أصداء

القراءات العربيَّة "الصائبة" لظاهر المشهد التركي دون باطنه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الحقُّ، إنَّ تركيا الآن، لَتُبهِر الناظر إليها، حدَّ الإغماء على القلب والعقل. يخيَّلُ للبعضِ، أنَّها في أبهى حلَّتها الآن. يُخيَّلُ للبعضِ أيضاً، إنَّ هذه الدولةُ المأزومة، تسيرُ قُدُماً من حسنٍ لأحسن. فصارت مضربَ المثل عربيَّاً، والأسوةُ والقدوةُ الحسنةُ التي ينبغي الاقتداء بها. طبيعتها تُبهِر. سياستاها الداخليَّة والخارجيَّة تُبهر. ديموقراطيَّتها الناجزة، وعلمانيَّتها العاجزة، وإسلامها السياسيُّ المُعتدل ورموزه وعرَّابوه، ومعشرُ عسكرها الذين ما أنْ يفرغوا من إنجاز الانقلابات، وإعادة ترتيب البيت الأتاتوركي، يعودون أدراج ثكناتهم، وكتُّابُها وصحفيوها، ومسلسلاتها الدراميَّة وأبطالها وبطلاتها...، كلُّهم، باتوا مُبهِرين!. لا شكَّ أنَّ النظر إلى تركيا من داخلها، قد لا يلغي الكثير من النتائج المستخلصة، أثناء النظر إليها من خارجها. وحين يكون المرء تحت سطوةِ وسُلطةِ الانبهار بتركيا من الخارج، يغدو النظرُ إليها من الداخل، تحصيل حاصل.

حظيت تركيا وأزماتها على اهتمامٍ إعلاميٍّ عربيٍّ لافت، بخاصَّة في السنوات الأخيرة. واستقطعت أزمات هذا البلد الهام والغريب والجميل والملتبس، على مساحات واسعة من المراقبة والتحليل في الإعلام المرئي والمقروء. وتقاطعت خلاصات الرؤى العربيَّة حيال تلك الأزمات، في نقاط عدّة مشتركة، أقلَّها، الانبهار والإعجاب العربيُّ الشديد بالتجربة التركيَّة. ولعلَّ مقاربة الأوساط العربيَّة تجربة الأتراك بتجاربهم المنتكسة، جعلهم يخرجون بتصوِّرات جِد مثاليَّة عن التجربة التركيَّة، على أنَّها ناجزة وشديدة الاتساق وروح العصر!. حيث اشتطط الإعجاب والإطناب العربي بالتجربة التركيَّة إلى الإشادة بعسكرها الذين ينجزون انقلابات، ولا ينصِّبون أنفسهم بديلاً للطبقة السياسيَّة، إذ ما يلبثون أن يعودوا إلى ثكناتهم، حال الانتهاء من مهمَّة "ترتيب" أزمة الدولة، مُفسحين المجال للساسة بغية استعادة دفَّتها. خلافاً للعسكر العربي، الذين انجزوا انقلابات في مصر وسورية والعراق وليبيا...، ونصَّبوا أنفسهم قادة تاريخيين، أنتجتهم "الضرورات التاريخيَّة" إذ جاؤوا تلبية لـ"النداءات والإرادات الشعبيَّة"، في مسعى حمل "الرسالة الخالدة" للأمَّة العربيَّة، وتحقيق وحدتها وحريتها واشتراكيتها. فلا الوحدة تحققت، ولا الحريَّة استكمِلت، بعد الخلاص من "دنس" الاستعمار والنظم الرجعيَّة، ولا الاشتراكيَّة أُنجِزت، ولا الأراضي المحتلَّة تحررت واستُعيدت!. فصارت الدولة أشبه بالحصانة الشرعيَّة والحاضنة الخصبة للاستبداد والفساد والإفساد في العالم العربي. ما أدَّى إلى عسكرة المجتمع، ودفعه نحو القطيعيَّة، في مسعى التأهُّب لحربِ تحريرٍ، افتراضيَّة _ نهائيَّة، يبدو أنَّها لم ولن تجيء أبداً!. وعليه، وبالنظر إلى جرعة المقت الشديد للعرب اتِّجاه عسكرهم، ليس غريباً أن يفتتنوا بالعسكر التركي، الذين جعلوا انقلاباتهم لخدمة الدولة، لا الدولة لخدمة انقلاباتهم، حسب رأي بعض الأخوة العرب.

