غزة التي انتصرت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لم أكتب يوماً احتفاءً بأي نصر.. أكره الانتصارات، وتقرفني نشوة الظافرين. لكني سأكتب هذه المرة عن انتصار غزة.. انتصار أطفالها ونسائها ورجالها وأحجار بيوتها المهدمة. أكتب عن انتصار الشهداء على القتلة. لا يعنيني الانتصار الذي يتبجح به "الناطقون" بل الانتصار الذي تخفيه عيون الصامتين. انتصار الأمهات والآباء حين يعثرون على كلمة يطمئنون بها أطفالهم المرعوبين.. انتصار العائدين إلى ما تبقى من منازلهم وما لم يتبق منها ليواصلوا إبداع الحياة.
لا تعنيني المكاسب السياسية لأي طرف وحسابات الربح والخسارة، تعنيني قوة المثال وخلود الرمز. غزة الشهيدة هي رمز لما تبقى من الإنسان وهو يقاوم نصفه الآخر، نصفه المتوحش الذي يزداد توحشاً، ويزداد غباوة وهمجية. "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟" سؤال يجيب عليه شهداء غزة حيث يكتب دمهم كلمة "كلا" كبيرة.. كلا! نحن الذين نرث الأرض. الأرض كل الأرض لنا.. ونحن كل ما تبقى من الإنسان في الإنسان.
دماء غزة المسفوحة على الرمال وأجساد أبنائها التي ثقـّبها "الرصاص المسكوب" وأنقاض بيوتها ومدارسها ومساجدها.. كل ذلك لم يذهب هدراً، كما يعتقد الذين يحسبون كل شيء بمقاس المكاسب والخسائر الآنية.. لم يذهب هدراً، كما لم يذهب هدراً دم المسيح المصلوب، ودم الحسين المقتول مع أطفاله. انتصرت غزة كما انتصر المسيح وكما انتصر الحسين. انتصرت غزة على آلة الحرب الجهنمية مثلما انتصرت هيروشيما على القنبلة النووية، ومثلما انتصرت حلبجة على الغازات المبيدة.
أجساد اليهود التي تفحمت في هولوكوست النازية طهرت أوربا من جزء من همجيتها وأعادت الأوربيين إلى جوهرهم الإنساني. وأجساد أطفال غزة المقطعة الأوصال ستطهـّر يهود اليوم من الوحش الذي تقمـصهم، وستعيدهم تدريجياً إلى جوهرهم الإنساني. أولمرت القاتل ذاته يزعم إنه بكى لمشاهد الأطفال الفلسطينيين. ليس مهماً ما إذا كان صادقاً، المهم أنه قالها. المهم أنه اعترف بالألم البشري الفلسطيني. هذا الاعتراف، حتى ولو كان دعائياً، سيقض مضجعه، وسيجعل أشباح الصبية القتلى تلاحقه في اليقظة والمنام. سيولد من هذا الندم، من هذا الاعتراف، من هذه المكابرة، يهودي آخر. يهودي يتذكر أسلافه في أوشفيتز، ويقارنهم بضحاياه في غزة. سيشعر بهول جريمته ويندم. ومن يندم يعد إنساناً.
