أصداء

الحل: لجنة مناصحة ثقافية سعودية!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"توشك" أن تولد رابطة الأدباء والكتاب السعوديين. منذ عقود مضت وهذه الرابطة "توشك" ولا تفعل. من يتابع مشهدنا الثقافي المحلي في السعودية يدرك تماما أن مصطلح "توشك" يشبه "تحت الدراسة"، مفردات لها علاقة ببعد زماني مصاب بالسبات الطويل وكأنه في منافسة حقيقية مع قصة أصحاب الكهف!.


هذه الرابطة التي ناقش مشروعها مجلس الشورى أخيراً تشترط أن يكون من ينضم إليها أديبا تجاوز الثامنة عشرة من عمره، وله نتاج أدبي مطبوع، وأن يدفع 300 ريال كاشتراك سنوي، هذا الاشتراك ليس مشكلة أمام المثقف السعودي، خصوصاً المثقف المستقل لأن الرابطة ستضع "حصالة" لكل مثقف ليضع فيها ريالا سعودياً واحداً كل يوم، أي ما يوفره من مصروفه اليومي. إذن، لن يقف الاشتراك السنوي عائقاً أمام مثقفينا للانضمام للرابطة التي "توشك"!. إلا أن بقية اقتراحات أعضاء مجلس الشورى تثبت عبقرية هؤلاء الأعضاء، فمثلاً هناك من اقترح أن يتمتع عضو الرابطة بحسن السيرة والسلوك، أي أن على المثقف السعودي لا بد أن يحتفظ بشهادة حسن السيرة والسلوك التي حصل عليها في نهاية المرحلة الثانوية، أو نهاية المرحلة الجامعية. أما إذا كان هذا المثقف لم يحصل على شهادة حسن سيرة وسلوك فإن عمدة الحي لن يبخل عليه بورقة تثبت حسن سيرته وسلوكه.


قد لا يجد البعض في اشتراط السيرة والسلوك أهمية لقصور نظره، فهذا الاشتراط هام لأنه يثبت أن العضو لم يسبق له أن كتب ما فيه إساءة للإسلام، لسد الطريق كما ذكر احد أعضاء مجلس الشورى أمام من يعارض ثوابت عقيدة السعودية. ويبقى مصطلح "عقيدة السعودية" خاصا بهذا العضو الذي أطلق الاقتراح!. إلا أن الدكتور صالح البقمي طالب أعضاء الرابطة أن يلتزموا بالآداب الشرعية بالتقيد بالنظام الأساسي واللائحة التنظيمية للرابطة، فكان أشد وضوحا، لأن الآداب الشرعية لديه تكون بالتقيد بالنظام الأساسي للرابطة! ولائحتها التنظيمية!. أما الدكتور عبد العزيز العريعر فقد طالب بضرورة إلزام الرابطة بميثاق شرف إعلامي يحظر فيه كل ما قد يعود إلى الفتنة أو الإساءة للآخرين. وهذا ليس غريبا في وطن يمسك فيه مقص الإعلامي برقبة المثقف، فالرابطة للأدباء والميثاق إعلامي!!. إلا إذا كانت رابطة الأدباء ستكون مقصورة على المثقف الإعلامي ممن يجيد الخطابة ضمن الآداب الشرعية للرابطة فإن هذا الميثاق سيكون ضرورة فعلا كما اقترح العريعر.


هذا بعض ما دار في جلسة مجلس الشورى لمناقشة مشروع الرابطة، والذي تلاه تعليقات بعض المثقفين والمثقفات في الصحف المحلية، ولعلها بحاجة لكتابة مقال مستقل لشدة طرافتها، كطرافة تعليق إحدى الأديبات بأن "الإصلاح" لا بد أن يشمل الجنسين!. بالطبع لا يمكن لومها لأن هذه الرابطة التي "توشك" ليس لها علاقة بالأدب إلا بمسماها، فهي ذات ميثاق شرف "إعلامي" ضمن ضوابط وآداب "شرعية" يمكن ضمانها من خلال "سيرة وسلوك" عضو لا يعارض ثوابت "عقيدة السعودية".


ولعل الحل الأسلم لانضواء جميع الأدباء والكتاب السعوديين تحت لواء هذه الرابطة بعد أن تصبح واقعا فعليا بقدرة الله، الذي لا يعجزه شيء، هو سرعة إنشاء لجنة مناصحة ثقافية داخل الرابطة، أسوة بلجان المناصحة في وزارة الداخلية للفئة الضالة، بحيث تتكون عضويتها من أعضاء حسن السيرة والسلوك لمناصحة الفئة الضالة من المثقفين الذين فات بعضهم شيء من اشتراطات الآداب الشرعية للرابطة!.

حامد بن عقيل

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف