كتَّاب إيلاف

رمضان البؤس والشقاء

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يحتفل المسلمون في شتى بقاع الأرض بمقدم شهر الخير والبركات، شهر رمضان الكريم الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس والبينات..
وتحلو الليالي الرمضانية بمظاهرها الإحتفالية التي قد لا تتكرر في ليالي السنة الأخرى، فلهذه الليالي طقوسها الجميلة وعاداتها المتوارثة منذ قرون طويلة، ولها رائحة ونكهة تنسي الصائم ساعات الحرمان من الطعام والشراب. وفي المجمل فإن حلاوة رمضان في لياليها، ولا فرق بين هذا الشعب أوذاك طالما إستظل الجميع بالدين الحنيف..

في كردستان حالها حال العراق، وهما صنوان لا يفترقان مهما توالت المشاكل والأزمات من خانقين الى كركوك وما دونهما في تكالب القيادات السياسية التي إبتلي بها العراقيون في هذا الزمن الرديء، على الجاه والسلطان!.

كانت ليالي رمضان في سنين خلت من أحلى المناسبات الإجتماعية ناهيك عن طقوسها الدينية، فتتزاور العائلات، وقد تحتشد في بيت من البيوتات وينشغل أفرادها بالإحتفال كل على طريقته الخاصة، فهذا يقضي الليل بالألعاب الفولكلورية المتوارثة كـ( المحيبس ) التي هي لعبة كردية عربية مشتركة على عناد الكتل السياسية المتصارعة اليوم في العراق، بفارق أن الأكراد يخفون المحبس تحت طاقيات الرأس ( كلاو )، والعرب يخفونه بأيدهم. وهناك لعبة الصينية والزار التي يجتمع لأجلها الشباب في المقاهي الشعبية فيسهرون حتى ساعات السحور منشغلين باللعب يرافقهم مطربين محليين الذين يحلون الليالي الرمضانية بمشاركتهم في الغناء، فيتناوشون المقامات العراقية فيما بينهم وصواني البقلاوة وقواطي البيبسي تدور على مدار الساعة باللاعبين ومن حضر من الأصدقاء والمشجعين لهذا الفريق أو ذاك.

كانت هذه الطقوس تمارس في الشهر الفضيل في أيام العز، والكهرباء ينير أرجاء المدينة، والفساد يعتبر في تلك الأيام، جريمة أخلاقية مشينة مخلة بالشرف، والتجار كانوا يعطفون على الناس بتخفيض أسعار السلع والمواد الغذائية للتخفيف عن كواهلهم، ويزكون أموالهم في هذا الشهر الفضيل لينعم الفقير أيضا بخيراته وبركاته، فلن تجد من يمضي الشهر محتاجا أو جوعانا على قلة الخيرات في ذلك الزمن الجميل.

واليوم.. وآه من معاناة اليوم، فحرمان الإنسان من الطعام والشراب، يضاعفه حرمانه من كل شيء.. لا كهرباء تنير الليالي الظلماء بعد أن خفضت حكومة الإقليم ساعات التجهيز الى أربع ساعات على مدار اليوم الكامل، على رغم وعود وزارة الكهرباء بزيادة ساعات التجهيز الى أكثر من 15 ساعة خلال شهر رمضان، فيسحر الكثيرون في كردستان على ضوء الشموع والفوانيس الصدئة، ولولا المولدات الأهلية لإنعدم الكهرباء تماما عن مدن الإقليم الذي يستلم سبعة مليارات دولار سنويا من الدولة، وحجة وزارة الكهرباء الكردية أن المحطة اليتيمة التي شيدها أحد أغنياء مدينة أربيل ( لاحظ أن المحطة لم تنشئها حكومة الإقليم على رغم مرور خمسة عشر عاما على تشكيلها ) أن تلك المحطة تعمل بالكاز؟؟؟!!! تصور عزيزي القاريء، في دولة نفطية تمتلك ثلث إحتياطي العالم من النفط الغاز تعجز فيها الحكومة عن توفير الكاز لتشغيل محطات الكهرباء؟؟!!.

