أصداء

رسالة من مخرج سينمائي الى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رسالة مفتوحة من المخرج السينمائي العراقي هادي ماهود الى فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء

فخامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني الموقر
دولة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المحترم

تحية عراقية خالصة

أكتب لكم رسالتي المفتوحة هذه بعد أن بعثت لكم رسائل عبر مستشاريكم السيد جلال الماشطة والسيد سامي العسكري وأشك بأنهم أوصلوا رسائلي لكم، أخبرني السيد الماشطة أن فخامة السيد رئيس الجمهورية ليس من صلاحياته دعم الثقافة لكنه يدعم الحالات الطارئة مثل المرضى فأبلغته أن السينما العراقية مريضة وهي لم تنجب أفلاماً منذ سنوات وهي بحاجة لرعاية فخامة الرئيس. أما السيد سامي العسكري فقد حمل رسالتي في إحدى زياراته للناصرية وتعبت من الاتصال به عبر مدير مكتبه الذي كان يبرر لي دائماً أن الحاج مسافر وأن الحاج مهتم بالرسالة وسيقدمها للسيد رئيس الوزراء قريباً وعندما تضاعفت التبريرات تسرب لي شعور أنني سأتحول الى متسول فتوقفت عن الاتصال بهم. وبعد أشهر من الانتظار قررت أن أكتب لكم رسالتي المفتوحة هذه وما شجعني على ذلك الكلمة الهامة التي ألقاها دولة رئيس الوزراء في لقاءه بالمثقفين والفنانين حيث أكد على دور الدولة في الدعم اللامشروط للثقافة،.

أنا يا سادتي ومنذ أن تركت إستراليا بعد سقوط النظام عدت لأتمترس في مدينتي السماوة التي من خلالها إنطلقت لتوثيق العراق في هذا الزمن الإستثنائي وقد أسفر جهدي عن عدد من الأفلام التي حصدت جوائز في مهرجانات دولية كان آخرها الصقر الفضي في مهرجان روتردام وتنويه خاص من مهرجان الخليج السينمائي.

حين شاهدت دولة رئيس الوزراء وهو يزور الجناح العراقي في متحف برلين تمنيته وقد زار إحدى قاعات الجناح التي تعرض لي عشرين فيلما في وقت واحد عن بابل.. ما أريد قوله أننا كسينمائيين عراقيين تبنينا مسؤولية صناعة أفلام عراقية فرادى ومن دون رعاية ولا دعم من الحكومة وشاركنا في مهرجانات دولية عديدة رفعنا بها إسم العراق عالياً وحصدنا جوائز للعراق الذي لم يكن يدري بنا فأنا غالباً ما أتلقى دعوات من مهرجانات شتى في دول عديدة وأغادر السماوة عبر الكويت وأعود محفوفاً بأخبار تتناقلها وكالات أنباء وصحف عربية وعالمية وأمارس دوري بتربية أطفالي الصغار وأعود لولعي باصطياد ما أراه مثيراً في واقعنا الملتهب لأصنع منه شئ ما.

في دول ليست نائية ولنأخذ إيران على سبيل المثال باعتبارها دولة جاره، هناك سينما شقت طريقها وأثبتت حضورها العالمي وحصدت أرفع الجوائز في مهرجانات دولية مهمة. أما نحن فقد دخلنا القرن الحادي والعشرين ويا للبؤس ب 99 فيلم فقط وما حصل أن حفر الشباب في الصخر واستطاع عدي رشيد أن يحقق الفيلم رقم 100 وسط فوضى الحرب والحواسم في شوارع بغداد بأفلام تالفة كان قد حوسمها وأصدقاؤه من بناية دائرة السينما والمسرح المنهارة لكن الفيلم في النهاية رفع رؤوسنا عالياً وكذلك فيلم( أحلام) لمخرجه محمد الدراجي ولا أتحدث عن أفلامي فتستطيعون يا سادتي أن تعرفوا تفاصيلها ببحث بسيط عبر الإنترنيت.

