أصداء

سركوزي ''عفريت اللعبة'' الجديد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أستطيع اختصار الطريق على القراء الأعزاء و أجيب على السؤال التالي: ماذا يمكن أن يفعله سركوزي في الشرق الأوسط ؟ بجملة واحدة كافية وافية هي : '' لا شيئ.. !'' لكن الأهم في رأي هو شرح الأسباب و تحليل الدوافع التي تجعلني أُقدم مثل هذه النظرية ليست المتشائمة وإنما الواقعية. صحيح أن الرئيس الفرنسي نيكولا سركوزي قد أبدى منذ وصوله للحكم ''برغماتية'' شديدة في سياسته الخارجية، حتى اعتبر كمن أحدث ثورة و قطيعة عميقة في الدبلوماسية الفرنسية حين قّرر وضع يده في يد من كان يصفهم ''بالإرهابيين'' و ''المارقين'' في الأمس القريب، فهو من تحّدى المنظمات الحقوقية ورأيه العام حين استقبل الزعيم الليبي ''معمر القذافي'' و خيمته الشهيرة في حدائق الاليزيه منهيًا بذالك فترة الحصار التي فرضها المجتمع الدولي على ليبيا من أجل 10 مليارات مليار يورو من المشاريع، وهو أيضا من دعا الرئيس بشار الأسد لباريس ممّهدا لعودة سوريا للساحة الدولية بغرض إنجاح مشروعه ''الإتحاد من اجل المتوسط'' و صحيح أننا نراه الآن في كل بقعة من العالم بها نزاع ينّط فيها ''كعفريت اللعبة'' محاولاً فرض دوره كزعيم أوروبي جديد لا غنى عنه. وقد يتهيأ لنا أيضاً أن العلاقات الطيبة التي تجمع الفرنسيين بالأطراف العربية : مصر ولبنان والآن سوريا والسلطة الفلسطينية التي تعتبر فرنسا من أهم مانحيها، قد تشفع له في مسعاه للبحث عن طريق للسلام، لكن الحقيقة هي أن محاولات الرئيس الفرنسي ليست سوى سّد لفترة الفراغ التي تسبق وصول الإدارة الأمريكية الجديدة بل ولنقل ''فسحة الفئران'' التي راحت تلعب في انتظار عودة القط ( الأمريكي).


فعلاوة على أن فرنسا لا تملأ عين إسرائيل، فهي ومن وراءها المجموعة الأوروبية لا تريد أن تضغط على إسرائيل أكثر، بل أنها تأمل في سرّها من أن تخلصها هذه الأخيرة من حركة ''حماس'' التي تعتبرها هي والولايات المتحدة الأمريكية منظمة ''إرهابية'' وترفض التفاوض معها على هذا الأساس. و لو كانت أوروبا تنوي الضغط على إسرائيل في هذه الفترة لما أمضت معها اتفاقية شراكة هي الأولى من نوعها يوم 9 ديسمبر الماضي أي أسبوعين فقط قبل انتهاء الرئاسة الفرنسية للإتحاد الأوروبي دون أن تطالبها بأي مقابل، و كانت قد منحتها بموجبها صفة ''الشريك المميز'' بحيث تستطيع المشاركة في كل المحادثات و المشاريع الأوروبية دون أن تفرض عليها أية شروط، و لا حتى محاسبتها على تدمير المرافق الحيوية بغزة والتي ساهم المال الأوروبي في تشييدها حتى لم يبقى منها شيء يذكر، وهو الضمان الذي انتزعته ''تزيبي لفني'' من ''كوشنير'' بسهولة و دون أن يأخذ في يدها ساعة من الزمن، بينما حُرم الفلسطينيون ومنذ الانتخابات التشريعية سنة 2006 من مساعدات الإتحاد الأوروبي و هذا رغم تحذيرات المنظمات من تدهور الأوضاع الإنسانية في الأراضي المحتلة جراء هذا ''العقاب الجماعي''.