على الطرف الآخر من الأزمة التركيَّة، وأعني الإسلام السياسي، بنسخته الأردوغانيَّة، فقد فاق الإعجاب العربي بها، إعجابهم بالعسكر التركي. وبدت تجربة حزب العدالة والتنمية، الأنموذج الأفضل والأمثل للاعتدال الإسلامي، أو ما يمكن تسميته بـ"الليبراليَّة الإسلاميَّة"، المنسجمة مع اللعبة الديمقراطيَّة والنظام المدني _ العلماني. وهذا الإعجاب والإطناب العربي الشديد والغزير لنجاعة وشجاعة تجربة الإسلام السياسي في تركيا، وطُرق وصوله للسلطة، يتأتَّى من رداءة ودمويَّة الإسلام السياسي العربي، وفظاعة أساليبه في سياق مساعيه الوصول للسلطة. ولو كلَّف الأخوة العرب أنفسهم قليلاً محاولة السبر عميقاً في تفاصيل التجربة التركيَّة، وتحليل أداء عسكرها، والتمعُّن في نشأة نماذج إسلامها السياسي ومفاعيله وأسبابه، بعيداً من مقاربتها بالتجارب العربيَّة الرديئة، وربما الفاشلة، لا ريب أنَّهم سيخلُصون لنتائج، قد تكون بالضدّ من النتائج السالفة، التي تشكَّلت لديهم، أثناء قراءتهم للراهن التركي. حينئذ، ستكون قراءتهم أكثر عمقاً وغوصاً في بواطن المشهد التركي وفهمه، بدلاً من الأخذ بظاهره، الذي قد يخلب الألباب ويُبهر الأبصار. وعليه، مجمل القراءات العربيَّة للأزمة التركيَّة الأخيرة، التي لا زال من المبكِّر الجزم بانتهائها، كانت منحازة لأردوغان وحزبه. ولا تكاد تجد قراءة نافذة بعمق في تفاصيل التجربة الأردوغانيَّة وخفاياها، وقياس منسوب الجهد الأمريكي وحتَّى الإسرائيلي في إنجابها وبلورتها. زد على ذلك، أنَّك لا تكاد تجد قراءة عربيَّة نقديَّة حقيقيَّة لعيوب ومثالب وأعطال تجربة الإسلام السياسي التركي، وهي كثيرة، ولا ريب!. إذ وصل الحدُّ لدى البعض على اعتبار حظر حزب العدالة والتنميَّة في تركيا، ضربة قاصمة لقوى الاعتدال الإسلامي في العالم العربي، وحجَّة قويَّة تعزز وتغذِّي مواقف وأفكار التطرَّف الإسلامي بين العرب!. إذن، وبعد أن ردَّت المحكمة الدستوريَّة دعوى حظر حزب العدالة والتنمية، لا شكَّ أنَّ أصحاب تلك الآراء من بعض الأخوة العرب، ربما يعتبرون ذلك "نصراً" لقوى الاعتدال العربي، في مواجهة قوى التطرُّف العربي، على أرض الأتراك!.

طبعاً، قرار ردِّ المحكمة الدستوريَّة لدعوى حظر حزب العدالة والتنمية هو أعمق من قراءته "انتصاراً" للديمقراطيَّة، ونزاهة القضاء التركي، وشجاعة وعقلانيَّة الإسلام السياسي في تركيا. ولم يأتِ القرار ذاك، إلاَّ في إطار صفقة متكاملة بين الإسلام السياسي والعسكر، حيثُ تداخل في صوغها، ما هو محلِّيٌّ وإقليميٌّ ودوليّ. وبعد مفاوضات "كسر عظم"، بين العسكر والجنرالات، كما أشرت في مقال سابق لي، منشور في "الحياة". إذ كيف للإسلام السياسي "المعتدل" أن ينشأ وينتعش في تركيا، بعيداً من تدخُّل وتأثير الدور الأمريكي والإسرائيلي فيه، إذما نظرنا إلى تاريخ هذا البلد، وحجم النفوذ التاريخي لليهود فيه، منذ أواسط الحقبة العثمانيَّة وحتَّى تأسيس الجمهوريَّة، الذي يُعتبر مؤسِّسها مصطفى كمال "أتاتورك" من يهود الدونما، ولغاية يومنا هذا؟!.

ولا شكَّ أن الولايات المتحدة، بعد أن فرغت من دعم وتغذية الحركات الإسلاميَّة الأصوليَّة الجهاديَّة في العالم الإسلامي، "القاعدة" و"طالبان" نموذجاًَ، في مواجهة المدّ اليساري والشيوعي، أثناء الحرب الباردة، وبعد استنفدت هذه الحركات مهامها، عقب انهيار المنظومة الشيوعيَّة، ارتدَّت هذه الحركات على أمريكا، فحلَّت هي محلَّ الخطر الشيوعي الذي يهدد بلاد العم سام ومصالحها. وفي مواجهة هذا التطرُّف والتشدُّد الإسلامي، الخارج عن السيطرة، كان من الأهميَّة بمكان، ظهور شخص مثل رجب طيب أردوغان، الذي يحمل الجنسيَّة الأمريكيَّة، وحزب مثل حزب العدالة والتنميَّة، مدعوم من جمعيَّات ومؤسَّسات فتح الله غولان، وهو ملياردير متديّن تركي، يعيش في الولايات المتحدة، ويحمل الجنسيَّة الأمريكيَّة أيضاً، ويتبنَّى الطريقة النورسيَّة، (نسبة إلى المفكِّر الإسلامي المعروف بديع الزمان النورسي، الكردي الأصل). بالإضافة إلى حضور الطريقة النقشبنديَّة في هذا الحزب، إلى جانب الطريقة النورسيَّة. وبعد تعاظم دور هذا الحزب في تركيا، ومحاولته الحقيقيَّة في تغيير نظامها السياسي، وظهور بوادر تشير أن هذا الحزب بدأ يخرج عن السيطرة الأمريكيَّة _ الإسرائيليَّة، وتشكيله خطراً مستقبليَّاً على المصالح الأمريكيَّة في الشرق الأوسط، كان لا بدَّ من إعادة أردوغان وحزبه إلى الحظيرة الأمريكيَّة _ الإسرائيليَّة، عبر تقليم أظافره، وإعطائه درس في عدم الشطط وتجاوز الخطوط الحمر، والمهام الموكلة له. وهذا ما فعلته أمريكا وإسرائيل، عبر الجيش التركي، وهذا ما فعله الأخير، عبر المحكمة الدستوريَّة. وبالتالي، لماذا لا يفكِّر العرب، مجرَّد تفكير، أنَّه مثلما كانت أفغانستان مختبر أمريكي لإنتاج وإنضاج نُسخ التطرف الإسلامي، مطلع التسعينات، فأنَّ تركيا أيضاً، كانت مختبر أمريكي لإنتاج وإنضاج إسلام سياسي "معتدل"، يتمُّ تسويقه في العالم العربي؟!.

