أصداء

شهيد لبنان "يا غافل إلك الله"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مقدمة العنوان تبدو مبتذلة أليس كذلك؟؟ أعرف تماما وقد شاهدتها بنفسي في مئات المقالات وفي مانشيتات الجرائد وعلى جدران بيروت والضاحية الجنوبية وفي صور لا حصر لها كلها تقول "شهيد لبنان"، "شهيد الوطن"، "شهيد ثورة الأرز"، "شهيد الحرية والإستقلال"، وأحيانا شهداء.. بعضهم لهم ويسقطونه على لبنان بأكمله.. تلك نكتة "الأمة اللبنانية".. وبعضهم يصادرونه من حزبه الذي لا يملك إمكانيات رفع صوره وها هو قائده الآن يحاول الوصول إلى ذلك عبر سوريا بكل تاريخه الأحمر المحارب لها والممانع وجودها في لبنان!! وكذلك سمعتها في مقدمات نشرات الأخبار الإذاعية والمتلفزة بحسب كل اتجاه وانعزال.

لكنني لست أقصد أيّا منهم.. لست أقصد الشهداء الذين تحفظون أسماءهم عن ظهر قلب وإذا ما شك أحد بشهادتهم جهزتم له صنوف مصطلحات العمالة والأمركة و"المجوسية" والتمهيد لعودة السوريين إلى لبنان.. أقصد واحدا فقط بعيدا كل البعد عنهم.. أقصد واحدا لم يتقاض في حياته أكثر من 400 دولار شهريا.. ولم يترك وريثا يأخذ قضيته إلى مجلس الأمن الدولي أو حزبا يهدد بالإنتقام اليقيني لدمائه.. أقصد شهيدا واحدا غبيا غارقا في غبائه كما يغرق في قضاياه التي خدرته تماما وجعلته ينطلق مخربا هنا ومتعاركا هناك.. مفتديا بنفسه الزعيم تارة وقائدا لثورة شوارع وقضايا راسخة لا لبس فيها بعدها ولا شك ولا كذب.

فليرحمك الله.. ما كل ذلك الذي آمنت فيه وها هم اليوم يعقدون فوق جثتك اتفاقاتهم. لماذا قُتلت؟ ولماذا قاتلت؟ ولماذا قتلت؟ القضية نعم. أيّ قضية؟ الصهاينة، سوريا، أميركا، إيران، السعودية، السودان، فلسطين، المخيمات، السنة، الشيعة، الموارنة، خشب الأرز، المحكمة الدولية وفصلها السابع، الله أكبر، أجراس الكنيسة، علي الأمين، شراء الأراضي، بيع الأراضي، شبكة الخطوط، المدرج رقم 17، بيع المياه للصهاينة عبر قبرص،.. السنيورة؟؟

قد تكون قضيتك الدفاع عن باريس 3 أو بكل بساطة المطالبة بتعويضات حرب تموز... لكن بربك كيف نسينا جميعا أساس السابع من أيار وامتلأنا سياسة وحقدا أهليا حتى الشهادة؟ كيف نسينا المطالبة بتحسين الأجور ورفع الحد الأدنى؟ رفعته الحكومة فعلا وارتضى الجميع ذلك لأنهم متفقون علينا أيها الشهيد المسكين.. متفقون على حرقنا.. متفقون على تعليق صورنا حين نستشهد وإزالتها فورا حين يتم الإتفاق على ذلك بحجة أنها إستفزازية.. لكن هل ذلك فعلا ما طالبنا فيه يومها؟

أعرف تماما أنك نظرت إلى الجميع باحتقار في اتفاق الدوحة ورددت ما قالته أحلام مستغانمي إذا ما كان لديك وسط المعارك والقضايا وقت ومكان لقراءة روايتها عابر سرير: "فوق جثة آخر شهيد تبرم أول صفقة".. نظرت إلينا باحتقار بعدها في اجتماعات الأقطاب ومصالحاتهم وتغنجهم على بعضهم وتدليلهم لبعضهم البعض.. لكن بربك قل لي كيف ستنظر إلى نفسك حين تجدهم جميعا قد تحالفوا مجددا في الإنتخابات النيابية وعادوا كما هم دائما.... أنفسهم!؟

رحمك الله يا شهيد لبنان.. فهم نسوا تماما وجودك في تحضيرهم لزملاء لك لهم أوقاتهم وقضاياهم وساحات صراعهم كذلك..

عصام سحمراني
essamsahmarani@hotmail.com
http://essam.maktoobblog.com/

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تجارة
F@di -

هذا هو الذي لم يفهمه البعض من اللبنانيين ولم يتعلموا من الحرب القذرة طوال هذه السنوات. هؤلاء جميعا تجّار بدماء اللبنانيين مرتهنين ومرهونين للخارج وعلى حساب مصلحتنا فقد صدق القول: الحرب يخطط لها المجانين يستشهد فيها الابطال ويستغلها الجبناء وهذه هي حالتك يا وطني العزيز

ابن الوطن الشهيد
ابن الوطن الشهيد -

انا هو ابن الوطن الشهيد و انا من يدفع الثمن الغالى نحن من يعيش فى الغربة ندفع الثمن الغالى و لا شيئ اغلى من الوطن ؟؟؟ و الوطن لة فقط يرخص كل غالى ؟؟ لقد كنت و سوف اظل ادافع عن و طنى الحبيب و الغالى لبنان ؟ الكل يعتبر و يقول انة شهيد و الشهيد الحقيقى ..هو .. و هو .. و ليس بعدة شهيد .. هو الوطن .. لبنان هو الشهيد و لا احد يهتم من الداخل ام من الخارج .. و الذى يعيش فى خارج الوطن هو الشهيد الثانى ولأنة يعيش خارج الوطن اى مهاجر او مغترب .. هذا هو الثمن . الهجرة القصرية عن الوطن الام.. هل تعرف الان من هو الشهيد الكبير ؟؟؟ الوطن الحبيب و الغالى لبنان

new
فاديا -

كل الشعوب العربية يا غافل الك اللهمتل العادة ما في أحلى من كتاباتك