أصداء

عودة من المنفى

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عدت إلى العراق قبل عامين، تاركاً ورائي قرابة خمسة وعشرين عاماً من الهجرة القسرية. تلك العودة إلى ما حسبته ملاذي الآخر أو الأخير، عللتها لنفسي بأن فصلاً من حياتي صار ماضياً ينبغي طيـّه فطويته، وأن فصلاً آخر قد فتح احت

مالاته، على مصراعيها، أمامي فاستجبت إليه. لم أقصد أن أكون مغامراً حين مضيت في رحلة العودة التي لم أتخيلها منذ البداية نزهة في عالم الأحلام، ولم يأخذني إليها حماس رومانتيكي. لقد شعرت فقط أنني مدعو لرحلة نحو المجهول، وفي ذلك يكمن سر انجذابي لها.


حلة العودة وضعتني شيئاً فشيئاً إزاء اختيارات صعبة لم أكن أعي دلالاتها أو أقدر أبعادها، وحررتني من الارتباط بمكان محدد على حساب الزمن الخاص للتجربة الذاتية، وأوقفتني بعيداً عن الأفكار المجردة حول التاريخ العام لأكتشف تنوّع التاريخ المحلي وتعقيده وإلتواءه. ومن يبحث.... يجد!!


بجانب التجربة الفعلية والتاريخ الحي، وضعتني هذه الرحلة وجهاً لوجه أمام موت جارف، وشيك وعبثي. لا اعني هنا بالطبع أفكاراً أو أخيلة أو هواجس تستبق حدث الموت الرهيب، بل حقائق ملموسة يمتزج فيها الموت بالحياة ويتلازمان في كل لحظة. الموت في مدينة كبغداد يسعى إلى الناس مع كل خطوة يخطونها، فيما تتواصل الحياة مذعورة منه أحياناً، ولا مبالية إزاءه في أغلب الأحيان. ما أكثر لافتات الموت السوداء في المدينة؟ كم من الناس واسيت بفقدان أب أو إبن أو أخ أو قريب؟ كم مرة قصدت مجالس التأبين معزياً؟ كم مرة وجدت نفسي عاجزاً عن إظهار تعاطفي مع ذوي الضحايا البريئة المجهولة لي؟ كم بكيت في سري حزناً على مشاهد الدماء المسفوكة في كل مكان؟


بعد هذا الانغمار المكثف في وقائع الموت وأخباره، يسألني البعض أحياناً، ألا تخاف من الموت؟ فأج

حزننا عظيم. خسر العراق اليوم أحد أنبل أبنائه : قتل صناع الموت كامل شياع لا لكونه مثقفا عقلانيا فحسب، مدافعا عن حقوق البسطاء والمسحوقين، نصيرا للمبدعين والفنانين، مدافعا عن الفكر الجاد... بل قتلوه أيضا وقبل كل شيء لكونه نقيا.
لم يخطأ البرابرة باختيارهم الرمز كامل شياع هدفا لجريمتهم، فهو النموذج المعاكس للفساد والظلامية والأمل بعراق آدمي متصالح مع ذاته دون أن يفقد الذاكرة.
قلبنا مع نجله، أهله وذويه، مع أصدقائه الذين أحبوه ووجدوا فيه الشخصية المتفانية حتى الموت خدمة للكلمة الشجاعة والثقافة الإنسانية والفن المبدع.
للتعرف أكثر على شخصية الشهيد المتفانية، نرفق طيا نصا قصيرا كان قد كتبه كامل شياع بعد رجوعه لما وصفه "ملاذه الأخير" العراق، ليعمل ويبدع... واليوم ليسقي بدمه ترابه الذي طالما أحبه.

