عدمية حماس أعدمت القضية الفلسطينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
[أنا لا أكتب في السياسة، ليس لأنني أجهل عدوي الطبقي بل لأنني أفتقد حتى الساعة أي مشروع لمواجهته. وعلى العموم فإن القضية الفلسطينية لم تعد من قضايا الصراع الطبقي منذ السبعينيات ولم تعد الكتابة فيها من السياسة بمعناها العلمي الدقيق. ما دفع بي إلى الكتابة عن حرب غزة ليس هو فقط مطالبة بعض الأصدقاء الأعزاء لي بالكتابة في الموضوع فقط، وهو ما يصعب علي تجاهله، بل لأن حرب حماس في غزة هي من الخطورة بمكان حتى يمكن اعتبارها تنفيذ حكم إعدام بالقضية الفلسطينية ـ لكل ذلك استوجب التنبيه ]
كي يتعرّف المرء على ما يجري اليوم في غزّة يتوجّب عليه بداية أن يتعرّف على حماس، على نشأتها وفكرها ومسارها وصولاً إلى تحقيق غاياتها. بعيداً عن ظروف انطلاقتها في غزّة برعاية من السلطات الإسرائيلية حيث كانت سلطات الإحتلال تمنحها تسهيلات مختلفة بينما تمنعها عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بهدف إضعاف المنظمة، وهو ما نحن فيه اليوم، مما مكّن الزعيم الوطني الفلسطيني ياسر عرفات من تقريع إسحق رابين متسائلاً.. " أليست حماس من صناعتكم؟! "، نتجاوز حقيقة ذلك لنتوقف طويلاً أمام حقيقة أكثر أهمية وهي أن حماس هي أصلاً فرع من الإخوان المسلمين. والإخوان المسلمون هم بحكم معتقداتهم لا يمتلكون أي مشروع إجتماعي أو سياسي، تلك الحقيقة التي رافقت تأسيس جماعة الإخوان المسلمين منذ البداية حيث كان مؤسسها حسن البنا يؤكد مراراً وتكراراً أن جماعة الإخوان المسلمين ليست حزباً يعنى بالشؤون السياسية بل جماعة تبغي الدعوة إلى الإسلام الصحيح، إسلام محمد وصحابته، فباعتقاده أن هذا هو الطريق الصحيح لإصلاح المجتمع، أي مجتمع يعلي القيم الأولى للإسلام بغض النظر عن نظامه الإجتماعي. لم يكن بإمكان مؤسس الإخوان المسلمين أن يدعو لتغيير اجتماعي أو سياسي طالما أن الإسلام يعتبر الحياة الدنيا حياة عابرة وفانية وما كنت لتكون لولا أن " الله " شاء أن يختبر عبادة الإنس له. وهكذا فإن العدمية (Nihilism) هي القاعدة الأساس التي تقوم عليها كل نشاطات الإخوان المسلمين وكل الذين يتمحورون حول الدين والأفكار الدينية.
المسألة الجوهرية التي لا يجوز إغفالها لدى أية مقاربة لنشاط هذه الجماعة الإسلامية، سواء على صعيد التاكتيك أم الاستراتيجية، هي أن هذه الجماعة ابتنت لنفسها مشروعاً لا أساس له، إذ عني مشروعها بالقيم فقط ولم يعنَ بالنظام الإجتماعي الذي يفرز مثل هذه القيم. لم يدر بخلد مؤسسيها أن للقيم هوية ؛ فالقيم الإسلامية ولدت من رحم المجتمع المكي في القرن الميلادي السابع ولا يمكن أن يحمل بها المجتمع المصري أو العربي في القرن العشرين. ما طوّب محمداً نبيّاً وقائداً تاريخياً هو أنه كرّس حياته وكل ما يملك، بعد أن انتقل من طبقة الفقراء المعدمين إلى طبقة التجار الأثرياء، كرّسها للانتصار للفقراء، لليتامى والمساكين، وليس لأنه أضاء على مملكة الله وعلى جنته وسعيره إذ سبقه مئات الأنبياء من الذين تحدثوا عن الله وكل أشياء مملكته لكنهم مع ذلك لم يحرزوا شيئاً من مكانة محمد. جوهر الرسالة المحمدية تجاهله حسن البنا وإخوانه المتأسلمون. ما يستوجب الإشارة هو أن هذا الخلل البنيوي في مشروع الإخوان المسلمين ليس من مسئولية حسن البنا ورفاقه بقدر ما هو من مسئولية مؤرخي الإسلام الكَذبَة والمنافقين. لقد صوروا رفاق محمد وصحابته وقادة الدولة الإسلامية بأبهى الألوان وخصّوهم بأنبل الأخلاق حتى تهيأَ لكل دارس لمثل هذا التاريخ المزوّر أن القيم الرفيعة التي تمتع بها أولئك الصحابة والقادة كانت هي القوى الرئيسية التي عملت على بناء الإمبراطورية الإسلامية بصورتها المزورة أيضاً في كتب التاريخ. الحقيقة هي العكس تماماً من تلك الصورة الزاهية فالنبي نفسه كان قد شكا من سرقة صحابته لبيت مال المسلمين وحرّمه عليهم بآيات قرآنية. المؤرخون المنافقون سمّوا أبا بكر بالصدّيق وهو الذي شنّ حرب إبادة على القبائل في شرق الجزيرة بادعاء الردة عن الإسلام بينما هم في الحقيقة لم يسلموا بداية وفقاً لحجة الإسلام الشيخ خليل عبد الكريم بل امتنعوا عن دفع الجزية أو الخراج لدولة الخلافة القرشية في المدينة ؛ وسموا كذلك عمر بن الخطاب بالفاروق، أي العادل، وهو القائل.. " والله لئن طال بي العمر لأعطيّن الراعي ما لم يعرق جبينه " وهو ما يعني فقط أنه سيغتصب المال من الكادحين غير القرشيين وغير العرب ليعطيه إلى الراعي القرشي، وليس بعد هذا من مظلمة!!
العيب الجوهري في مشروع الإخوان المسلمين كان قد وضعهم في مأزق لا مخرج منه. لأن مشروعهم يفتقد لأي مآل محدد في هذه الدنيا أو أي مسار تنموي فقد وجدوا أنفسهم يعارضون جميع الذين يحملون مشروعاً تنموياً بغض النظر عن طبيعته الطبقية والاجتماعية. عارضوا البورجوازية الرأسمالية المصرية كالوفديين والوطنيين وغيرهم، وعارضوا القوميين وعبد الناصر وعارضوا الشيوعيين. هم عدميون (Nihilistic) دون أن يعوا حقيقة أمرهم. وليس إلا لأنهم عدميون وجدناهم يعارضون كل المشاريع السياسية الإجتماعية لمختلف الطبقات والتي لن تنتج بالطبع القيم التي يتوهمونها في الإسلام الأول. وليس إلا من باب نفي العدمية عن مسارهم السياسي (غير السياسي) أخذوا ينادون بمشروع إجتماعي إسلاموي يقول باقتصاد إسلامي وبنوك إسلامية وما إلى ذلك من دعاوى لا سند لها على أرض الواقع. فالقول باقتصاد إسلامي يعني مباشرة تلزيم المجتمع قسراً تطبيق علاقات الإنتاج التي كانت سائدة في مجتمع الجزيرة في القرن السابع الميلادي. لكن ذلك المجتمع كان يفتقد كل وسائل الإنتاج الوسيطة منها قبل الحديثة، لقد كان مجتمعاً فقيراً للغاية معتمداً على الرعي، رعي الإبل بصورة رئيسية، وعلى الزراعات المتفرقة والمتخلفة كزراعة البستنة (Horticulture) المعتمدة أساساً على قوى عمل العبيد ؛ فعن إي إقتصاد إسلامي يتحدث هؤلاء؟! لم تتحدث المراجع الإسلامية بما في ذلك القرآن إلا عن التجارة كنشاط اقتصادي لا تحرم ممارسته. والتجارة نشاط غير إنتاجي وكما قال الرئيس الأميركي المشهور بنيامين فرانكلين.. "الحرب لصوصية والتجارة خداع ". كلا النظامين الإقتصادي والسياسي، اللذين يدعو إليهما المتأسلمون، إنما هما مبرران واهيان لنهيلية الإخوان المسلمين وضروبهم من المتأسلمين، وليس أدل على ذلك من التبدلات والتغيرات الطارئة على تبنيهم لذينك النظامين فجماعات عديدة من الإخوان المسلمين تعلن اليوم قبولها بالنظام الديموقراطي الليبرالي وباقتصاد السوق وهما من منجزات الحضارة الغربية ولا صلة لهما بما يسمى بالحضارة الإسلامية ؛ لكن قبولهم هذا لا يطهرهم من النهيلية فيمتنعوا عن معارضة كل القوى التي تنادي بالديموقراطية وباقتصاد السوق طالما أن النهيلية هي من طبيعية بنيتهم.