لكن، يبقى السؤال الذي يجب ألاَّ نسهو عنه هو: هل فعلاً نال أردوغان صكوك العفو والمغفرة من واشنطن وتل أبيب وأنقرة، بعد إبدائه ندمه على تعنّته، وتخاصمه وتصادمه مع الأتاتوركيَّة، ثمَّ "اعتذاره" منها، وإعلانه عن رغبته في فتح صفحة جديدة معها، وأنَّه تخلَّى عن نيَّته في إخراج تركيا من تحت وطأة النفوذ الأمريكي _ الإسرائيلي؟. لا شكَّ أن الأيَّام القادمة ستضع اعتذارات أردوغان على المحكّ، لجهة الضربة الأمريكيَّة _ الإسرائيليَّة القادمة لإيران، وهل ستكون تركيا، إحدى منصَّات هذه الضربة أم لا. ولعلَّ الأزمة الجورجيَّة _ الروسيَّة التي افتعلتها واشنطن، عبر تحريك ساكاشفيلي، هو لتعزيز الوجود الأمريكي في المحيط الروسي، وتهديد موسكو؛ بأن ثمة أوراق كثيرة في يد أمريكا قادرة على تفكيك روسيا الاتحاديّة، مثلما تمَّ تفكيك الاتحاد السوفياتي السابقي. ناهيك عن تعزيز النفوذ العسكري في أوروبا الشرقيَّة، عبر نصب الدرع الصاروخيَّة في بولونيا، وقبلها في تشيكيا، واستجرار روسيا البيضاء وأوكرانيا وجمهوريات البلطيق وجمهوريات القفقاس لعقد اتفاقات مع الأمريكيين. وهنا، بدى واضحاً الدور التركي بالسماح لتمرير القطع الحربيَّة الأمريكيَّة إلى البحر الأسود. كل ما سلف، يأتي في إطار التهيئة للمعالجة العسكريَّة للملفّ النووي الإيراني. إذن، ساكاشفيلي لم يخطئ في افتعال تلك الأزمة، بقدر ما أنه نفَّذ ما طلبت منه واشنطن.

وبالعودة للمشهد التركي، غالبُ الظنُّ أن أردوغان، لن يتراجع عن مساعيه في إعادة عثمنة تركيا، بعد أن وصلت خارطة طريقه نحو العثمنة الجديدة، لإنجاز الكثير من مراحلها، ولم يبقى إلاَّ القليل لإتمامها. فبعد أن فرغ أردوغان من وضع يديه على البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهوريَّة، توشك المحكمة الدستوريَّة أيضاً السقوط في يديه. لأن العديد من قضاة المحكمة الدستوريَّة سيحالون على التقاعد قريباً، وأمر تنصيب قضاة جدد لهذه المحكمة، مناط بالرئيس التركي عبدالله غُل، صديق أردوغان، وشريكه في العدالة والتنمية. زد على ذلك، أنَّ الإصلاحات الدستوريَّة التي سيجريها لاحقاً على قانون حظر الأحزاب، ستحصِّن مواقعه ومواقفه القادمة، وتحول دون أن تصبح المحكمة الدستوريَّة سيف ديموقليس المسلَّط على طموحاته.