منذ ( أحلام) حتى الساعة لم تحقق السينما العراقية أي فيلم روائي وبعد انتظار طويل لشئ ما ربما سيحدث فأني اتخذت قراراً قد يكون مليئاً بالتحدي وهي عادة لا أستطيع الكف عنها بالإصرار على إنتاج فيلم عراقي هذا العام وقد انتهيت مع فريق خاص من كتابة السيناريو وبدعم من السيد أحمد الصلال محافظ المثنى حصلنا على مقر لإدارة الإنتاج وشرعنا عملياً في التحضير للتصوير، وفي ذات الوقت فأني طرقت أبوابكم عبر مستشاريكم للحصول على دعم ورعاية لهذا لمشروع، وبعد هذا التجاهل الذي واجهته فأني بدأت التفكير بسلوك ذات الطريق الذي اختطه المجانين من المولعين بصناعة سينما عراقية في أربعينات خمسينات وستينات القرن الماضي يوم باعوا بيوتهم لإنتاج أفلام ضيعها الزمن أو أتلفتها الحواسم. نعم قد أضطر الى بيع بيتي، سأفعلها لأني في النهاية سأحقق فيلما عراقياً سيعمر طويلاً أنتصر به للإنسان الريفي العراقي الذي طالما استهان به التلفزيون والمسرح عبر أعمال هزيلة، سأتعامل مع جماليات الريف العراقي التي لم يتعاطى معها الفنانون كثيراً عبر فيلمي الجديد الذي أسعى إلى انجازه( في أقاصي الجنوب) وأنا إذ أتطلع لدعمكم مشروعي الفني الوطني أرى أن صورة العراق الجديد سوف لن تكتمل بلا ثقافة وبلا سينما على وجه الخصوص. وفي النهاية فأني أعزي نفسي والعراق بفقدان المثقف النبيل كامل شياع الذي كان سنداً لنا حيث سعى وبحرقة للحصول على دعم من وزارة الثقافة لفيلمنا لكن رصاصات الغدر ضيعت هذا المسعى فالرحمة والجنة والسلام لفقيدنا الغالي.

ولكم فائق الشكر والاحترام

هادي ماهود

مخرج سينمائي

السماوة
ayhsadi@yahoo.com
www.inthesouthofiraq.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كيف تحصل على دعم
الدولة لانتاج فلم -

كيفية الحصول على دعم الملالي في عراق اليوم يتم عبر الطريق الاتي. اولا. تسمية الفلم باسم احد المراجع, التحدث عن انجازات حزب الدعوة وبدر في تصفية الكوادر العراقية .ابراز مشاهد اللطم والتطبير. ارتداء الملابس البالية في الفلم.استعمال موسيقة باسم الكربلائي كموسيقة تصويرية.حشر صورة المالكي في احدى مقاطع الفلم.ابراز القيم العاشورية وماراثونات اللطم.يكون اللوكايشن في احدى حسينيات جلال الصغير.يختتم الفلم بلطم الحكيم على بطل الفلم.

فزكان
فزكان -

روح ارجع لاستراليا احسن لك وارسل رسالة الى رئيس وزرائها يمكن يرد عليك.... ليش هو اكو كهرباء حتى الناس تشوف افلامك

فيلم
زطعان -

فزكان انت عظيم كال افلام و سينما... يا افلام يا سينما, عمي العراق فيلم من اولة لاخرتة فيلم رعب صدامي بعثي صدري ...

بدون تهكم
رعد الحافظ -

بعيدا عن اي تهكم او سخرية من الفن والفنانين عندنا اقول ومع كامل الاحترام لجميع الفنانين العراقيين..اننا كشعب عراقي حقيقة نفتقد لموهبة الفن الاصيل داخلنا..نعم نحن شعب غير موهوب فنيا الا عدد قليل جدا يكاد يكون استثناء من القاعدة العامة المذكورة..ولا عيب في ذلك فقد يكون السبب طبيعة الجو في العراق او نوع الطعام او ربما الجينات الوراثية..انها ليست مشكلة كبيرة فقد نبدع باشياء اخرى وكذلك يوجد الاخوان المصريين ممكن يعوضوا كل الدول العربية عن نقص موهبتهم الفنية..فالشعب المصري فنان بالفطرة ولهجتهم خفيفة الدم ..بينما نحن متوترين وعصبيين وقلما نضحك..وخلال كل العصور لم نسمع بفنان عراقي اشتهر الا القليل مثل زرياب والموصلي وسليم البصري وكاظم الساهروربما ناظم الغزالي..لكن نظرة واحدة الى عمالقة الفن المصري تشبع وجدان اي انسان مثل العمالقة ام كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وعمر الشريف ونور الشريف وعادل امام وفاتن حمامة وليلى مراد ومحمود مرسي وغيرهم عشرات بل مئات الاسماء اللامعة..لذلك انا راي ان نستورد الفن كليا من جهة افضل منا وخصوصا مصروالافضل ان تقتصر اتجاهاتنا الفنية على الاذاعةوالتلفزيون لان في هذا المجال نحن ايضا متخلفين الى ابعد الحدود فلا يوجد مقدم برامج رجل او امراءة عليه القيمة..الا الاستاذ مؤيد البدري سابقا..اطال الله عمره..

