أصداء

إلغاء الشعائر الحسينية؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

على هامش الجدل المـُثار حول محاضرة السيد حسين الشامي التي نقلتها قناة " الفيحاء "، لوحظ نوع من الخلط المتعمد أو التلقائي من قبل أطراف غير شيعية مشاركة في هذا الجدل، بين الشعائر الحسينية كعبادة دينية ترقى شرعا ً - حسب المذهب الجعفري - إلى مستوى المستحب المؤكد، وكممارسة وطنية تمنح المشاركين فيها نوعا ً متميزا ً من اللـُّحمة والتماسك والهوية الراسخة وسط محيط متلاطم من الإنتماءات المختلفة، وبين بعض الإضافات و " الزيادات " الطارئة أو الدخيلة على هذه الشعائر، والتي تطمح النخب الشيعية المثقفة أو المتعلمة إلى الإقلال من التركيز عليها إعلاميا ً، في عصر القرية العالمية الكبيرة، أو تشذيبها وتهذيبها وحصرها في نطاقات ضيقة، إن لم يكن ممكنا ً بالنسبة لبعض " المدمنين " عليها الإقلاع عنها تماما ً.


في منظوري، وأنا هنا لاأحاول قراءة دخيلة السيد الشامي، إنه كرجل دين راسخ العقيدة وكشيعي مستنير، لم يكن يدعو بحال إلى " إلغاء " الشعائر الحسينية، وليس له ذلك البتة. لكنه كان يحاول توسيع دائرة الهدفية بالنسبة إليها، اقتفاءا ً لأثر أئمة أهل البيت الذين أخذنا عنهم أساسيات المذهب الجعفري، لاغيرهم.


فقد عرف المسلمون الشيعة أولى صور الشعائر الحسينية لدى الإمامين جعفر الصادق وعلي ّ الرضا عليهما السلام. إذ كان الصادق يرتدي السواد ولايـُرى ضاحكا ً منذ أول يوم من أيام شهر محرم. وكان الرضا يعقد في الشهر نفسه مجلسا ً تأبينيا ً يدعو فيه الشاعر الشهير دعبل بن علي الخزاعي إلى إلقاء قصائده التي نظمها بهذه المناسبة ويحث المشاركين في المجلس على استذكار
شهادة الإمام الحسين واستخلاص العبر منها.


والمعروف، ولعلّ الكثيرين يحاولون تناسي هذا الأمر المعروف، أن المسلمين الشيعة يعتبرون سيرة أئمة أهل البيت استمرارا ً لسنة النبي. ولذلك فقولهم وفعلهم وتقريرهم ( سكوتهم عن شيء ما وعدم مخالفتهم له ) سنة بالنسبة لنا نحن الشيعة، لايمكننا مخالفتها أو العمل على النقيض منها. وهذا ليس بالأمر المستغرب. فالمسلمون السنة أيضا ً يعتبرون " سنـّة " الصحابة استمرارا ً لسنة النبي. فهم - مثالا ًً لا حصرا ً - يمارسون " صلاة التراويح " في شهر رمضان اقتداءا ً بالخليفة عمر بن الخطاب، رغم أن هذه الصلاة لم تكن موجودة في عهد النبوة.


وهكذا، فلاينبغي أن تؤخذ محاضرة السيد حسين الشامي في قناة " الفيحاء " ذريعة للتحبيذ على الشيعة " إلغاء " شعائر عاشوراء، التي تعدُّ - وفق مذهب أئمة أهل البيت - ركنا ً أساسيا ً من أركان العقيدة، وشعيرة هامة من شعائر العبادة.


وليطمئن من يريد أن يطمئن أو لايطمئن ؛ فمادام هناك شيعة ( كائنا ً من كانوا : متدينين أو لادينيين، شيوعيين أو قوميين أو لبراليين، كـُرداً أو عربا ً أو تـُركا ً أو فـُرسا ً أو إنكليزا ً أو يابانيين ) فستكون هناك أيضا ً شعائر عاشوراء، أو شعائر الحسين. فقد عشق هؤلاء القوم الحسين، وجعلوا تضحيته الكبرى عنوانا ً لحركاتهم الإصلاحية والثورية والمبدئية على امتداد التاريخ. وهم يكادون أن يصابوا بـ " جنون " مقدس طوال ثلاثة عشر يوما ً، تبدأ منذ اليوم الأول من المحرم، وتنتهي في اليوم الثالث عشر منه ( الذي شهد دفن جثمانه الطاهر )اقتداءاً بالبطل عابس بن شبيب الشاكري أحد شهداء كربلاء، الذي نقل عنه قوله : " حـُب ُّ الحسين أجنـّني ".
فمن يعرف الحسين ولا يـُجـَنُّ في حبـّه لاعقل له!

