كتَّاب إيلاف

العراق والمواطنة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لقد أعتقد البريطانيون في وقت مبكر من القرن الماضي انعدام مفهوم المواطنة لدى معظم سكان العراق أو ربما هشاشته مقارنة مع مناطق أخرى من العالم الذي كان ما يزال ( ينعم ) بشمس جلالة الملكة التي لا تغيب، وإن سكان هذه الولايات الثلاث ( بغداد والبصرة والموصل ) تنتمي إلى عشائرها ومناطق سكناها ( قرى ومدن ) أكثر من انتمائها إلى مفهوم الشعب والوطن العراقي، وليس أدل على ذلك من عجزهم في العثور على مرشح متفق عليه لعرش مملكة العراق المزمع إنشاؤها بعد احتلاله لبلاد ما بين النهرين الذي خرج للتو من تحت عمامة دولة بني عثمان.


فلم تتفق العشائر والبيوتات في الولايات الثلاث على ملك يعتلي العرش لوطن يؤسس للتو بين هذه الولايات ومكوناتها، فكل عشيرة أو مدينة كانت تصر على أن يكون العرش من نصيبها، مما دفع الإدارة البريطانية إلى استيراد ملك من ارض نجد والحجاز ومن بيت عتيق لا تختلف عليه العشائر والمدن والقرى وهو الملك الهاشمي الشريف فيصل الأول، الذي أدرك منذ بداية توليه إدارة هذه البلاد مكوناتها وطوائفها وأنها ليست شعبا واحدا بل شعوبا وقبائلا، أديانا ومذاهب، في أول إطلالة له على تركيبة العراق ومكوناته العرقية والدينية والمذهبية.


ورغم هذا التنوع والاختلاف قرر البريطانيون تأسيس مملكة العراق من هذه الشعوب والقبائل التي أرادت لها الإدارة البريطانية أن تكون واحدة من مستعمراتها تحت الانتداب، وزعمت إن ملكا هاشميا سيوحدها وسيخلق انتماءً لهذا الكيان بصرف النظر عن القرية والعشيرة والمكان، رغم شكوك الكثير من الساسة الانكليز بإمكانية توحيد هذه المكونات العرقية والدينية تحت عرش الملك الهاشمي.
وطيلة ما يقرب من ثمانين عاما لم تنجح كل الأنظمة السياسية التي توالت على حكم العراق من الاتفاق على تعريف موحد لمفهوم المواطنة الذي يرتقي بالانتماء للعراق أولا وأخيرا واعتبار الانتماء العرقي والديني مسالة شخصية لا علاقة لها بارتباط الفرد بالأرض والوطن، وخلال هذه العقود الطويلة سادت أنظمة سياسية كانت تمثل في معظمها عرقا واحدا ومذهبا دينيا من دون غيره في مفاصل القرار الرئيسية، وهي الأخرى سحقت تحت عجلات انقلاباتها تلك الطبقة المتوسطة في المدن لتسهل انتقال القرية تماما إلى مراكز القرار والقيادة والتوجيه مما قزم العراق إلى قرية صغيرة ومكوناته الى حزب سياسي بحسب انتماء رئيس الجمهورية وأصوله أو الحزب وإيديولوجيته كما فعلت مجموعة النظام السابق القبلية.


وليس ما حصل خلال ما يقرب من أربعين عاما في اختزال بلد من اعرق البلدان وشعوب من اعرق شعوب المعمورة في أصولها وحضاراتها في قرية وعشيرة تكاد تكون من اصغر القرى والعشائر قاطبة في العراق الا دليلا على ذلك وسببا رئيسيا لما آلت إليه الأمور بعد احتلال العراق وهزيمة نظامه السياسي وسقوط كثير من المفاهيم والثوابت ولعل أهمها موضوعة الانتماء والمواطنة، حيث ظهرت الانتماءات القروية والقبلية اقوى مما كانت عليه حتى في أول مراحل تأسيس الدولة العراقية إضافة إلى احتدام الصراع المذهبي إلى درجة الاقتتال والتذابح حد الإبادة والتطهير في كثير من الأماكن من العاصمة وفي أطرافها، ومن ثم تسلط الانتهازيين والنفعيين وانصاف الاميين والجهلة على مقاليد الامور في كثير من مفاصل الدولة مما أدى الى تداعي الاوضاع الاجتماعية واختزال الوطن ثانية في قرية وعشيرة أو مذهب أو اجندة لا علاقة لها بالوطن او الشعب.


لقد فشلت الانظمة الشمولية وحروبها الاربع من أن تنتج مفهوما للمواطنة والانتماء بعيدا عن القرية والعشيرة والعرق والدين، فهل سينجح النموذج الحالي، وهل هذه الهجمة الشرسة عليه منذ قيامه تؤشر الخشية من نجاحه؟
السنوات القادمة ربما ستمنحنا اجابات كثيرة!

