أصداء

هل كان موقف الإسلام السياسي من حرب غزة إنسانيا؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من العبارات التي كانت شائعة بين المنتمين لتيار الإسلام السياسي أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة، أنّ الدفاع عن الفلسطينيين في مقابل آلة الحرب والقتل الإسرائيلية هو دفاع عن الإنسان قبل أي شيء آخر، في حين يعلم الجميع أن هذا التيار لم يكن يعتبر تلك الحرب مثل الحروب الأخرى في العالم، إنما كان يعتبرها حربا دينية بين طرفين أحدهما مسلم والآخر يهودي مما ينفي كونها حربا للدفاع عن الإنسان الفلسطيني المدني أو نصرة لحقوق الإنسان وفق المفهوم الحديث، بل كان الهدف هو نصرة الفلسطيني المسلم على الإسرائيلي اليهودي انعكاسا للرؤية الدينية في الحروب والمستندة إلى حتمية نصرة المسلم على غير المسلم وبالذات اليهودي. فلو كان ذلك التيار يدافع حقا عن الفلسطيني لكونه إنسانا تعرض للظلم والقتل والدمار والتشريد، لكان تأثر بأي ظلم أو قتل يتعرض له المدني على الجانب الآخر من المعركة، ونقصد بذلك الإنسان الإسرائيلي. وقد كان هناك بين الإسرائيليين من عارض الحرب على غزة وخرج في مظاهرات في عدة مدن إسرائيلية للتنديد بالسياسات الحربية لحكومة أيهود أولمرت وطالب بوقف العمليات العسكرية، لكننا في المقابل لم نسمع صوتا إسلاميا في أرجاء العالم يحمّل حركة حماس جزءا من مسؤولية القتل والخراب والدمار الذي كان يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، على الأقل التنديد بوضع الحركة منصات إطلاق الصواريخ بين منازل السكان الفلسطينيين العزل، أو تخزين السلاح وسط السكان، أو اختباء قيادات حماس العسكرية بين المدنيين، وقبل ذلك إطلاق الصواريخ غير الفاعلة على المدن الإسرائيلية قبيل الحرب. واعتقد أن عدم ارتباط ثقافة تيار الإسلام السياسي بمفهوم حقوق الإنسان يشكّل جزءا كبيرا من المشكلة.


يعتبر المفهوم الحديث لحقوق الإنسان أحد مغانم تطور الحياة البشرية الحديثة ونتيجة مباشرة للثقافة العلمانية الجديدة، وهو مفهوم حديث وليس مفهوما دينيا وتاريخيا مما يجعل تيار الإسلام السياسي يبتعد مسافات عن المزاعم التي تدعي بأنه مساهم في صناعته. لذلك لايستطيع هذا التيار أن يحترم المفهوم ويجعله جزءا من منهجه، أو أن يمارسه على أرض الواقع، بل جل ما يستطيع فعله هو استغلاله كلما حتّمت الظروف ذلك. بمعنى أن موضوع حقوق الإنسان لايعتبر همّا أساسيا في أجندة تيار الإسلام السياسي، إنما يستخدمه كلما اقتضت المصلحة. وتلك الرؤية تثبت أن التيار لن يهتم بموضوع حقوق الإنسان أثناء الحروب وفي غيرها من الظروف إلا إذا تفاعلت مصالحه مع الموضوع. لذلك هو لن يركز اهتمامه على محاور حقوق الإنسان الرئيسية بل سيضع أصبعه على الجوانب التي تحقق أهدافه الضيقة، لأن الدفاع عن حقوق الإنسان بصفة عامة، وليس عن الإنسان المسلم الذي يواجه الآلة العسكرية اليهودية، لا يدخل في ثقافته ولا يشكل مصدر فقهه وفتاواه. بمعنى أن العلاقة الوحيدة التي تربط الإسلام السياسي بمفهوم حقوق الانسان هي علاقة فعل ورد فعل مصلحي بحت. والإسلام السياسي، بسبب استناد فقهه إلى ثقافة تاريخية لا تعي المفهوم وفق صورته الراهنة الحديثة، لايستطيع أن يزرع في فقهه ثقافة تدافع عن عامة الناس وحقوقهم، إنما همّه الرئيسي، خاصة في ظل وجوده مقابل عدوه الإسرائيلي، يتركّز على الدفاع عن المسلم حتى لو صدرت عنه انتهاكات وسوءات وأكاذيب، في مقابل مهاجمة الآخر غير المسلم مهما خرجت من بين ثناياه أصوات تدافع عن حقوق الإنسان المسلم. أي هو بعبارة أخرى يتبنى ثقافة عنصرية تصنع التمييز وتؤسس للإكراه. لذلك، من الطبيعي ألاّ نجد في مشاريع تيار الإسلام السياسي اهتماما رئيسيا بقضايا حقوق الإنسان، بل نجد اهتماما ثانويا تقتضيه المصلحة على حساب المبدأ. فمثلا لا نجد لدى تنظيمات الإسلام السياسي أوحتى لدى أفراده المستقلين اهتماما بإنشاء مؤسسات للدفاع عن حقوق عامة البشر وفي مختلف مجالات الحياة، كما لا نجد نائبا من نواب الإسلام السياسي في مجلس الأمة الكويتي على سبيل المثال أو من المنتمين إلى لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان قد تبني قضية إنسانية مجردة من صفتها الإسلامية الدينية.


