أصداء

متى يسدد العرب ديونهم الى العراق؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من غرائب هذا الزمان الكالح ان يكون العراق مدين الى بعض الدول العربية، وهذه الدول من نوع " البعض " التي تستحق بكل جديه واصرار ان تكون اول الدافعين بعشرات المليارات كديون وتعويضات الى شعب العراق الكريم. والاسباب كثيرة ومتنوعة ومتداخلة ومتشعبه لكن مع كل ذلك لايمكن انكارها على الاطلاق، وستكون نكته من النوع المسخ والفج ان تطالب هذه الدول العراقيين بتسديد ديون لاناقه لهم فيها ولاجمل بل ان صدام بن حسين الذي جعل من العراق ورقة لعب على طاولة قمار دولية وعربية طائفية. فصفق وانشد له الكثير ودعمه في مغامراته الغالبية من العرب وفي مقدمتهم على الاطلاق أولئك الذين يطالبون العراق اليوم بديون مستحقة وتعويضات حتى الى الخدم من الفلبينين والفلبينيات في بعض دول الخليج!!

وقبل سقوط نظام الصنم الساقط كان الادهى والامر من ذلك ومن علل الزمان على العراقيين الاكارم ان يفترشوا الساحة الهاشمية وسط عمان لبيع السكائر بينما تقف طوابير على بعد امتار من الاردنيين والفلسطينين في نهاية كل شهر لاستلام تعويضات من ثروات العراقيين عن خسائرهم اثناء الغزو الصدامي للكويت!! بنفس الوقت الذي كان فيه الاردن يحصل على نفط عراقي نصفه مجاني ونصفه الاخر باسعار تفضيلية. ( والكارثة والطامة الكبرى الواقع العراقي الحالي بدأ يعيد نفسه بشكل مقارب من ذلك التاريخ الاسود حيث حصل الاردن على نفس الحصص النفطية المجانية ونحن في عام 2008 !!). وليس هنا مجال الخوض بهذا الجانب لكن بكل تاكيد للحديث بقية حول هذا الموضوع في وقت اخر.

اذ كانت اميركا والغرب قد حصلت من ليبيا لمجرد الاتهام حول مسالة " لوكربي " على تعويضات مالية ضخمة مقابل موت عدة اشخاص، فماذا يستحق شعب العراق ان يدفع له مقابل الدمار الكبير الذي ساهم العرب قبل غيرهم بتحقيقه في بلدهم وشعبهم، من خلال تدمير البنى التحتيه للبلد ومن خلال المساندة والتحريض على الحروب والمغامرات التخريبية لذلك النظام الصنمي الفاشي الطائفي والعنصري. بل حتى الحصار الدامي لمدة اكثر من 13 عام ساهم العرب بدورهم فيه بجدارة فائقة وكانوا العنصر الاهم في الحصار الخارجي على العراقيين الذي كان تتطابق مع الوجهة الاخرى للحصار الداخلي الذي نفذه النظام الساقط. لقد صفق النظام العربي الرسمي والشعبي لذلك النظام يوم كان يوزع الموت العلني على العراقيين في الجنوب وفي كردستان، ولقد سكت العرب بل ودعموا هذا النظام ماديا ولوجستيا واعلاميا وحتى أمنيآ يوم كان يزرع الفرات الاوسط والجنوب العراقي بحوالي 420 مقبرة جماعية مكتشفة لحد الان!

ويوم كان نفس هذا النظام الاجرامي ينفذ عمليات الانفال ويرش الجبال وحلبجة في الشمال والاهوار في الجنوب بالكمياوي والغازات السامة!! ان دول عربية تجاور العراق عاشت ومازالت على حروب ومأسي وحصار العراقيين وان دول اخرى عربية اختلست تحت شعارات قومجية من ثروات العراقيين المليارات من الدولارات وان دول اخرى بحجة العمالة المليونية الوافدة الى العراق سرقت مليارات الدولارات من ثروات العراقيين. ودول عربية نفطية اخرى ومنذ اكثر من عشرين عام تبيع النفط اضعاف حصتها الحقيقية بسبب تغيب حصة العراق وعدم قدرته على الانتاج الكافي!! ودول اخرى كانت تحتمي وتلوذ بالعراقيين يوم كانت دماء ابنائهم تسيل انهارا بالباطل والقهر والاجبار دفاعا عن بوابه وهميه مصطنعة وعوراء تعود الاعراب ان يسموها " البوابة الشرقية " واسمها الاجدر بوابة الدماء العراقية المستباحة!! لقد ذبح العرب العراقيين مرة بالحروب واخرى بالحصار والان بما يسمى الاحتلال وبهائم الموت المفخخ، ومن المفارقات نفس هذا " المحتل " سفاراته موجودة في كل البلدان العربية ويستقبل رئيسه بوش بالهدايا والعراضات، وانا كعراقي لايهمني وغير مكترث بكل انواع الاستقبال هذه، لكن يهمني ان اقف بوجه هذه المزايدات الفارغة والمفضوحة والتي يحاول البعض بيعها على العراقيين. ان العرب اليوم يطالبون العراقيين حتى بثمن الارض التي تجثم عليه طائرة عراقية او ثمن " شبر " البحر الذي اجبرت فيه بواخر العراقية على الرسو فيه اثناء الحصار العربي والدولي الظالم بحق العراقيين! فاي قومية هذه التي يريد بعضهم ان نعتز بها وندافع عنها! لقد ابتيلنا شر ابتلاء يوم جمعتنا عروبتنا النقية ببعض الناطقين بها. ولقد كفر الكثير من العراقيين بالقومية تلك التي كانت ومازالت مثل السكين المسمومة التي تجتز رقابنا وامالنا وطموحتنا الانسانية.

الظرف العراقي الحالي هو فرصة كبيرة وواقعية لاغلب العرب للتكفير عن ذنوبهم اتجاه العراقيين. والحكيم ومن يملك ولو ذرة أحساس تاريخي و مستقبلي وواقعي ان يستعجل التقرب الى العراقيين وتقديم الكثير من الديون المستحقة للعراقيين انفسهم وليس غيرهم، اما غير ذلك فسيكون لعب بالوقت الضائع وسيحين وقت الندم في اقرب فرصة ممكنة يوم لاينفع الندم. ويوم يصل الحال بالعراقي حد الخجل ان يقول اني أنتمي لهذه الامة.!! اما من يطالب او يلوح للعراقيين بديون مستحقة عليهم، أنما يضع نفسه في موقف لايحسد عليه كما عليه ان يتاكد مسبقا انه لم ولن يحصل على " فلس احمر " كما يقول المثل العراقي الدارج. فهل يوجد اكثر من هذا الكلام المبسط !؟ اتمنى مخلصا ان يعرف الجميع هذه الحقائق الكبرى كما اتمنى على العراقي الرسمي او المواطن العراقي ان يبادر الى سؤال اي عربي يطالب بديون من العراق، ان يبادره بسؤال كبير وبشكل واضح وصريح (أيها الاشقاء " لحد الان " العرب... متى تسددون ديونكم الى العراق، لقد طال الانتظار وهذا ليس بصالحكم وهذا ايضا يرتب عليكم ديون اضافية للعراقيين ). سؤال بالعربي الفصيح يبحث عن أجابة.

محمد الوادي
al-wadi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
التفاتة
ناصر -

يشكر الكاتب على تذكيرنا نحن العراقيون بان العرب هم الذين مدينون للعراق وليس العكس .ولعل تقليص العلاقات التى كانت عمرها ضارة منذزمن المرحوم فيصل الثاني وتحريضات احمد سعيد الى مطالبات العرب بان يوتى لهم براس عبد الكريم قاسم في ماعون صغير الى توريط العراق في حرب مدمرة مع ايران والى ارسال المفخخين .ان الابتعاد عن الدول العربية والاعتماد على الاصدقاء ذوي النوايا الطيبة في العالم فيه كل الصالح للعراق .

كل شئ
سهير العراقية -

انا عراقية فقط بابلية سومرية وليس عربية, -العرب و العروبة الكاذبة-لقد شاهدتهم هنا في الغربة كيف يصفقون للجبان الصنم القاتل وفي اليوم الثاني يملاؤن طلبات التعويض من دم العراقيين على ما قام به بطلهم الوضيع من احتلال للكويت كرهت نفاقهم و كرهت انتهازيتهم-يصلون الخمس يوميا و ياكلون دم العراقيين سحتا&; في احشائهم - بورك قلمك ياايها البطل الحقيقي

علينا أن نكف
yamolki -

بادئ ذى بدء علينا أن نكف عن التعويل على التحالفات الثقافية والاقتصادية والسياسية وغيرها خارج دائرة المنتصرين الحقيقيين، فهذه كلها ثبت أنها مجرد اجتماعات وعناوين للصحف مضيعة للوقت وتنهار بعد قليل. لان حاصل جمع عشرين صفرا يساوى صفرا . هذه هى المعادلة العربية وضع ما شئت من معادلات أفريقية وعالم ثالثية مشابهة . لماذا نتحالف مع العرب أو غيرهم إذا كان متاحا لنا التحالف مباشرة مع أميركا وإسرائيل .

الحق الضائع
ام نور -

نحن نطالب الحكومه العراقيه ان تكون جاده في استرداد الدين العراقي من كل الدول العربيه التي كانت تساعد النظام السابق في قتل ابناءنا ولو حق وعدل في هذه الدنيا لكان العراقيين هم الذين يطالبون بدينهم لا العكس ,والدين هو ليست اموال او نفط وانما اراضي اغتصبت واعطاهاالنطام المقبور دون مراعاه لشعبه واراضي الان تسرق من قبل الجوار سواء الدول العربيه او ايران نرجو من الحكومه الحاليه في بغداد ان تطالب الجميع بديونهم ولو هذا لايعوض الام التي فقدت اولادها ولا الاولاد الذين فقدوا ابائهم او امهاتهم والعرب اذا حقا مسلمين يعرفون ان هذا الحق كفله القران الكريم الذي يقراؤه. وشكرا لايلاف

كاتب منصف
محمد -

هذا كلام انسان منصف جدير بالاحترام والاكرام ونحي كل انسان يشعر بالالام الاخرين ومصائبهم وجراحهم

مسؤلية الشعب
أحمد -

ومن هم مائات الألاف الذين كانو يتظاهرون فى الشوارع العراقية يوميآ ويهتفون بحماس هيستيرى "بالروح بالدم نفديك ياصدام" ؟ . ومن يهتفون الأن لمقتدى الصدر؟... للأسف تتحمل الشعوب نتائج مغامرات الحكام الفاشلة, لا يختار العرب حكامهم مثل أغلبية شعوب العالم, ولكنهم بسطحية الفكر والجهل والنفاق والأنتهازية يهيؤن المناخ لصعود حكام مثل صدام وعبد الناصر.

من تنادي يامحمد؟
ســامي الجابري -

عزيزي محمد اشعر بالاسى والحزن والالم يعتصر من قلبلك مداد على الورق وانت تكتب هذه الكلمات , ان الحقيقه ثمنها مر وقولها لايقدر عليه احد لكني اؤكد لك ان من يقرأ كلماتك هذه من الاعراب فصدقني ان تهمتك جاهزه قبل ان ينتهي من قراءة مقالك , ليس اقل من ان تكون صفوي ايراني تكتب بهذه اللغه انكارا لعروبتك الحقيقيه حتى وان كنت لم ترى منها شيئا في يوم منه الايام,هل تظن انك تسمع امة حيه لو ناديتها!! لااظن ذلك .

بيان
سليم الراس -

أرجو ان يعتمد هذا المقال كبيان تجتمع خلفه تواقيع العراقيين لمطالبة الحكومة العراقية مطالبة الحكومات العربية بدفع تعويضات لنصف مليون قتيل ومعوق عراقي في الحرب التي سعرها وأججها دول الجوار العربي, وأمارة الكويت في مقدمتها, التي سمت ديكتاتور العراق بسيف العرب.لست بعثيا, ولم اكن يومها مع أحتلال الكويت, حتى أني تضامنت مع شعب الكويت, بالمساهمة في صحيفتها التي تصدر في لندن مجانا, ولم أتحيل أن الكويتون هكذا طامعين بأقتطاع جزء من الاراضي العراقيةبأسم الامم المتحدة, وكنت أضن أنها حالة مؤقتة’ والان يطالبون بديونهم, نعم صدام ومرتزقية سرقوا الكويت, حتى لعب الاطفال, ولكن لا ينبغي أن يدفع العراقيون ثمن طيش ديكتاتور ساهم الكويتيون بدعمه.

نسيت شيء؟؟
عراقي من صدك -

أؤيد الكاتب في دعوته للعرب بدفع ديونهم للعراق وتعويضهم. ولكن الكاتب نسى أو تناسى (؟) عامل مهم وهو ان المقبور خميني هو الذي أراد أحتلال العراق وتصدير قذاراته للمنطقة ودافع أولاد الرافدين بكل طوائفهم عن العراق ولقنوا أيران درسا لن تنساه وجرعوا الساحر الشيطان سم الهزيمه (صحيح تحت قيادة دكتاتورية و شرسة ورعناء أحيانا). العرب طعنوا العراقيين و غدروا بهم في كل مناسبة. لا نريد ان نعادي العربان والعجم ولكن لا تحالفات معهم ولا مصير مشترك. وليكن لنا بعد أسيوي و دولي (بعد تنظيف العراق من العجم وعملائهم)

رأي
حمد بن خالد - قطر -

لم نسمع يوماً بأن طالب الألمانيون من دول التحالف كأمريكا وبريطانيا وفرنسا بتعويضات مقابل قصف المدن الألمانية وتدمير البنى التحتية إبان حكم الحزب النازي! فكيف تطالب العرب بتسديد الديون؟ هذا أنتم اللي قادرين عليه بس العرب، ولا أمريكا وإيران ما تقدرون تبطلون حلوجكم عليهم!! يجب أن تعوض الحكومة العراقية أهل الكويت كما عوضت ألمانيا اليهود!

تعليق رقم 10 ؟؟
بغدادي -

عيب على أي من قطر (بعد ان ساهمت بالتسهيلات للأميركان لغزو العراق ) ان يدلو بدلوه ... ولكن هل أمورهم بيدهم أم قيل لهم أفتحوا دياركم لغزو العراق ياخدمنا ففعلوا راكعين؟؟؟

إلى بغدادي 11
حمد بن خالد - قطر -

لولا التسهيلات القطرية للأمريكان، لكان حزب البعث بقيادة صدام هو من يحكم العراق الآن! فكفى عن المزايدات ولعب دور الضحية.

الى حمد القطري
راهب - البحرين -

حمد بن خالد انت شدخلك بالسالفه. انت صدقت ان عدكم دوله خو شوف انت وربعك منين جايبينكم ومجمعينكم مثل الغنم شوي من الاحواز وشوي من السودان وشوي من فلسطين. فقط نقول لكل عراقي لا يجب ان تدفعوا ديون لاموال كانت تستخدم لقمعكم. ولا يجب ان تمن هذه الدول على العراقيين حين تسقط الديون. بل يجب ان تسقط الديون وهي صاغره متاسفه لما فعلته بالعراقيين. ويحيا العراق

HAZOLET
HAMID MAJID -

VERY VERY GOOD ARTICLE

تحيه الى وجعك
فرات -

وجع العراقيين عظيم وجبار اؤيدك في مقالتك هذه ايها العراقي الاصيل واطالب الحكومه العراقيه ان يكون الاستثمار والاعمار للعراق لدى الشركات الغربيه واليابانيه وحتى الصينيه لبناء العراق ولااحب ان تكون لاي شركه عربيه او ايرانيه استثمار فلس احمر في العراق

لولا حماية الجبهة
كركوك أوغلوا -

الشرقية (كما سميت في الحرب), وومليون من القتلى والجرحى من العراقيين وتدميره نتيجة 8 سنوات دفاعا عنها لذهبت البحرين والكويت وربما عدد من دول الخليج تحت الأحتلال الفارسي وليس فقط الجزر الثلاثة !!..ولاتزال أطماع أيران التوسعية , ولاتزال هذه الدول تطالب بما قدمته منحة لحمايتها , هذا هو رد الجميل ؟؟!!..

الله يرحم
ناصر احمد - السعوديه -

الله يرحم الايام اللي كنت فيها انت وغيرك تتقافزون لصدام!!

عراقي وبس
العراقي -

العراق للعراقيين وبس لا عرب ولا عجم. ويكفينا 40 سنة قومجية لا أحد يجهل ما صنعت بالعراق ولا زال بعض آثارها يلاحق العراقيين.