أصداء

عام 2009 حامل الورد أم حامل الحطب؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شكله مثير، ورسمه اكثر اثارة، لكن ملامحه ما زالت غائبة عن بصائرنا، وقسمات وجهه معفرة بطلع الغيب، ينظر بعين واحدة (التسعة)، ويفتح فمه (الاثنين)، ويرتكز بقدمين بينهما مساحة فارغة الا من نقطتين، من صفرين، من حجرين، من لؤلؤتين، من شيئين غريبين، متلاصقين، مفترقين، معتقين منذ عشر سنوات، غائبين عن الوعي او نشيطين، كأنهما تقولان ان المجهول يمكن في خباياهما، مثل بئرين غميقين، لايدرك احد على ماذا يحتويان!!.

تارة اشعره يرعبني، وتارة اخرى احسه يهدهدني ويربت على كتف مشاعري، لكنني في الحالتين اراه مجهولا غامضا، لا اجد فيه ما يزيل قلقي، ولا ما يؤكد تفاؤلي،اشاهد وجهه مطبوعا على صفحات الغيب، مرة.. مثل طفل يلهو بألعابه المختلفة، يشكلها كيفما شاء و(يخربطها) كيفما اتفق، ومرة اشاهده صبيا يلعب الكرة في حديقة الدار، يرفض ان يلعب معه احد، فيسددها على الاشجار فيساقط ثمرها، الناضج وغير الناضج، او على زجاج النوافذ فيكسرها، ويجعل اهلها يتصارخون شكوى وعتبا وتوبيخا، او يتقاذفها بين يديه وقدميه، ومرة اخرى اشاهده شابا يتبختر في مشيه وهو يرتدي ملابس ملونة، واضعا على اذنيه سماعات، لا اعرف ماذا يسمع، بقدر ما كان يهتز طربا على وقع ما يسمع من ايقاعات لا اعرف كنهها، هل هي موسيقى فرح ام طبول حرب، ومرة اشاهده كهلا،احدودب ظهره، يحمل على ظهره متاعا، ليس معروفا، ويتوكأ على عصاه ويسير في طريق مليء بالضباب والغبار، لا اعرف ما في جرابه وليس هنالك من سقط له.

انه بدا كمن يجرجر قدميه في القدوم، يحاول ان لا يترك عام 2008 ذيولا منه على مطلعه، ويريد ان يولد حيا يمتلك البراءة ويرفع يديه لتحية العالم الجديد الذي ولد فيه، ويحيي من استقبلوه بالابتسامات وان كانت غير معبرة، انه يقف الان ويلف نصفه السفلي بقماشة بيضاء ناصعة، بينما نصفه العلوي عار تماما وان كان هنالك ثمة برد، انه لايأبه، فالولادة تشعره بالدفء، لكنه يرتجف من سوء طالعه الذي بدا كما قال لسان حاله من ازمات وحروب ومشاكل عديدة ورثها من العام 2008، ويتمنى لو كان نظيفا، طاهرا، لكنه شاء ام ابى، فمخلفات العام الماضي سترمى على ظهره وعليه ان يحملها الى اجل مسمى، لانه يرى نفسه كائنا هلاميا وعليه ان يتحمل اخطاء الانسان، اراه حين يستدير باتجاهي، يرفع كفه الى انفه ويغطيه به، يقول : ما اكثر الدخان في اوطانكم، انه خانق، مليء بالاوكسيدات، اشعره عديم الطعم وليست ثمة نكهة في النظر ولا متعة، اتراكم جبلتم على هذا؟