إنطلاقاً من هذا التشريح لطبيعة بنية الإخوان المسلمين يمكن فقط فهم معارضة حماس لمنظمة التحرير الفلسطينية وهي المعارضة التي بدأت قبل أوسلو وقبل قدوم المنظمة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة وتأذِي الشعب الفلسطيني من ضروب الفساد في تنظيم فتح. كما يمكن فهم التقاطعات بين الأهداف الصهيونية وأهداف حماس التي تتجسد بصورة رئيسية بتفكيك منظمة التحرير الفلسطينية ومحوها من الوجود. ولذلك قامت حماس أصلاً على إنكار ما اتفق عليه العالم وهو أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. الفظائع التي اقترفتها حماس في غزة من مثل سلخ جلود الفتحاويين وإلقائهم عراة من على سطوح العمارات العالية، تلك الجرائم التي أنف عتاة الصهاينة من اقترافها، لهي دلائل قاطعة على نهيلية حماس ورغبتهم الجوانية في محو فتح بل ومنظمة التحرير من الوجود. لقد رأوا في منظمة التحرير بمختلف أطيافها تياراً قويّاً لن يتوقف قبل قيام مجتمع فلسطيني يتمتع بالسيادة والاستقلال الكاملين ويتأسس على الديموقراطية الليبرالية واقتصاد السوق. كما رأوا بحق أن هكذا مجتمع لن يتصالح مع القيم المدّعى زوراً أنها قيم إسلامية. الذين تعلموا دروس التاريخ من كتب التاريخ المزورة، وهم عامة الحمساويين، لن يقبلوا أي نظام إجتماعي لا يعيد لهم صدق أبي بكر وهو أبو بكر الصدّيق وأمانة وعدل عمر بن الخطاب وهو الفاروق. لم يتعلم هؤلاء الحمساويون من دولة الأئمة المسلمين في إيران وقد انحدرت فيها مختلف القيم والفضائل انحداراً سحيقاً عما كانت عليه زمن الشاه قبل ثلاثين عاماً فهي تعاني اليوم من الإنحلال الخلقي وتعاطي المخدرات ؛ لم يتعلموا من دولة الجنرال المتأسلم عمر البشير التي تعمدت بالدم ومحاربة مختلف الأعراق والطوائف غير العربية وغير المسلمة وأغرقت في الإرهاب والقمع والسجون ولم توفر حتى قادة المتأسلمين من مثل حسن الترابي ورفاقه في المؤتمر الشعبي ؛ لم يتعلموا من طالبان الأفغان وقد أطبقوا ظلمة حالكة على المجتمع الأفغاني ومنعوا تعليم البنات وفرضوا على الرجال حلق الشوارب وإطالة اللحى ؛ ولم يتعلموا من متأسلمي أندونيسيا وقد قتلوا أكثر من نصف مليون مواطن حتى جاءوا بالمجرم سوهارتو عميل المخابرات الأميركية حاكما دكتاتوراً فاسداً لأندونيسيا. لماذا يصدقون أئمة الفرس والرئيس المؤمن البشير وقبله الرئيس المؤمن السادات والرئيس المؤمن صدام ويكذبون التاريخ المكتوب بأروع ما تخيلت البشرية من فضائل وقيم رفيعة في دولة القرشيين، دولة الخلافة الراشدة.
