أصداء

العراق بلد يمشي وهو نائم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

متى يستيقظ العراق من سباته العميق وهو غارق في أحلامه، وحمم البراكين تجري من تحت أقدامه وهو لا يعلم؟ إنه كالماشي في منامه لا يعلم متى سيسقط في الهوة. فالبلد يعيش حالة من الانسداد السياسي والثقافي والاقتصادي ومع ذلك يردد قادته بدون وعي الشعارات الدعائية ويصدقونها وكأن بلدهم خرج من دائرة الخطر. هنالك في الأفق أجندات ومخططات ومشاريع، سرية وعلنية، وتحديات تتربص به وقادته يرددون ما تمليه عليهم الماكينة الإعلامية وكأنها حقائق منزلة.

ما هي الحلول الناجعة والعملية التي أعدتها الحكومة العراقية لإنهاء مشكلة النازحين والمهجرين والمنفيين في الداخل والخارج؟، وأزمة السكن والفقر والبطالة وتفشي الأمية والتضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية وانخفاض القدرة الشرائية ونقص الحصة التموينية، ومعاناة المواطنين التي لم ولن تنتهي من جراء شحة وانعدام أو انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من عشرين ساعة في اليوم في جحيم العراق اللاهب في فصل الصيف القاتل حيث وصلت درجات الحرارة إلى أكثر من خمسين في الظل؟ ألا يخاف حكام العراق من انفجار الشعب وغضبته العارمة التي يمكن أن تطيح بكل شيء؟.

ألم يتعظوا ويتعلموا الدرس من عكوف وعزوف المواطنين عن تسجيل أسمائهم على لوائح الانتخابات بالرغم من مناشدة المرجعية لهم بالقيام بذلك؟ هنالك قوانين مهمة تمس حياة المواطن ومستقبله ما زالت الخلافات السياسية الضيقة والأنانية البعيدة عن هم الوطن ومصلحته العليا، تعيق التفاهم حولها والموافقة على إصدارها، وفي مقدمتها تلك المتعلقة بانتخابات مجالس المحافظات التي قد تكشف عورة كل التنظيمات السياسية وتفضح حقيقتها وحجمها الجماهيري الحقيقي.وهناك الملف الذي يخص محافظة كركوك، القنبلة الموقوتة التي قد تفتت العراق برمته لا سمح الله، وهناك الإتفاقية الإستراتيجية العراقية الأميركية الطويلة الأمد المنتظرة التي قد تكبل العراق لعقود طويلة إذا أغفل حكامه حماية سيادة بلدهم واستقلاله، بالإضافة إلى قانون النفط والغاز وقانون الاستثمارات الأجنبية، وموازنة العام المقبل 2009 والخلافات بين الحكومتين المركزية والكردستانية الأمر الذي سيقود حتماً إلى تحالفات وتكتلات جديدة نظرا إلى تباعد المواقف بين القوى السياسية المتصارعة على النفوذ. لا يمكن الركون إلى الحلول الجزئية لهذه المشكلة أو تلك لأنها تبقى مجرد ترقيعات مؤقتة لا تلبث أن تنفجر وتخلق بدورها مشاكل أخرى غيرها بمختلف المظاهر والتداعيات على حد تعبير الشيخ المرجع محمد اليعقوبي المرشد الروحي لحزب الفضيلة في مقابلة له مع ممثل الأمم المتحدة دي مستورا. لذلك لابد من إيجاد حلول جذرية وعملية قابلة للتطبيق لمجمل الوضع الخانق والمزري الذي يسود العراق اليوم.