وعلى أنه لا توجد لدى تيار الإسلام السياسي رؤية واضحة تجاه العالم الحديث وتجاه الإنسان الجديد، فإن ذلك جعل تفسيرها للدين تفسيرا غير حداثي مناهضا لقيم الحياة الجديدة وبالذات بشأن الإنسان، بالتالي أصبح التفسير مناهضا للرؤية الحقوقية الحديثة ومعبرا عن رؤية تاريخية لا تهتم سوى بتركيب الماضي الديني الإسلامي على الحاضر المدني الحديث حيث فضّل الدفاع عن الدين ولو كان على حساب الإنسان ومصيره. إن وجود تصوّر حول العدل والظلم الجديدين، اللذين يختلفان عن العدل والظلم بالمفهوم الديني القديم، ووجود رؤية حديثة حول الحسن والقبح، هو ما يفتقده فقه الإسلام السياسي في الوقت الراهن، لأن وجود تصور جديد حول تلك المفاهيم من شأنه أن يدفع بالفقيه إلى إيجاد قراءة جديدة للدين تتماشى مع العدل والظلم الجديدين وتتقاطع مع الحسن والقبح الحديثين، والتي من المفترض أن تتفق مع مفهوم حقوق الإنسان بحيث تحترمه وتدافع عن قضاياه لتسير جنبا إلى جنب ما يفترض أن يسير عليه الفقه في أن يكون حديثا وعادلا. لذا لابد أن تتغير نظرة الفقه تجاه الإنسان كإنسان، لاستبدال النظرة التاريخية الدونية إلى نظرة حقوقية يكون العنوان الرئيسي فيها هو الدفاع عن الإنسان كإنسان، وليس عن المسلم مقابل غير المسلم. ليس ذلك فحسب، بل حينما يبرز إلى السطح صراع ديني - علماني ليبرالي أو صراع سني - شيعي، نجد أن احترام الإنسان للإنسان كإنسان ليس له وجود في أجندة التيار الديني. فنظرة الفقه إلى - مثلا - المرتد لا تزال نظرة غير إنسانية لأنها نظرة تاريخية قديمة تستند إلى ما قاله النص الديني في ذلك الزمان من أن حقوق الدين وحقوق الله أهم من حقوق الإنسان، بالتالي تعبر تلك النظرة عن موقف يتصادم مع المفهوم الحديث لحقوق الإنسان ومع التعددية. كذلك لو تمعنا في النظرة الفقهية إلى الكافر والملحد والمسيحي، وفي نظرة الفقه السني أو الشيعي إلى بعض الطوائف الإسلامية، كالمتصوفة والإسماعيلية والزيدية، سنجدها تصب في نفس الإطار.