جماعة الإخوان المسلمين في مصر وفرعاها في سوريا والأردن أخذت مؤخراً تلح على أنها لن تتخلى عن الديموقراطية الليبرالية وعن اقتصاد السوق على المديين القريب والبعيد سواء بسواء، وليس هذا بالطبع لتغطية حقيقة فقدانهم كل نظام سياسي أو اقتصادي، بمقدار ما هو بصورة رئيسية لنفي خصوصيتهم النهيلية. لكن جماعتهم في فلسطين المسماة بحماس لا تجد نفسها مضطرة لأن تغطي عيبها النهيلي وذلك لأنها في غمار اعتماده وتفعيلة، لأنها تخوض اليوم غمار محو أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية وهو فتح. ولئن سألتهم عن طبيعة النظام السياسي أو الإقتصادي الذي سيأخذون به فسيجيبونك مباشرة أنهم اليوم يخوضون غمار معركة التحرير من عدوٍ مجرم غاصب ولن يقرروا أية أمور قبل استحقاقها. هم في حقيقة الأمر في غمار معركة تصفية فتح المسلمة التي لن تأتي بأية قيم إسلامية مثل تلك التي تعلموها في كتب التاريخ. خطب رئيس حماس قبل أيام ليؤسس مقدماً لدعوى انتصارهم في معركة غزة فقرر بالنيابة عن الله بالطبع أن الحمساويين كانوا قد نصروا لله ـ في معركته مع العلمانيين ومنهم محمود عباس ورهطه ـ وعليه فإن الله سينصرهم في معركتهم مع العدو الصهيوني!! أليس في مثل هذا المنطق دلالة واضحة على عدمية حماس؟! فأن تنسب سياساتها لكائن غير موجود في هذا العالم ولا يتدخل في شؤونه إنما هو التجسيد الحقيقي والكامل للعدمية، إنما هو اللاشيء (Nothingness).
ما لا يستطيع المراقب تجاهله هو أن حماس كانت قد أكدت في الثامن عشر وما قبل الثامن عشر من ديسمبر الماضي أنها لن تقبل تمديد التهدئة إلا وفق شروطها ـ لكأنها الطرف القوي الذي يفرض شروطه على الطرف الضعيف، إسرائيل! ـ بينما طلبت إسرائيل من الجانب المصري العمل على تمديد التهدئة، وقامت مصر بدعوة ممثلي حماس إلى القاهرة لغرض التمديد لكنهم لم يأتوا وافتعلوا أزمة مع مصر. في صباح يوم 19 ديسمبر أصدرت حماس بياناً يقول أن التهدئة قد انتهت الساعة السادسة وعلى إسرائيل أن تتحمل كافة النتائج المترتبة على ذلك!! بعد سويعات قليلة من انتهاء التهدئة كانت صواريخ القسام تشق عنان السماء باتجاه المدن الإسرائيلية. إذّاك أصدرت إسرائيل تصريحاً ينذر باحتلال قطاع غزة إذا ما استمرت حماس بخرق التهدئة وإطلاق صواريخها إلى جنوب إسرائيل. تجاهلت حماس الإنذار وزادت في إطلاق صواريخها البدائية قليلة الأثر. إزّاء هذه الوقائع لا يستطيع المراقب إلا أن يستنتج أن حماس هي التي استدرجت إسرائيل إلى الحرب في غزة وأنها وهي التي تعرف تماماً اعتوار ميزان القوى بين الطرفين لا بد أن يكون هذا الإستدراج تنفيذاً لأوامر جهات غريبة تسترخص دماء الشعب الفلسطيني وحماس في مقدمته. يكذب رئيس حماس على الصحفي الفرنسي إذ قال أنه تفاجأ بفظاعة الوحشية التي مارسها جيش إسرائيل في حربه في غزة ؛ فحماس تعرف قبل غيرها مدى وحشية العدو الإسرائيلي لكن ما عساه يقول لشعب غزة وهو الذي استحضر هذا الوحش إلى بيوتهم والمصريون يشهدون على ذلك. وفي هذا اعتذار أيضاً لمن أعطاه الأوامر بافتعال الحرب مع إسرائيل بحجة أنه لو كان يعلم مقدار وحشية العدو الصهيوني لما صدع لأوامره وهو ما يعني بمعنى من المعاني أن تنفيذ أوامره في المستقبل يقتضي دفع مبالغ أكبر.
