العراق وعقلانية التوافق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكن للمرء أن يضفي على كلمة أو مفهوم التوافق، معانٍ عديدة، تتفق مع جوهر المقصود و محتواه و أبعاده، لكنه عليه أن يعي أيضاً أن هذا المفهوم هو، في الوقت نفسه، مفهوم واسع و متسع، ينفتح على التأويل و التفسير وفقاً لمستوى الوعي و منظومة الرؤية و العبارة، التي نتمتع بها جميعاً لتسمية عالم الأشياء و الظواهر. و اليوم ثمة من يدعوا لترسيخ هذا المفهوم على المستوى العالمي، ففي هذا المجال يعتقد جورج مونبيوت الكاتب والأكاديمي والناشط البريطاني الذي ألف كتاب " عصر التوافق" أن عصر التوافق يعني عصر خلاص البشرية من الاستغلال البيني، حيث يجب أن تنتهي وللأبد ثنائية المستغل (بكسر الغين) والمستغل (بفتحها).كما يرى أن هذا العصر "المنشود" هو عصر تساوي الشعوب والدول ومعاملة مصالح الجميع على قدم المساواة.
بمستوى أًخرى، أن مفهوم التوافق، من حيث التعريف الشائع الذي نتداوله و نفهمه و نتعاطى معه، هو مفهوم عقلاني و سلمي، يعكس قبل كل شيء، حضور روح منفتحة و متزنة لأطراف معنية و مُعَيَّنة، تبغي الوصول الى نقاط للإلتقاء فيما بينها و بالتالي الإتفاق على قضايا و مسائل محددة، و ذلك بالطبع عبر أساليب عصرية و إنسانية و طرق قويمة و سليمة نابذة لأي نوع من أنواع اللجوء الى العنف أو العنف الرمزي.
كما يمكن أن نقول : أن التوافق يعني أيضاً الخروج من دائرة الحوارات و السجالات أو المشاورات و المفاوضات بنتائج إيجابية، تعكس هذه النتائج تطلعات كافة الأطراف المعنية و تراضيها رغم إختلافاتها السياسية و الآيديولوجية و العقائدية، و كذلك ضمان حقوق الجميع بعيداً عن إتباع أية سياسات إنغلاقية متطرفة و متشنجة، تعيق مبادىء الحوار و مفعولها، و بعيداً عن منطق الديمقراطيات الكلاسيكية أيضاً، الذي يأخذ عادةً برأي الأكثرية قمعاً لما تتمتع بها الأقلية من حقوق إنسانية و سياسية، هي بحاجة الى توفير و تحقيق كاملين دون أي شكل من أشكال التقليل من شأنها.
بهذا المعنى، نجد بوضوح تام أن مفهوم التوافق هو، بكلمات اُخرى، ليس إلا عبارة عن مجهود كبير من الجهود الحثيثة التي تُبذل و ينبغي أن تُبذل من أجل تحقيق حقوق كافة الأطراف المتفاوضة، تحقيقاً عادلاً و شاملاً، و لاشك أن هذه الجهود لها علاقات مصيرية و ستراتيجية بما سيتم أقرارها، في البلد الذي تعيش فيه، هذه الأطراف و الأطياف، من قوانين و دساتير و أوامر، هي، في آخر الأمر، جملة من الأشياء و الإجراءات التي تتعلق تمام التعلق بحاضرها و مستقبلها و مصيرها. الأمر الذي يعني أن التوافق هو، في بعد آخر من أبعاده، عملية ديمقراطية، تنطوي على الإستبعاد الكامل، و مصادرة عقليات التهميش و الحرمان و التحريم السياسي، التي لا تنسجم و منطق التفكير الديمقراطي السياسي و الإجتماعي الحديث و لا تفيد أي إجماع consensusحقيقي و نهائي بين التكوينات الإجتماعية و السياسية التي تختلف و تتباين آيديولوجياً و سياسياً و ثقافياً مع بعضها هذا فضلاً عن أنها عقليات دكتاتورية و إستبدادية قام عليها و بها الحكم البائد في العراق و دمرت من خلالها روح الوطنية و المواطنية في البلاد.