علاء الزيدي

www.elaphblog.com/alzeidi

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حكومة اللطم والتقيه
الصبيب البغدادي -

روجت بعض الاحزاب العراقية ذات النكهة الطائفية لنفسها بالانتخابات المنقرضة برقم يسهل على البسطاء حفظه عن ظهر قلب!! مثلما سوقت لجماهيرها المخدوعة رمزاً يذكرهم بعصر الجاهلية الذي شهد استخدام (المشاعل الحرارية) للاضاءة! وبعد ان خطفت السلطة بفضل نغمات المظلومية وتمسكها لو فازت بتعاليم الدين الحنيف والصراط المستقيم الذي ستسير عليه الى يوم يبعثون وليس اقلها الزهد في الدنيا وعدم السعي الى زخرف الحياة الفانية ومنها المناصب والجاه وما يزخر به من نعيم زائل باذن الله! وسرعان ما تهاوت الوعود وسقطت الشعارات وعاد العراق ادراجه قروناُ الى الخلف في ظل سلطة جهدت نفسها لاحتلال البلد رقماُ اولمبياُ في مجال الاكثر فساداُ وهدراُ للثروات والمال ودخل العراق موسوعة (غينيس) الاسلامية في دوري كاس العالم لكرة الفساد والسرقات والتخلف والجهل بغعل الاحزاب الشيعيه والكرديه والسنيه الاسلاميه كما تحضرت بعض الاحزاب الطائفية((هاه ...قلت البعض ))!! وهنا نقصد قائمة الـ((290))! قائمة ((شهيد المزراب))! التي اخزاها الله في الدنيا بعد إن طفح قبر محمد باقر الحكيم بالمياه الثقيلة القادمة من حي السعد في النجف الاشرف والتي يتكتم المجلس ((الادنى))! عليها ولكن العاملين في هذا المشروع كشفوا الحقيقة التي لايستطيع ((عزيز الاملط ))!! نكرانها أو اخفاءها! انهم ادوات حقيقيه لتقسيم وتدمير العراق وخاصه الاحزاب الشيعيه والكرديه

الغرب واللطم
احمد حسن -

اول ما عمله الامريكان والانكليز عندما احتلوا العراق في 2003 هو انهم سمحو بل شجعوا على ابراز الشعائر الحسينية - اللطم والتطبير - علما بان الانكليز انفسهم كانوا قد قالوا في الخمسينات من القرن الماضي ان العراق لا يستحق الاستقلال بسبب تخلف شعبه الذي يمارس هذه الطقوس المتخلفة فعندما اشتدت مطالبة العراقيين بالاستقلال التام عن بريطانيا ارسلت وزارة الخارجية البريطانية دعوة الى رئيس الوزراء العراقي انذاك فاضل الجمالي -وكان شيعيا - بالحضور الى لندن لتدارس امر استقلال العراق وعندما وصل فاضل الجمالي لندن عرضوا له في مبنى وزارة الخارجية عرضوا له فلم يبين فيه التطبير واللطم في العراق والدماء تسيل على الرؤوس والاجساد - فقالوا له هل تعتقد ان شعبا بهذا التخلف يستحق الاستقلال عن بريطانيا ولم يستطع فاضل الجمالي اجابتهم باي شئ وعاد خائبا الى بغداد

Excellent article
Haider -

Excellent article, hopefully the Wahabi will understand.

بين الذكرى و البدعة
بن يحيا -

اذا كانت إحياء ذكرى الحسين رضي الله عنه بإلقاء المحاضرات و الدروس الدينية و توعية الناس بالحسنى فلا بأس في ذلك.. فليس هذا حراما بتاتا..لكن التطبير و ما الى ذلك من الاساليب الجاهلية هي التي لا يراه المسلم مهما كان مذهبه بعين الرضا ..فالذين يقومون بذلك هم اناس يجهلون كيفية الاحتفال بهذه الذكرى الاليمة او ان ذلك متعمد لهدم اسس الاسلام من الذاخل...حب آل البيت هو اتباعهم في اخلاقهم و تفانيهم في حب الناس و دعوتهم الى الخير و ليس ما يقوم به بعض الغوغاء من إسالة الدماء و تعذيب النفس و الجسد.. هل هذا حب آل البيت ؟ من هم الائمة الاطهار الذين طبروا و شقوا الجيوب ؟؟ أذكر لي بربك احدا من المراجع العظمى الذين طبروا و شقوا الجيوب و اسالوا الدماء من رؤوسهم و وجوههم ؟ اتقوا الله و اعلموا ان التطبير ليس من الاسلام في شيء و السلام

أبو الحفرة
حسام جبار -

الى رقم 1 و2 زمن ابو الحفرة ولى الى دون رجعة فعقارب الساعة لن تعود الى الوراء ولن يقف بعد اليوم الاستاذ الجامعي في الطابور لاستلام نصف كيلو عدس مكرمة من ابن العوجة الضرورة !!!

