أصداء

تجارب دنماركية 12: عيادات الأسنان في المدارس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


فكرة عيادة الأسنان في المدرسة ابتدأت وتم تطبيقها في بعض البلديات التي حكمها الاشتراكيون الديمقراطيون، أولى هذه البلديات كانت بلدية " اسبيه "في عام 1907 ومن ثم انتشرت إلى باقي البلديات الحمراء كما كانت تسمى،أي الاشتراكيون، ولكن البلديات تختلف سياستها الاجتماعية والاقتصادية من واحدة إلى أخرى تبعا لميزانيتها الاقتصادية ومن يحكمها،ولهذا حاول الكثير من السياسيين، وعلى مدى سنين أن يحصلوا على تشريع برلماني ملزم للدولة اقتصاديا بمساعدة البلديات التي لاتستطيع تحمل النفقات الاقتصادية بشأن عيادات الأسنان هذه.


في إحدى نقاشات البرلمان الدنماركي لعام 1971 الصاخبة،كانت مداخلة احد الأعضاء هي الحاسمة حين تعالت تساؤلاته : ماذا عن أصحاب الدخل المحدود؟! ماذا عن البلديات ذات الميزانية المحدودة؟! ماذا عن أطفال الفقراء، ممن لايستطيع والداهما تحمل نفقات علاج الأسنان الباهظة؟! هل نترك أطفالنا وعلاج أسنانهم إلى أن يكبروا أو إلى الظروف الاقتصادية ووعي ذويهم؟ماذا لو فات الأوان، وتسبب إهمال الأسنان بمشاكل جسدية ونفسية لايمكن معالجتها؟! حين ذك سيدفع المجتمع ثمنا باهظا، إن لم نتخذ خطوة تشريعية الآن بخصوص ذلك!!


وهكذا كان اقر القانون وأصبح نافذا عمليا في عام 1972،بموجبه أنشأت عيادة للعناية بالأسنان في كل مدرسة ابتدائية،تقدم خدماتها مجانا لاتكتفي بالمعالجة بل بالتوعية بكيفية العناية بالأسنان،هنالك فحص دوري،لكل طالب،يبلـّغ به الطالب وذويه بموعده لفحص أسنانه واتخاذ مايلزم.


في العام 1981 رأى المتخصصون والمشرعون إن قانون العناية بالأسنان لابد أن يبدأ مبكرا قبل الصف الأول الابتدائي، وبالفعل صار الفحص في مراحل أبكر من الابتدائية.


الآن تلقى ويتلقى 99% من أطفال الدنمارك العناية المجانية بأسنانهم في المدارس،وفي مرحلة مابين الرابع والخامس ابتدائي يتم فحص التلاميذ بشكل خاص حول حاجة تدعيم الأسنان بجسور،وهي عملية مكلفة وتتطلب فحص دوري لمن يحتاجها.
في العام 1986 شمل قانون العلاج المجاني الأطفال حتى سن 17 عام،بل حتى أؤلئك الذي بلغوا سن النضوج، 18 سنه أو أكثر وتأجل علاجهم لضرورات طبية فان علاجهم مجاني.


ليس بالضرورة أن يتواجد طبيب أسنان في المدرسة، بل هنالك " معالج أسنان " وهي دراسة خاصة تستغرق 2.5 سنة،اغلب أفرادها من النساء،فمن أصل 935 معالج متخصص في الدنمارك هنالك 23 رجل فقط،أما عدد أطباء الأسنان فهو 5139 طبيب،إذا كانت الحالة تستوجب طبيب فان المعالج يحيلها إليه.
تتكلف الدولة سنويا لعلاج الأسنان في المدارس مبلغا 1.5 مليار كرونة أي مايعادل 300 مليون دولار.
يذكر إن العلاج الطبي في الدنمارك مجانيا لمدى الحياة لكل المواطنين والمقيمين في البلاد.

بالإضافة إلى " عيادة الأسنان " المجهزة بالأجهزة الضرورية في كل مدرسة،هنالك الأخصائي النفسي،وعددهم يختلف من بلدية إلى أخرى،ولكن عدد الأخصائيين للأطفال في البلديات المختلفة 561شخص،وعدد االخصائيين للكبار604.
هؤلاء الأخصائيون يتابعون حالات الأطفال النفسية، وعلاجها عن كثب من خلال إشراك المعلمين والأهل، وفي حالات معينة قد يحتاج ليس الأطفال وحسب للعناية النفسية بل أهل طفل ما...، ولهذا يتواجد أخصائيون للكبار أيضا...
يقدمون النصيحة والتعليمات والتوصيات الخاصة بكل حالة مهما كان حجمها كي لاتتطور وتكون ضارة بالمجتمع.
في حالتي " معالج الأسنان " و "الأخصائي النفسي "في المدارس الدنماركية،يلاحظ الهدف وهو رصد المشاكل البدنية والنفسية منذ الصغر ومحاولة إيجاد الحلول والعلاج لها،الأطفال هم المستقبل بدون العمل معهم ولهم لامعنى لتسمية مجتمعات إنسانية، فعالة ومنتجه.


ضياء حميو
dia1h@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لايشمل علاج الأسنان!
حسام جبار -

العلاج الطبي مجاني في الدانمارك ويشمل المقيمين ايضا نعم لكن لايشمل علاج الاسنان أي المواطن والمقيم البالغ يدفع من مدخوله الشخصي لعلاج اسنانه فلماذا محاولة الخلط هذه !!!

ضرائب40%
علي جبار -

الئ الكاتب ترئ ماكو شي مجاني خاف انتة كاعد علئ الموساعدات او ماتدري شني السالفة ترئ العالم جاي تدفع 40% ضرايب من رواتبة والسنان مو مجاتي دير بالك عمي خاف العالم اصدك ابمقالاتك