أصداء

فتاوى على الهواء .. إلى متى؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قبل الخوض في هذا الموضوع أود التأكيد على عظيم حبنا وتقديرنا لأصحاب الفضيلة المشائخ العلماء وتحديداً أعضاء هيئة كبار العلماء الذين سخروا ويسخرون الكثير من وقتهم الثمين للظهور على الشاشات في القنوات الأعلامية المتنوعة ليستقبلوا الأسئلة من المشاهدين ويجتهدون بإعطاء الإجابات عليها بما ينفع السائل والمستمع. تناولي هنا لبعض الملاحظات على هذا الظهور الإعلامي لم يأت إلا من باب الحرص والغيرة على هؤلاء العلماء وعلى دورهم المهم في ترابط اللحمة الوطنية.

الذي يؤسف له ان بعض حلقات برامج الإفتاء الحية اصبحت فرصة لبعض المتربصين لشق هذه اللحمة لأهداف تخصهم. الأمر لا يقتصر على البرامج المتلفزة إذ أن بعض الفتاوى يتم الحصول عليها مناولة بواسطة إتصالات مباشرة بين بعض "طلبة العلم" وهذا العالم او ذاك وتأتي كإجابة لأسئلة ملغمة لا يمكن بأي حال إحسان الظن بمن طرحها. من هنا يجب إعادة النظر في إستمرار هذه البرامج واللقاءات وضبطها بما يحفظ الأهداف البعيدة المدى وهي ترابط المجتمع وحفظ الوطن والكيان من الإختراقات. أذكر قبل عام ان الشيخ صالح الفوزان قد تورط في إجابة على سؤآل حمله أحد المنتسبين إلى العلم مناولة وقد أفضت الإجابة إلى تكفير (الليبرالي المسلم). ذلك السؤآل أتى ملغماً بـ (أحكام الجهاد) و (إنكار المنكر) و (العلاقة مع الكفار) في تضمين ذكي في ثنايا الحكم على ما يسمى بـ (الليبرالي المسلم) وهذه الأحكام ربما كانت هي الصيد وراء طرح هذا السؤآل. إجابة فضيلة الشيخ الفوزان أثارت الجدل على المستوى المحلي ثم تناقلتها مظم صحف العالم بنوع من الإستهجان والذهول مما إضطر الشيخ عندها إلى إصدار بيان توضيحي فيما بعد. اما السائل فطار بالإجابة وأضاف عليها الكثير من البهارات ونشرها في كل موقع حاملة عنوان: "الشيخ الفوزان يكفر الليبراليين". لعلكم تذكرون إجابة الشيخ صالح اللحيدان على السائل الذي لغم سؤآله عن القنوات الفضائية بما هيأ وجهز للشيخ اللحيدان الرد بمعاقبة ملاك هذه القنوات ومحاكمتهم وقتلهم شرعاً، كما قال. مرة أخرى طارت وسائل الأعلام العالمية بهذه الإجابة وكثر الجدل حولها وإضطر الشيخ اللحيدان إلى التوضيح والتراجع. وأخيراً السؤآل المفخخ من "المواطن" ابو سالم "من قطر" في قناة المجد قبل أيام وما تلاه من أحداث. هذه على سبيل الأمثلة وليس الحصر.

فضلاً عن كل هذا، ومن خلال المتابعة لما يبث من خلال هذه البرامج فأن طرح الأسئلة بطريقة مفاجئة ودون علم وتحضير مسبق بواسطة الشيخ أصبح مغامرة لا ضرورة لهذا الشيخ ان يخوض بها. كما نعلم ، الحكم على الشيء جزء من تصوره وبعض الأسئلة لا يمكن الحكم على صدق سائلها فضلاً عن الخوض في إجابتها دون العودة إلى التفاصيل والحيثيات وتقييم المصالح والمفاسد، أي تصور المشهد بأكمله بدلاً من تناوله مجزءاً مبتوراً. الفتوى على الهواء ، مع الأسف ، تضع الشيخ والفتوى وكأنهما ضيفان في برنامج حواري يشبه ما يسمى بـ Talk Show . فهل من العدل والعقل والحكمة أن يستمر وضع علماء المملكة بمناصبهم الرسمية ومسؤولياتهم الكبرى التي يحملونها على أكتافهم على هذا الصفيح الساخن كل يوم وتركهم يتلقون إتصالات من مجهولين لا يمكن تحديد هويتهم ولا معرفة أهدافهم وأجنداتهم ثم يتلقف هؤلاء هذه الإجابات ليتصرفون بها كيفما ارادو بما تمليه عليهم أهدافهم؟