مع حلول الشهر الفضيل ضاعف التجار وهم في الغالب من أعوان السلطة وبطانتها أسعار المواد الغذائية التي يتاجرون بها، لا بل أنهم يستوردون موادا غذائية غير صالحة للإستهلاك البشري بسبب رخص أسعارها في دول الجوار التي تحرص أكثر من حكومة الإقليم على صحة شعبها، ويوميا نسمع بإتلاف عشرات بل مئات الأطنان من المواد الغذائية الفاسدة من دون أن نسمع يوما بصدور حكم الإعدام بحق أحد التجار لتلاعبه بمصير هذا الشعب وتعريض حياة الناس الى الخطر بسبب إستيراد تلك السموم، وهذه جريمة تساوي عندي جرائم الإبادة البشرية التي إعتاد صدام حسين في عهده أن يرتكبها ضد شعبنا الكردي؟؟!!.

وأشك في الوقت ذاته بقيام هؤلاء التجار وهم من أصحاب الملايين بل المليارات من الدولارات بتزكية أموالهم، اللهم إلا في النوادي الليلية والملاهي بصرفها على الغانيات وبائعات الهوى، أو على موائد القمار في الليالي الرمضانية، فلهؤلاء أيضا طقوسهم الرمضانية في الفنادق من ذوات الخمس نجوم؟؟!!.

قبل يومين شعرت بالحزن والأسى وأنا أستمع الى تصريحات وزير صحة إقليم كردستان وهو يتحدث عن مخاطر قدوم مرض الكوليرا الى كردستان، بعد إنتشاره في مدن الجنوب.. هذا المرض المعدي اللعين الذي يهدد كل سنة حياة الملايين من الناس في كردستان قد إنمحى تماما من سجلات وزارة الصحة منذ سنوات طويلة، ولكنه عاد منذ خمس سنوات تحديدا بعد ( تحرير؟؟!!) العراق بسبب شحة المياه الصالحة للشرب على الرغم من الأموال الهائلة التي تنهمر على إقليم كردستان كل سنة. فمن يصدق أن هذا الإقليم المتكون من ثلاث محافظات وبميزانية سنوية تفوق ميزانية العديد من دول الجوار العراقي يشرب العديد من سكانه مياها منقولة بالصهاريج ( التنكرات )، وتفتقر العديد من أحياء مدنه وخصوصا السليمانية الى شبكات المياه الصحية الصالحة للشرب؟؟!!..

وكم تأسيت وأنا أستمع الى السيد الوزير وهو يتحدث بغصة عن الإجراءات الصحية الواجب إتخاذها لمنع إنتشار الكوليرا في كردستان، ويحتار كيف يمنع الآلاف من أصحاب العربات المتجولة الذين يبيعون المواد الغذائية المكشوفة في الشوارع والأسواق، لأن تلك العربات المتجولة هي مصدر عيشهم وكسبهم الوحيد؟!.

وكم حزنت عندما قرأت مذكرة نشرتها بعض الصحف المحلية عن مطالب بعض منتسبي الشرطة والأمن المحلي الذين هم عماد إستتباب الوضع الأمني في كردستان والساهرين على حماية مواطني الإقليم وهم يطالبون بمساواتهم في الرواتب والمخصصات بأقرانهم في المحافظات العراقية الأخرى، ويكشفون لأول مرة أن الحكومة العراقية ترسل سنويا رواتبهم ومخصصاتهم أسوة ببقية مراتب الشرطة والأمن في المحافظات الأخرى، ولكن حكومة الإقليم تقطع تلك الزيادات عنهم؟؟!. ويبلغ السيل الزبى لديهم فيهددون بالإضراب ويصرخون بأعلى أصواتهم " لن نسمح بعد الآن أن يركب مسؤولو الحكومة بسيارات آخر موديل ويبنون لأنفسهم فيللا وعمارات على حساب رواتبنا المقطوعة؟؟!!.
في القنوات الفضائية الكردية تعرض يوميا برامج ومسلسلات كردية تصور داخل أرقى البيوت والفلل وفي الأحياء الراقية بمدن كردستان ليوهموا الناس في الخارج بأن كردستان أصبحت جنة المأوى، ولكن تلك القنوات المملوكة للسلطة تدير ظهرها لمشاهد أولئك الناس الذين يخرجون قبل حلول المساء الى خارج المدينة للبحث في أكوام القمامة عن شيء يساوي ثمن رغيف الخبز؟؟!.

