أصداء

ماذا تبقى من المعارضة السورية؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تعرضت المعارضة السورية، في الآونة الأخيرة، لسلسلة من الإخفاقات والانتكاسات ضعضعت في بنيانها، وأثرت في قوتها، تزامن بشكل أساسي، مع إخفاق مشروع الشرق أوسطية، وانهيار الحقبة البوشية برمتها، على ذاك النحو البائس الذي توج بحفلة رجم الأحذية الشهيرة، والتي لا نأخذ منها سوى رمزيتها التي لا يمكن أن تخفى على لبيب، ما عنى، بالمحصلة، خذلاناً لكل المعولين، والمراهنين، على دعم أمريكي فيما يسمى بعملية دمقرطة وإصلاح الشرق الأوسط "الخربان" والقديم.

وقد شكلت جبهة الخلاص الوطني، التي تمثلت بقيام حلف بدا مبهما وغريباً في حينه، بين نائب الرئيس السوري المنشق السيد عبد الحليم خدام، وجماعة الإخوان المسلمين السورية ممثلة بالأستاذ المحامي علي صدر الدين البيانوني المرشد العام للجماعة السورية، مع إعلان دمشق، رأس الحربة، والجسم الأبرز للمعارضة السورية في السنوات الخمس المضطربة الفائتة التي راهن فيها كثيرون على انهيار وسقوط وشيك للنظام بشكل دراماتيكي مثير، على غرار ما حدث للنظام العراقي، وطرحت هذه القوى نفسها، عند ذاك، كبديل موضوعي وتلقائي للنظام. غير أن الأشرعة الإقليمية سارت، لاحقاً، بما لا تشتهي المعارضة السورية، ومن هنا فقد واجه إعلان دمشق، فيما بعد، ولاسيما بعد انعقاد مجلسه في أوائل شهر ديسمبر من العام 2007، وبسبب مما اعتبره البعض تحولات إيديولوجية جذرية في مساراته وإخفاق بعض القوى الفاعلة فيه في الحصول على أدنى تمثيل انتخابي، جملة من المنعكسات البنيوية والتنظيمية والفكرية، والاصطفافات والافتراقات السياسية والمواقف الوطنية استحدثتها التطورات التي شهدتها المنطقة أدت كلها إلى جملة من الانسحابات، وتجميد للعضوية، ناهيكم عن مثول بعض من رموزه وأعضائه أمام القضاء وحصولهم على بعض الأحكام المخففة، إضافة إلى تلك المتحولات الإستراتيجية الكبرى في المواقف واختلال موازين القوى الإقليمية، وما بدا رجحاناً لمعسكر الممانعة والمقاومة في المنطقة وما أعقبه من عودة قوية ومجلجلة لدمشق إلى الواجهة السياسية والدبلوماسية في المنطقة ومن بابها العريض، اقتصر بعدها نشاط إعلان دمشق على موقع إليكتروني بسيط يجمع ما تيسر من المقالات والبيانات من هنا وهناك، إضافة إلى نشر تحقيقات "مدوية"، وخبطات صحفية عن حضور مراسل الإعلان مجهول الاسم والهوية والتاريخ السياسي والشخصي للمؤتمرات الإعلامية والثقافية للمخابرات السورية.

واليوم ومع الغزو البربري الوحشي الصهيوني لقطاع غزة، والذي خلق هو الآخر جملة من الاصطفافات والمواقف الجديدة، وخلط كثيراً من الأوراق، وفيما بات يقتصر نشاط جبهة الخلاص الآن على وسيلة إعلامية لم تجد الكثير من الصدى والتفاعل في الداخل السوري لابتعادها إلى حد ما عن المهنية والحياد، وموقعاً إليكترونياً يفتقر للكثير من الدسم الفكري والأداء السياسي الرفيع والوطني الصحيح، تشكل خطوة الإخوان المسلمين الأخيرة، بتعليق كافة أنشطتها المعارضة للنظام، ضربة قاصمة أخرى لجسد المعارضة السورية ووحدتها وكيانها السياسي، باعتبارهم الأعداء الألداء تاريخياً، وإحدى القوى الأكثر فاعلية وتنظيماً وذات تداخلات محلية وإقليمية ودولية لا تخفى على أحد، والتي اتخذت مواقف متشددة من النظام على الدوام. وتعتبر هذه الخطوة، أولاً، وبغض النظر عما رآها البعض كتراجع تكتيكي، ومن خلال التقييم الذاتي والآني لها والذي لا بد وأن ينطوي على قدر من الإيجابية في بعض من جوانبه، إضافة هامة للرصيد الاستراتيجي للنظام أعطته زخماً جديداً وثقة أكبر بالنفس كان يدلل بها كثيراً في إعلامه على صوابية منهجه وموقفه الوطني، ومن دون النظر عما ستثمر، أو تفضي إليه. كما ينظر إليها باعتبارها تحولاً نوعياً بارزاً في موقف الجماعة الدينية، وضعت فيه، ولا شك، الكرة في مرمى النظام، لا يمكن الحكم على ارتداداته الداخلية والإقليمية مرحلياً، إلا بانتظار الخطوة المقابلة من النظام، التي لا نأتي بجديد لو قلنا بأنه قد يقابلها، ولفجائيتها، بشيء من الحساسية والحذر، غير أنه يستحسن استغلالها جيداً، لاسيما وأن النظام الذي يعتبر اليوم، ومن وجهة نظر الكثير من المحللين والمراقبين، في أحسن وأقوى تجلياته، ولن ينظر لذلك، البتة، باعتباره تنازلاً أو ضعفاً بل مكسباً سياسياً لافتاً يصب في أكثر من طاحون ترفد العمل الوطني العام.

إذن، مع انهيار إعلان دمشق على ذاك النحو المعروف، وتشتت قواه، وما يعتبر اليوم، في أحد قراءاته، ولأكثر المتفائلين، انسحاباً غير مباشر، للإخوان المسلمين من المعارضة السورية، يمكن القول، والتساؤل، وبكل طيبة نفس، وبراءة، ماذا تبقى من المعارضة السورية؟

نضال نعيسة
sami3x2000@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كاتب معارض !!
ايلافي -

تقول ياسيدي : اعلان دمشق رأس الحربة للمعارضة السورية .. وهذا مايشرف اصحاب الاعلان . اما انت المعارض المزعوم فرأس الحرباية للنظام السوري !! وشكرا ايلاف

الآخرة يا فاخرة
معاوية -

لا تحتاج المعارضة السورية لديباجتك هذه لتعرف هويتك وخزعبلاتك في الدفاع عن نظامك الارهابي الذي يعتقل ويسجن ويقتل لمجرد الخلاف السلمي في الرأي والمطالبة باصلاحات اقلها محاربة الفساد الذي استشرى كالسرطان الذي انت من رؤوسه، ولكن لا تحلم كثيرا فسوف تترحم قريبا على الحقبة البوشية عندما ستتكشف لك معالم الحقبة الباراكية. النزع الاخير من حلاوة الروح يا فصيح البعث

أخلاق الإختلاف
عبد البا سط البيك -

مقالات السيد نعيسة مثيرة للتساؤل و الإستغراب و خاصة تلك التي تتعلق بالسياسة السورية . نحن نعرف موقع السيد نضال في نسيج التركيبةالسياسية و الإجتماعية و نعرف مع من يصف و لمن يصفق و يهتف بإستماتة وصبر شديدين رغم أن يدعي دائما إنفصاله عن تلك المنظومة التي تمسك بمقاليد السلطة بدمشق و يشتكي من عدم إستفادته المادية و المعنوية من مواقفه . رغم أنه يبدو مما يكتب أنه الأكثر إلتصاقا بها . ما يهمنا من مقال اليوم هو أن بعضا من أتباع النظام السريين و العلنين بعيدين عن الروح الوطنية و يلعبون في مساحة ضيقة بروح عنترية لا تسمح لهم إمكانياتهم المتواضعة بتطويرها لضعف قدراتهم على توسيع ساحة الحركة , حسبهم من ذلك البقاء في السلطة دون بقية المزرعة الواسعة الأرجاء الوارفة الظلال . كان من المفروض أن يتلقى السيد نعيسة بيان الأخوان المسلمين بتوقيف التحرك ضد النظام في ظل هذه الظروف العصيبة بطريقة إيجابية و لو أنها أتت من طرف خصم سياسي يحاول عبثا افستخفاف من وزنه و تأثيره السياسي , و أن يعتبر أن الجميع نظاما و معارضة شريفة في مركب واحد لمواجهة الغزو الصهيوني لغزة الذي يمكن أن يتطور ليشمل مساحة أوسع قد تصل نيرانها الى الوطن سورية الذي يتشارك بالولاء له كافة الأطياف السياسية حتى التي تختلف مع النظام الحاكم . توقعت أن يكون السيد نعيسة أكثر إيجابية في تقدير قيمة البيان التاريخي لحركة الإخوان حيث أنها لم تغمز من قناة السلطة كما فعل البعض و بالحديث عن أن سورية متحالفة مع إيران الصفوية لإرباك حسابات الدول العربية المعتدلة لتعقيد الملفات التي تهدد المنطقة و أمنها . لكن السيد نعيسة إتجه الى منحى آخر و فسر البيان تفسيرا ضيقا جدا يتلائم مع الخلفية المعقدة التي يؤمن بها أكثر من إيمانه بالوطن الواحد و العيش المشترك . ذكرت في أحد تعليقاتي السابقةلنشر بيان الأخوان أنه من الضروري أن نتلاحم جميعا للتصدي لعدوان إسرائيل الشرس , و أن يكون أمن البلاد و إستقرارها و حماية حدودها نصب أعيننا جميعا , لكن السيد نعيسة لا يرى الا بعين واحدة و لمسافة قصيرة و يتناسى المساحات الرحبة التي تتسع للجميع .يا سيد نعيسة أفلا كان منك ردا جميلا يريح النفوس من عناء ..؟ هل أنت مستفيد من تخاصم أبناء الوطن الواحد ..؟ هل يزعجك أن تتوحد السواعد و أن تصفو النفوس و القلوب ؟ لماذا تقوم بتأجيج جذوة النار كلما خمدت ..؟ ؟ عساك تكون أكث