ولأن التيار الديني لا يرى الله أو يفهم كلامه من خلال عين إنسانية، فإنه لا يزال بعيدا عن أنسنة الدين والمعرفة والفهم، وعن أنسنة الموقف من الأحداث. وباعتقادي فإن ذلك هو معضلة رئيسية أخرى يعاني منها هذا التيار. ففي زماننا أصبح الإنسان محور جميع الأمور وأصبحت حقوقه عنوان مختلف القضايا من سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية وثقافية وغيرها. فحقوق الإنسان تتقدم في الأهمية على حقوق الله، بمعنى أن الدفاع عن حقوق الإنسان يؤدي بالضرورة إلى رضا الله، وأن الإضرار بحقوق الإنسان يؤدى بالضرورة إلى سخط الباري وعدم رضاه. والأخلاق المتعلقة بحقوق الإنسان تأتي في مرتبة أعلى من الأخلاق المتعلقة بحقوق الله. لماذا؟ لأن احترام القيم الإنسانية، وفق النظرة القيمية الإنسانية الحديثة، هو مقدمة ضرورية للإيمان بالله، فهي - أي القيم الإنسانية - تعتبر منبع الأخلاق، بالتالي هي إحدى الطرق نحو فهم أعمق بالله. والتدين أو بناء علاقة روحية مع الباري في إطار ظروف الحياة الراهنة من دون أن يسبق ذلك احترام حقوق الإنسان، قد يتشابه مع أي مسعى معنوي غير واقعي لا يمت بصلة بظروف الحياة ولا يستطيع تحقيق أي قيمة أخلاقية فيها. فالتدين الذي يتشكل في الحياة الجديدة أو في ظل الحداثة، لابد أن تكون له أهداف متعددة يقع في إطارها تحقيق الفضائل الأخلاقية الواقعية، ومن تلك الفضائل احترام حقوق الإنسان وفق منظورها الحديث. في حين أن التديّن الذي لا تكون محصّلته تحقيق تلك الفضائل، لن تكون مخرجاته إلا سلوكا تاريخيا لا يخدم ظروف الحياة، وفي أغلب الأحيان قد يشكل تهديدا للأمن السياسي والاجتماعي.

فاخر السلطان

كاتب كويتي
ssultann@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
دعني انورك
اوس العربي -

دعي انورك اولا واقول لك اننا لا نحارب اليهود لانهم يهود ولكن لانهم مغتصبين لفلسطين ، بدليل وجود ملايين اليهود في البلاد العربية قبل قيام الكيان الصهيوني والذين قام الصهاينة بتخويفهم في بغداد والقاهرة ودمشق حتى يهاجروا الى فلسطين اريد ان انورك ايضا ان المتدينين والعلمانيين وقفوا الى جانب اجرام جيشهم وحكومتهم والمظاهرات التي خرجت في تل ابيب هي لبضعة الاف وتم التعتيم عليها اعلاميا بينما قام الكيان الصهيوني الديمقراطي ـ كمايزعم ـ بإعتقال سبعمائة عربي من مواطني الكيان الديمقراطي والقاءهم في السجون وقد قتل اثنان او اربعة من مواطني الكيان في مظاهرات قمعها الكيان الديمقراطي بقسوة بالغة اذ كانت تطلق الرصاص الحي على الرأس تماما ، احب ان انورك ايضا ان التعليق الذي صدر من منظمة العفو الدولية بمناسبة مرور ستين سنة على الاعلان العالمي لحقوق الانسان انها ستة عقود من الفشل ؟!! احب ان انورك ان التيار الاسلامي يملك رؤى وافكار وقد نجح التيار الاسلامي في تركيا اذ رفع معدلات الاقتصاد والمشاكل التنموية والفساد والحريات العامة احب ان انورك ان العلمانية الانسانية مسئولة عن ابادة ثلاث ارباع سكان الكوكب فضحاياها منذ الحرب العالمية الثانية يبلغ مائتين وستين مليون انسان قتلا وملا يين اخرى جرحى ومعوقين يشكلون عبئا اقتصاديا علاوة على الخراب والدمار الذي حاق بالبيئة ولا يزال الاجرام العلماني الانساني سادرا في غيه اخره في العراق وافغانستان وعزة احب ان انورك ايضا ان التدين احد اسباب انخفاض الجريمة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية على خلاف ارتفاع الجريمة الى اعلى معدلاتها في النظم الغربية العلمانية فبلد مثل بريطانيا به اكثر من مليون كاميرا تراقب كل شيء تقريبا الا ان الجريمة فيه تتصاعد ان خصومتكم للدين لا معنى له انت كعلماني تستفيد من الدين عندما يردع الاذى عنك وعن اهلك وممتلكات ان كلفة التدين قليلة ربما لا تكلف شيئا بينما العلمانية كلفتها كبيرة جدا اذا الدين ضاع فلا امان ولا دنيا لمن لم يحي دينا