من هنا، إذا ما أردنا الوقوف على التجربة العراقية الجديدة التي بدأت مع سقوط النظام البائد و قطعت حتى الآن أشواطاً كبيرة لتصل الى هذه المرحلة الإنتقالية المتطورة و المعقدة في آن، يمكن القول أن سياسة التركيز على مفهوم التوافق كانت أحدى الآليات العقلانية المناسبة التي أشتغلت عليها الأطياف السياسية العراقية دعماً للعملية السياسية في العراق و تدعيماً لوحدة صفوف القوى السياسية العراقية و توجيهها توجيهاً ملائماً بإتجاه الوصول الى التفاهمات الثنائية و الأهداف المشتركة التي تتمثل في إبقاء العراق بلداً للجميع.
بعبارة أُخرى، أن سياسة التوافق كانت و ماتزال سياسة عقلانية، ساهمت الى حد كبير في إعادة أجواء الثقة بين القوى السياسية العراقية. وإذا أردنا فهم و إستيعاب المراحل الصعبة و المعقدة التي مرت بها الأحزاب العراقية و المجتمع العراقي ككل بعد سقوط النظام، علينا أن لا ننسى أن هذه السياسة لعبت أيضاً دورا مشهوداً في إنقاذ البلاد من كوارث سياسية داخلية كانت، في مراحل عديدة من العامين المنصرمين، على وشك الإنفجار، لو لم تتحلى القوى العراقية بالعقلانية السياسية عبر إنتهاج سياسة التوافق و العودة الى فكرة التوفيقية الممكنة و إفشال المخططات الخارجية الرامية الى تدمير العراق لا سيما أننا نعي تماماً أن أعداء البلاد و القوى الأجنبية و الشبكات الإرهابية المنتشرة في أنحاء العالم وضعت مع سقوط صدام لعراق مابعد الدكتاتورية، خطط جهنمية و عدائية، لإيقاع البلاد في دوامة حرب أهلية طاحنة، لكنها لحسن حظ العراقيين لم تفلح حتى الآن في تحقيق ذلك الهدف الخبيث.
هنا علينا أن لا ننكر دور جميع الأطراف و الأطياف السياسية العراقية في تبني هذا المبدأ و العمل به و إنجاحه، كما علينا أن نشيد أيضاً بدور القوى الكردستانية في مبادرتها الوطنية بشأن هذا المبدأ و طرحه كخطاب يستدعي العودة اليه و تبنيه وفقاً لمقتضيات العملية السياسية في العراق و إستحقاقاتها، الأمر الذي يحثنا الآن دون شك على التذكير بأهمية هذا المبدأ و العمل به للظرف الحالي لتجنيب البلاد من أية خلافات أو نزاعات داخلية و لتحقيق الحد الأقصى من التلاحم السياسي و التناغم الإجتماعي المطلوب فيها، كما أن ضرورة الإنطلاق من هذا المبدأ لأهداف حضارية و ستراتيجية، تكون مرآةً لتحضر الشعب العراقي و روحيته الديمقراطية و إنساجامه الداخلي، ذلك لأن التوافق هو في آخر الأمر مبدأ إنساني يؤكد على جملة من الأشياء أهمها حضور العقل و النعم الإلاهية الأخرى التي يتمتع بها الإنسان و يتميز بها عن بقية الكائنات الأخرى، و لا ننسى الحديث النبوي الشريف مفاده أن أفضل الأشياء قسمةً بين الناس هو العقل.
