساعة للكرد الى الوراء، بل يحاولون اعادة عقارب الساعة الى الوراء باالنسبة لكل التجربة السياسية في العراق. فاضافة الى حرص الساسة الكرد على بنا ء الدولة العراقية، على الساسة الكرد ان ينتبهوا الى بناء البيت الكردي من الداخل ايضا. فمتانة البيت الداخلي هي اكبر ضمانة للوقوف بوجه الاعاصير من اينما اتت. وياليت ان ستيتم مشاركة الشعب في القرار والجهد السياسي في كردستان وياليت ان ينزل الساسة الكرد قليلا من برجهم العاجي ويدخلوا بين صفوفهم ويسمعوا الى شكاواهم وهمومهم. عندها يحسب الاخرون اكثر من حساب عندما يريدون ان ينتقصوا من الحق الكردي.محمد الشيخ

نوري الدکتاتورالجديد
محمد حسن -

لقد تخلص العراقيون من الدکتاتور صدام ليقعوا تحت ظل دکتاتور جديد ،هنا اتسائل لماذا تنجب امهات العراق فقط دکتاتوريين؟ بمناسبة ظهور الدکتاتور الجديد نوري المالکي الذي‌ لا يختلف الا قليلا ربما في الشکل عن دکتاتوره الذي سقط في 2003!!