الصهاينة ؟
الايلافي -

ـ كما قال الدكتور عزمي بشارة المسيحي العروبي حقاــ تتطابق وما تلقيه الطائرات الحربية الصهيونية على اهالي غزة ؟!!!!!

الردة في الاسلام
صلاح الدين المصري -

كلا ، قضية المرتد محسمومة في القرآن الكريم ، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، لكن التصريح بهذا الكفر في المجتمع المسلم ممنوع هذا الامر شبيه بعدم امكانية التبشير بالرأسمالية في المجتمع الشيوعي او بالشيوعية في المجتمع الرأسمالي اعتنق ماشئت لكن لا تستفز الاغلبية المؤمنة وان ضبطت وانت مرتد تتخابر مع دولة اجنبية او تكوين خلية للالحاد ضد مجتمعك انت هنا يطبق عليك الحد لا بوصفك مرتد ولكن خائن .والخيانة عقوبتها الاعدام في كل الدول والمجتمعات حتى الديمقراطية منها او السجن المؤبد المغلظ ولو عرف ؟!!!

الغرب المخاتل ؟؟؟
ابو شهاب -

بالعكس الدين الاسلامي موقفة متقدم جدا وحداثي جدا من الافكار الغربية لقد اعتبر الاسلام البشر كلهم عيال الله وانهم سواسية وانهم خلقوا ليتعارفوا ويتعاونوا والاسلام انصف وحمى الاقليات الدينية من بعضها البعض عندما كانت الطوائف الدينية الكبرى تحاول الهيمنة او الاجهاز على الطوائف الصغيرة المخالفة والاسلام قبل بالتنوع الثقافي وكانت هناك الفسيفساء الجميلة التي شكلت المجتمع المسلم من اليهودي والمسيحي والزرادشتي الخ على خلاف الحضارة الغربية التي نظرت على ان الانسان الاوروبي الابيض هو سيد العالم وبقية الشعوب منحطة واقل ذكاءا واقل قيمة واقل انسانية ؟!! انظر ماذا فعلت اروروبا بعد الثورة الفرنسية وولادة الافكار الانسانية العظيمة لقد هجمت على العالم القديم في افريقيا واسيا والعالم الجديد قتلا ونهبا وسفكا للدماء وارغاما على المسيحية وعلى اعتناق الطريقة الغربية في الحياة لقد كانوا يأخذون الاطفال من احضان امهاتهم ويضعونهم في الاديرة والمدارس الداخلية ويفصلونهم عن ثقافتهم عن ملابسهم عن اسماءئهم عن مشاعرهم شاهد الفليم الاجنبي سياج الارانب وكيف مارس الرجل الغربي سياسة الفصل العنصري حتى ضد الطفولة ؟!! لقد بنى الغرب حضارته على جماجم البشر وعلى نهب ثروات الاوطان وعندما رحل نظريا خلف وراءه الاستبداد والامراض والخراب فأين قيم الانسانية هنا اين العدالة ان الغرب موقفه من العدالة مصلحي نفعي هو وقف مع المستبدين في الشرق وحماهم وسلطهم على الشعوب قمعا وتعذيبا وتنكيلا هو يدعم تسلط عباس ويرفض الاعتراف بحكومة هنية الشرعية التي جاءت وفق المعايير الديمقراطية هو يرفض الاعتراف بفوز الجبهة الاسلامية للانقاذ ويفضل عليها استبداد العسكر ؟!! ادعياء العلمانية واللبرالية في مجتمعاتنا والذين يشكلون اقلية عددية لا قيمة لها مع هذه السياسة الانتقائية ؟!!!!!!