اين شفيق المهدي
J M -

الاخ هادي ان اول شخص يمكن ان يساعد في ذالك ولطالما انتظرناه هو الدكتور شفيق المهدي فهو المدير العام للسينما والمسرح ويبدو انه قد استهلك الميزانيه لانتاج المسرحيات وترك السينما بدون اي ميزانيه هذه دعوه للدكتور شفيق كي يبدي اهتماممه

الأخ رعد حافظ .
حسن أسد -

عزيزي . أنا أتابع تعليقاتك العقلانية على بعض المقالات . ولكنك اليوم لم تكن منصفاً في حق مقدمي البرامج التلفزيونية والإذاعية العراقيين .ذكرت مبدعاً واحداً منهم ونسيت الكثير . على سبيل المثال فقط . مصطفى جواد ( قل ولا تقل ) كامل الدباغ ( العلم للجميع ) كمال عاكف ( ركن الهواة ) سعاد الهرمزي ( من خلف الشاشة ) ووووو .أما الممثلون فحدث ولا حرج . يوسف العاني . سامي عبدالحميد . خليل شوقي . ناهدة الرماح . زينب . وووووووووو . علماً بأن الإمكانيات التقنية التي قدموا من خلالها نتاجاتهم كانت أقل من تلك التي كانت متوفرة لدى إخوتهم المصريين . إن البعث قتل الإبداع في الفنان العراقي حين دجنه بالأدلجة . حبي وتقديري .

راحت علينا
ثائر حميد -

الاستاذ العزيز هادي ماهود ليست المشكلة فقط في إنتاج الأفلام ولكن أيضا في طريقة تسويقها . الشهر الماضي شارك 165 فلم من جميع أنحاء العالم في مهرجان أوكلاند السينمائي الأربعين , ومن 22 دولة عربية أعضاء في الجامعة العربية لم يشارك ولا فلم واحد لا روائي ولا تسجيلي في الوقت الذي شاركت أفلام من كينيا واوغندا في هذا المهرجان , ليتك تنتبه الى هذه النقطة أيضا اذا كنت تريد إعداد دراسة نقدية عن واقع السينما العراقية أو العربية , والله يوفق كل عراقي وعربي جاد

مناشدة
فائزة سلطان -

إلى:رئاسة اقليم كردستانحكومة اقليم كردستانمجلس الرئاسة الفدرالي العراقيحكومة العراق الفدراليةالمنظمات الإنسانية في العالم هذه مناشدة ملحة لمساعدة شخص مريض اسمه محمد عزيز في ناشفل، تينسي الذي له حالة فريدة ومشكلة تنفس خطيرة. محمد عزيز كردي من شمال العراق (ومواطن أمريكي حالياً) هو ضحية الهجوم الكيماوي على مدينة حلبجة في شمال العراق عام 1988 (1) متزوج وله طفلان عمر أحدهما سنتان والثاني أربع سنوات. له عجز 100% نتيجة مرض رئوي مزمن كما أن زوجته لا تستطيع أن تشتغل لأنها تقوم بتوفير العناية له ولطفليها. لقد توفى العديد من أفراد عائلة السيد عزيز القريبين منه منذ عام 1988 بسبب نفس الهجوم الكيماوي. كما أن السيد عزيز هو الوحيد من عائلته الذي استطاع أن يأتي إلى الولايات المتحدة. أنه بحاجة ملحة إلى معالجة طبية بسبب إصابة جهازه التنفسي. (2) ونظراً لاستنشاقه غازات كيماوية خلال قصف حلبجة في 16 آذار 1988 فهو مرشح لاستزراع رئوي (3) ولكن قائمة الانتظار طويلة وقد تفوته الأوان عندما يكون احدهم حاضراً بسبب التدهور السريع لرئتيه. ولحسن الحظ هنالك معالجة جديدة يمكنها أن تحسن وظيفة رئتيه ولكن المريض لا يستطيع أن يتحمل كلفة المعالجة (4) تدعى المعالجة ( دواء مضاد للڨيروس گاما-1ب) (5) لا يغطي التأمين الصحي للسيد عزيز TennCare Medicaid (شيء عسير) هذه المعالجة. هذه معالجة جديدة وسعرها باهظ على السيد عزيز. إن المعالجة موجودة في الولايات المتحدة حالياً. (7) نطلب مساعدتكم في تغطية كلفة هذه المعالجة. لقد أبدى كل من جامعة فندربلت ومركز فندربلت الطبي في ناشڨل استعدادهما للتعاون مع ضامن معالجة السيد عزيز فيما يتعلق بالترتيبات المادية. نأمل مساعدكم لإنقاذ حياة السيد عزيز ونقدره حق التقدير. وشكراً على مساهمتكم الطيبة محمد عزيز حلبچيي Mohamed Aziz Halabjayi 3404 Donna Kay Dr Nashville, TN 37211 1-615-8320922 atrifay@hotmail.com

سطحية وأرتجال!!
نافع الفرطوسي -

من المؤسف جداً ان ينظر للموضوع الهام الذي طرحه الفنان ماهود بتلك السطحية...فالفن هو أكسير الحياة ومهما بلغت حياتنا من الفوضى والدمار لابد لنا ان نواصل المسير حتى النهاية ، فالانسان يولد ليموت ..لكن بين ولادته ووفاته يصنع حضارة، وهو بالضبط ما صنعه آباؤنا وأجدادنا قبل الآف السنين.أما الذبابيون ودعاة الرداءة فلا يطرحون الا الفضلات..وهو الامر الذي يجعلنا نتشبث اكثر بمعايير الجمال والفن الاصيل..ادعو من كل قلبي كل المخلصين ان يدعموا هادي ماهود كي يحقق منجزه الابداعي لأنه منجز لكل العراق.

مؤزارة
سلام المالكي -

على كافة الاعلاميين والقنوات الفضائيةالتي تنشد الحلم الثقافي العراقي واكمال المشوارالسينمائي للفلم الروائي العراقي مؤازرة وايصال صوت المخرج السينمائي العراقي هادي ماهود وان تغطى اعلاميامناشدته وهذه للاعلام العراقي الشريف .

ماهود يحتضر
شاكر الاعاجيبي -

ماهود اليوم على مصطبة الحكومة..ماهود في حضرة الدولة..مشروع هادي ماهود السينمائي سادتي الاكارم بحاجة الى وقفة جادة تعكس موقف الجهات الرسمية الحكومية من الثقافة والمثقفين ..نعم انه بحاجة فعلية لصولة ثقافية فنية حقيقية لتحقيق حلمه العراقي العراقي ..ننتظر الاجابة

الموهبة يا اخي..
رعد الحافظ -

اشكر الاخ حسن اسد على تعليقه اللطيف..ولا داعي لتكراري كلمات الحب والاحترام لفنانينا الكرام وانا احبهم وكنت التقي بعضهم قبل هجرتي عام 2000 مثل الفنان سامي محمود وزميله جاسم شرف وجالست عدة مرات المرحوم سليم البصري والمرحوم طعمة التميمي وكانوا اصدقاء عمي وانا فعلا احبهم..لكن لا اعرف لماذا اشعر ان فنانينا الكرام يتصنعوا العمل الفني وبتشنج وافتعال اكثر من اللازم..ربما لاني مؤمن بان الممثل الناجح هو من لايمثل..اي ان يكون تلقائي طبيعي والمثال الذي في راسي محمود مرسي وعمر الشريف..وطبعا لا انكر الاسماء الكبيرة التي ذكرتها من فنانينا الكبار لكني للاسف ساحتفظ بوجهة نظري السابقة.واضيف عليها ان الموهبة الفنية عسيرة ايضا على اخواننا الخليجيين وبدرجة اقل على اهل الشام..

جوهر الفكرة
رعد كريم -

رسالة الفنان ماهود هامة وموءثرة ولاعلاقة لها بكل التعليقات المجانية المحاذية للموضوع وايضا لاعلاقة لها بمحمود مرسى وعم السيد رعد والكلام هذا بصف اللكن هنا مشروع مهم للسينما ارجو ان يلتفت اليه موؤؤسسسة مثل المدى او السينما والمسرح التى لديها ميزانية شهرية 85 مليون دينار تذهب لاادرى اين