إن الخلاف الذي شهده البرلمان حول قانون انتخابات مجالس المحافظات يبين عمق الشرخ بين الكتل الحاكمة المستفردة بالسلطة وبين الكتل المقصاة إلى حد التصفية أو التجاهل والتهميش، وما نشهده ونلمسه اليوم من ركود وجمود ليس سوى عينة من المشاكل والأزمات التي تعاني منها العملية السياسية الوليدة في العراق. ليس هناك خيار آخر أمام السياسيين في العراق سوى تحقيق (المصالحة الوطنية) الحقيقية و أن تجلس الكتل السياسية مع بعضها في لقاء مصارحة وشفافية وتتناقش فيما بينها لحل كافة المشاكل التي لن تنتهي من دون إعادة بناء جسور الثقة المقطوعة في الوقت الحاضر، والشاهد على عمق هذا الشرخ وانه هو السبب الحقيقي لهذه الأزمات إن بعض الكتل التي صوتت على المادة (24) ليس لها قرار أو موقف من هذه المادة بالذات أو من الفريق العارض أو المعارض لها وإنما الذي دفعهم إلى ذلك هو شعورهم بالإقصاء ووجودهم في غير خندق الحكومة، فتجد هذه الكتل انه من الطبيعي أن لا تصوت على مشاريع الحكومة التي لا تنظر فيها الأحزاب الحاكمة إلا إلى مصالحها كما قال الشيخ اليعقوبي.

إن العملية السياسية برمتها تحتاج إلى استقلالية القرار الوطني عن تدخلات وضغوط وتأثيرات المحيط الخارجي، الدولي والإقليمي، لاسيما تدخلات دول الجوار، والحد من النفوذ الأمريكي اللامحدود الذي يتلاعب بمصير العراق ومستقبله كما تحتاج العملية السياسية إلى عاملين أساسيين، عامل مساعد، وهو وجود الأمم المتحدة ووساطتها الايجابية في حل المشاكل وتقريب وجهات النظر، وعامل ضاغط وهو التغيير المستمر في اصطفافات الكتل السياسية لتشكيل ثقل سياسي وجماهيري موازي مؤثر على الساحة وعلى المجتمع، لكي يرغم من يخرج عن الإرادة الوطنية أو يتحداها، على الرجوع إلى الصف الوطني وأخذ دوره الذي يستحقه في إطار المشاركة الوطنية الحقيقية، بيد أن ما يعيقنا عن تحقيق ذلك هو الإرادة الأمريكية التي ترى من مصلحتها أن يبقى الوضع السياسي كما هو عليه في توازناته الحالية لحسابات انتخابية واقتصادية وعسكرية وإستراتيجية أمريكية بحتة، لذلك تحول واشنطن دون تشكيل أي تحالف أو تكتل سياسي عراقي جديد يعمل على تغيير الوضع الحالي وإصلاحه.


جميع القوى السياسية العراقية ترغب بالمشاركة الحقيقية المنصفة في العملية السياسية وتأخذ دورها الطبيعي بغية أن يبدو كل كيان سياسي بحجمه الحقيقي من خلال صناديق الاقتراع وتصويت الناخبين واختياراتهم الحرة، فالعراق قادر على قيادة نفسه بنفسه، وهو ليس قاصر عن أداء هذه المهمة ميدانياً وعسكرياً وسياسياً واقتصادياً بالضد مما تريد أمريكا تسويقه ونشر وترسيخ فكرة عدم جاهزية العراق في أوساط المجتمع الدولي لإدامة بقائها فيه وبغطاء قانوني دولي.

د. جواد بشارة

باريس

Jawad_bashara@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شكرا
احمد محمود -

عزيزي د.جوادشكرا على المقال المتميز اعتقد ان مشكلة الكتل السياسية هي ابتعادها عن الشارع العراقي و همومه فالنائب في البرلمان يعتبر منصبه غنيمة فاز بها لا اكثر فالمواطن لا يستطيع لقاء النائب الذي يمثله و يفترض انه يدافع عن مصالحه

شكرا
احمد محمود -

عزيزي د.جوادشكرا على المقال المتميز اعتقد ان مشكلة الكتل السياسية هي ابتعادها عن الشارع العراقي و همومه فالنائب في البرلمان يعتبر منصبه غنيمة فاز بها لا اكثر فالمواطن لا يستطيع لقاء النائب الذي يمثله و يفترض انه يدافع عن مصالحه

المسؤول الاول
رعد الحافظ -

الشعب العراقي هو المسؤول الاول عن ما يصيبه في دينه ودنياه..وهذا ينطبق بالطبع على جميع شعوب العالم.فالدول المتقدمة هي اصبحت هكذا لان فيها شعب يريد التقدم ويعمل من اجل ذلك وليس لانه فيها بعض الساسة الشرفاء. فالساسة هم جزء من الشعب نفسه ولولاه لما وجدوا اصلا !!