عدالت عبـدالله
* كاتب و باحث كردي عراقي
التعليقات
السياسي والضمير
الکوردستانية -السياسي الحريص علی مستقبل شعبه وأمته لا يغلق منافذ الحوار ولا يحاول السير في طرق ميتة ، بل يتجنب خوض الطرق العقيمة لهدف الوصول الی الحلول المرضية، فهو جاء من أجل رفع الظلم وليس الإضافة عليه فيزيد الطين بلة ، فالسياسي عندما يخوض سجالات غير مفيدة أکيد له هدف خاص به شخصيا، فلا يفکر بالشعب ، بل بأنانيته المريضة. السياسي عندما يکون فاقد الضمير لن يقدر الوصول الی بر الأمان، بل يتملص من کل حرف وکلمة من أجل نزعاته الانتهازية وقصر نظره وعدم مقدرته التوازن بينها وبين مصلحة شعبه الذي يتطلب منه ضميرا حيا. فيحصل هنا الخلل. التوافق هنا هو تحکيم العقل والضمير فإذا ما تمکن الساسة من حسن إستخدامها جنبوا شعوبهم کثير من الظلم والمظالم. فالسياسيون عليهم إيجاد أسباب سعادة شعوبهم.
التوافق الحقيقي
harwn -أعتقد أن الكاتب بحاجة الى قراءة عقلية الساسة العراقيين أكثر لأنهم يعتبرون أن توافق هو تنازل..الأفكار الواردة في المقال جميلةجداً و لكن لايرتقي السياسيين العراقيين الى العمل بها و الإستفادة منها طالما طغت الأجندات الشموليةو العنصرية على المسرح العراقي.
التوافق الحقيقي
harwn -أعتقد أن الكاتب بحاجة الى قراءة عقلية الساسة العراقيين أكثر لأنهم يعتبرون أن توافق هو تنازل..الأفكار الواردة في المقال جميلةجداً و لكن لايرتقي السياسيين العراقيين الى العمل بها و الإستفادة منها طالما طغت الأجندات الشموليةو العنصرية على المسرح العراقي.
أصل المشكلة
أمانج محمد -لا نعتقد أن العرب و التركمان يقبلون بالتوافق في كركوك إذا كان في مصلحة الكورد ولا الكورد إذا كان في مصلحة العرب لذا لايتحقق التوافق إلا إذا كانت الأطراف العراقية مؤمنة به حتى و إن كان يعني بعض الأحيان التنازل عن الحقوق تجنباً للصراعات والحروب
الى كوردستانية
عراقي اصيل -هل تقصدين بهذه العبارة ,فالسياسيون عليهم إيجاد أسباب سعادة شعوبهم , السياسيين الكرد ايضا ؟ ام انهم معصوميين لا يخطاؤون ابدا؟
الى كوردستانية
عراقي اصيل -هل تقصدين بهذه العبارة ,فالسياسيون عليهم إيجاد أسباب سعادة شعوبهم , السياسيين الكرد ايضا ؟ ام انهم معصوميين لا يخطاؤون ابدا؟
العراق المحرر
المشاغب -حذر رئيس هيئة النزاهة في مجلس النواب صباح الساعدي مما وصفه بآفة الفساد المالي والإداري التي أخذت تهدد النظام الإداري في العراق بالانهيار. ووصف الوضع بالخطر، مشيرا إلى بروز ظاهرة تشريع قوانين في مجلس النواب لتمرير الفساد ولتصحيح موقف شخص أو توجه سياسي ضالع في عملية الفساد.وردا على تصريحات سابقة لرئيس الوزراء نوري المالكي إشار فيها الى ما وصفه بانخفاض مستويات الفساد في العراق، اتهم الساعدي الجهاز التنفيذي للحكومة بالفساد، وقال إن من الطبيعي أن يدافع أعضاؤها عن أنفسهم، مشيرا إلى تلكؤ في عمل القضاء في العراق، وقال إنه يخضع في كثير من الأحيان إلى عمليات الابتزار والضغط السياسي.