كنت ارسم احتمالاتي على مقدمه، اتخيل واتنبأ واتصور واحلم واتمنى واتذكر، واستعرض ما فات بصوت عال بكثير من التأففات والتأوهات، واقارنه بما سيأتي، او اسحبه اليه، لكن صوت 2009 جاءني هاتفا : ايها المستعرض.. توقف، لا تؤنبني على شيء لم اتخذه، ولا على ما يولد من رحمي قسرا، لست الا هادئا، ولكنكم معشر البشر تصيبونني بالعناء، انا اتطلع اليكم فقط وأعد ايامي بينكم، ومن ثم امضي الى عوالم التاريخ المجهولة، ان اصبحت مجنونا فلأنكم مجانين، وان غدوت سيئا، فأنتم من يغذيني بالسوء، انا مجرد حامل، وانتم من تعلقون علي الاشياء، لن اقول لكم لا، لانني اعرف ان كلمتي ليست مؤثرة لديكم، ايها المستعرض لما فات.. كن نبيها، لا تهرف بما لا تعرف، ولا تستنتج قبل ترى النتاج، وتأمل ان السنوات تترى مثل حمالة الحطب التي في جيدها حبل من مسد، تمضي على قدم وساق ما بين ليل ونهار، مسحوبة نحو غاية ما، حتى وان انكفأت او تعثرث، فالسير مرغمة عليه بدقائقه وثوانيه، لن تتوقف من اجل خاطر مكسور او لاجل عيون معينة، او لسحر ما او بهاء معين.

حين قلت له : ايها العام 2009 كنت اريد ان اقرأ طالعك، وحظك، ضحك وقال : ومن يمكنه ان يفعل هذا؟، مضحكة افكاركم ايها البشريون، طالعي انتم تصنعونه بانفسكم، وحظي انتم تقررونه بأفعالكم، بأمكانكم ان تغتالوا من تشاؤون وتحرقوا ما تريدون،ان تكتبوا وترسموا، تضحكوا او تبكوا، تشعلوا الحرائق في غاباتي، او تزرعوا الورد في اي مكان من صحاراي، بيدكم تسجلون ما يجري في ايامي ولست الا سجلا مفتوحا لكم.

عبد الجبار العتابي

بغداد

Attaby60@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
.....
منذر بندر -

كتابة بدون مضمون.

حزورة ؟
ممازح -

بس عن جد إنت تريد تصير شاعر الان ,طيب إضبط اللغة العربية أولا.نصيحة ,إبق على التعليقات الرياضية وإترك الادب والنثر والشعر والقصة لاصحابها حتى لاتكون بسبع صنايع والبخت ضايع .

ولا يهمك
سلمر البغدادي -

ولا يهمك اخي عبد الجبار هؤلاء حاقدون وجهلة ولو كانوا شجعانا لكتبوا اسماءهم الصريحة هؤلاء يعرفونك شخصيا كما يظهر من كتاباتهم عنك يحسدونك على ابداعك الذي يجدون ارواحهم اقزام وطبعا تعليقاتهم ساذجة لانهم لايعرفون انك شاعراستمر وتواصل اخي عبد الجبار لانك تكتب بشكل جميل واحلى كثيرا والمعجبون بك كثيرين وهم سيدافعون عنك ضد الحاقدين

الوعي الثقافي مهم
مصقول عبد اللع -

لا ريب في إن نشاط الصحافي عبد الجبار العتابي مشكور وغير مرفوض لأوليات منها تغطيته للفنون والمعارض في العراق ، كما وأن النقد ليس بالضرورة يطال الكتاب، بل المكتوب أولاً أو المقسوم، فلا يمكن تقسيم المقسوم على المحتوم.وهذا تمضي عربة الكتابة تجرها أقلام شاخ بها التقويم الزمني، بحيث لا تستطيع أن تمسك بحبل الفن في غياهبها وأنفاقها، أتمنى من الكاتب أن يتواصل في المنحى للصورة الفنية ووضعها فوق رفوف الفضيلة العقلية حتى يكون قريباً من لأهالي الديوانية. ولا يأخذ نقد عدم الفائدة، مأخذ الجد وهذا وهم آخر كونه كاتب يختص بالواقعي والوهمي.وشكراً للناشر الأدبي وفضله في العناية لما هو غير مستحسن، واللياقة البدنية في أوقات الحركات الرياضية.

الى سلمر
ممازح -

يعني هو إنت مستعمل إسمك الصريح ؟؟أكو إنسان إسمه سلمر؟؟شنو هاي سمكة مثلا؟؟هسه إنت معجب بالكاتب ؟ ألف عافية ,شنو هالذوق الراقي؟