حاصل القول: ليس بالضرورة اعتبار نجاح الإسلام السياسي "المعتدل" في تركيا، و"توهُّم" وخروج تركيا من تحت السيطرة الأمريكيَّة _ الإسرائيليَّة، ودخولها في مواجهة معها، ليس بالضرورة أن يعتبره العرب، أنَّه في خدمة مصالحهم. ولهم في التجربة الخمينيَّة أكبر مثال. ثمَّ لماذا يبقى العرب مفتتين بالخيارات الخارجيَّة، بخاصَّة، الخمينيَّة أو الأردوغانيَّة، وما لهذين الخيارين من شحنة تاريخيَّة مرعبة مع العرب. فالراهن العربي يشير إلى مدى حضور وثقل الثورة الخمينيَّة المصدَّرة إليهم، بشكلٍ أو بغيره!. كما أنَّ الذاكرة العربيَّة لا زالت طريَّة بأخبار التغلغل التركي في الجسم العربي العباسي، متدثِّراً بعباءة الإسلام. وما أن استتبَّت لهم القدرة والسيطرة على العرب، حتَّى نقلوا عاصمة الخلافة من الديار العربيَّة إلى الديار العثمانيَّة. وقضى العرب أكثر من 400 سنة في كنف التتريك والتجهيل والاستبداد التركي، إلى أن اضطروا إلى الاستعانة بـ"الكفَّار" الانكليز لتخليصهم من الطغمة العثمانيَّة "الشقيقة والمؤمنة". وربما ليس من المجازفة القول: إن الافتتان العربي بالتجربة التركيَّة، قد يكون فيه من الحنين الضمني إلى أيَّام الطغمة العثمانيَّة، ما فيه. إذ يستفيض العرب في حساب نسبة أرباحهم في نجاح التجربة التركيَّة، دون أن يكلِّفوا نفسهم في حساب نسبة مخاطر تركيا إسلاميَّة على العالم العربي، مضافاً إليها المخاطر الحاليَّة لإيران الخمينيَّة!.

هوشنك أوسي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القومية العربية
m.m -

أن فكرة القومية العربية كما اخترعها الملازم لورانس فى مطلع القرن كانت شيئا تقدميا نبيلا الهدف منه إسقاط الخلافة الإسلامية الرذيلة فى تركيا ، أما وقد استنفذت غرضها الأصلى الذى اخترعها من أجله ضابط الاستخبارات البريطانى فلم يكن يتخيل أحد بمن فيهم هو نفسه ، أن هناك من يمكن أن يأخذها على محمل الجد من أمثال ميشيل عفلق وجمال عبد الناصر والاسد، ناهيك أن تنقلب بفضلهم شيئا رجعيا هداما مارقا على كل الحضارة الإنسانية ،ومن ثم تتماهى على نحو عبقرى وشديد الفعالية فى الأصول الچيينية ’ للأمة ‘ التى هى القرصنة وقطع الطريق ( نترك لك التأمل فى مفارقة أن فى نفس الوقت تقريبا الذى اخترع فيه لورانس مفهوم القومية العربية أسس كمال أتاتورك مفهوم القومية التركية ، لكن شتان بين الطريق الموحل الذى سارت فيه الأولى إلى الفاقة والظلام ومعاداة كل الدنيا ، وبين منهج التحديث والتصالح والانخراط الكامل مع بقية الحضارة الإنسانية فى حالة الثانية ) . إن فكرة الأمة القومية اختراع أوروپى ناسب شعوب نضجت ببطء حثيث فى عصور اقطاع تليدة ، ولا تناسب بالمرة قبائل ما قبل الإقطاع كشعوبنا العربية ، حيث الدولة نفسها فكرة غير مفهومة . ولا مانع بالمرة أن يقسم العالم كله من الآن فصاعدا لا إلى كيانات مصطنعة تسمى دولا إنما إلى مجموعات إثنية [ حددها لاحقا وارين كريستوفر سكرتير دولة كلينتون بعدد مقترح مذهل : خمسة آلاف ! أيضا لاحقا صارت من الواضح أكثر ما هو مفهوم الدولة لدى العقل العربى والمسلم ، فى الصومال وأفجانستان والعراق وغزة والجنوب اللبنانى ناهيك برامج الأخوان المسلمين فى مصر ، دولة لا مظهر ولا وظيفة لها أكثر من أن الصدقات للاقتصاد والفتوات للأمن ]

إنهم مثلنا
تشابه -

كلام الكاتب عن الصورة الحقيقية لتركيا منطقي , اليوم نقرا أن حزب أردوغان متهم بقضايا فساد , إن التراك مثل العرب سياسيا وشعبيا.