هشام داود
باريس 23 آب 2008

يب، أنا الوافد أخيراً إلى دوامة العنف المستشري، أعلم أنني قد أكون هدفاً لقتلة لا أعرفهم ولا أظنهم يبغون ثأراً شخصياً مني، وأعلم أنني

أخشى بغريزتي الإنسانية لحظة الموت حين تأتي بالطريقة الشنيعة التي تأتي بها، وأعلم أنني قبل ذلك كله كثير القلق على مصير أخي ومرافقيّ الذين بملازمتهم لي في سكوني وحركتي يجازفون بحياتهم وحياة عوائلهم. رغم ذلك كله، وبمقدار ما يتعلق الأمر بمصيري الشخصي، أجد نفسي مطمئناً عادة لأنني حين وطأت هذا البلد الحزين سلمت نفسي لحكم القدر بقناعة ورضى. وما فعلت ذلك كما يفعل أي انتحاري يسعى إلى حتفه في هذا العالم وثوابه الموعود في العالم الآخر، فالقضية بالنسبة لي تعني الحياة وليس الموت. وهذه الحياة ينبغي ألا تكون بالضرورة آمنة شرط أن تشبع الرغبة في الوجود والفعل والانغمار.


منذ سنوات وأنا أعتقد، ربما بعد قراءة جان بودريار، أن النهاية حاصلة في الحاضر. إنها تلازمنا ف

ي كل لحظة نعيشها. وحين ندرك ذلك، لا يعد هناك ما يستحق الانتظار. غير أن تسليم النفس للنهاية... ليس استسلاماً، إنه بداية السير نحو التخوم أو بينها..... هناك حيث تتقلص المسافات. وعليّ أن أعترف أنني لم أكن غير مكترث بالموت دائماً. فبعد اغتيال بشع لأحد الرفاق في شقته، صرت للمرة الأولى أنام وبجانبي مسدس جاهز للإطلاق. الأسلوب الشنيع لتعذيب ذلك الرفيق والتمثيل الوحشي بجسده، تركني لليال عديدة عرضة لكوابيس مرعبة. أي إرادة تمكنني من إيقاف انثيالات العقل الباطن، والتشبث غير الواعي بالحياة ؟


عندما أتخيل الآن الحدود الدنيا والقصوى لهذه التجربة، أجد نفسي مسكوناً بروح متقشفة... روح بالحد الأدنى تقبل الواقع كما هو، ولا تسند لنفسها سلطة معرفية كبيرة أو تسقط عليه أوهامها أو تجرفها احتمالاته القصوى. هذا كما أعتقد ثمن الاقتراب من التاريخ كمادة حية، كحالة هشة في طور التشكل والاندثار. فلا تجربة حقيقية دون تفاصيل جزئية وملموسة.... دون إزاحة أو تأجيل.


للعودة من المنفى، في حالتي، سبب عاطفي أكيد. إذْ وجدت نفسي في علاقة لا أقوى على استبدالها أو تعويضها. إنها العلاقة مع الوطن كمجموعة من البشر، والتقاليد، الأمكنة.... كفضاء من ضوء وهواء، من فوضى وخراب وألم. بعد أن جربت هذه العلاقة صرت متيقناً من جدواها ومعناها بوصفها حقلاً للممارسة اليومية والفكرية، لكنني لم أزل أشك بأن حب الوطن من صنف الفضائل!. فقد يهيم المرء حباً بوطنه، المصنوع من صور وخيالات، وهو بعيد عنه، وقد لا يقيم لنفسه علاقة أخلاقية معه وهو يعيش في داخله، وقد يخدم بعضنا الوطن من موقف متجرد إلا من الوازع الإنساني، وقد يدمره آخر يتشدق باسمه ليل نهار. ما هو ثابت في الوطن كأرض وتاريخ لا يلزم الجميع بالتماهي التام معه أو التساوق مع حركته وتحولاته. وهكذا فأن ضعف الحماس للوطن أحياناً لا يدخل في باب الرذيلة أو الخيانة.
الوطن محطة في حياة الإنسان تتفرع منها جميع المحطات الأخرى التي قد تؤدي إليها أو لا تؤدي، لكنها تحكمنا، بقوة شبه قدرية، بأن نظل متعلقين بها رمزياً حتى لو هجرناها فعلياً، أن نظل مشدودين إليها بقرابة دم حتى لو أودعنا مصائرنا خارجها.


