أصداء

نهاية عصر الدبلوماسية وتفضيل القوة لحل المشاكل الدولية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

برهن دخول العملية الحربية بغزة الى منعطف جديد وما سبقها من اندلاع الحروب الموضعية وواسعة النطاق في مختلف انحاء العام على تفضيل القوة لحل القضايا المشاكل على طريق التسويات الدبلوماسية والمباحثات. وانسحبت الدبلوماسية عن العثور تسويات سياسية وسلمية سريعة وتقليص فترات الحروب او الوقاية منها. لم تعد الدبلوماسية قادرة على قطع الطريق على نشوب النزعات كما احتوت ازمة الكاريبي في الستينات وقلصت من فترات الحروب بالشرق الاوسط وسوت النزاعات باقريقيا ومنعت نشوبها بامريكا اللاتينية واخيرا في القوقاز، كما حافظت على " برودة" الحرب بين الشرق والغرب حتى تسعينات القرن الماضي.


وتعطي هذه التطورات كافة المسوغات للحديث عن انهيار الدبلوماسية او ضعف دورها في الشئون الدولية، على الاقل في المرحلة القائمة وربما لفترة قادمة طويلة. ونال الدبلوماسية الوهن والضعف، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وحدوث خلل في موازين القوى الدولية، وتخلى الكثير عن الالتزام بقواعد اللعبة على الساحة الدولية او الالتجاء الى سياسة المقايضات لمراعاة كل طرف مصالح الطرف الاخر. وسيادة القطبية الواحدة على النظام الدولي. وباتت الدول الكبرى تفضل لعب ادوار مستقلة بما في ذلك اقليمية من اجل صيانة مصالحها وحسب.


وتجلى وهن الدبلوماسية بصورة ساطعة بالفشل الدولي للاتفاق على تدابير مشتركة للتغلب على الازمة الاقتصادية والمالية العاصفة مع كل ما تنذر به من تركات على كل العالم ككل وعلى كل بلد على حدة، وظهور مؤشرات تحديات اخرى قد تكون سببا في نشوب نزاعات بالعالم تتصدرها ازمة الطاقة وازمة المياة المرتقبة ونقص المواد الغذائية.


لقد فشلت الدبلوماسية في حل مشكلة كوسوفو بالطرق السياسية، فنشبت حرب البلقان الثانية ضد يوغسلافيا، واستعرت النزاعات ايضا في العراق وافغانستان، وتتضائل مع كل يوم جهود الدبلوماسية في ايجاد حل سياسي للمشكلة النووية الايرانية، وللنزاع في دارفور والنزاعات المختمرة بافريقيا وامريكا اللاتينية.
واصبح استمرار القصف الاسرائيلي على غزة ومواصلة حماس اطلاق صواريخها على المناطق الاسرائيلية ايضا دلالة اخرى على عجز الدبلوماسية في منع الكارثة الانسانية هناك. ولم تستجب اسرائيل ولا حماس الى النداءات الدولية بوقف اطلاق النار، ولاح مجلس الامن الذي كان له دور مشهود في القرن الماضي عاجزا عن الاتفاق لوقف طاحونة الدم بغزة، والدبلوماسية العربية والاقليمية والدولية تتحرك مثل شبح بعيدا عن ساحة المعركة دون ان يكون لها تاثيرا ملموسا عليها. تطلق كلام كثير تغطية الصواريخ المنطلقة من جهتي جبهة القتال. فهل هذا حقا مؤشر على نهاية عصر الدبلوماسية، وضرورة البحث عن آليات جديدة لتجنب البشرية الحروب والنزاعات الساخنة؟.

فالح الحمراني

موسكو

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
و ليس الحرب
السلام هو الهدف -

خلق الله الارض ضمن كواكب عديدة لا تعد و لا تحصى و حولها نجوم و شموس واقمار فى كون لا متناهى و خلق الله الارض و لم يحرمها من الخيرات فاغدق عليها بالنبات و الحيوان و الطير و الزروع و المياه و الهواء و جعل فيها خيرات ترمى البذور فيسقط الله المطر فتنبت و ماشلله الارض كبيرة بما يكفى بينما الناس فى الارض ضحايا لحركة الكواكب فى الكون و هناك مثلما يقول الفلكيون تاثيرات تشمل العالم كله و تاثيرات تخص كل منطقة او شخص و و لكن هناك دائنما اشخاص فى كل مكان تسيطر عليهم افكارا او اوهاما معينة تكون سببا فى الاذى لهم و لغيرهم! الدول العاقلة تقول تكون دولة فلسطينية حرة مستقلة و بجوارها دولة عبرية مستقلة ايضا و يحدث تعايش و الراى الاخر يوقل لا بل نريد كل شىء كلا الطرفين يريد كل شىء و فى المقابل لا يهمه ان فنيت البشرية او استخدمت حتى السلاح النووى لافناء الارض نفسها- المشهد النهائى اختفت الارض التى كان فيها قطعة الارض التى ليها الصراع و اختفى البشر الذين كانوا يتقاتلون عليها بل و اختفى كل العالم من حولهم! يا لها من مسرحية هزليه!