أصداء

بعد طول فساد لا بد من التغيير

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا تزال الساحة السياسية العراقية تطرح كثير من التكتلات والتحالفات الجديدة بأسماء ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان وكأنها في تناسل مستمر،فالوجوه بأغلبها نفس الوجوه والتغيرات التي طرأت عليها شكلية حيث التغيير في العناوين وركوب الموجة الوطنية،بعد أن قرأ هؤلاء مزاج الشارع العراقي وتوجهاته الوطنية الرافضة لأي مساس بوحدة العراق وسيادته الأقليمية، لقد غَيًر هؤلاء من عناوينهم وخطابهم السياسي خاصة عندما أدركوا أن نجاح السيد المالكي في أنتخابات مجالس المحافظات السابقة حدثت عندما تبنى شعارات وطنية دغدغت مشاعر ووجدان العراقيين، لكن السؤال المطروح هل تغيير العناوين وحتى الخطاب السياسي لهذه الكتل والأحزاب والشخصيات كفيلة بتضليل الناخب العراقي لا سيما وأن لهذا الناخب تجربة مريرة مع هؤلاء. فخلال ست سنين لم يلاحظ هذا المواطن المستهدف بالتضليل الأعلامي الذي يمارس عليه من قبل حفنة متحكمة أي تغيير حقيقي على أرض الواقع فلا أمن ولا خدمات والفساد يضرب أطنابه في طول مؤسسات الدولة وعرضها وهو كالسرطان ينخر في جسد العراق ولا حلول لمكافحته أو الحد منه وأن كانت فهي خجولة ولا ترتقي الى مستوى الطموح وحتى التمنيات، أضافة الى زيادة الوعي السياسي لدى عموم الشعب علاوة على أن الشعب وقواه الخيرة بدأت تعرف جيدآ أن تلك النخب الحاكمة قد ميزت وعزلت نفسها عن باقي شرائح المجتمع العراقي وأصبحت طبقة برجوازية بأمتياز تنظر الى باقي العراقيين بنظرة أستعلائية، فالمنطقة الخضراء والتي تحتاج الى ما يشبه الفيزا ونظام الكفيل لدخولها ( تشرفت) بزيارتها مرات خلال فترة وجودي في بغداد تعج بهؤلاء البرجوازيين الجدد وحاشيتهم فلا كهرباء فيها تقطع ولا ماء يندر ولا أزبال تصبح تلالآ، رواتبهم عبارة عن أرقام فلكية، وأمتيازات خيالية في بلد يوجد فيه أكثر من مليون أرملة أغلبهن تعاني ظروف أقتصادية صعبة أضافة الى خمسة ملايين يتيم أكثرهم ترك مقاعد الدراسة بسبب العوز وتخلخل المنظومة القيمية للعائلة.


أما الآن وبعد ست سنوات من الوعود التي لم تنفذ فلا أعتقد بأن أندفاع العراقيين سوف يكون بنفس الوتيرة والزخم والحماس التي أندفعوا بها عام 2005 لأسباب كثيرة أهمها عدم تحقق أي من تلك الوعود التي أعطيت قبل الأنتخابات السابقة على أرض الواقع حيث ذهبت هذه الوعود أدراج الرياح أضافة الى أن الموجة الطائفية التي كانت سائدة في عام 2005 قد أنحسرت وحُجم خطرها نتيجة لشعور نسبة مهمة من العراقيين الذين أنجرفوا مع هذه الموجه بأن أستمرارها سوف يهدد وجود العراق كدولة.


لا يمكن أن يقبل العراقيون بعد الآن بنواب تتوزع ولاءاتهم على دول الجوار على حساب الولاء للعراق، ولا يمكن أن يقبل العراقي بنواب كل خمسة وثلاثون منهم يستلمون رواتب تعادل ميزانية محافظة،ولا يمكن القبول بنواب لم يحضروا أي جلسة من جلسات البرلمان وكأنهم أعلى مرتبة من مجلس النواب أو أن حضور جلسات البرلمان سوف يفقدهم بعض من شخصيتهم المزيفة (علاوي، الجعفري نموذجآ)، أما العنصر النسائي في مجلس النواب العراقي فهو من الكوارث حيث أغلب نائبات البرلمان جئنا عن طريق المحسوبية والواسطة وهن يفتقرن الى أبسط أساليب العمل السياسي والبرلماني وكأني ببعضهن تتصرف في البرلمان وكأنها لا زالت تعيش في حواري بيروت حيث الضجيج والصراخ والبعد عن أبسط قواعد اللياقة.


أن التغيير يجب أن يكون شعار المرحلة المقبلة بأمتياز فعلى الناخب العراقي تقع مسؤولية كبرى في الحفاظ على وحدة العراق وسلامته وفي تقدم العراق وأزدهاره وفي الحفاظ على أموال العراق والعراقيين ومنع المفسدين من تبديدها، على الناخب العراقي أن يعرف بأن الشجرة التي تزرع والشارع الذي يٌبلط والكهرباء التي لا تنقطع والماء الذي لا يتوقف،والأقتصاد الذي لا يتدهور،والمرأة التي لا تجبر على ممارسة الرذيلة، والطفل الذي لا يترك مقاعد الدراسة، والجو الذي لا يُلُوًث، والحدود التي لا تنتهك الى آخره من الأمور المهمة كلها بيد هذا الناخب فلا يمنح صوته لمن لا يستحق ولا ينخدع بالدعاية والهالة الأعلامية التي يروجها البعض لأنفسهم أو تروج لهم دول الجوار، صوت الناخب العراقي أمانه وهي الحصن الأخير للحفاظ على كل ما سبق ذكره من أمور.