ليس في عودتي من المنفى نكوص نحو الماضي، استبدال نمط حياة "متخلف" بآخر متطور، تفضيل عالم عنيف حدّ الهمجية على عالم مهذب ومتحضر، وهجر السلامة والأمان لارتياد مكان مجهول في "قلب الظلام"... ظلام التاريخ. إذا كانت هناك عودة بالنسبة لي فهي مغادرة تجربة استنفدت نفسها تدريجياً، كسر شرط حياتي غدا عادياً بغية اكتشاف ما هو غير مألوف أو مضمون. هذه الهجرة المعاكسة لا تفترض مسارات محددة، ولا ترتكز على ثنائيات ثابتة من قبيل الوطن/ المنفى، الداخل / الخارج، الشرق / الغرب، الهوية / الآخر..... وهي كذلك لا تفترض حركة بشوطين واحد للذهاب وآخر للإياب كما توحي قراءة رحلة يوليسيس التي يعدّها البعض الصورة النمطية للسرد، ولا تأخذ طابع علاقة مغلقة للنفي ونفي النفي والتركيب. فلرحلة النفس في الزمن مستويات عدّة وتفرعات شتى. ولأنها مقبلة دائماً على أفق مفتوح يمكن أن يمضي بها العدّ إلى أكثر من ثلاث مراحل.


عدت إلى العراق قبل عامين، لأدرك أنني بلغت غاية ما صبوت إليه: إنهاء شعوري بالسأم من الاكتفاء بعدّ سنوات الهجرة، من البقاء بعيداً عن وطن طالما تخيلته جميلاً وأنيساً رغم جنونه وقسوته، ونزع ثوب الغربة عن نفسي لأرى الواقع كما هو عارياً من أغلفته وبريقه، النطق بلغة المقيم في الوادي لا المتطلع من أعلى التل، والتعايش بأدنى التوقعات مع مواطن البؤس والغرابة والقسوة.
عدت إليه فوجدته يمضي في متاهة تاريخية.... لا يمكنها أن تكون إلا مؤقتة. وأنا أحد شهودها: أعيش تذبذباتها، أراقب تقلباتها، أتفاعل مع تفاصيلها، وأثير أسئلة حولها، وأراجع قناعات بشأنها، وأكوّن أحكاماً عنها. أنني منغمر بتجربة غيـّرت حساسيتي إزاء كل ما يحيط بي. فما عادت تستوقفني كثيراً الأفكار المسبقة والمقارنات الجاهزة والرغبات التي تعظ بما ينبغي أن تكون عليه حالة الأشياء. ورغم أن الحلم السياسي الذي أسرني ظل هو هو ، صرت أشعر بالقرف من كل خطاب سياسي يعمد إلى اجترار عذابات الضحية، التنكر من المسؤولية عن الماضي، استغلال الرضوض النفسية التي تستفز الأحياء أو تخطف منهم وعيهم.
كل ما أبحث عنه وسط هذا الضجيج الزائف هو الهدوء، الصدق، ورفعة الشأن العام.


العراق فتح ذهني وقلبي لسطوة الحاجة الآسرة القاسية على ناسه. وهو، كما يبدو لي الآن، حالة مثالية لفهم ما يجري في العالم بأسره. فلأنه بلغ القاع صار يتيح، بشكل أفضل، رؤية منابع الحروب والهمجية والمصالح الأنانية، الكذب والفساد والعنف والنسيان المتعمد للحقيقة أو السهو عنها. كل، من موقعه، مهموم بالعراق ومتورط فيه: أميركا العظيمة المتجبرة والسطحية، الديمقراطيات الغربية المرتبكة، الشعبويون من كل الأنواع، حاملو الشعار اليساري، اليمينيون والمحافظون، العروبيون، الأصوليون، تجار الموت، رجال الأعمال، حاملو ألوية العصبيات الخادعة..... كل خبر يأتيني عن بؤس هذا العالم وتعاسته يحيلني على "مستعمرة" سوء اسمها العراق.. هي درجة الصفر التي لا موقع لها على خرائط المكان أو مقاييس التجربة، لكنها تتيح، في الوقت نفسه، فهم أوجه الزيف في عمارة زمننا الماضي في مسارات مجهولة.


عدت إلى العراق بعدما اكتشفت أنني شخص دون مشروع خاص. في السياسة كما في الثقافة مشروعي مرتبط بالجماعة... فلا فعل ولا حضور دون مشاركة وتضامن.
عدت من المنفى وأنا مدرك أن لا عودة لي منه لأنه يجدّد نفسه في كل تماس مع ما هو مألوف أو غير مألوف. وسوف تلازمني أشباحه كما لازمتني أشباح الوطن.
كل رجوع عن المنفى تعميق لجذوره وإيهام بخفاياه. أي أوجاع سرية يورث المنفى، أي شفاء يحمل الوطن؟

كامل شياع

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الى المجد
صديق -

الشعب الذي يلد مثلك لا يموت يا كامل، الى الخلود باسمك ودع الجنة لقتلتك فلا يشرفك ان تكون فيها معهم.