المسؤول الاول
رعد الحافظ -

الشعب العراقي هو المسؤول الاول عن ما يصيبه في دينه ودنياه..وهذا ينطبق بالطبع على جميع شعوب العالم.فالدول المتقدمة هي اصبحت هكذا لان فيها شعب يريد التقدم ويعمل من اجل ذلك وليس لانه فيها بعض الساسة الشرفاء. فالساسة هم جزء من الشعب نفسه ولولاه لما وجدوا اصلا !!

هشاشة تفکير
الکوردستانية -

طبيعة منهج الساسة العراقيين هشة هشاشة العظام، أقل ريح يتمکن منهم للأسف. ومثل القول العراقي و(بطاسة ماء يبدأون بالسباحة)، اذا ما احدهم جاملهم وحرضهم علی زيد أو سرکوت يصدقون بها رأسا دون مراعاة أي شیء، وهذه هي الکارثة التي تجلب الويلات من کل النواحي. لهذا نخرج من أزمة لندخل أخری دون تفکير بثوابت العيش المشترك.

هشاشة تفکير
الکوردستانية -

طبيعة منهج الساسة العراقيين هشة هشاشة العظام، أقل ريح يتمکن منهم للأسف. ومثل القول العراقي و(بطاسة ماء يبدأون بالسباحة)، اذا ما احدهم جاملهم وحرضهم علی زيد أو سرکوت يصدقون بها رأسا دون مراعاة أي شیء، وهذه هي الکارثة التي تجلب الويلات من کل النواحي. لهذا نخرج من أزمة لندخل أخری دون تفکير بثوابت العيش المشترك.

لعنه
محمد على -

لعنه الله على الطاءفيه والف لعنه على المحاصصه الطاءفيه

لعنه
محمد على -

لعنه الله على الطاءفيه والف لعنه على المحاصصه الطاءفيه

لعنة الفراعنة
برزنجي -

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قامت امريكا بوضع خطة مارشال لبناء ما دمره الحرب في المانيا وفرنسا وعموم اوروبا . كل المانيا اصبح ورشة عمل وفي ضرف سنوات قليلة لم تعمر المانيا ما دمره الحرب، بل اصبحت المانيا ثاني اكبر قوة اقتصادية في العالم واصبح العالم يحسب اكثر من حساب لالمانيا ، ليس لكنها قوة عسكرية ، بل بالعكس الجيش الالماني لا يتعدى تعداده نصف تعداد الجيش العراقي الحالي، وليس بسبب القوة الاقتصادية الالمانية وحسب، بل للنظام السياسي والاجتماعي واالداري، بحيث اصبحت المانيا نموذجا في كل تلك المجالات، تحاول دول العالم الاقتداء بها ومن ضمنها امريكا ولا تستطيع. هذا مع المانيا. ام العراق وبعد تخلصه من اعتى نظام دكتاتوري قامت النخب السياسية والشعب الباسل بتدمير ما لم تدمره الحرب وقاموا بقتل من لم يقتله الحصار والحرب والدكتاتورية والفاقة والامراض. سنوات عجاف مرت على العراق، الى ان صحا النائمون والمخدوعون من قبل الاجنبي، فقاموا بواد السرطان وطرد الوباء الى خارج الحدود. وبعد ان صفت الاجواء للنخب السياسية وادى الشعب واجبه، كان ينتضر من حكومته ان تعمر ما تدمر وان تكسو من تعرى وان تشبع من جاع وان تمد البلاد بالماء والكهرباء والخدمات وان تبني الصناعة وتقوي الزراعة والاقتصاد، فاذا بحكومتنا الجد رشيدة تفتح جرحا جديدا وجبهة صراع جديد وتبني العسكر بدل الاقتصاد وتمسك الحكم بيد من حديد بل من تشارك الشع ، كل الشع في القرار. احيانا يترائى للمرأ وكان لعنة الفراعنة قد حلت بهذا البلد المنكوب بساستها وحكامها.برزنجي