هل هناك انتصار أكبر من هذا.. أن تعيد قاتلك المتوحش إلى إنسانيته؟ إن لم يحدث هذا اليوم، سيحدث غداً. إن لم نشهده في حياتنا فستشهده الأجيال القادمة. لكنه آت بالتأكيد، وإني لأراه أمامي. أرى البشرية وهي تحج إلى غزة للتكفير عن خطاياها، مثلما يحج الأوربيون اليوم إلى أوشفيتز. أنحني لكم أيها الشهداء.. وأنحني لكم أيها الناجون. ستحكون للبشرية قصة انتصاركم، وترون في عيونهم الخجل والندم والحزن، وستغفرون. وهل يغفر إلا المنتصر؟
شعلان شريف
التعليقات
احييك
محمد العلي -رائع ماخطته اناملك ياشعلان هذه المقالة الرائعة تعادل جميع قصائدك التي كتبتها انها الملحمة الحقيقية ايها الانسان الصادق
لاقيمة للدم الفلسطين
غالب قنديل -ينتصر الانسان عندما ينتصر على نفسه وغرائزه وحقده وتخلفه.ليت حماس قاتلت اسرائيل بنفس الوحشية التي قاتلت فيها فتح وليتها تكره اسرائيل كما تكره فتح.ومع كل هذا لم نر حماس تقاتل بقد مارايناها تختبئ وشعب غزة يتعرض للقتل والتدمير.وحماس لم تحسب اي حساب للدم الفلسطيني ولارزاق الفلسطينيين كل ماتريدة اقامة امارة غزة نواة دولة الخلافة. وغدا او بعد غد لايتفاجأ احد اذ هادنت حماس وعقدت اتفاقا مع اسرائيل للمحافظة على الامارة. لان المشكلة حتى الان ان اسرائيل من يرفض وليس حماس
سذاجة في التحليل
مشاعر شعر وغباء -ليس من الذي انتصر هو ما يثير الغضب بل السذاجة التي يتم بها تحليل الموضوع: لكي نقول من الذي انتصَر يجب ان نحدد اولاٌ ماذا هو هدف اسرائيل من الحرب بشكل عام وماذا تريد لحماس بشكل خاص . . التحديد لا يكون انطلاقاٌ من تصريحات العدو المجرم الذي يحدد مسبقاٌ لكل شخص منهم ماذا سيقول ليتمكنوا من الوصول الى الهدف المحدد. . ولا انطلاقا من الاعلام الصهيوني المسخر 100% لخدمة المخططات الصهيونية (انوه بالهيمنة الصهيونية على الاعلام العالمي وخاصةٌ الاعلام العربي) وتحديد هدف العدو لا يكون من خلال الفضائيات التي هي مسخرة بطريقة او باخرى لمصلحة الصهاينة والذين يحددون انفسهم اهداف العدو ليأكدوا صحة ما يقولون والقابل للتغيير حسب اوامر اسيادهم الصهاينة.. ولا من قبل حماس التي تتسبب في تدمير كل شيئ وقتل الاطفال والنساء وتدمير ممتلكات الشعب واملاك الدولة فحماس بحاجة للمبررات والاًكاذيب حفاظاٌ على مصالحهم الشخصية الضيقة ومصالح من يمولهم . . تحديد هدف العدو هو تحديد اين تكمن مصلحة هذا العدو على المدى القصير والمتوسط وخاصة الطويل الامد ... فالشق الاول ستبينه الايام القليلة القادمة والخلاصة هي 1- هل ستفرض حماس على اسرائيل السماح بدخول السلاح الى غزة. 2- هل ستبقى يد حماس حرة في اطلاق الصواريخ او بالاحرى الاًلعاب النارية على ارض اسرائيل . 3- هل ما يسمى بدول الممانعة ستدفع تكلفة اعادة البناء . 4- هل ستكون حماس الاّمر الناهي الوحيد على معبر رفح ؟ 5- هل تمكنت المقاومة المسلحة من حماية الاطفال والنساء والممتلكات ومقومات الحياة للشعب الفلسطيني الصابر؟ 6- ماذا سيتحقق اكثر من القرار 1860 والمبادرة المصرية غير الاّف الجرحى والقتلى .... اما من الناحية الثانية : 1- هل تريد اسرائيل الوحدة الفسطينية؟ 2- هل تريد اسرائيل دولة فلسطينية موحدة؟ 3- هل من مصلحة اسرائيل ان تشق طريق لتصل الضفة الغربية بقطاع غزة وتقصم اسرائيل الى قسمين؟ 4-هل من مصلحة اسرائيل ان ينعم الشعب العربي والمسلمين بالسلام والإستقرار لمدة طويلة لكي يكون له من مكونات الحياة من علم وبناء ما يسمح لهم لان يكونوا مقاومة حقيقية قادرة بامكاناتها الذاتية وليس مقاومة الخطابات الرنانة التي تعتمد على دعم خارجي وبعدد محدد من الصواريخ والقنابل والرصاص؟ 5- اذا قضت اسرائيل على حماس ألن يسمح ذلك بفرض سلطة ودولة فلسطينية واحدة موحدة, وهذا ليس من مصلحتها ؟ 6- الا
عربي
لبناني -نريد ان نحتفل مع حماس بالنصر الالهي في غزة الاسيرة مرتين ولكننا لا نستطيع لانه لا يوجد لدينا الوقت الكافي لذلك بسبب استمرارنا باحتفالات النصر الالهي رقم واحد 2006 وبتنصيب النصر سيد حسنالله قديسا عند الطائفة المارونية الكريمة وقريبا بترفيعه من رتبة قديس الى رتبة....وعقبال مشعل وبشار ونجاد وكمان البروفيسور وهاب قنديل.