ونفى رئيس هيئة النزاهة أن تكون لدى هيئته إحصائيات محددة حول واقع الفساد، لافتا إلى أن منظمة الشفافية الدولية عدت العراق ثاني أكثر الدول فسادا في العالم، وقال إن هيئة النزاهة تنشط الآن في محاسبة المسؤولين وتفعيل الدور الرقابي لمجلس النواب.واكد صباح الساعدي رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب أن لجنته قامت بتقديم أكثر من طلب لمثول عبد الفلاح السوداني وزير التجارة أمامها، لكنها قوبلت بالرفض من قبله. وأضاف الساعدي أن التهم الموجهة إلى السوداني يصل مجموعها إلى تسع تهم.وناشد رئيس لجنة النزاهة بمجلس النواب، الأحد، الكتل السياسية الكبيرة عدم عرقلة عملية سحب الثقة عن وزير التجارة التي ستثار في جلسة (الاثنين)، داعيا رئيس الوزراء إلى محاسبة الوزير بتهمة الإرهاب.وقال صباح الساعدي في مؤتمر صحافي عقده بقصر المؤتمرات ببغداد (الأحد)، إنه يطالب ''الائتلاف العراقي الموحد (الكتلة البرلمانية الأكبر وتشغل 83 مقعدا من أصل 275 هي مجموع مقاعد المجلس، والتي ينتمي إليها وزير التجارة) بعدم عرقلة استجواب عبد الفلاح السوداني'' مبينا أنه ''قد أساء إلى الشعب وأضر بالعراقيين''. وأضاف الساعدي أنه يطالب أيضا رئيس الوزراء نوري المالكي ''بمحاسبة السوداني بتهمة الإرهاب''، مذكرا رئيس الوزراء بما سبق أن قاله بشأن الفاسدين وعزمه إحالتهم إلى القضاء كمجرمي حرب أو بتهمة اهدار موارد الوطن .
الی عراقي اصيل
الکوردستانية -کل أنسان کائن من کان معرض للخطأ، ولکن تکرار الأخطاء في هذا العراق معناه حروب ودماء وتکرار المشاهد ذاتها دون الأرتقاء بمستوی الأستفادة من الخطأ الذي يکاد يتکرر کل قرن وحقبة، فما يحصل وما يتکرر في العراق اللامبالاة أو عدم إحتکام العقل لأن الضمير غائب هذا أولا، ومن ثم مشاغلة شعبه التواق للحروب من أجل سرقة خيراته من قبل من يخططون له من بعيد هذا ثانيا. فالعراق متعدد الأعراق وکما قال الملك فيصل عن العراق بأنها بلاد من الصعب أن تحکم هذا ثالثا. فما تری أنت يا عراقي أصيل؟
الی عراقي اصيل
الکوردستانية -کل أنسان کائن من کان معرض للخطأ، ولکن تکرار الأخطاء في هذا العراق معناه حروب ودماء وتکرار المشاهد ذاتها دون الأرتقاء بمستوی الأستفادة من الخطأ الذي يکاد يتکرر کل قرن وحقبة، فما يحصل وما يتکرر في العراق اللامبالاة أو عدم إحتکام العقل لأن الضمير غائب هذا أولا، ومن ثم مشاغلة شعبه التواق للحروب من أجل سرقة خيراته من قبل من يخططون له من بعيد هذا ثانيا. فالعراق متعدد الأعراق وکما قال الملك فيصل عن العراق بأنها بلاد من الصعب أن تحکم هذا ثالثا. فما تری أنت يا عراقي أصيل؟
وزير التجارة
محمد -وزير التجارة يستورد من إيران الحليب ومشتقات الألبان والعصائر والأغذية المليئة بالفيروسات أو منتهية الصلاحية وتباع للشعب العراقي بأثمان باهضة. هذا الوزير يجب محاسبته علی جرائمه في الربح السريع علی حساب الشعب المحروم.
