أصداء

التخلي عن العراق ليس في صالح أميركا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بات موضوع تخلي أميركا عن العراق يتصدر أخبار الرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما الذي يبدوا انه بدا بتنفيذ الوعود التي قطعها على نفسه قبل الانتخابات الأميركية والتي ساهمت بشكل كبير في فوزه التاريخي فالرئيس اوباما يعلم قبل غيره انه لن يستطيع المحافظة على شعبيته دون قيامه بذلك لان أهم عامل تسبب في انخفاض شعبية بوش لدى الأميركيين جاء من خلال التورط الأميركي في العراق ورغم أن الرئيس اوباما قد أوضح أن انسحاب قواته من العراق سيكون انسحابا متدرجا ومسئولا إلا انه لن يتخلى عن وعده بهذا الانسحاب الذي ربما سيترتب عليه نتائج وخيمة بالنظر إلى هشاشة الوضع العراقي الذي سيكون قابلا للانفجار في أي لحظة ولذلك من الضروري بمكان أن نشير إلى أن أي تخلي أميركي عن العراق سينظر له من جانب العراقيين على انه عمل عدائي لا أكثر لان أميركا عندما شنت الحرب على العراق أعلنت أنها تقوم بذلك لمصلحة الشعب العراقي وإنها تريد إنشاء ديمقراطية عراقية متطورة وترسي رباطا قويما مع العراق لكن المعطيات على الأرض لاتبشر بذلك إذ تحول العمل الأميركي من عملية تحرير إلى احتلال وقوضت معظم مؤسسات الدولة العراقية وعصفت بالبلد موجة من النهب والإرهاب امتدت لشهور عدة وكون نظام سياسي على درجة عالية من الهشاشة حيث تركت الأطراف العراقية تمارس جشعها على الأرض بدون تدخل من الراعي الأميركي ولم تلتزم أميركا ببناء العراق بالطريقة التي تصورها المواطن العراقي ولم تتدخل أميركا لمنع وصول الإرهاب إلى البلد ودعم الأجهزة الأمنية بطريقة تجعلها قادرة على ممارسة دورها الأمني بشكل ناجح بما في ذلك تزويدها بالمعدات والأسلحة المتطورة ولم تضغط على دول الجوار لتكف يدها عن العراق ولا أن تطلب من بعضها إلغاء الديون عنه تاركة الدولة العراقية تتوسل هذه الدول بنفسها دون جدوى ولم تدعم العراق في إلغاء القرارات الدولية الصادرة ضده لاسيما خلال حرب الكويت ولا ولا ... وحتى الاتفاقية العراقية الأميركية جاءت خالية من أي التزام أميركي بدعم العراق الأمر الذي يندر حصوله في اتفاقيات مماثلة ولذا فان قرار اوباما في الانسحاب من العراق سيكون تتويجا لهذه السياسة الأميركية التي تحتاج إلى توضيح لان هذه السياسة يمكن أن تفسر في حينها أي قبل قرار اوباما على أنها نتاج للوضع على الأرض وإنها جزءا من متطلبات التعاطي مع الحال العراقي المعقد لكن أن يصدر قرار بهذه العجالة فهذا ما يدعم وجهة النظر التي تقول أن أميركا جاءت إلى العراق من اجل تدميره أو إنهاء وجوده كدولة قوية أي أن الإرهاب وضغط الجوار وتدمير المؤسسات الأمنية العراقية هي من تجليات هذه السياسة وإنها أي أميركا بعد أن حققت هدفها هذا باتت على وشك تركه وبالطبع أنني لا أؤمن بذلك لكن مسار الأحداث سوف يشير إلى ذلك بقوة والتاريخ أحداث حيث يبني معطياته على ضوءها ولايمكن لأحد أن يتجاهل التاريخ فالتخلي عن العراق إذا ما حصل وفقا لتوجهات اوباما لن يعرض العراق لخطر التفتيت و ما يترتب على ذلك من صراعات قومية وطائفية ودينية وسياسية وحسب بل ربما سيعرض الأمن القومي الأميركي للخطر لان أميركا سوف تفقد ثقة حلفائها في المنطقة والعالم من أنها دولة ذات مصداقية وسوف ينهار حلم العراقيين في بناء بلد ناجح ومتطور ولن يكون بمقدور أميركا ضمان أي انجاز قامت به في العراق ولا أن تتكل على صداقته ومعونته لها في محاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية وسوف تضيع دماء أبنائها هباءا منثورا وسوف يتشجع المتطرفون على النزول للساحة أكثر ليس في العراق المؤهل لحصول ذلك وحسب بل وفي أماكن أخرى من العالم بما في ذلك أميركا نفسها و ربما ستكون أحداث 11 أيلول رحمة إذا ما قورنت بما سوف يعده هؤلاء من عمليات جديدة وقد تندم أميركا لأنها لم تواصل حربها على الإرهاب بذات التصميم والقوة بل ستجعل هؤلاء يفلتون بجرائمهم فلا تطالهم أي عقوبة أو عدالة . أن من حق العراقيين إذا ما تخلت أميركا عنهم وامتنعت عن إصلاح الأوضاع في العراق أن يتساءلوا عن عدالة الحرب الأميركية على العراق ومن حقهم أن يطالبوا أميركا بتعويضات عما تسببت به هذه الحرب من أضرار لان العراقيين حينها لن ينظروا إلى للنكران الأميركي ولتملص الأميركيين من مساعدتهم وتجاهلهم لمصلحة العراق في إصدار قراراتهم ما يجعلهم يعدون أي جهود قامت بها أميركا في العراق على أنها تعبير عن أهداف أميركية محضة فالالتزام الأميركي في العراق وصداقة شعبه هو الكفيل بضمان المصالح الأميركية وإنجاح مساعيها في تحقيق الأمن والسلام وليس أي شيء أخر .

