أصداء

غزة׃ المأساة و اللعنة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لاشك أن كل قنبلة يقع إسقاطها هذه الأيام العصيبة تحدث شروخا في جسد الأمن و الأمان٬ و لا شك أن كل طلقة نار من طرف أو آخر تحدث جروحا في جسد السلم و السلام٬ و لا شك أن كل صاروخ يقع توجيهه بكل عبثية و عشوائية على المدنيين الأبرياء٬ حتى و لو لم يصب أحدا ٬ يجسد عثرة جديدة في مسار التسوية الصعبة و الشائكة لهذه المظلمة التاريخية المزدوجة.
إن ما يجري اليوم في غزة ينسف مقولات حوار الأديان و الثقافات و يسفه خطابات التالف و التآخي و الوئام.
كما أن كوارث هذه الحرب الغير المتكافئة تجسد انتهاكا صارخا للميثاق العالمي لحقوق الإنسان هذا الميثاق الذي تجاهد الإنسانية المفكرة لجعله ملجأ و محاميا للإنسانية المعذبة.


و علينا أن نعترف أن صراخ الأطفال المثخنين بالجراح يؤرق ضمير العالم و أن دموع الشيوخ العاجزين تهز مشاعر الملايين من العرب و المسلمين و الخطر الأكبر و الداهم اليوم هو شبح صراع الحضارات الذي بات يحلق فوق الجميع و يتربص بكل شعوب العالم مهما اختلفت انتماءاتهم و تنوعت أهوائهم.


فالمتأمل في تحركات الجماهير على امتداد هذا الأسبوع من خلال المظاهرات الصاخبة التي عمت كل أرجاء المعمورة يلاحظ عودة الهذيانات الجماعية و الأوهام الغيبية و الخرافية.


كما يلاحظ أيضا انتعاش الغرائز البدائية و الميكروفاشية و قد تجلى ذلك بوضوح في محتوي الشعارات المعادية لليهود كجنس و كديانة وهو ما جسده شعار"غارات السبت من أصحاب السبت" كما يسود في هذه الفترة القرف من خطابات الحوار وتطغي السخرية اللاذعة من مقولات الشرعية و الديمقراطية والفانون الدولي فهي "أصنام عجوي إذا جاع الغرب الحاقد أكلها " على حد تعبير الشيخ

ياسر برهامي.ومن جهة أخري برزت الاسلاموفوبيا و العنصرية المتشنجة و دعاوي الانتقام و التشفي.
غزة جعلت الهمجية تطفو إلى السطح و منطقها البغيض يخرج من اللاوعي إلى الوعي و من مجال الهمس إلى مجال العلن.
الآلاف من الشباب المتعلم و الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة عشر و الخامسة و الثلاثين متأثرين لخطاب القاعدة و مرتبطين عاطفيا بها عبر الانترنيت و الدعاية التي تبثها تصب أحداث غزة الملح على جروحهم النازفة و العديد منهم سوف يلبون دعوة الجهاد الذي أصبح في الواقع إرهابا اعمي يحرق الأخضر و اليابس.


هذا الإرهاب الذي يتغذي أيضا من الوعظ السلفي الجهادي الشائع بنسب متفاوتة في كل البلدان السلامية سوف لن يهدد منطقة الشرق الأوسط أو المغرب العربي فحسب بل أيضا أوروبا التي تحتضن قرابة العشرون مليون مسلم.


المنتصر الأكبر في هذه الحرب هو حزب الكراهية و الحقد و الخاسر الأكبر هو حزب دعاة الحوار و نشطاء حقوق الإنسان و مناضلي الإصلاح و التغيير الذين يفقدون مع كل قتيل و جريح مصداقيتهم.

إن السياسة الرديئة و الميكيافلية تسعي إلى الآني على حساب التاريخي و تدعم الأمني على حساب المصيري.
فخلفيات الحرب على غزة و مفارقاتها من وجهة النظر الاسرائلية باتت اليوم معروفة وهي:
- إضعاف السلطة الفلسطينية وهي على أبواب انتخابات و تقوية حماس التي لا يعترف بها احد في العالم للتملص من خوض أية مفاوضات تحت غطاء دولي
- ترميم أسطورة الردع الإسرائيلي التي تصدعت بعد المواجهة مع حزب الله في جنوب لبنان
- كسب انتصار سهل و مريح ضد غزة الجريحة و المنكوبة التي عانت من حصار وصفه حرفيا رتشارد فلك ممثل الأمم المتحدة في فلسطين "بجريمة ضد الإنسانية"
و إستراتجية حماس كما هو مشهود هي دائما سياسة الاسوء فهذه المنضمة٬ التي دعمتها و باركت ولادتها إسرائيل لإضعاف منضمة التحرير الفلسطينية -كما دعمت و باركت الأنظمة العربية الاتجاهات الإسلامية في إطار سياسة "فرق تسد"- ٬تستهتر بأرواح شعبها محاولة الهروب إلى الأمام فهي تسعى يائسة إلى تجاوز أزماتها و حل تناقضاتها الجوهرية أي :
- حربها الأهلية مع فتح و مع حركة الجهاد الإسلامي
- رفضها المطلق للمفاوضات و للشرعية الدولية
- تبنيها لايديوجيا دينية غير متصالحة مع مستلزمات الحقبة و ضرورات الواقع و تعقيداته.

هذه السياسات الرديئة أصبحت كارثة على المجتمع الدولي فهي جعلت مقولة صراع الحضارات تكتسب اليوم تجسيدا واقعيا مؤلما و إذا لم يعد الأمل سريعا إلى النفوس فستحل لعنة غزة على الجميع و ستقع الفؤوس على الرؤوس.