قراءة اخرى
محمد تالاتي -

يبدو الاستاذ هوشنك اوسي انطلق من موقف مسبق محاولا تلبيسه للواقع دون ان يفلح،لانه لايرى الواقع كماهو بل كما يريد ويتخيل .واذا ما قرأنا مضمون مقاله نجده يردد خطابا تكرر في رسائل زعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله اوجلان الاخيرة.من ناحية القضية الكوردية يوجد فرق واختلاف في تناول حكومة اردوغان الاسلامية لها التي سارت خطوات محدودة لصالح اللغة والثقافة الكوردية،وقد تجاهل الاستاذ اوسي هذه الخطوات .وهذا لايلغي ان حكومة اردوغان رضخت للمؤسسة العسكرية ووافقت على توغل الجيش التركي في اقليم كوردستان العراق وقصف وتدمير مناطقه المدنية بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال التي تنتشر في المنطقة الحدودية النائية.لا شك ان حزب اردوغان عدو لدود لحقوق الشعب الكوردي،لكنه حقق فوزا كاسحا في الانتخابات الاخيرة في تركيا وفي المنطقة الكوردية، وقد تحقق الفوز الساحق نتيجة انجازات حكومته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي نتج عنها تحسن الاحوال بشكل ملحوظ مما ادى الى التفاف شعبي كبير حول حزبه.اما القول ان صعود حزب اردوغان نتيجة مؤامرة او تدخل امريكي واسرائيلي في الحياة السياسية التركية مناقض للواقع ودعاية تصب في مصلحة الاتجاه العلماني السياسي والعسكري(القومي الفاشي) في تركيا الذي هز انتصار حزب اردوغان اركانه.في الرسائل الاخيرة للسيد اوجلان التي تمر تحت عدسات السلطات التركية نجد حملة غريبة على تاريخ اليهود تذكر بكلام ومفاهيم البعثيين واشباههم،لدرجة لا يتردد في اتهامهم بانهم قد صنعوا هتلر،ولكي يغطي على تناقض قوله الصارخ مع الاحداث ، يضيف انه من الغريب ان هتلر انقلب عليهم وابادهم.في حين الدارس لتاريخ المانيا يجد ان ظروفا معينة سيئة جدا سادت البلاد سنة 1930 ادت الى تعاظم نفوذ القوى اليمنية المتطرفة المعادية للنظام البرلماني.وبرز خلالها هتلر وحزبه النازي الذي استغل الاوضاع جاعلا من نفسه الرجل القادر على حل المشاكل، واستطاع ان يصل مع حزبه الى الحكم باغلبية مطلقة سنة 1933، وبدأت معها حقبة مظلمة من تاريخ المانيا.ان شعبية هتلر وحزبه النازي ارتفعت الى السماء لانجازاته التي انعشت البلاد بحيث لم يبق مواطن بلا عمل، واصبح هتلر الحاكم المطلق في البلاد.وفي خطبةله( 1926 ) حث فبها همة المان منطقة السوديت قال هتلر:(اتخذوا من الشعب الفلسطيني قدوة لكم، انهم يكافحون الاستعمار والصهيونية العالمية ببسالة خارقة)

تعقيب او تنديد
عادل البغدادي -

الاخ محمد تالاتي هناك فرق بين تعقيب على المقالة و التنديد بالكاتب على الافكار التي بطرحها. ان المتتبع للاحداث و التطورات في تركيا لا يرى غير تراجع بكل ماوعدت تركيا بتطبيقه في الاتفاقيات الموقعة مع اوروبا )و سترى ان ما يقوله الكاتب هو متطابق مع الواقع السياسي و الاجتماعي التركي و الذي يصعب تغيره و الذي يتطلب عقود مثلما شخصته بشكل جيد المجموعة الاوروبية. وخلاصة القول ان ليس كل نقد سياسي للاتراك هو منظور اوجلاني للقضية و ان كان مجمل ما قاله عبد اوجلان هو حقيقة و واقع حال موجود في تركيا ان كان على دفة الحكم علمانيين او مسلمين. لكن اكيد ان الكورد يجب ان يتاعملوا سياسيا بشكل مغاير عندما يطرا تغيير على الظروف المحلية و الاقليمية و طبعا الدولية. عادل البغدادي