الموت المستقدم
خالد سليمان -

كل الشكر إلى الكاتب والباحث هشام داوود ، فهذا النص الجميل المحزن ، وفيه صورة مثقفنا الراحل كامل شياع ، يضعنا أمام فكرة موت أحاطها عقل متنور بتلك الأشياء التي تلوح لغير الموت . انه نص معبر وبسيط وبعيد عن شعار العودة إلى الوطن الغارق في الفوضى ، والذي طالما اعتمده البعض من مثقفينا ، إنما تركوا الوطن ثانية بسبب كل هذا الدمار اليومي الذي نشاهده . بقي كامل شياع ، وهو أمام كل تلك الصورة المأساوية وفي ذاكرته وقلبه كلمات بسيطة وملتصقة بحياة الناس كما نلاحظ في هذا النص . فشكراً مرة أُخرى يا هشام خالد سليمان

ايها العزيز
عراقي -

انت في ذاكرة الناس ولن تموت ، ايها العزيز كامل شياع.كاظم الصبر

مت سعيداً
أو. هنري -

إذا كنت تمتلك كل هذا الوعي، كيف يمكن لهم أن يحتملوا وجودك؟ إنهم لا يريدونك حياً، فأنت تذكرهم بانسانيتهم. قتلوك فكسبت أنت. سيظلون يقتلون الى النهاية، لم يعودوا قادرين على التوقف عن القتل لأنه صار وسيلتهم الوحيدة لاعلان وجودهم، والوسيلة الوحيدة للتخلص من مواجهة إنسانيتهم. لقد لاذوا بالحجج الدينية تارة والطائفية تارة والسياسية تارة لكي يمارسوا ما هو لا إنساني: القتل، التعذيب، الاستمتاع بايلام الآخرين وبسرقة الوطن.. كيف سيحتملون منك ذلك؟ أنت على كل حال مت سعيداً، في الأرض التي أحببت، ممتلئاً بقناعاتك، محباً للناس. أنت كسبت.

فرق الموت
حسن/أستوكهولم -

لقد رجعت فرق الموت بعد إفلاسها فكريا، نعم كل المليشيات التي تدربت ودعمت سلاحا ومالا من شرق العراق ومن غربه ومن خارج الحكومة ومن داخلها ،الخائفين من الثقافة والوعي الإنساني التقدمي ، كل ميليشيات الأحزاب لهم مصلحة في قتل هذا الشجاع في جرأته وقوة أفكاره النيرة،نعم لقد خافوا منه وقتلوه. لقد كان شهيد العملية السياسية ومن أجل حقوق الإنسان والعدالة ولعراق ديمقراطي موحد ومن أجل وطن حر وشعب سعيد . وشكــــــــــــــرا لإيلافــــــ .

وداعا ياكامل ...
ابو احمد -

كامل ..ايها العزيز النبيل ..ايها الوطني النبيل الشجاع لم يصرعوك بكاتم الصوت بل صرعتهم انت وانتصرت عليهم ، واجهتهم بالكلمة وكنت اعزلا وليس غير سائق السيارة وانت بلا جيوش ولا حمايات ولا حراس ولهذا انفرد بك الجبناء ..كل العراق يرثيك ويكفكف دموعا حرى لفقدك ..فبأي الكلمات ارثيك وبأيها اطلق طاقة الحزن في داخلي ..لعن الله قاتليك وكارهيك ..الوداع ياكامل ..انت حي في الضمائر والقلوب الصافية المحبة للحرية والنقاء ..المحبة للعراق .