متى صرتم انسانيين !!
منصور -

يعني الى وقت قريب قبل سقوط الاتحاد السوفيتي والهجمة الامريكية على الاسلام بدعوى مكافحة الارهاب كان اليساريون العرب ـ او هكذا يدعون ـ هم حراس الاستبداد الشرقي وهم المسئولون عن الخراب والدمار والهزائم التي حاقت بالامة وما كانوا يعيرون مسألة حقوق الانسان اي قيمة اذ كان الشعار اذاك لا صوت يعلو فوق صوت المعركة والهتاف للمستبد بالخلود بعدسقوط دولة الالحاد العالمي تحول هؤلاء الى احضان امريكا يدافعون عن سياستها عرفوا ـ بالمارينز العرب ـ وقاموا بالتسويق للاجندة الامريكية وصاروا ويا للعجب دعاة ديمقراطية وحرية وحقوق انسان الغريب ان هؤلاء لم يننتقدوا سياسات امريكا القمعية في العراق وافغانستان ولم يؤثر عنهم اعتراض على معتقلات ابو غريب وغوانتنامو وبغرام وغيرها من معتقلات الكيان الصهيوني او معتقلات الاستبداد الشرقي ، حيث كانت حقوق الانسان تداس بالبسطار الامريكي ان الحداثيين والعلمانيين العرب حاليا حراس الاستبداد الشرقي سابقا يمارسون النفاق والنكاية والتحريض حقدا وحسدا من التيار الاسلامي المقاوم المجاهد والمتصاعد ؟؟

لا وجود لمدنيين
الايلافي -

لاوجود لمدني على المقلب الاخر ، المجتمع الصهيوني مجتمع معسكر ، يشبه مجتمع القلعة الصليبية كل ما في المجتمع الصهيوني مكرس للحرب معاهد وجامعات مثقفون وصحفيون وعلماء متدينين وعلمانيين المجتمع الصهيوني اما جنود محترفين او جنود احتياط ومدة التجنيد لديهم حتى الخامسة والخمسين من العمر ؟!!

لو أنهم
خوليو -

لو أنهم يهتمون بحقوق الإنسان ويعرقون قيمة هذا الكائن بالمفهوم الحديث للإنسانية، لكانوا تجنبوا الحرب وقبلوا بتمدبد الهدنة والتهدئة كما قبلوا الآن بعد خراب البصرة(غزة)، مخدرين بعلوم الغيب ويعشقون رؤية الدماء ، لو أنهم يعتبرون الإنسان قيمة له قيمة، لما ضحوا بآلاف الأطفال الذين لاذنب لهم سوى أنهم محكومين من فئة سياسية متدينة تعتبر الإنسان عبد ورقم يمر ترانزيت من هذه الحياة ويذهب بعدها لجنة الوهم، لو أنهم يهتمون لحقوق الإنسان، لكانوا درسوا هذا الإنسان وعرفوا القيمة الحقيقية له، فئات متدينة تعيش على ظهرانية الإنسان الحقيقي ويستخدمها العدو المجرم الذي يستخدم ذكاؤه ويعتمد على غبائها لتدمير أي وطن أو مشروع وطن يعيشون فيه. مقالة جيدة لايفهمها إلا كل إنساني.