عكس التيار دائيمأ
ابو سمير -

مرحبأ بكم إيلاف ومرحبأ بالكاتب الكبير هوشنك أوسىالحقيقة من أحسن التحليلات وأرقاها بخصوص تركيا وتعاطف الأخوة العرب الامحدود تجاه كل تركيا وكل ما هوا تركي أنه الحب الأعمى كما يقولون أنهم يحنون إلى الأتراك الغثماني ويعتقدون أن السيد أردوغان سيكون المخلص ترى أحيانأ بعض الشخصيات العربية تدافع عن الحكم في تركيا دون وجه حق كما يفعل محمد التالاني ويدافع عن العدالة والتنمية التركي تحت غطاءكردي لا لشيئ فقط ليتهجم على الزعيم الكبير والأنسان القدير السيد عبدالله أوج آلان رغم كل الحقائق الذي ذكرها السيد الكاتب ترا السيد التالاني يتهجم في الطالع والنازل وكأنه لا يبصر ولا يرى الحقائق التي ذكرت في مقالت السيد الكاتب لا أعلم عن أي أنجازات يتكلم التالاني هل يعلم التالاني أكثر من ما يعلم الساسة الكرد في شمال بلادنا يحاول السيد التغطية على العلاقة والتنسيق بين تركيا وأسرائيل لا لشيئفقط ليعاكس الحقيقة وليتاقضها أن السيد أوج آلان أكبر من أن يأتي شخص ويكتب بعض الصطور ليشوه سمعته أن السيد أوج آلان أكبر من هذا بكثير أن الآلافيوميأ تهتف بحيات السيد أوج آلان في كل أجزاء بلادنا والمهجر حيث وجد الكرد عشرات الأشخاص أضرمت النار بأجسادهن من أجل السيد أوج آلان

الى محمد تالاتي
محمد محمد -

في كل تعقيب لك يتوضح لي بانك محامي حزب العدالة والتنمية التركي وانك عدو للشعب الكردي في كردستان الشمالية فالكاتب لم بشر لا فريب ولا من الى حزب العمال ولا من يحزنون فلماذا اقحمت موضوع حزب العمال في تعقيبك وافهم يا سيد تالاتي انك حر في ارائك لانك لا تؤيد نضال شعبك الكردي في تركيا المتمثلة بحزب العمال وحزب المجتمع الديمقراطي ضد الحكومة التركية التي تمنع تدريس اللغة الكردية في كردستان الشمالية وبالمقابل فان اردوغان يحرض اتراك المهجر في المانيا ان يتمسكوا بلغتهم الام وان لا يندمجوا ضمن الشعب الالماني فهنيئا لك هذه الافكار البالية