العقل والتوافق
برزنجي -السياسة في الواقع هي عملية توافقية وإيجاد البدائل والحلول وسط والأقتراب کل من الآخر لردم الحواجز وملئ المسافات. وعند الفشل في الوصول إلی هذه الحلول التوافقية والبدائل، تنتهي مهمة السياسة فتؤدي إماإلی القطيعة أو إلی التصادم (المعني هو الحرب). ويخطأ من يقول بان الحرب وسيلة من وسائل السياسة. بل الحرب هو الضد من السياسة بالقطع. مع تطور العقل البشري وإرتقائه، أصبحت القدرة علی إيجاد الحلول الوسط والبدائل والتوافقيات أکثر إمکانا وشيوعا. وعند الرجوع إلی التأريخ، کانت الحروب والمواجهات سمة من سمات الحياة البدائية والطفولة البشرية. تارة علی الماء وتارة علی الزاد والأرض وتارة أخری علی المرأة. وفي العصر الحديث کانت الحروب أداة المتطرفين والمتعصبين الذين لم يؤمنوا بالحلول الوسط وجدوی التوافق في الوصول إلی أهدافهم، فکانت الحروب من أجل تدمير الآخر وإلغائه. فالنازية الألمانية والفاشية الإيطالية واالفکر القومي المتطرف واالراديکالية الإسلاميةوالطائفية في منطقتنا خير أمثلة علی ذلک. وفي التجربة العراقية کما ذکرنا لم يعبر التطرف القومي والراديکالية الاسلامية عن نفسها خلال الحراب العراقية الايرانية فقط، بل وبعد سقوط النضام کان الصراع الطائفي المرير في السنوات الأخيرة الماضية والذي مازالت أذيابها قائمة جزأ من ذلک. ولو لم يدرک عقلاء القوم الموقف لأنهاء هذاالتطرف لکان مستقبل العراق والانسان العراقي يکون قاتما جدا. فکان التوصل إلی توافقات وحلول وسط، مما أفشل خطط المتطرفين من الجانبين. إلا إنه يبدو أن التفکير والمتطرف والعنصري لن يستسلم للامر الواقع، بل يريدون أن يبدؤا الکرة مرة أخری سواء من نفس الباب الذي بدؤا به أمل مرة أو ابواب أخری تحت شعار القومية والوطنية والمرکزية. وهذه کلها مسميات ومصطلحات تعبر عن حالات التشنج والتعصب الفکري ورفض الرأي الآخر والحلول الوسطية. وإذا ما استکشفنا الاطراف التي تثير هذه الأشکاليات في الساحة السياسية العراقية، نراها هي مجموعة من قوی قومية وطائفية وأطراف من أتباع النظام السابق والتي تدغدغ اطرافا في الحکومة بشعارات قومية وطنية المضهر ولکن في جوهرها هي محاولات لوأد التجربة التوافقية المبنية علی تحکم العقل وتحقيق المساوات في الفرص بين کل مکونات المجتمع العراقي وإعادة النظام التسلطي الی العراق. مرة أخری أصبحت القوی المعتدلة مطالبة بوأد الفتنة في مهدها قبل أن ت
العقل والتوافق
برزنجي -السياسة في الواقع هي عملية توافقية وإيجاد البدائل والحلول وسط والأقتراب کل من الآخر لردم الحواجز وملئ المسافات. وعند الفشل في الوصول إلی هذه الحلول التوافقية والبدائل، تنتهي مهمة السياسة فتؤدي إماإلی القطيعة أو إلی التصادم (المعني هو الحرب). ويخطأ من يقول بان الحرب وسيلة من وسائل السياسة. بل الحرب هو الضد من السياسة بالقطع. مع تطور العقل البشري وإرتقائه، أصبحت القدرة علی إيجاد الحلول الوسط والبدائل والتوافقيات أکثر إمکانا وشيوعا. وعند الرجوع إلی التأريخ، کانت الحروب والمواجهات سمة من سمات الحياة البدائية والطفولة البشرية. تارة علی الماء وتارة علی الزاد والأرض وتارة أخری علی المرأة. وفي العصر الحديث کانت الحروب أداة المتطرفين والمتعصبين