لا يهمنا على الإطلاق أن حماس حاربت عن إيران أو غير إيران سواء مقابل الثمن أم مجاناً، وليس دماء الضحايا هي همنا الأكبر. ما على كافة الفلسطينيين أن يتحققوا منه هو أن حماس قد نجحت، نظراً لخور في حكومة عباس، بجر الشعب الفلسطيني بمختلف قواه وتياراته إلى معركة فاصلة مع العدو الصهيوني، فإما أن تُهزم إسرائيل فتنهار من أساسها، وإما أن يُهزم الشعب الفلسطيني وتتلاشى القضية الفلسطينية نهائياً أو لستين عاماً أخرى على الأقل ؛ ولسنا بحاجة لأي خبير عسكري ليخبرنا من هو المهزوم في مثل هذه المواجهة غير المتكافئة. ليس غريباً أو مستهجناً أن تقوم حماس العدمية بإعدام القضية الفلسطينية، إنما الغريب والمستهجن بذات الوقت هو أن ينضم محمود عباس ورهطه إلى الحمساويين المهزومين في إعدام القضية الفلسطينية. ألا يدرك عباس أن هزيمة حماس في غزة إنما هي هزيمة لكل المشروع الفلسطيني هزيمة ساحقة ماحقة. بل إنه يدرك ذلك عندما يقول أن العدوان الإسرائيلي ليس على أهل غزة وحماس فقط بل هو على كل الشعب الفلسطيني. لئن كان هذا هو الحال، وهو كذلك، فلماذا ينضم عباس إلى المهزومين فيوافق على مقامرة حماس بمصائر الشعب الفلسطيني صدوعاًً لأوامر جهات غير فلسطينية؟ كان عباس حكيماً عندما رفض الحوار مع الإنقلابيين في غزة لكنه اليوم يتخلى عن كل حكمة ويعلن مشاركته في المسئولية عن المقامرة بالمشروع الفلسطيني وهزيمته بالتالي. كنت أعتقد أن عباس هو أحكم الرجال الفلسطينيين لكن انضمامه اليوم إلى الذين قامروا بمصير الشعب الفلسطيني وخسروه في لعبة غزة الدموية ليس من الحكمة بشيء. كان عليه أن يدين تلك اللعبة القذرة ويبتعد أكثر عن المقامرين، أعداء الشعب الفلسطيني، لا أن يجري وراءهم اليوم مطالباً بمشاركتهم في تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أناساً أقل ما يمكن أن يقال فيهم أنهم غير وطنيين وهم الذين باعوا دماء شعب غزة بأرخص الأثمان. كان على عباس أن ينأى بالمنظمة عن لعبة غزة القذرة من أجل الإحتفاظ ولو بفرصة ضئيلة لمطالبة إسرائيل بالانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة. أما وقد ربط مصيره بمصير المهزومين فكيف لإسرائيل أن تلبي مطالب مهزوم أو حتى أن تأخذ مطالبته على محمل الجد؟ لو كنت مكان محمود عباس لأدنت حماس ومقامرتها بالقضية الفلسطينية لحساب الآخرين وأعلنت حماس منظمة غير شرعية وملاحقتها قانونياً. لكن عباس خشي من مواجهة الشعبوية الكاذبة التي تفجرت في بعض البلدان المحيطة ظناً منه أنها تأييد لمقامرة حماس والتي هي في حقيقتها انتصار مشبوه للمحور الإيراني السوري ضد المحور المصري السعودي. لو كانت إستراتيجية حماس هي التحرير لما قامت بانقلاب دموي على سلطة المنظمة وهي رئاسة أركان جيش التحرير، ولما قامت بسلخ جلود الفتحاويين وهم الجنود الأوائل في مقاومة الإحتلال حتى وإن تلوثوا بالفساد. لقد أعدمت عدمية حماس حقوق الشعب الفلسطيني طيلة الأمد المنظور ومن المؤسف أن يشاركها عباس في سحب حبل المقصلة.
