أصداء

اللحية الزبيبة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تدخل اللحية في السياق الثقافي بوصفها مظهراً من مظاهر المرء، وإعفائها عادة يمارسها البشر بقطع النظر عن أديانهم وألوانهم وجهاتهم وأعرافهم!

ولا يختلف شخصان على أنها في السياق الإسلامي تعتبر سنة، تكفلَ علماء الإسلام بإفراد الكتب والبحوث لها وأحكامها وطولها وشكلها وحكم صبغها! ولعل أقرب الكتب إلى الذاكرة ساعة كتابة هذه السطور، كتاب "اللحية في ضوء الكتاب والسنة" للشيخ علي عبد العال الطهطاوي.

وإرسال اللحية، قبل الإسلام وبعده،، والتعليق على حاملها، والتندر من طولها وشكلها، هي عادة تمارسها كثير من شعوب الأرض، الأمر الذي يجعلنا نقبل بعض ما يقال عنها، بحجة أنه منتوج بشري لا يستهدف "السخرية من الإسلام وأهله"

فاليهود يربون لحاهم، وأكثر الملحدين اشتهروا بطول اللحى، بل أنهم جعلوها علامة تميز لا علامة تقوى وورع!

وقد أكثر صاحب كتاب "اللحية في ضوء الكتاب والسنة" على أهمية اللحية بقوله: (ويحرم حلق اللحية، ولا يفعل الحلق إلا المخنثون من الرجال) ص27

هذا الحكم القاسي أورث شيئاً من ردة الفعل المساوية له في القوة والمضادة له في الاتجاه، مما حدا بأحدهم إلى جمع ما قيل في ذم اللحى.. ومن ذلك ما رُوي عن الإمام مالك أنه قال قرأت في بعض الكتب (لا تغرنكم اللحى، فإن التيس له لحية)!

وقال أبو عمر بن العلاء: (إذا رأيت الرجل طويل القامة، صغير الهامة. عريض اللحية، فاقضي عليه بالحُمق، ولو كان أمية بن عبد شمس)!

وقال هشام بن عبد الملك: (يعرف حمق الرجل بخصال أربع: بطول لحيته، وبشاعة كنيته، ونقش خاتمه، وإفراط شهوته)!

ومن اغرب المضايقات التي تعرض لها أصحاب اللحى أن القيصر بطرس الأكبر في عام 1698م فرض ضريبة على الملتحين من أمراء وفلاحين وكهنة، وهؤلاء هم غالبية السكان)!

ومؤخراً قضت محكمة بريطانية بأحقية أحد المتاجر في رفض توظيف عامل ملتحٍ، لما تمثله اللحية من مخاطر على الصحة. وقال القاضي: إن المحكمة توافق على أن شعر الرأس والوجه، يشكلان مخاطر على سلامة الطعام. وأكمل القاضي قائلاً: لو تقدمت للعمل سيدة ذات لحية لكنا رفضنا توظيفها أيضاً!

وحتى لا ينصرف الذهن هنا، و ذكر القراء بأن الكاتب/ أحمد شوقي الفنجري في مجلة "روز اليوسف" في 10/10/1994م كتب مقالاً تحت عنوان: (أصحاب اللحى في خدمة الشعب) قال فيه: (الكثير من الموظفين، وخاصة أصحاب اللحى الطويلة، والزبيبية البارزة، ومنهم من يعمل في مراكز خدمة الجماهير في مختلف مصالح الدولة، أو في شركات توظيف الأموال التي نهبت الكثير من أموال المسلمين، تراهم يغادرون مكاتبهم، ويتركون المواطنين يقفون بالطوابير الطويلة، ويهربون من العمل بحجة صلاة الظهر.. فإذا اعترض الناس بأن الأذان باقٍ عليه وقت طويل، قالوا: إنهم يريدون الوضوء. ونسألهم: يا جماعة الخير، ألا يوجد بينكم فرد واحد محتفظ بوضوئه منذ خروجه من البيت؟ قالوا: بلى، ولكننا نريد أن نجدد وضوءنا..!

هذا شأن اللحية... فماذا أنتم فاعلون!؟

أحمد عبد الرحمن العرفج

Arfaj555@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
معشر المخنثين
Amir Baky -

لكل زمان قوانينة الإجتماعية ولو طبقنا قوانين السلف على إنها قوانين دينية فهذا قمة الهراء و السذاجة. فمشكلة ثقافتنا هو دمج الإجتماعى و السياسى و الثقافى بما هو دينى فينتج هذا التخبط الفكرى. فهل حالقى اللحى من الرجال المعاصرين هم مخنثون !!!؟

ياليت
غيور -

مرة من نفسي اشوف ليبرالي واحد ينوه عن انجاز علمي او توجة علمي او دراسه علمية عربية او يقترح منهجا علميا لانرى منهم الا اللحية والحجاب

هذا ديدنهم
المفتش كولومبو -

اتمنى أن اجد واحدا من هؤلاء الليبراليين العرب أدعياء الثقافة ورواد التنوير كما يصفون أنفسهم أتمنى لو رأيت أحدهم يمتلك الشجاعة لنقد قس أو كاهن أو راهبة أو يعلق على ملبس أو طقس خاص بهم ..!!! المصيبة أنهم لا يستأسدون الا على بني جلدتهم ولا ترى جرأة منهم الا على دينهم الذي ينتسبون اليه بالاسم .. فتجدهم ضائعين ومضيعين وتحول الواحد منهم الى مسخ لا هو مسلم ولا هو نصراني ولا حتى يهودي ... لا هوية له فيصبح كالماء لا لون لا رائحة لا طعم ..لا هم لهم الا ملاحقة المسلمين ولا قضية تشغلهم سوى اللحية والحجاب والنقاب ... الخ ارحمونا وارحموا أنفسكم واعتبروا هذه الامور على الأقل حرية شخصية يجب احترامها .. والله لو تبنى الغرب الحجاب أو اللحية وانتشرت بينهم كتقليعة ( مثلا ) لدافعتم عنهم ولما تجرأتم على نقدها .وعجبي !!!

رد علي تعليق المفتش
fawzi -

بداية أحب ان أوجة تحية من القلب للأستاذ أحمد على مقالتة الرائعة وأرد علي الأخ (المفتش كولومبو) يا سيدي على رأيت مسيحي بلحية أو رأيت سيدة ترتدي زي الراهبات ؟ هذا زي مخصص لرجال الدين وليس من حق أحد أن يرتدية كذلك الأستاذ أحمد ذكر شيء أكيد أنت شخصيا عانيت منه هو ترك الموظف عملة بحجة الوضوء والصلاة وأنا أسئل سؤال هل لو الموظف أثناء الوضوء وسمع عن مرض إبنة هل سيستمر في الصلاة أم سيقول أصليها نافلة وعلي حسب معلوماتي أنة ممكن أن يصلي قبل وجوب الصلاة التالية ولكن لماذا لا يأخذ جراء الصلاة في ميعادها ولو كان علي حساب العمل أو علي حساب مواطن أخر يا أخي لماذا لا ننقض أنفسنا ؟ لكي ما ينصلح حال البلد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