الذين لم يؤمنوا بالحلول الوسط وجدوی التوافق في الوصول إلی أهدافهم، فکانت الحروب من أجل تدمير الآخر وإلغائه. فالنازية الألمانية والفاشية الإيطالية واالفکر القومي المتطرف واالراديکالية الإسلاميةوالطائفية في منطقتنا خير أمثلة علی ذلک. وفي التجربة العراقية کما ذکرنا لم يعبر التطرف القومي والراديکالية الاسلامية عن نفسها خلال الحراب العراقية الايرانية فقط، بل وبعد سقوط النضام کان الصراع الطائفي المرير في السنوات الأخيرة الماضية والذي مازالت أذيابها قائمة جزأ من ذلک. ولو لم يدرک عقلاء القوم الموقف لأنهاء هذاالتطرف لکان مستقبل العراق والانسان العراقي يکون قاتما جدا. فکان التوصل إلی توافقات وحلول وسط، مما أفشل خطط المتطرفين من الجانبين. إلا إنه يبدو أن التفکير والمتطرف والعنصري لن يستسلم للامر الواقع، بل يريدون أن يبدؤا الکرة مرة أخری سواء من نفس الباب الذي بدؤا به أمل مرة أو ابواب أخری تحت شعار القومية والوطنية والمرکزية. وهذه کلها مسميات ومصطلحات تعبر عن حالات التشنج والتعصب الفکري ورفض الرأي الآخر والحلول الوسطية. وإذا ما استکشفنا الاطراف التي تثير هذه الأشکاليات في الساحة السياسية العراقية، نراها هي مجموعة من قوی قومية وطائفية وأطراف من أتباع النظام السابق والتي تدغدغ اطرافا في الحکومة بشعارات قومية وطنية المضهر ولکن في جوهرها هي محاولات لوأد التجربة التوافقية المبنية علی تحکم العقل وتحقيق المساوات في الفرص بين کل مکونات المجتمع العراقي وإعادة النظام التسلطي الی العراق. مرة أخری أصبحت القوی المعتدلة مطالبة بوأد الفتنة في مهدها قبل أن ت
العقل زينة الرجال
ميديا -لو قارننا السياسة بحياة المتزوجين نجد أن الأزواج العقلاء يتحاورون کثيرا بأدب وصدق من أجل العيش المشترك بسلام ورفاهية ومن أجل مستقبل أبنائهما ورغم نقاط الأختلاف فيما بين الزوجين نجد أنه تتحتم عليهما السير في نفس الطريق بحکمة کليهما، فيتنازل أحدها للاخر لحل مشاحناتهما التي هي في الغالب صحية وأحيانا بسبب تدخلات الأقرباء المرضی النفسيين ،ولکن بالحوار يتم حل کل المعضلات وطبيعي من دون تدخل العمة. فالفتنة موجودة أينما کنا ولکن العقل زينة الرجال في تخطي العواقب بروية ومنطق. والعراق يحتاج الی مسالمين محاورين من أجل إسعاد شعوبهم فيما لو أن النية صافية.
العقل زينة الرجال
ميديا -لو قارننا السياسة بحياة المتزوجين نجد أن الأزواج العقلاء يتحاورون کثيرا بأدب وصدق من أجل العيش المشترك بسلام ورفاهية ومن أجل مستقبل أبنائهما ورغم نقاط الأختلاف فيما بين الزوجين نجد أنه تتحتم عليهما السير في نفس الطريق بحکمة کليهما، فيتنازل أحدها للاخر لحل مشاحناتهما التي هي في الغالب صحية وأحيانا بسبب تدخلات الأقرباء المرضی النفسيين ،ولکن بالحوار يتم حل کل المعضلات وطبيعي من دون تدخل العمة. فالفتنة موجودة أينما کنا ولکن العقل زينة الرجال في تخطي العواقب بروية ومنطق. والعراق يحتاج الی مسالمين محاورين من أجل إسعاد شعوبهم فيما لو أن النية صافية.
الى كوردستانية
عراقي اصيل -انا اقول مثلك تماما يا اخت وانت مثال للمراة الحرة الشجاعة الصريحة التي تحب بلدها وشعبها مع ان جوابك لم يكن مباشرا بالقدر الكافي !شكرا لك يا كوردستانية !