حيدر مفتن جارالله الساعدي
haidar_muften@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يحاولون العودة
حسن حبيب -

يحاول الفاسدون والمفسدون العودة من جديد بلبوس جديده وخطاب أعلامي جديد ليخطفوا العراق مره أخرى كما خطفوه في السابق مستغلين التوترات الطائفية التي حدثت , لكني أعتقد أن وعي الشعب العراقي قد تجاوز هذه المرحلة , يجب أن لا يلتفت العراقيون للأعلام الذي سخره هؤلاء لأنفسهم ....أصبحوا يمتلكون قنوات فضائية , وأني كنت على معرفة بأحد هؤلاء وكان في لندن يعتاش على المساعدات أصبح يملك الآن فضائية وعدد من الدور اشتراها في بريطانيا ,

المعلق رقم واحد
حميد عادل -

المعلق الاول حسن حبيب ...على رسلك ...فبجرة قلم يستطيع اوباما ان يعيد المالكي الى السيده زينب والبقية الى ساحات التسكع ...على رسلك فمثلما ذهب صدام وسيذهب المالكي غير مأسوف عليه بجرة قلم ....هذا هو حال حكومات الاحتلال

كلام على الجرح
هالة -

كلامك حقيقي اخي الكاتب لاني من الدين زاروا العراق قبل فترة بسيطة وللاسف صعقت من الوضع المزري والمتدني في كافة المجالات وبدون استثناء وبالاخص تفشي ظاهرة الرشاوي والسرقه في دوائر الدولة وما خفي كان اعظم فانتبهي ايها الحكومه الموقرة ادا كان هناك اصلا حكومة في العراق

أسطوانة مشروخة
عراقي أصيل -

الوضع في العراق الحالي أفضل بألف مره مما كان في زمن النظام الديكتاتوري السابق , فالعراق ينعم بالحرية ومستوى دخل الفرد قد تحسن كثيرآ , العراقييون في زمن النظام الدكتاتوري السابق لا يعرفون الموز عدا عن ضياع أبسط حقوقهم , أتق الله ايها الكاتب ولا مجال للمقارنه أبدآ

أسطوانة مشروخة
عراقي أصيل -

repeated

المشكلة في النواب
حازم العراقي -

برلمان يعاني من فساد غير طبيعي في العراق , حيث كل مجموعه منهم تتبع دولة معينة وتأخذ دعم من هذه الدول وأخطر هذه الدول هي أيران , والكويت , حيث خطرهما داهم على العراق

الكاتب انصفت
رشيدبوقرة -

هذا ميحتاجه الشارع والمواطن العراقي بارك الله فيك وياليتك تستمر بهذا النفس الوطني فبلدك انجب الشرفاء الجواهري السياب بلند الحيدري وغيرهم نرجوك ان تستمر بهذا النفس لتستقر مع النحبة الشريفة الفساد نحر جسد المواطن العراقي مزق العرائل دم يراق من اجل المال ...مافيا الموت تستقر في برلمانكم وحكومتكم مثل حزب صدام المجرم كان الاذناب له مصاصين دماء ومال العراق وهربو لدول الجوار حيدر اتوكل واستمر فهناك كتاب يطبلو للانتخابات وسادتها وشيوخها ولن يعودو لمربع الوطن فهم ابواق ليس الا

الكاتب انصفت
رشيدبوقرة -

repeated

رفعةراس حيدوري
رائداحمدالساعدي -

حيدوري البطل والقلم الشريف حويدر مثل مااهلنا يسموك انت على اسم داحي باب خيبر بجاه كلمن عنده جاه بجاه ابو عبد الله يوفقك هذا دعاء من امي من قلتلها عن مقالك احنا منعرفك بس الشرف الاخلاق مبين من قلمك ونعرف انت قول وفعل والله انت تشرف واحد يقول حيدر قرايبي

العراق والفساد
المهندس كاظم الرحمة -

الكاتب تحدث بالقلم العريض عن موضوع مهم الفساد الذي استفحل في الجسد العراقي والمشرط الذي يمس باقلام الكاتب والكتاب لمعالجة مواضع الفيروس الذي انتشر وببشاعة في كل مرافق الحياة الاكيد سيحارب ليس من قبل مافيا الفساد بل من اقلام اخرى متواطئه مع السرقة والتغطيه عليها باقلام تدعي الشرف الكاتب اوجز ونرجو ان يستمر بذلك فالفساد له رجال ونساء التحفت برداء شيطني وندعو ان التسلح الايماني الذي يقود الكاتب يقوده لكشف الحقائق ونعم بعد نبي الله محمد الزم الانسان بالحقيقة الكاملة نعم حاولو تغييبها ولكنها هي شمس لاتغيب يحرص على ابعاد الضباب المفتعل اناس بقيمة حقيقية شكرا الى الكاتب الساعدي وندعو بمواصلة المشوار وشكرا لايلاف على هذا القلم الشريف بل والموضوع الذي كرر ولكن بصراحة الكاتب دوما يكتب عن مواطن الخلل المستعصية وحلها قادم ولايضيع حق ورائه مطالب واناس من نوعية الكاتب الساعدي