من يطل على مدينة أربيل من بعيد سيجد كيف أن غلافا من الأتربة والدخان تلتف حول المدينة من أطرافها، حتى لا يكاد المرء يشعر بوجود هذه المدينة دون أن يدخلها، فأي بيئة هذه يعيش فيها الإنسان؟!. أعتقد جازما أنه لو قدر لمنظمة مختصة بالبيئة أن تقيس مستوى التلوث في مدن كردستان الكبرى، لأحتلت أعلى مرتبات التلوث في العالم؟!.
وأعتقد بالجزم نفسه أنه لو إمتلكت حكومة كردستان مفاعلات نووية حقيقية، لما إهتمت حتى بمستويات تسرب الإشعاع من تلك المفاعلات ما دامت هي تدار من قبل أحد أفراد بطانتها الفاسدة؟؟!!..

إن هذا البلد تحول بفضل حفنة من المتسلطين على رقاب الشعب، الى جحيم لا يطاق، يجوعون الشعب ويهينون كرامته ويمرغون أنفه في الوحل. وأنا عندما أخاطر بحياتي لأكتب عن المافيات وعن حالة الفساد المستشري في هذا الإقليم المتحرر لا أخرج شيئا من جيبي، ولا أدعي ما لا وجود له، فحتى القيادات الكردستانية العليا تعترف بوجود حالة خطيرة من الفساد في الإقليم، وتعدنا مرارا بإقتلاع جذوره، ولكن الزمن يطول، ولا من مجيب، وأنا ككاتب يمليني ضميري الإنساني أن أكتب وأن لا أسكت عن قول الحق حتى لو دفعت الثمن برقبتي، لأنني ما ناضلت ولا خضت جبال كردستان لأكثر من عشرين سنة بعيدا عن أهلي وأطفالي وعشيرتي لأعيش في هذا الزمن الأعجف، وأرى ما لا يتحمله ضمير أي إنسان سوي.. وكم هو جميل قول الشاعر :

ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله.. وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم.

شيرزاد شيخاني

sherzadshekhani@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بدل العنوان
قاريء -

لقد ظلمت هذاالشهر المعظم بعنوان مقالك عندما قرنته بالتقصير الحادث من الحكومة الكردية ازاء الاكراد ارجو ان تغيير العنوان او ان تكون اكثر حرصا مستقبلا حتى لا تعطي الانطباع انك تزدري شهر الله المعظم

بدل العنوان
قاريء -

لقد ظلمت هذاالشهر المعظم بعنوان مقالك عندما قرنته بالتقصير الحادث من الحكومة الكردية ازاء الاكراد ارجو ان تغيير العنوان او ان تكون اكثر حرصا مستقبلا حتى لا تعطي الانطباع انك تزدري شهر الله المعظم

بعد التحية
كوردستانى -

يا استاذ شيرزاد انت من كتاب الصادقين ودائما تقول الحقيقة وتريد خير لكل الانسان بدون تميزولكن مع اسف هناك عديد من الذين يسبحون فى مياه العكر القومجيين العرب يتهمونك بالشوفينية (كوردية)كما سبق فى مقالتك السابقة لانهم لا يريدون ان تتطالب بحقوق شعبك الكوردى .وابواق احزاب كوردية يتهمونك بالمتمرد وكاذب (حشاك) لانهم يريدون منك ان تقلب الحقيقة الى كذب. لايهمك استمر على قول الحقيقة من اجل مستقبل انسان العراقى بكافة قومياته وطوائفه لانهم بدون استثناء يواجهون نفس المشاكل فى عموم العراق مع اننافى كوردستان حالنا احسن بكثير من حال اخواننا بالجنوب والوسط .وانت قدوةللذين يسلكون طريقك لان انسان فى العراق يبارك امثالك ويلعن كتاب العنصريين والمنافقين الذين يريدون ظلام وجوع لاطفال العراق مستغلين تفرقة بين ابناء وطن واحد.