قتلوا الرمز
حميد الكفائي -

عندما استهدفوا كامل شياع، إنما استهدفوا كل ذي ضمير حي يمتلك القدرة على التغيير، وهي المعرفة والخبرة وحب الآخرين. وكما تنبأ المرحوم فإنه لم يُستهدف لأسباب شخصية محددة، بل لأنه يمثل الوجه المشرق والإنساني للعراق ولأنه شخص يمتلك قدرة عجيبة على التأثير في الناس من كل الطبقات والمستويات الثقافية والاجتماعية. كان مؤثرا في صمته كما في حديثه، وفي إصغائه للآخرين كما في حديثه الجميل والراقي دوما، مؤثرا بتواضعه الحقيقي مع الناس جمبعا رغم سموه وتفوقه على كثيرين منهم. حب كامل للناس وحبهم له هو الذي أصاب أعداء الحب والإنسانية بالهلع وهو الذي دفعهم لأن يغيبوه كما غيبوا آخرين من قبله كأحمد الحجية وبسام كبة وآمال معملجي ومارغريت حسن وأطوار بهجت وآخرين. ذهب كامل شياع لكن حبه سببقى في قلب كل من عرفه وتعامل معه. فتحية لروحه الطاهرة وذكراه العطرة.

سؤال
سؤال -

لم يكن وحده الذي قضى حتفه فهناك اكثر من مليونين من العراقيين الذين قتلو بسبب احتلال العراق من قبل الامريكان والصفويين. السؤال الذي يطرح نفسه, كيف تسنى للاخ البقاء في العراق والمقاومة كل هذا الوقت في الوقت الذي نحن نعلم ان لا مكان فقط الا للذين تتناسب افكارهم مع الاحتلال!

كامل النقي النبيل
عراقي -

ياصاحب السؤال رفقا بالعراقيين الشرفاء لقد ادمانا حقدكم انحني خجلا لاسم هذا الشهيد النبيل وليغفر الله لكم ويهديكم ويزيل الشرور عن شعبنا العراقي المظلوم

شهيد الفكر والوطن
بهاء المياح -

أيها الشهيد الأبي, أيها الأخ والصديق والرفيق, أيها الوطني الغيور, كامل أنت وبك يكمل العراق, أيها الرجل وقت قل الرجال, رحلت عنا ونحن في أمس الحاجة اليك, برحيلك أيتمتنا جميعآ, أبكيك كل يوم وصورتك لاتفارقني, ليس من كلمات تستطيع وصف مشاعري وحزني وألمي, عملنا معآ فوجدت فيك الزميل والصديق المحب للعراق وقلبك ينبض بحب العراق, كم تحدثنا عن الوطن ومآسيه, كم تحدثنا عن العراق ............ أيها الكامل الأبي الشامخ كنت تمثل العراق بكل معانيه وطيبته وتراثه ..... مهما قلنا فلن نجد الكلمات التي تستحقها ولا لغة تستطيع وصف نبل ووطنية وانسانية كامل شياع , شهيد العراق وشهيد الفكر الانساني الخلاق.المجد والخلود لكاملنا الأبيعاش العراق حرآ أبيآ ولن ننساك ياكامل

شكرا
ناجي -

شكرا للمقاومة الشريفة جداشكرا للشعارات التي تبخرت في عباءات التاريخ العفنشكرا للمناضلين الذين ساءهم ان يظلوا بلا ضحايا اخر ليل فنزلوا الى ظهيرة الضمير كي يقطعوا السنابلشكرا للاسلام السياسي الذي انجب قتلة بررهولك المجد كامل

سلام المحبة
وليد عبدالله -

كل الحب لك وانت تغادرنا وقلبك مليء بكل هذا البياض

الإجرام الوقح
منى -

يتساءلون كيف لكامل البقاء حياً في العراق حتى يوم اغتياله ؟ لتطاطئ رأس الإنسانية خجلاً بمثل هؤلاء !!