الاخوان الملون
ساجد -

هؤلاء يلونون جلدهم حسب مصلحتهمولا يستحقون سوى ابقاء القانون 49 تحيا سوريا

البقية في حياتك
سوري عتيق -

عزيزي نضال:اعجبتني مقالاتك حول تاريخ سورية الحضاري، وقمتها في القرن السابع؟؟؟ الشعب السوري ليس له تاريخ في الثورات إلا عندما جاءت فرنسا. اما ماتبقى من تاريخ بعيد فإنه شعب لا يقوم بثورة لإنه اعتاد على كل الغازين في العالم القديم والجديد. البقية في حياتك، فلا يمكن لأي معارضة ان تقلب أي نظام عربي.أنا افضل ان يتحول النظام إلى ملكي، فعلى الأقل يمكن وبشكل سلمي يوما ما ان يتحول إلى نظام هادئ، يخفف الضغط عن الشعب السوري. فالديموقراطية التي يتغني بها الجميع، لا يعرفها إلا من ندر، خطابياً ممكن. لكن الممارسة، فلا تصدق، ولا يمكن ان اصدق احداً، لإن الموروث الثقافي، لا يسمح بأي ديموقراطية حقيقية مشابهة لدول الغرب المتقدمة. لذا بدلاً من اضاعة الوقت في تحاليل حول المعارضة، اصرف جهدك على تاريخ سورية الثقافي، وابحث في الأٍسباب الحقيقية التي تمنع هذا المجتمع والمجتمعات العربية من قبول الديمقراطية سلوكا، وتفضيلها للمؤسسة الدينية، المخدر الأكبر في حياتها.النظام السوري قد يكون اقسى من غيره من الدول العربية، لكنه يعمل في نفس السياق. فخطه احمر كغيره من الأنظمة العربية عند مسألة بقاءه واستمراره.إنه تاريخنا الحقيقي الحزين والمؤلم. كنت اتمنى ان تبقى سوريا مع تركيا، بدلاً من التركيبة العربية، لإن تركيا فصلت الدين عن الدولة منذ ايام مصطفى كمال. اما نحن كعرب وكسوريين، فقد نحتاح إلى قرن آخر لنفعل مافعلته تركيا.البقية في حياتك ياصديقي، فالطريق طويل، لمجتمعات عربية يمكن لمواطينها ان يعيشوا بسلام.واخيراً انظر للمؤسسات الدينية وقوتها اليوم في العراق، الديموقراطي.اليست الثقافة السبب في اختيار الشعب العراقي للمثليه في المؤسسات الدينية.إنها المشكلة الأولى والأخيرة في تاريخنا خلال القرون الماضية، والأمضى..

عصابة منقرضة
أبو عبيدة -

من فال ان السوريين سيفضلون خوّان المسلمين على البعث الفاشي ,فكلاهما وجهين لعملة واحدة, ولكن اذا خيرنا نحن السوريين بين أهون الشريين لاشك نختار البعث الفاشي على جماعة خوّان المسلمين الذي يتاجرون باسم الاسلام للوصول للحكم والانقضاض على ما تبقى من العباد والبلاد.. واذا كان عصابات الخوّان استخدموا الأساليب الاجرامية فاشتهروا وذاع صيتهم فهذا لايعني ان المعارضة مختزلة فيهم بل المعارضة السورية الوطنية العربية والكردية من الشعب السوري هي الأكبر و الأكثر ولكنهم لايستغلون الأساليب البشعة والتفجيرات بالأبرياء بل يناضلون ضد النظام وعصاباته بالسبل الديمقراطية دون التسبب بإراقة الدماء السورية كما يريدها النظام ليتخذها حجة لتدمير الشعب, مثلما عصابات التي تسير وفق الأجندات الخارجية والحمد لله هي عصابة منقرضة في الشارع السوري ...