فـؤاد النمـري
www.geocities.com/fuadnimri01
التعليقات
تذكير لإيلاف
عربي مقيم في أمريكا -أذكركم بالعبارة المنشورة في أسفل موقعكم والتي تقول: ...شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم. ألا ترون ان المقطع الثالث من المقال أعلاه يندرج تحت بند مهاجمة الأديان؟؟؟؟؟؟؟؟ عندما كان الكاتب المحترم ينشر تخريفاته عن الشيوعية (رحمها الله) كنا نقول رأي وهو حر أما التهجم على الدين وعلى الرسول الكريم وعلى الصحابة فهذا على ما اعتقد لا يدخل ضمن الرأي...أرجوا احترام دين وعقيدة 90% على الأقل من قراء ايلاف المحترمة
المقيم في أميركا
محمود -لئن كان هذا المقيم عربياً فإنه لم يحسن القراءة. فالكاتب عظّم النبي محمد وهو الذي ضحّى بكل شيء من أجل اليتامى والمساكين . فلعل هذا العربي استاء من تبيان طبيعة حماس ودورها. إقرأ أيها المقيم المقالة مرة أخرى لتدرك ما شططت إليه
رأي خلاف الواقع
مجيد أميد -جئت يا أيها المتحدث بكلمات لا يعتقد بها أي مثقف أو كاتب أو منصف فأنت تقول حماس من صناعة اسرائيل؟ فإن كان عرفات قال لرابين أليست حماس من صناعتكم؟! فهذا يعني أن انتفاضة الفلسطينيين نتاج طبيعي تماما و 100% لجرائم الصهاينةالمحتلين واستخفافهم بالقيم الإنسانية والحقوق الفلسطينية, وعلى فكرة أنت تعلم شيئا لا يعلمه الفلسطينيون أنفسهم حيث أنهم انتخبوا الصفوة السليمة والنظيفة والمؤمنة المتمثلة بقادة حماس.
فكر ناضج
خوليو -كل من يقرأ ببصيرة، يعي ما يقول السيد الكاتب،عدمية حماس وفقرها لبرامج نهضوية تجعلها أكبر حليف للصهيونية، فهي حليف مجاني يخدم قضية العدو، وهكذا صرح أكثر من مسؤول صهيوني بأن رصاصهم المسكوب لايهدف القضاء على حماس،بل هو صعقة كهربائية الكترونية للقضية والدولة الفلسطينية، وهاهو السيد الكاتب التنويري يوضح الأسباب لمن يريد أن يفهم، لاتوجد أمة على وجه الكرة الأرضية لاتعيد قراءة تاريخها على أضواء مصابيح القرن الواحد والعشرين غير هذه الأمة ،لذلك تجدهم إلى الوراء سر، لأنهم لايملكون مصابيح أنوار الزمن الذي يعيشون فيه، ومن لايملك مصباحاً يسهل قيادته والضحك عليه، تقدير للكاتب.