يوجعون قلوبنا
يوسف ابو الفوز -

أنهم يعرفون كيف يوجعون قلوبنا ، قلوب مثقفي العراق ، وقلوب الناس الكادحين ! اعداء النور ، قوى الظلام والموت ، تعرف طريقها لتمارس بمهارة غدرها الدنئ في اغتيال رموز الثقافة العراقية ! برصاصهم الغادر المسموم سقط كامل شياع ، المناضل والكاتب والمفكر، مضرجا بدماءه ، لكن شقائق فكره النير ستظل مورقة في عقول الاجيال التي من اجلها قبل كامل التحدي والعمل في ظل ظروف العراق المرتبكة . فقدنا كاتبا لامعا ، وصديقا متواضعا ، ومناضلا كان يعرف ان قوى الظلام ، اعداء النور ، قد يختلفون فيما بينهم ويتذابحون ، لكنهم يسندون ظهر بعضهم البعض من اجل اخماد حياة مفكر يسعى لاعادة بناء صرح مؤسسات الثقافة العراقية. الخسارة كبيرة . الحزن فاجع والغضب وحده لا يكفي . ويجب ان نفهم رسالة اعداء النور جيدا ، ونعمل موحدين لمواجهة قوى الظلام الغادرة . ان كل مناصري الحياة الجديدة يجب ان يكونوا يدا واحدة . ان كل الحالمين بمجتمع مدني يسوده القانون يجب ان يقفوا سندا لبعضهم البعض . ان الحالمين بوحدة وطنية حقيقية ، الحالمين بثقافة متنورة يجب ان يوحدوا جهودهم معا . ان العاملين من اجل اعادة بناء العراق صرحاً للفكر والثقافة والتنوير، يجب ان تعلوا اصواتهم تطالب بمقاضاة المجرمين القتلة . ان قوى الظلام تواصل حربها ضد غد العراق الجديد ، والاغتيال السياسي صار تكتيكا لمسوخها البشرية . ودماء كامل شياع يجب ان لا تذهب هدرا . ان الدولة العراقية مطالبة بالكشف عن القتلة وتقديمهم للعدالة ، وفضح من من يقف خلفهم . ان كامل شياع الحالم بوطن حر وشعب سعيد ، حد الاستشهاد من اجل ذلك ، كان وفيا لمبادئه ، فمضى غير هياب في طريق المجد ، وهو يهتف مع فابتزاروف ، الشاعر والمناضل البلغاري : سأسقط ، وماذا يهم ، ان اخرا سيحتل مكاني . لم يكن كامل شياع الاول . ولن يكون الاخير . ان كل مثقف عراقي متنور ، ومحب للحياة ، هو هدف لرصاصات الغدر المجرمة . فلنقل معا لقوى الظلام ، وبصوت عال : اننا لن نتوقف ، ولن نستسلم لهذه القوى الموبوءة بالحقد لكل ما هو جميل في بلادنا ! ليعلوا صوتنا معا : إنا على طريق كامل شياع سائرون . 23 اب 2008

المقاومه الشريفه
ابو عبد الله لندن -

هذه هي اعمال المقاومه الشريفه تقتل الشرفاء والمخلصين من اجل السلطه والحكم ولكن الويل لهم من شعب العراق كامل انزه من حقدهم ونفوسهم انهم بعثين

فجيعة الأمل
هناء أدور -

فجيعتنا بكامل لا تعوض ، شخصية ملؤها الطيبة والحب للناس ، وعقل إنساني مفكر مبدع ، ملتصق بوطنه رغم المخاطر التي شعر بها وتنبأ بموته مبكراً . كان ممتلئاً بالأمل في زمن الفوضى والعنف الهمجي ، مستشرفاً بتحليله الفلسفي الثر مسيرة التاريخ البشري وتقدمها . وسيماً بطلعته ، وديعاً بابتسامته ، أنيساً بكلامه الهادىء ، ودوداً بطيبة نادرة . أيها الحالم الغالي سأظل أراك طيفاً ساحراً في الفضاء ، نجماً متألقاً وقمراً منيراً وشمساً ساطعة ونسمة منعشة وغيمة حبلى بالمطر وطيراً يصدح بالفرح ، وسأظل أتمسك بالحلم ذاته ، بأن الحياة أقوى من الموت ، وان التطور هو سنة الحياة. لا تقولوا أنه يتوسد تراب الوطن ، أنه في الأعالي يرنو الينا ، فانتبهوا أيها الأصدقاء.

بدريون
صدريون -

الغريب ان الجميع تتهم البعثيين الذين لم يبقى منهم شي والبلد تغتصبه مئات الالاف من الجنود الامريكين والمرتزقة ومخابرات كل االدول ومليشيات ايران. ان صاحب المصلحة الوحيد في اغتيال المثقف العراقي ليس البعثي, لان البعثي هو من انتج ما هو موجود من الثقافة العراقية شاء من شاء وابى من ابى.