إقبال الغربي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا يشفقون ع الاطفال
بكل اسف -

فى سبيل استعراض العضلات و فى سبيل شغل الراى العام العربى و العالمى بعيدا عما يجرى حالي و متوقع ان يجرى بين قضية الحريرى التى تمثل رعب لسوريا و نتوقع ان يقوموا بقتل الشهود او القضاه او اى فعل للتهرب من الحقيقة و فى سبيل ان يفلت ايران من الملف النووى الذى كان مفترض ان يتولاه اوباما كاول خطواته بالحرب ضد ايران و فى سبيل تحقيق مصالح سوريا فى اتفاقيات التحالف مع اسرائيل اى ان سوريا الان بصدد توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل على الجولان و بمقتضاه لا يسمح لسوريا بالحرب مع اسرائيل و لكن سوريا لا تريد ذلك فحسب تريد ان تدفع بطرف اخر ليدخل مرحلة التطوع بالدفاع عن فلسطين و هو مصر و قد اعدوا العدة و لكن الله كشف حقيقة اسران و سوريا و قريبا ايران و سوريا بيقعوا مع بعضهم ما عن لبنان و من بعده غزة فلهم الله فهم ضحايا ابرياء فعلا بل انهم يزينون لهم الموت فى سبيل قادة مقاومتهم و يزجون بهم على السطح بينما المقاتلين فى مخابىء خمسة نجوم و لاى سبب و باى مقومات يحاربون؟ بالحرب الاعلامية و بالتهييج ضد حسنى مبارك و الشعب المصرى؟ ما دخل هذا بتلك؟ ثم من يهيج؟ سوريا اول نظام وراثى رئاسى فى المنطقة العربية؟ ايران اول نظام ثورى شيعى انقلابى متشدد سلفى طائفى قامع؟ اليمن لا اسكت الله لهم حسا الذين يجتمعون مع سوريا التى تحاول توسيع رقعة مؤيديها؟ قطر التى عزل فيها الحاكم والده و تولى الحكم لنفسه؟ عفوا الابرياء نحن مسئولون عنهم و ان نعرفهم من هو عدوهم الا و هى ميليشيات و عصابات التى تدعو نفسها مقاومة و هم عملاء قالوها صراحة ان ما يهمهم دولا شيعية تابعة لايران فى المنطقة!

با فيلم رعاة بقر
ليست حرب -

لماذا لا يستعين امثال حماس و حزب الله بقيادات جيش و حرب ليتعلموا من كتب و قواعد و تكتيك و ارشادات الحرب؟ بدل من جلب الحرب بطريقة الميليشيات و العصابات يدفع ثمن رعونتها الاطفال و المدنيين العزل؟ ثم لكى لا ينقلب عليهم المدنيين يعدونهم نفسيا ان تلك المغامرات الى لا ترقى الى مستوى الحرب و التى تسبه الى حد كبير افلام رعاة البقر القديمة يقنعونهم ان لهم الجنة و انها حرب و مقاومة و نا الى ذلك؟ على الاقل عندما يفعل شخص ما فعلة ما يجب ان يحسب العواقب اولا- حماس تعرف انها لو اطلقت صواريخ على اسرائيل و لم توقف الاقفص سوف ترد اسرائيل - اذن على الاقل لماذا لم يتم حفر خنادق لمدنيين او مخابىء مجهزة بصفارات انذار ليختبىء فيها الناس مثلما كان ايام الحرب العالمية؟ الانفاق التى حفروها ليختبىء فيها المقاتلين منهم الم يجدر ان يحفروا بالاولى مخابىء للاطفال؟ اين اعداد العدة من الطعام و الادوية اللازمة قبل ما يسمى بالحرب ام ان الحرب هى رجال و سلاح فقط؟ اين المناطق الامنة التى يتم التفتيش فيها من قبل الجنود الاسرائيليين لعزل الاطفال و النساء و الشيوخ بعيدا عن نيران الحرب؟ ان هذا فشل ذريع لمن يدعون انهم مقاومة انهم سبب ابادة للاطفال و الشعب البرىء انهم ماشالله عليهم مختبئون و معهم السلاح بينما على الملأ تشرد الابرياء - فبالله عليكم الم يتكرر السيناريو عينه فى حرب تموز 2006 فى لبنان؟ الم تفعل حزب الله الامر نفسه؟ بالله عليكم ما معنى كلمة حرب؟ اعقلها و توكل و ليس تهور ثم لا تعقل اى شىء و اللى يحصل يحصل- اى عقل بل اى منطق بل اى دين ؟ ثم لتغطية الاخطاء يتم محاولة توريط اطراف اخرى بعيدة كل البعد بل يتم الهجوم على من يقدمون مساعدات فعلية و الصمت تجاه المحرضين- هل تعتقدون ان الراى العام لم يعد يفهم عبوديتكم لسوريا و ايران؟ ان اخر همكم اطفال غزة و قضية فلسطين ! و اى بلد فى العالم يدخل حرب بلا حسابات؟ و بلا توحيد فى الصف؟ و اى جيش يحارب بعيدا عن سلطته المنتخبة و رؤساءه؟ من يصدر اوامر الحرب ؟ اليس رئيس و حاكم كل دولة؟ ام الاقلية المسلحة العشوائية الممولة من الخارج و الخادمة لاغراض الخارج؟ اليس اولوية سلامة الاطفال و ابناء الشعب تفوق اى شىء اخر فى عقل و ضمير اى راعى مسئول عن رعيته بل اى رئيس او حاكم او حتى مقاومة؟

فلسطي حبيبتى
اموية سورية -

النصر ولعز ولخلود لفلسطين