لعنة الفراعنة
برزنجي -

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قامت امريكا بوضع خطة مارشال لبناء ما دمره الحرب في المانيا وفرنسا وعموم اوروبا . كل المانيا اصبح ورشة عمل وفي ضرف سنوات قليلة لم تعمر المانيا ما دمره الحرب، بل اصبحت المانيا ثاني اكبر قوة اقتصادية في العالم واصبح العالم يحسب اكثر من حساب لالمانيا ، ليس لكنها قوة عسكرية ، بل بالعكس الجيش الالماني لا يتعدى تعداده نصف تعداد الجيش العراقي الحالي، وليس بسبب القوة الاقتصادية الالمانية وحسب، بل للنظام السياسي والاجتماعي واالداري، بحيث اصبحت المانيا نموذجا في كل تلك المجالات، تحاول دول العالم الاقتداء بها ومن ضمنها امريكا ولا تستطيع. هذا مع المانيا. ام العراق وبعد تخلصه من اعتى نظام دكتاتوري قامت النخب السياسية والشعب الباسل بتدمير ما لم تدمره الحرب وقاموا بقتل من لم يقتله الحصار والحرب والدكتاتورية والفاقة والامراض. سنوات عجاف مرت على العراق، الى ان صحا النائمون والمخدوعون من قبل الاجنبي، فقاموا بواد السرطان وطرد الوباء الى خارج الحدود. وبعد ان صفت الاجواء للنخب السياسية وادى الشعب واجبه، كان ينتضر من حكومته ان تعمر ما تدمر وان تكسو من تعرى وان تشبع من جاع وان تمد البلاد بالماء والكهرباء والخدمات وان تبني الصناعة وتقوي الزراعة والاقتصاد، فاذا بحكومتنا الجد رشيدة تفتح جرحا جديدا وجبهة صراع جديد وتبني العسكر بدل الاقتصاد وتمسك الحكم بيد من حديد بل من تشارك الشع ، كل الشع في القرار. احيانا يترائى للمرأ وكان لعنة الفراعنة قد حلت بهذا البلد المنكوب بساستها وحكامها.برزنجي

تبريد الماقف
تاصر -

على كافة القوى السياسية في العراق تبريد مواففها حتى يسنطيع الشعب العراقي ان يعيش وحتى يستطيع العراق ان يستمر .المغالاة الكردية في كركوك هي تسخين للوضع العراقي .المغالاة الطائفية للشيعة هي تسخين ايضا للوضع العراقي .موقف السنة القومية العربية هي تسخين للوضع العراقي .اذا كان عندك حائط وتضربه بشاكوج صغير فلا خوف ان يسقط الحائط ولكنك اذا اتيت بشاكوج ابو المية كيلو فان الحائط والسقف سينهار على راسك وعلى راس الذين هم حواليك .

تبريد الماقف
تاصر -

على كافة القوى السياسية في العراق تبريد مواففها حتى يسنطيع الشعب العراقي ان يعيش وحتى يستطيع العراق ان يستمر .المغالاة الكردية في كركوك هي تسخين للوضع العراقي .المغالاة الطائفية للشيعة هي تسخين ايضا للوضع العراقي .موقف السنة القومية العربية هي تسخين للوضع العراقي .اذا كان عندك حائط وتضربه بشاكوج صغير فلا خوف ان يسقط الحائط ولكنك اذا اتيت بشاكوج ابو المية كيلو فان الحائط والسقف سينهار على راسك وعلى راس الذين هم حواليك .

سوال الى مالكي
نادي -

كم نسبة مايصرف من ميزانية العراق على الجيش والشرطة والامن .؟كم يصرف من رواتب على موظفي الدولة وماهي انتاجيتهم ؟على الحكومة العراقية التى تنادي بالشفافية ان تكشف عن هذه الارقام لانها مخيفة وستقود العراق الى كارثة اقتصادية .

سوال الى مالكي
نادي -

كم نسبة مايصرف من ميزانية العراق على الجيش والشرطة والامن .؟كم يصرف من رواتب على موظفي الدولة وماهي انتاجيتهم ؟على الحكومة العراقية التى تنادي بالشفافية ان تكشف عن هذه الارقام لانها مخيفة وستقود العراق الى كارثة اقتصادية .