كفاح محمود كريم

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كفاح شكرا
نه وزاد خانقيني -

كفاح انت ليش مايخش بالموضع رأسا ..انت يحجي عن عرب وعراقيين عشائر ..زين على راسي ..مو احنا الكورد قومية واحد ؟ ليش الفلوس والمناصب كله للبارزاني وابنه والنجيرفان والعشيرة البارزانية وشعب الكردي جائع ماكو فلوس ماكو وظائف ..كهربا ينكطع ..مشاكل .. ..انت كردي اهتم مشكلة اكراد

لاينفع والعب غيرها
علاء سعيد -

اود ان اناقش الكاتب بهدوء وموضوعية على مقاله هذا : اقول مهما تهجمت ياكفاح على العرب العراقيين وسخرت كل جهدك ووقتك في حملة يرثى لها فلن تثلم الحقيقة ..ولن تهز شعرة من وطنية العراقيين وارتباطهم بمفهوم المواطنة العراقية ..على خلاف الأخوة الكرد الذين تقاتلوا فيما بينهم بين الحزبين الكرديين : مسعود وجلال والسبب ضعف رابطة المواطنة الكردية بل المصالح لأنهم عمرهم كانوا وسيبقون ..ومهما نبشت في التاريخ وبحثت عن صغائر الأمور فسيبقى العراق والعراقيين شوكة في عيون اعدائهم ..انت تعتقد متوهما بمحاولاتك تقزيم العراق والتشهير بالعرب والعراقيين ان اقليمكم الكارتوني والمظاهر(الطارزانية) لصاحبكم سوف تجعل لكم دولة وستجعل العراقيين يقتنعون بهذه التلفيقات المتكررة ..هذا مستحيل ..عرب العراق بناة الحضارة والتاريخ ومرحبا بالأكراد الأقلية ماداموا ليسوا عنصريين ولاشوفينيين كما هي تنضح من كثير مما تكتب سواء في ايلاف او صحافة مسعود والأسايش .

حبيبتى فلسطين
اموية سورية -

اقول انا العالم كولة مع الصهيانة المجرمين والكني لا اعتب على العالم الغربى فهم يكرهون المسلمون وهذة حرب صليبية علينا ولكن عتبي على حكامنا المتصهيونون اكثر من الصهيانة انفسهم كلهم ولا استاثني احدا اللهم انصر اللمقاومة الشريفة واحميهم مكل مكروة خصوصا حكامنا

الى أموية سورية !!
عراقي - كندا -

لم أفهم تعليقك أبدا , فهو لاعلاقة له بتاتا بموضوع المقال , الموضوع عن مفهوم المواطنة بالعراق وأنتي تكتبين عن الحروب الصليبية والمقاومة الشريفة , أتمنى أن تعلقي على أصل وفحوى المقال وهذه ليست المرة الآولى ياست ( أموية )!! فكل تعليقاتك بعيدة عن أصل المقال , فضلا عن الآخطاء الإملائية والنحوية الكثيرة , الله يهديك !!

العراق والمواطنة
عزيز -

الاكراد شعب عريق, له كل المكونات القومية كالشعوب الاخرى,وناضلوامع شعوب الشرق الاوسط ضد الغزات جنبا الى جنب, وبعد ان عاد الهدوء النسبي الى تلك الدول, بدات تلك الحكومات بالتها الوحشية والقمعية ضد الشعب الكوردي من قتل وقمع وبطش وتهجير وحرق القرى والقصبات وكانت هذه لا تكفيهم فالقوا بالغازات السامة على مدينة حلبجة وقصباتها, فكان البارحة صدام الجلاد الدكتاتوري واليوم المالكي الدكتاتوري المسيس من الدولة الصفوية ايران الفارسية يريد اقصاء الاكراد من شراكة بناء الوطن والدولة الحضارية, فالاكراد قد تحملو القهر السياسي والاجتماعي والاقتصادي على يد الحكومات العربية والفرس (الصفويين) والاتراك, فهذه الحكومات لاتريد الشعب الكوردي كشريك في بناء الدولة, فماعليه ان يضع حدا قاطعا بين شعبه والشعوب والحكومات الجائرة وان ينادي بالاستقلال التام كشعب فلسطين والشعوب الاخرى في العالم المتحضر, وعندما ينادي رئيس كوردستان مسعود البرزاني بالاستقلال التام فلم يبقى وحيدا بندائه, فيرى 60 مليون كوردي من داخل كوردستان او في المهجرمن ورائه تاييدا بالمال والجاه والارواح,فهورئيس الكراد جميعا, فهم له العمق الاستراتيجي والمتعطشين الى الاستقلال التام من تحت نير الاقصاء السياسي والقمع والظلم والانسان من الدرجة ليست بالثانية بل الاخيرة.فرانكفورت على نهر الماين ‏الاربعاء‏، 14‏ كانون الثاني‏، 2009 عزيز زخيرئي - خورشيد جيل اغائي

اتهامات باطلة
اياد عزالدين -

لا ادري لماذا يستنتج هؤلاء ان الكاتب يتحدث عن قومية دون سواها وهو واضح في ما يذهب اليه كمواطن عراقي حول ما جرى في العراق وابنائه عربا وكردا.اعتقد ان سيل الاتهامات هو بحد ذاته ادانه لهذا التوجه في مداخلات البعض من زاوية ضيقة وسطحية لما يطرح عموما عن الشأن العراقي أو العربي والمتعلق بطبيعة الانظمة السياسية الفاسدة في المنطقة.