الى اخوتي المعلقين
محمد تالاتي -

من حقي وحق اي شخص آخر ان يختلف في الرأي والموقف،اذا وجد ان الزعيم اوجلان،وهو قائد سياسي غير معصوم عن الخطأ،يدعو من سجنه الى نظام ديمقراطي بساق واحدة،لانهاديمقراطية تعطي الشعب التركي حق ان تكون له دولة مستقلة ويحرم الشعب الكوردي منه. ومن الطبيعي مناقشة اي كاتب يخوض في هذا الموضوع وان كان محسوبا على حزب العمال او غيره.لاني اؤمن بحق شعبنا الكوردي في تقرير مصيره بنفسه بما فيه حق تكوين دولته القومية المستقلة على ارضه التاريخية.واتمنى ان تكون شعبية اي حزب كوردي في كوردستان تركيا اكبر من شعبية حزب اردوغان.يا اخوة كيف ندعو العدو الى الحوار والديمقراطية ولا نتقبل رأيا كورديا مخالفا لرأينا،ونرد على صاحبه احيانا بالسب والتهم الباطلة.حين انتقد مواقف حزب كوردي يرد البعض بالشك حتى في كورديتي ،فهل تكون هكذا هي الديمقراطية؟علينا ان نتقبل النقد واختلاف وجهات النظر،وان لايكون احد او فكر فوق النقد والنقاش،وان نتناقش بود وصدق وموضوعية من اجل حقوق شعبنا المظلوم.واقول للاخ ابو سمير اني اعتبر حزب اردوغان حتى اللحظة عدوا للحقوق الكوردية القومية وقلت هذا في تعليقي ايضا،وقد يكون الاسوأ في مواجهة حزب العمال،ولكن هذا لايمنع ان نرى حجم هذا الحزب وانجازاته على ارض الواقع،التي نالت اعجاب وتقدير كثيرين في اوروبا وامريكا.واما ربط انجازاته بعوامل خارجية كلام غير صحيح ان لم يكن تضليلا.ان حصول حزب اردوغان على غالبية الاصوات الكوردية في المنطقة الكورديى يعني فشل الحزب الكوردي هناك،هذه هي الحقيقة والواقع وليس الهتافات وترديد عبارات التقديس الفارغة المضرة.والاصح ان تعالج اسباب هذا الفشل والتخلص منه وتحقيق النجاح وليس القفز من فوقه الى شعارات لاتجدي.واتمنى ان يكون الحزب الكوردي في كوردستان تركيا اقوى من حزب اردوغان،عندها يتحقق انجاز حقيقي كبير.اما الشعارات والتضليل والتطبيل لاتحقق شيئا سوى الفشل والدمار.واخيرا اعتذر من الاخ عادل البغدادي اذا كان وجد تنديدا لا تعليقا في تعليقي السابق،لانني حاولت قدر الامكان ان ارد بموضوعية وهدوء على بعض ما جاء في مقال الاستاذ هوشنك الذي اكن له الاحترام وان اختلفت معه في السياسة،وهذا من طبيعة الامور.

ردك غير مقنع تالاني
أبو سمير -

مرحبأإلاف من حقنا أن نرد نعم طبعأ من حق الجميع أن أقولها للتالاني ردك يشبه رد الرجل التركي من أصل عراقي المدعو كمال بياتلي هل تعرفه أنه دائيمأ يسيئ للحركة الكردية هل رديت على كمال البياتي أم أنك كلما تحدث أحد عن جرائم الأتراك تكون جاهزأ لتتحدث مطولأ وبسوء عن كل يذكر شيئأ عن الحقيقة التركية لم آراك أن تتحدث عن البطولات في جبال بلادنا التي تخوضه نساء وفتيات كردستان المهمشات سابقأ اليوميجابهن أعتى قوى همجية ويرغمن المهمد جيك على الفرار من ساحات المعركة هل كتبت عن ذلك أنت وأمثالك هل تحدثتم عن المجازر التي يقوم بها السيد أردوغان ليقول سنقتل النساء والأطفال وفعل ذلك أمام أعين وكاميرات ووسائل الأعلام عندما كان يحتفل الكردستانيون بعيدهم الوطني نوروز لتلوى ذراع ذاك الشبل الصغير على يد بوليس وزبانية أردوغان لتكسر أمام عيون هذا العالم المتحظر كما يقال ألم ترى في نوروز كيف كدست النساء المسنات وأمهات الشهداء كجثث المقابر الجماعية أيام الطاغية صدام هل تحرك ضميرك في ذلك المشهد الذي لا يمكن أن يفارق ذاكرة أي أنسانأ كان هل كتبتم عن ذلك بما فيه الكفاية يا سيد تالاني لا أحد يعاديك لكن أنت وأمثالك لا تقومون بواجبكم على العكس من المطلوب منكم بأتجاه أمتكم تقولون ما يردده الأعداء