واضح انك تشمت
سوري حقيقي -

نضال نعيسة يشمت بالمعارضة السورية وهو مهما فعل لا يسعه إلا أن يبدي سروره بتشتت المعارضة السورية وضعفها وعجزها. لن أطيل عليك، أنت وأمثالك فقط من السوريين تستحقون هذا النظام الذي تناضلون صباح مساء للحفاظ عليه... هل فكرت لحظة واحدة أن الشعب السوري قد يستحق نظاما أفضل من نظام قمعي ديكتاتوري ??? النظام أوصل بلدي وبلدك سوريا إلى حافة الإفلاس وأنت لا هم لك سوى تلميع واجهته الصدئة والدفاع عن جرائمه وتجاوزاته وسرقاته بحق الشعب السوري...

المعارضة
برجس شويش -

ان الاغلبية الساحقة من الشعب السوري تعارض النظام الفردي والاستبدادي والقمعي والعائلي والطائفي والعنصري، ان النظام السوري تاريخيا كان ينبغي ان يدفن منذ زمن بعيد لانه هو خارج عن اطار الزمان والمكان, الشعب السوري يرفض هذا النظام جملة وتفصيلا ولا يستطيع هذا النظام ان يتهرب ويختبئ من حكم التاريخ: الهاوية والسقوط المحتم

أين الحقيقة؟؟؟
Thomas lAgnostic -

ما فائدة أية دولة حديثة ديمقراطية, إذا فقدت فيها كل معارضة. هذا النوع من الحكومات العائلية الوراثية قسرا لم يعدج يوجد سوى في سوريا ومصر وليبيا والممالك والإمارات العربية أو الإسلامية البترولية. والتي لا يوجد فيها أبسط ابسط أنواع الديمقراطية.

Opposition to what
A poor Arab witness -

Dear Opposition leader. When a minority rules the majority with a bloody fist for so many years without a real (intifada) it means one of two things: 1- the Majority is useless and deserves what happens to it or 2- the ruling minority is very powerful and cannot be fought. It is a pity that a country where the ruling religious minority has always made all the decisions against the interests of Moslems and Arabs During the first Gulf war between Iran and Iraq: Syria sided with Iran against Iraq and in 1983 Syria masterminded the kicking of Arafat by boat out of Tripoli – by dividing Palestinians and making them kill each other… In 1985 they pushed the Shiaa AMAL militias in Lebanon to conduct the camps war where thousands of civilians were killed and wounded in an atrocious war…After 1985 the Syrians helped the Shiaa Lebanese Militias control Beirut (a similar situation to what happened in Beirut in May 2008 and returned to Lebanon to control it. The Syrian regimes killed more Arabs (Palestinians, Lebanese, Syrians) than all the Istraeli wars…… and still no Syrian Opposition form the Majority. I think you are right it is hopeless, and with paid Opposition Leaders and free speakers like YOU… absolutely no HOPE. We deserve what happens to us by allowing this cancer to stay in Power in your country…. Sometimes we wonder what is worse. An enemy at the borders like Israel or an enemy from within like you and your Baath pro Iranian regime?

فعلا انها معارضة
عمر حسين / بيروت -

البعث العلوي النصيري هو اول المعارضين في سوريا الحبيبة فهم اول المعارضين على اقامة الديمقراطية هم اول من عارضوا حل البوليس السري هم اول من رفضوا بغلق واقفال معسكرات التعذيب هم اول من رفضوا الانتخابات الديمقراطية هم اول من رفضوا مقارعة اسرائيل في الجو وهم اول من رفضوا استعادة الجولان من ايدي المعتدي الاسرائيلي وهذا يشهد لهم من حيث الشكيمة بانهم رفضوا طرد المحتل من ارضهم وكذلك في لواء الاسكندرون... وغيره المعارضة السورية هي بايدي امينه وتعمل لخدمة المواطن بشكل مباشر وحساس لذلك هذه المعارضة وجدت لتبقى لقهر الاحرار في كل مكان... شكرا

سوري عتيق reply to
Sam -

Were you shy of mentioning the real cause of our rejection to democracy???i.e Islam.My friend the nomadic barbarian mentality of Islam which made the majority of the Syrian people what they are now.

اختفاء,, وتساؤل؟؟؟
أحـمـد بــســمــار -

سيداتي وسادتي الأكارماستغرب باندهاش غريب عن ســحــرية غياب هذا المقال من صفحاتكم كل مساء البارحة..وظهوره من جديد هذا الصباح.. هل جرت مفاوضات ومشاورات خاصة بهذا الخصوص؟؟؟يرجى التوضيح.. بشكل مقبول منطقيا.. رجاء!!!...أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الله الواسعة.