نحن السبب
سامان -

كاك شيرزاد ولكن لا تنسى اننا نحن الكورد من دعم وجلب وحمى هؤلاء رغم اننا كانت لدينا تجربة مريرة معهم فهم كانوا يغتصبون نساءنا في القوى عندما كنا ناؤيهم وكانوا يقتلون من يعترض على تصرفاتهم بحجة العمالة لصدام مع انهم كانوا يعملون في الاستخبارات العراقية ويستلمون الاموال ولا ننسى كيف انهم وعدونا بالبقاء معا والموت من اجل القضية سنة 1974 ولكن عندما احسوا بالخطر هربوا للخارج وتركوا شعبهم في حيرة ومن ثم انضموا الى مخابرات الدول المتعددة لينفذوا اجندتها دون التفكير بالشعب واخذ بنظر الاعتبار ما قد يجلب على الشعب من ماسي فهم لم يفكروا لحضة ماذا سيحدث عندما جلبوا الجيش الايراني عبر القرى الى كركوك وكفري في عز الحرب الايرانية العراقية ما افقد صواب الدكتاتور العراقي ودمر القرى خلاصة الكلام هؤلاء المكروبات والجراثيم المرضية لا يمكن لها ان تعيش لحضة واحدة لو لم تكن هناك بيئة خصبة توفر له الحماية تحياتي القلبية لك واتمنى لك الموفقية واغبط شجاعتك لانني بصراحة اصبحت اخاف على صوتك .

والله صدقت
علي كلاري -

بارك الله بيك كاكه شيرزاد..فوالله الاوضاع في كوردستان بلغت مبالغ لا يمكن التنبا بتبعاتها...الفساد السياسي والمالي وتكميم الافواه وسرقة قوت الناس وتقص الخدمات اصبحت ظواهر دائمة في حياة الكورد في كوردستان..اللهم لا تواخذنا بما فعل السفهاء منا...تقبل الله صيامكم واعمالكم في هذ الشهر الفضيل

رمضان کريم
الکوردستانية -

ان من يتحکم بالسوق هو من يخلق الازمات، عندما يحصل ازمة ما نجد صداه سريعا علی الشارع والأفواه والعيون الحائرة التي نست البسمة الصادقة ، لأن هناك من يحرك قطح الشطرنج لغاياته الخاصة. مثلا قلة الکهرباء الذي‌ من الممکن انتاجه من شلالات وسدود العراق الکثيرة والطاقة الشمسية والهوائية والنفطية يجعلك تشتري مولدة ترکية تعمل علی الکاز السائل مثلا أو صوبة ايرانية تعمل علی النفط الأبيض اللذان ضررهما أكبر من نفعهما حيث انها تستهلك موادا من باطن ارض العراق ولکنه يباع للمواطنيين بأسعار ربما يعادل نصف رواتبهم، وهي لا تکفي الا لساعات للتبريد صيفا وبالتالي سيزيد من حرارة جو العراق عدة درجات اخری والحامية اصلا.، أو تستخدم للتدفئة شتاءا او للطبخ وأضافة الی سموم أولأوکسيد الکاربون المنبعثة منها والذي يستنشقه الناس عند أستخدامهم لهکذاأجهزة ضارة علی صحة الانسان والبيئة. لو ربطتم هذه مع بعضها لوجدتم من يريد زعزعة الامن وخلق الازمات؟ علی الپرلمان مراقبة الحکومة في توفير سبل الحياة الکريمة للمواطنين وليس عسکرة العاطلين عن العمل وأدخالهم في أتون حروب لا فائدة منه. عندما نام العراقيون في قيلولة الأمن ، کان من الواجب الاستفادة من هؤلاء المغرر بهم في الصناعات والخدمات والعمل الدؤوب في تنظيف البيئة الذي أفسده کل من کره العراق وشعبه.

الفساد ارهاب
كاروان كوردستاني -

اللعنة على كل المفسدين واللصوص في كوردستاننا الحبيبة

وحدة الالام
عراقي -

مثال اخر على طيبة الشعب الكردي و وحدة مصيره مع اخوانه في البلد الواحد. شدة و تزول

لعبة الصينية والزار
جتين أربيللي/أربيل -

كان الأجدر بالسيد شيرزاد أن يكون (أمينا) في نقل المعلومة بخصوص لعبة (الصينية والزار) وهي لعبة (تركمانية بحتة) فإذا كانت لعبة المحيبس لعبة عراقية شعبية يلعبها كل العراقيين بعربهم وتركمانهم وأكرادهم فإن لعبة (الصينية والزار) والتي يسميها التركمان بلغتهم لعبة (صيني زرف) هي لعبة تركمانية صرفة يلعبها الشباب في ليالي رمضان المبارك، وأما وجودها في أربيل فهو دليل آخر على تركمانية مدينة أربيل فقد توارثها الأكراد من التركمان واستحسنوها ولعبوها فأصبحت الآن اللعبة الشعبية الأولى في ليالي رمضان في أربيل وكركوك ، ولكن للأسف لم يكن السيد شيرزاد (أمينا) في نقل المعلومة عن حقيقة هذه اللعبة التركمانية.

آه وألف آه
elmoofty -

آه وألف آهأين أيام العز ؟ أين أيام صدام التى رأى فيها أهل العراق العز وجلب لهم كل أطايب العالم من كل مكان وأنكروا ذلك رأيت بأم عينى التمن(الأرز) باللحم وهو يلقى فى براميل القمامة بكميات لا يصدقها عقل ولم أتخيل يومها أن يأتى يوم يصل به أهل العراق الى هذا المستوى من الفقر تساءلت يومها وأنا أرى بأم عينى مايلقى فى القمامة - هل سيأتى يوم لا يجد فيه أهل العراق هذا التمن وهو يلقى فى القمامة؟ولكن عشت ورأيت بنفسى شيئ لم أكن أصدقه فى حياتى- وأقول رحم الله أيام العز أيام صدام

اختيار غير موفق
برزنجي -

اختيار غير موفق للسيد شيرزاد لموضوع مقالته وانفعالية زائدة يلاحضها القارئ مع الاسف في كتابات السيد شيرزاد في الفترة الاخيرة، كنت ان اتمنى ان ينتبه اليهما كاتبنا العزيز الاخ شيرزاد. لنفترض ان ما ذكرته فيه من الصحة الشيئ الكثير وانا شخصيا ايدتك في كثير من المرات عندما كنت تكتب عن معانات الناس في الاقليم. ولكن اخي العزيز هناك اولويات في التوقيت واولويات في المعالجة واولويات في الاشياء التي على كتابنا الكتابة حولها. رغم ذلك يا اخي شيرزاد اعتقد بان الصورة ليست بالقتامة التي ذرتها. التغير الذي حصل في السنوات الاخيرة شيئ لا يستهان به، ولو انه ليس بالمستوى المفروض ان يكون عليه، الا ان الناس يعيشون الان في رفاه ومستوى معيشي اعلى اضعاف المرات مما كانوا عليه في السنوات السابقة. لا توجد عائلة في الاقليم ليس لديها شخصا لا يستلم راتبا من جهة ما. وهناك حالات توجد في العائلة الواحدة اكثر من عضو فيها يستلم راتبا من الدولة او من مؤسسات وجهات اخرى. سابقا كانت العائلة في الاقليم ياتيه مبلغ بسيط من ابن او قريب في المهجر، يفرح ويسعد به ويكون ممتنا لمرسل ويكفيه لمدة غير قصيرة. ولكن الان انعكست الاية. فالابن او القريب يجد نفسه متاخرا عن الذي كان يبعث له بالمساعدة لغاية الامس القريب، والرفاه والتغير الذي حصل في حيات الناس هنا في هذه الفترة القصيرة، لا تحصل حتى في الدول المتقدمة صناعيا في هكذا وقت قصير. اكثر من 50% من العائلات في الاقليم لها مساكنها الخاصة واكثر من 50% من عائلات الاقليم لها سيارة خاصة وكما قلنا هناك عوائل في الاقليم لها اكثر من دخل. نعم هناك تقصير وهناك خلل كبير وهناك ادارة اقل ما يقال عنها قاصرة للامور في القليم، ولكن يا اخي الكريم، انضر ما تسعى اليه اعداء هذا الشعب وكيف يتكاتف اعداء الامس وربما حتى اعداء اليوم في نقطة معادات الكرد. اوليس من المفروض نحن الكرد ان يكون لنا اولوياتنا في طرح ما يجب طرحه والكتابة عن ما يجب الكتابة حوله؟ برزنجي