كلامك صح بس من يفهم
محمد السكري -

سيدي الكاتب: انت تتكلم عن الانسان وحقوقه ونسيت ان لكي اعامل الاخر باحترام لا بد ان اكون مساويا له, بمعني ان تكون نظرتي الي الاخر ليست نظرة استعلاء. وهذا يدفعني الي سؤال: ما هي نظرة الكثير من المسلمين للغير اشخاصا واديانا؟ اننا ننظر للاخر علي انهم اقل منا وذلك لان ثقافتنا الدينية علمتنا اننا خير امة اخرجت للناس. هنا تكمن المشكلة, فانه من غير المعقول ان يحاول الاعلي حسب مفهومنا ان يتفهم من هم اقل. ان تلك التربية الدينية جعلتنا نصنف العالم الي كفار ومؤمنين وجعلنا انفسنا مكان الله سبحانه وتعالي. من يدخل الجنة ومن لا تدخل. من هو طاهر ومن هو نجس. جعلتنا نقسم العالم الي دار سلام وهي بلادنا بلاد المسلمين ودار حرب وهي البلاد التي لا تؤمن بالاسلام دينا. هذه النظرة الاستعلائية اعطتنا الحق ان نذم ونهاجم جميع الديانات الاخري بدون ادني حرج او مراعاه لمشاعر الاخرين, ولكننا نثور ونتظاهر ونحرق الكل اذا هاجم الاخر الاسلام. سيدي لا يمكن لنا ان نفهم ما تقول طالما نحن نعيش في ثقافة القرن السابع الميلادي. ان المرأة نجسة وناقصة عقل وناقصة دين, وانه ليس لها مساواة مع الرجل, وان الرجل وصيا عليها من حقه ان يضربها. ان نظرتنا الي الاخر يجب ان تتغير وذلك يتم عن طريق تربية سليمة تسمح لنا ان نتحاور بأدب حتي مع اختلاف افكارنا. يجب ان نتعلم ان الدين هو موضوع خاص جدا جدا بين الخالق والمخلوق وليس من حقي ان اعرف دين الاخر كما يحدث في شرقنا السعيد. يجب ان نتعلم ان الدين ليس مظاهر ولكنه حياه. يجب ان نتعلم ان من حق المسيحي اعتناق الاسلام اذ كان مقتنعا بذلك دون حزن, ان نتعلم ان حق المسلم ان يترك الاسلام دون خوف. يجب ان نتعلم الا نصف الاخر بالكفر لا لشئ الا انه لا يؤمن بنفس معتقدي, لان هذه النظرة سوف لن تجعلني ان اقبل من يختلف معي في الرأي مهما كان الامر الذي نختلف عليه. لا يمكن ان نكون صوابا 100% وغيرنا خطأ 100%. لا بد ان نعيد تربيتنا الدينية علي ان الجميع اولاد الله, لاني اؤمن ايمانا كاملا ان الله ابو الجميع وليس حكرا علينا نحن المسلمين. ارجو ان يكون حبنا للاوطان اكبر من حبنا للاديان. ارجو ان نتعلم ان نعامل الناس كبشر وليس كمسلمين ومسيحين ويهود ولا دينين. وقتها فقط سنعرف قيمة الانسانية ونعرف كيف ندافع عنها. ارجو ان تأخذ المراة في شرقنا السعيد حقها كاملا في كل شئ لانه عندما يكون اكثر من

اللبراليين وين هم ؟؟
المطيري -

على كل حال حقوق الانسان جديدة على اللبراليين والاسلاميين ، لكن المفزع في الامر موقف العلمانيين من العدوان الصهيوني على غزة فقد وقفوا على طول الخط مع المعتدي هذه اخلاق العلمانيين ؟!!