باسم محمد حبيب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بايدن
عراقي -

ومتى كانت حروب امريكا عادلة خلال تاريخها الدموي الطويل حتى تكون عادلة معنا.انظر لما فعلوه بالهنود الحمر (ابادة) وما فعلوه في فيتنام (ابادة) وفي اليابان (ابادة) وفي انسحاب الجيش العراقي من الكويت (ابادة) وغيرها كثير جدا. على اني استبعد تماما ان ينسحبوا من العراق اذ يكفي حصول حدث كبير وخطير يترتب عليه الغاء الاتفاقية (سوفا) ويبقوا في العراق لعقود. بل اعتقد ان اوباما سيتم اغتياله من قبل متطرفين ارهابيين تكفيرين..... وعند ذلك يبدأ دور بايدن لينتقم.

المشكلة في العراقيين
نوخذ -

امريكا حررت العراق والمفروض ان يكون البافي على العراقيين .هل جلبت امريكا الطائفية للعراق؟؟؟؟ كلا ففى العراق يوجد طائفيون يندى لهم جبين الطائفية .هل امريكا جلبت السراق ام ان في العراق من السراق ما يغرق بلدان باكملها؟؟؟؟ .هل ان امريكا جلبت الخاطفين والقتلة ام ان هناك من العراقيين من ارتضى القيام بذلك .؟؟؟

أميركا
عراقي اصيل -

انتظر نيسان او ربما اذار قبله وسترى حزب البعث يعود الى قواعده في العراق العظيم مرة اخرى، عندها ساكون اول من يكتب لكِ مهنئا، وعندها ايضا وسترى حكومتكِ العميلة وهم يتراكضون عائدين الى بلدان جوازات سفرهم غير العراقية ..

كفى!
د. أكرم -

استاذ باسمامريكا تريد طي ملف العراق فالحرب كلفتها نفقات مهولة لا يمكنها الاستمرار في تحملها! اما من الناحية المعنوية فكل القيادات العراقية تطالب امريكا بالرحيل و القيادات الامريكية تنتقد كل يوم من قبل اعضاء الحكومة والبرلمان فمن وجهة النظر الامريكية ان الخسارة معنوية و مادية بل ان امريكا تشعر انها تورطت في حرب لا ناقة لها فيها و لاجمل! كما ان الشعب مل من عبارة الحرب على الارهاب التي كلفته الغالي و النفيس

نكران الجميل
شكري فهمي العقيدي -

.. العراقيون لا يستحقون كل ما قامت به أمريكا تجاههم.. لقد جاءت أمريكا الى العراق بدعوة من المعارضة العراقية، التي خدعتها وضللتها عندما صورت لها العملية وكأنها ستكون نزهة.. وقامت بإسقاط نظام صدام الذي كان الكثير من العراقيين يتباكون بسبب جرائمه وفظائعه، وهو الأمر الذي عجز العراقيين عن فعله رغم كثرة المحاولات الإنقلابية ضد نظام صدام.. ثم قامت أمريكا برفع الحصار عن العراق وإلغاء معظم ديونه، كما فقدت آلاف الجنود وخسرت مليارات الدولارات من أجل ذلك.. لكن كيف جازى العراقيون هذا الجميل؟ لقد جازى العراقيون هذا الجميل بأن قام أحد الصحفيين المستفيدين من إسقاط صدام برمي حذائه على رئيس أمريكا، وهو العمل الذي لقي ترحيباً من غالبية العراقيين، بدليل المظاهرات التي خرجت في العراق تأييداً ودعماً للزيدي بطل مأثرة الحذاء. بعد كل نكران الجميل والكراهية هذه من قبل العراقيين تجاه أمريكا، يأتي السيد كاتب المقال ويطالب أمريكا بالبقاء في العراق، وأخيراً، الله يكون في عون العالم عليكم يا أيها العراقيون.. ملاحظة : كاتب التعليق مواطن عراقي ضاق ذرعاً بشعبه.

الاحتلال الامريكي
ابن الانبار -

صاحب التعليق رق 5 يظهر انك تعمل او عملت مترجمآاو دليل او عميل مع جيش الاحتلال الامريكي

وسط الحفره
الزيادي -

الي رقم 3 لماذا في ابريل لانه طاح حظكم في نيسان وهل ستخرجون من الحفر كما خرج سيدكم ادعوا للسيستاني اللي بقاكم

الله يسامحك رقم5
احفاد البابليين -

الله يسامحك لو كنت اردني او سعودي ماذا كنت كتبت اراهنك انت عراقي من الشمال وقلبك على ثلاث محافظات وليس كل العراق وناكر الجميل (....)