مفيش صلة وصل
الخديوي -

الجدل حول هذا الموضوع مستمر منذ مئات السنين ولم ولن يتم التوصل الى اتفاق حوله لان محور النقاش خطأ من الاساس فالمتناقشون ينطلقون من مبدأ الدين الاسلامي بينما الموضوع ابسط من ذلك بكثير : في الدين الاسلامي لا يوجد شيء اسمه شعائر عاشوراء او أئمه يعلمون الغيب او امام غائب او ولي فقيه او تقيه (على سبيل المثل التقيه في الدين الاسلامي تعني النفاق) بينما هذه كلها اسس في الدين الصفوي ولايمكن لدينين ان يتفقا لان نتيجة اتفاقهما نسخ احدهما للآخر فالمرتدون بعد وفاة الرسول(ص)لم يزعموا انهم اتوا بدين جديد وانما بدين معدل وظلوا يدعون الى اله واحد الصفويون كذلك يدعون في دينهم الجديد الى اله واحد وقد تعلموا دروسا من الرده فلم يأتوا بنبي جديد وانما جعلوا نبي الاسلام نبيا لدينهم الجديد واضافوا اليه وصيا وأئمه مساعدين له لاكمال الرساله واولياء فقهاء يجتهدون في اغناء دينهم على مدى السنين حتى انهم لم يعلنوا للآن بشكل رسمي قرآنهم الذي اسموه مصحف علي ولاسيما انه ظهرت بينهم فئة تقول بوجود مصحف لايقل اهمية عنه هو مصحف فاطمه فهذا الانقسام أخر اظهار المصحف البديل في الوقت الذي لاينكرون فيه المصحف الحالي بل يؤكدون انه ناقص كثيرا وان مصاحفهم هي ثلاثة امثاله باختصار النقاش اضاعة للوقت ويخلق العداوة والبغضاء بقى ان اقول باني لا اكفرهم فالله وحده هو الذي سيحكم في ما نحن فيه مختلفون

عمليات تجهيل الشيعة
عراقي بغدادي -

الاخ الكاتب ,أذا كنت من أنصار الشعائر الحسينية فلا أعتراض على ذلك أذا كانت هذه الشعائر تمارس بطريقة دينية حضارية متنورة . فلابأس من توزيع الطعام و الصدقات و لابأس من القاء الخطب و المواعظ و الحث على حب الدين و حب الوطن . المشكلة أن مناظر التطبير و اللطم هي اشبه ما تكون بمسرحيات اللامعقول ..مشاهد عبثية لا نفهم ما الهدف منها , لماذا ينتقم الانسان من نفسه بضربها و تطبيرها و أسالة الدماء من جسمه و رأسه دون سبب ؟!! أن االشعائر بهذة الطريقة تعطي انطباع بالوحشية و الهمجية و التخلف ..بينما يمكن تحويل عاشوراء الى أيام خير و بركة و مساعدة الفقراء و التبرع بالدم أذا أصر المحتفلين على أسالة دمائهم و أنا على ثقة بأنها لو تمت بهذا الشكل ا فسيكسب المحتفلين أحترام و تعاطف جميع فئات الشعب العراقي .لماذا تصرّون على جعلنا امّة من المتخلفين الهمج ؟؟ لماذا يا مرجعية ؟ لماذا يالفيف من علماء الحوزة ؟ لماذا تصرون على المضي في تجهيل الشيعة ؟ نحن كمثقفين شيعة نطالب المرجعية برفض أقامة شعائرنا بالطريقة الهمجية التي يحث عليها تجار الدين اللذين أستغلوا مظلومية الشيعة من أجل جمع الثروات و بناء امبراطريات مالية خاصة. كما ندعو حزب الدعوة الى قيادة الطلبة و الشباب نحو بناء دولة العلم و التقدم و المستقبل.

أنين الدم
نايف المنسي -

كلنا نعشق الحسين عليه السلام ونقتفى أثره وأثر النبي عليه والسلام من قبله لأنهم منارات ونجوم تهتدى بها النفس الحائرة نحب أهل البيت ولكن لانعبدهم من دون الله متى يفهم أخواننا أهل السنة’’’متى متى متى !!!

تعليق 5
عراقيه وافتخر -

اذا ابو الحفره انطه للاستاذ نص كيلو عدس ابو العمامه مالتكم دز مليشياته وقتله للاستاذ لو هجره , بس بلا زحمه عليك كلي فد انجاز واحد سوو ذوله اللطامه جماعتكم, الحسين ثوره على الظلم والطغيان مو لطم مثل لطم هذا صاحبكم الحكيم

اللطم والتطبير
عراقي -

إن من يقرأ تأريخ العراق واهل العراق يعرف دموية وعنف الشعب وهي لصيقة بتأريخ هذا الشعبفظاهرة اللطم والتطبير وتعذيب وتدمير الجسد مسألة بسيطة امام سلوك البعض بسبب قلة الوعي وهمجيةالتوجه وعبثية الحياةعراقي