خالد مشعل من دمار غزة الى لقاء قيادة المقاولة في العراق

في صورة غريبة عجيبة ومستفزة لمشاعر العراقيين عرضت قناة الشرقية السائح المتجول زعيم حماس عبر الكنترول خالد مشعل وهو يلتقي " شلة " ملثمين يقودهم الهارب المطلوب للعدالة مشعان الجبوري. في لقاء غريب تحت عنوان ( تبرع المقاومة العراقية بالاموال والذهب للمقاومين في حماس!!) خبر حقيقة يدعوا الى الضحك والتندر على مثل هكذا عقول خائبة وايضا هكذا اعلام بائس. كما يشير مثل هكذا خبر نقل بالصوت والصورة الى حجم الكارثة التي تحيط بالمجتمع العربي.

بداية لم يعرف ولاحتى عراقي واحد منذ خمسة سنوات من سقوط الصنم وحتى يومنا هذا، من هم هولاء المقاومة البائسة في العراق من قيادتها وماذا تريد في واقع الامر؟ بل ان خطوط فاصلة بين الارهاب الدموي الذي اجتاح العراق وهذه المقاومة البائسة ليس لها وجود على الاطلاق، لان كل الذين أدعوا المقاومة من اشخاص او هيئات هم في حقيقة الامر من المتضررين جدا من سقوط الصنم ومن عراق اليوم عراق الانتخابات والتبادل السلمي للحكم وعراق جميع العراقيين دون اقصاء او تفرد كما كان يحدث قبل نيسان 2003 و لحوالي اكثر من ثمانية عقود.
لذلك فكل الذين حاولوا البروز في مجال " مقاولة المقاومة " الدموية هذه هم اصلا هاربين من العدالة.
لكن يبدوا ان جامعهم مع خالد مشعل هو فوائد مقاومة المقاولة بالكنترول عن بعد!!.

والسؤال من اين وجد خالد مشعل هذا الوقت ليجتمع ويصور مع هولاء الملثمين ودماء ابناء غزة لم تنشف بعد!! ومن اين جاءت هذه الابتسامات العريضة على وجهه واطفال غزة يصرخون من شدة الجراح ومن حروق الفسفور الابيض!! من اين جاءت هذه الاريحية لمشعل ورجال غزة يبكون على عوائلهم التي فقدوها بالكامل والكثير من نساء غزة تفترش الشوارع بدون سقوف تسترهم بعد تدمير بيوتهم!! وماذا يريد مشعل من العراق وعندنا الف غزة وغزة بسبب الارهاب الملثم الذي يجلس بجانبه في ذلك الخبر البائس!! ثم اين يعمل مشعل بالضبط بالسياسة او بالمقاومة او رجل عصابات ملثمة!! اعتقد ان في بعض الامور الخجل يصبح واجبا وليس مطلبآ فحسب.

ان على خالد مشعل ومن يسير بمركبه ان ينتبه الى جراح شعبه واهله في غزة وان لايدس أنفه في شؤون العراق والعراقيين. لان العراق اكبر منه ومن كل الفلك الذي يدور فيه ولان العراقيين لايحتاجون الى وصاية من اي شخص فمن يعلم الحرف الاول للبشرية لايحتاج لمن يرسم له طريق الحياة والكرامة، ومن يضع الدستور الاول في التاريخ البشري لايحتاج لمن يعلمه كيف يرسم مستقبله. والعراقيين هم أهل الفكر والادب والتاريخ واكيد المستقبل لهم لانهم في الطريق الصحيح رغم كل المصاعب التي تحيط بهم. وسيرمى على جوانب مستقبلهم القريب الزاهر كل من يقف بالضد من تطلعاتهم الانسانية المشروعة.

والسؤال الذي يبحث عن جواب كم شخص من عائلة مشعل استشهد او جرح في غزة؟ او ان اسلوب بطولات احرقها ولوذ بالحفر هو الاجدى عند " قيادات " هذا الزمان العربي الكالح. ومبروك ذهب واموال المقاولة في العراق فشبيه الشيء منجذب اليه. وبئس له من شيء ومن انجذاب.

محمد الوادي
md-alwadi@hotmail.com