مقالة انسانية
المراقب -مقالة انسانية بحتة بعيدا عن السياسة والتوجهات وتستحق التقدير وهذا مانطلبه من بعض مقالات من الكتاب والشكر للكاتب.
chokren
zoed -الشاعر العراقي شعلان شريف; هكذا انت دائما شاعرا وفيلسوفا عراقياترئ مالايراة الاخرون .لعمري ان هذا لهو خير ماقراءت وسمعت عن حرب غزة.هذة الجدحة الفلسفية التي تنباء بان الثقافة العراقية لاتزال بالف خير شكرا لك الف مرة.
ياليتني
fred -يالتني سمعتها من خالد مشعل او اسماعيل هنية ولكن هؤولاء فقط يريدون اموال التعويضات وكرسي السلطة ....ولكن والله اولمرت اش...... منكم حتى لو كان كاذبا
وقت المحاكمة
عدنان رجيب -ألم يحن الوقت لمحاكمة قادة حزب الله وقادة حماس على رعونتهما وعلى عدم مسؤليتهما بالمشاركة مع إسرائيل العنصرية في الولوغ بالدماء النازفة من الشعبين اللبناني والفلسطيني وبالخراب الذي حصل لكلا الشعبين، ومحاكمة هاتين المنظمتين على كفرهما بالإدعاء بالنصر الإلهي، على حساب الضحايا البريئية من الشعبين. لو تخلى قادة حماس وحزب الله المتدني الوعي والمسؤولية عن الساحة النضالية، لكان هناك وقت وجهد كبير وكاف لمحاكمة قادة إسرائيل المجرمين العنصريين على جرائمهم المتكررة.
لا قيمة لنا
مها -أذا كان ماحصل في غزة إنتصاراً فما هي الهزيمة. كفاكم إستخفافاً بالعقل العربي. الضحية دائماً هي الشعب من شهداء وجرحى بعداد الموتى وأيتام وأرامل. والسبب أن الإنسان العربي لا قيمة له. فماذا يعني 7000 شهيد وجريح؟ الجزائر ضحت بمليون شهيد! لقد مللنا من هذا الأسلوب ومن هذه الحجج. كفانا. أين هو الإنتصار. لماذا أوقفت حماس صواريخها عندما أوقفت إسرائيل إطلاق النار؟
فينك يا زينات.
مصرى حقيقى. -رحم الله ألأبرياء الذين و ضعتهم حماس بجبن و نذالة أمام آلة الحرب الصهيونية العاتية....و أسمح لى أستاذى المحترم....بقولة الراحلة زينات صدقى ...نصر آيه ده ياعمر...و أنا حقيقة لا أعرف من هو عمر الذى تقصده ..ربما سيادتك تعرفه.
مقال جميل
كاظم شبوط -الاخ شعلان شريف عبر عن تعاطفوه الانساني اتجاه ضحايا غزة وارجو من الاخوه المعلقين الكف عن النفاخ في قربه فارغة وتجريد المقال عن عمقه الانساني وحتى المادحين واطلاق هذة التسميات الكبيرةوالرنانه, شاعر وفيلسوف اعتقد ان شعلان بغنى عنها.مقال اسوه بخوته الكتاب العراقين الذين كتبوا عن غزة وسلام
رائع ولكن
amir -نعم سيدي كلام جميل جداولكن اود ان تتذكر سيدي ليس من قتل اطفال غزة وحده اولمرت انك نسيت إما تنسيت من كان شريكه في القتل من القادة العرب .وكلمة الحق يجب ان تقال مهما كان الثمنان من قتلهم إولمرت وحسني ال غير مبارك وملك الاردن ومحمود عباس ومن تخازل معهم ايضا ..وعلى فكرة انا ليس من مؤيدي حماس...ولكن هذه هي الحقيقة ويجب ان تقال ولك من السلام ايها الكاتب.....ارجو النشر