المؤكد هو أن سركوزي الذي يصفه بعض معارضيه تهكماً ب''برزيدون دو موند'' أي رئيس العالم هو الآن بصدد فرض صفته الجديدة ''كحّلال أزمات'' لا غنى عنه في أوقات الشّدة، لكنه لن يساهم في أكثر من دعم الأطراف المعتدلة: محاولة إخراج مصر من المأزق الذي وُضعت فيه و إعادتها إلى دورها التقليدي كوسيط، وتقوية ظهر محمود عباس كشريك أساسي في عملية السلام و لن تتعدى مبادرته مرحلة التمهيد لمفاوضات قد تضطر الإدارة الأمريكية الجديدة إطلاقها سريعا تحت وطأة التصعيدات الجديدة و للأسف في انتظار هذا الباليه الدبلوماسي لا تزال جرائم إسرائيل مستمرة..

أنيسة مخالدي

باريس
anissa.mekhaldi@yahoo.fr

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ساركوزي أو غـيـره!!!
أحـمـد بــســمــار -

يرجى نشر هذا المقطع من قصيدة قديمة جدا للشاعر الكبير المرحـوم ميخائيل نعيمة : أخي! لقد تم ما لو لم نشأ نحن ما تماوقد عم البلاء لو أردنا نحن ما عما فلا تندب فأذن الغير لا تصغي لشكوانا بل اتبعني لنحفر خندقا بالرفش والمعول نواري فيه موتانا * * *أخي! من نحن لا وطن ولا اهل ولا جار إذا نمنا إذا قمنا ردانا الخزي والعار لقد خمت بنا الدنيا كما خمت بموتانا فهات الرفش واتبعني لنحفر خندقا آخر نواري فيه احياناأحمد بسمار مواطن عادي بلاد الله الواسعة

it''s true
visitor -

infortunately, very thing you said is true, poor palestinains, no bodu cares about them....

حماس شرف الامة؟؟؟؟؟؟
يحي اليحي---السعودية -

بسم الله الرحمن الرحيم :الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الكريم محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،، وبعد : فقد قال الله تعالى ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) المائدة 83 . وقال عز من قائل ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ، إن الله لا يهدي القوم الظالمين ، فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في أنفسهم نادمين ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون أن الشدة مهما طالت لا بد من أن يعقبها فرج .. وأن العسر مهما طوق صاحبه لا بد أن يليه يسر وسعة .. وأن الظلمة لا بد أن يتبعها نور وفجر صادق .. وأن العسر ـ مهما اشتدت عزائمه ـ لا يمكن أن يغلب يسرين ! لا شيء يعجل الفرج كالصبر والاحتساب .. ولا شيء يؤخر الفرج كالسخط وشكوى الخالق للمخلوق .....! وإن للنصر والعزة والإباء أبطال وقادة ورواد فأنتم آيه المجاهدون في جبهات المعركة آيه الأبطال الشرف في غزة يأمن دافعتم عن شرف الآمة ..تحية إجلال لكم ولصمودكم أمام اعتي قوة في الشرق الأوسط ..........وبعد إلى من شكك في نصرة هذى الدين أقول لكم .... إن المعركة بين الكفر والإيمان معركة قديمة بدأت منذ أن خلق الله عز وجل آدم عليه السلام وأمر الملائكة أن يسجدوا له فسجدوا طائعين لخالقهم متعبدين بفعلهم إلا إبليس أبي واستكبر أن يسجد لبشرٍ خُلق من طين. فكفر بفعله هذا. أن هذه الفئات المجاهدة الصابرة قد انتهجت طريق الحق ، وكلما تمسكت بهذا الحق وصبرت عليه، كلما كان ذلك مدعاة للآخرين للانضمام إلى صفوفها وتوسيع دائرتها ، وكلما ا

#1 well said
Raji -

Your post is the point.We have no dignity place on this Earth any more.I wish an earth quake that vanish all Arabs with their leaders

#2
Susan -

Pls learn English or don''t use it to express if you can''t master it