عين واحدة لا اكثر
ماكس فيبر الايلافي -ما يسمى بالكتاب المتنورين ينظرون دائما لقضايا الامة وفق ايديوبوجياتهم وارائهم المؤمنيين بها بغض النظر عن الحقيقة ذاتها اطالب كتابنا من منبر ايلاف الحر ان لا ينظروا للقضية الفلسطينية بعين واحدة فاين كتاباتهم عن فساد رجال السلطة وعن تمويل رجالاتها بالاسمنت والباطون لبناء الجدار العازل وتجاراتهم حتى بالخلويات واهدار اموال المانحين على البذخ والقصور في الدول المجاورة والدول الاوربية لماذا لا يكتب عن كل هؤلاء والذي دفعت ممارستهم بالشعب الفلسطيني لانتخاب حماس والتي لم تعطى ادنى فرصة للقيام بواجبها فلم تستقبل رجالاتها اي دولة عربية ام اجنبية ناهيكم عن الحصار الشديد والتأليب المستمر عليها وقطع المال والغذاء واخيرا الحرب ... اطالب من كتاب ايلاف ان يحكموا عقلهم و لا ينقادوا للتهم لاشخاص اومنظمة لمجرد انهم يخالفونها بالايديولوجيا وشكر لكم
الأسف
الحبيب -طبعا لم أستطع قراءة كامل المقال لسخافته ، ولكن الأسف ليس على الكاتب الأسف على إيلاف أن تنشر هكذا او الظاهر أنه إذا كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص
من أجمل ما قرأت
عادل حزين -أخيرا نقرأ شيئا له منطق ومعنى وقيمة فى خضم هذا الهراء الذى يحوطنا عن الإنتصارات الإلهية المزيفة وعن لم نكن نظن وآه لو كنا نعرف وأدعو أستاذنا العزيز النمرى أن يساعد فى تحديد معنى وأخلاقية وحدود المقاومة والفرق بينها وبين الزعرنة والبلطجة والسادية. والتحية لإيلاف.
احسنت
فيصل آورفــاي -معك في يا النمري ، في كل ما ذكرت في هذا المقال تقريبا .
مثل أكثر الفلسطينية
بني حسن -حماس تريد الوطن البديل ولكن بشروطها
شكرا للكاتب النمري
هذا هو الواقع المر -هذا هو الواقع المر بلطجه حماس و ونهايه محمود عباس
حماس تابع
بلا شخصية -سوريا و ايران اللتان تسعيان لاحتلال دور الزعامة المصرى و لكن ليس على طريقة مصر فى احلال السلام و مصلحة فلسطين لكن بالعكس اثبات ان سوريا وصديقتها ايران لها الدور الاكبر للسيطرة على المنطقة لتبدا تساوم امريكا على طلباتها فسوريا و من ورائها ايران تلعب فى لبنان و غزة و ارادت اطاحة مصر او جعلها ملعبا اخر عن طريق قلب الناس ضد مبارك لقلب الحكم و تعيين الاخوان لتصبح مصر ثالث ملعب لهما لكى تهددا امريكا انها لو لم تستجيب للمطالب الشخصية لسوريا و ايران فانهما تقدران تهديد اسرائيل من جنوب لبنان و غزة و مصر لا قدر الله و مقابل ان يشاورا ليوقف النار و لا يطلق النار على اسرائيل ان تفرضا مطالبهما من معاهدة جولان الى اغلاق ملف ايران و حرب ايران و ملف الحريرى ارجو النشر
الوهم الابدي
كافر بن مسلم -القضية الفلسطينية انتهت عندما جنس لهاشميين الفلسطينية
شكراً للكاتب
ابراهيم -واخيراً اتى من يسمي الاشياء باسمائها دون مواربة ولا تقية. نادراً ما نقع على مثل هذه الآراء الجريئة. تحية الى الكاتب
العدمية
بدر غالب -التفكير العدمي الذي يتحدث عنه النمري هو من اهم اوجاعنا العربية، وهو نمط شائع في كل المجالات ، الرفض والتدمير التخريبي دون ان يكون عندك بديل نافع وسليم وواقعي ...اعتقد من المهم جدا مكافحة العدمية ( النهليية )في الفكر والسلوك العدمي الشائع حتى في حياتنا اليومية العادية