من جهة أخرى، العالم الكبير لاسيما ذلك الذي يمارس وظيفة في هيئة كبار العلماء في الحكومة السعودية هو "رجل دولة" وعليه ان يتصرف إنطلاقاً من كونه أولاً رجل دولة وليس فقط عالم أو شيخ أو مفتي. رجل الدولة يتميز بقدرته على قراءة الواقع وإستشراف المستقبل وتقدير الزمان والمكان. مواقف هيئة كبار العلماء في الماضي كلها زاخرة بهذا التناغم الرائع الذي حفظ الأمن وقوى الجبهة الداخلية. لقد تصدت هذه الهيئة لفرقة الهالك جيهمان وأيدت قرارات الفهد رحمه الله في الدفاع عن المملكة وتصدت لفكر الخوارج وفضحت جرمهم وعرت تأويلاتهم في جهادهم المزعوم ودعمت برامج الحوار الوطني وستستمر بحول الله داعماً وسنداً لإستقرار ونماء هذا الوطن العزيز وإنتقاله إلى العالم المتقدم. بسبب هذه المواقف الرائعة فأن على عضو هيئة كبار العلماء الإدراك بأن البعض يتربص للإطاحة به وإزاحته حتى يستفرد بالنظام ويكفره. هاهي نتائج هذه الإختراقات اليوم إذ أصبح الحديث عن آراء هذا الشيخ أو ذاك في هذه القضية أو تلك وردود الفعل لهذه الآراء هي الشغل الشاغل بدلاً من الإنشغال بالتنمية وفتح فرص العمل وسد رمق العاطليلن والعاطلات.

عودة إلى البث المباشر والحاجة إلى الإفتاء. اتمنى لو تتم معالجة موضوع الإفتاء والحاجة إليه من خلال توقف البث المباشر وإستخدام البرامج المسجلة كما اتمنى تطوير دور الإفتاء في المملكة والإستعانة بوسائل الإتصال الحديثة مع الجمهور كالأنترنت وتعزيز قدرات هذه المراكز بالرجال والمال والتدريب ومراكز البحث. نفعل ذلك للأسباب المشار لها أعلاه ولتفادي سماع بعض الإسئلة التافهة والمخجلة التي تخدش حياء المشاهدين ويطرحها احياناً جاهل او مستهتر يبحث عن التسلية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
على العكس
خوليو -

يجب أن تستمر هذه البرامج على الهواء ومن كبار العلماء حتى يطلع الشعب على نوعية الإجابات ومستوى هذا الذي يسمونه علماً، ضرر كبير أن تبقى الفتاوي معتم عليها لأن السائل سيعتقد بصحة الجواب ويستمر الظلام مخيماً على الأجيال الجديدة،رضاعة الكبير وقتل مكي ماوس وقتل أصحاب الفضائيات لم يتراجعوا عنها لولا التهوية(لاندري إن كانوا تراجعوا عنها)، يجب أن تستمر هذه الفتاوي والأجوبة عليها حتى يقارن المواطن بعصر الإنترنت بين العلم الحقيقي والعلم الغيبي، نصيحة إيلاف في غير محلها، الخراجات تعالج بالتنظيف والتهوية ونأمل من إيلاف النشر فهي وجهة نظر للنقاش طالما طرحتم هذاالموضوع المهم.

كثره الفتاوي
سالم -

لو رجعنا قليلا الى الوراء(زمن) موضوع الفتاوي قليله جدا جدا ما الذي تغير لتصبح ظاهره اجتماعيه خطيرهلدرجه ان الفرد لايقوم باي عمل الا ويحتاج فتوى-قضيه ضربت المجتمعات الاسلاميه بقوه حتى اصبح الواحد لايستطيع التفكير

رؤية عميقة
عبدالمنعم -

كما عودنا الكاتب المبدع برؤيته العميقة ( الوسطية ) فأنا يعجبني الكاتب الثقيل البعيد عن استفزازات ضغط الواقع والتيارات . لاشك أن مشايخنا هم صمام الأمان ، وهم قلعة من قلاع الوطن . الإفتاء كمؤسسة دينية تحتاج إلى تطوير ، أقصد تطوير أدوات ووسائل - كما قال الكاتب - ونحتاج إلى المحافظة على هيبة العلماء المفتين .

موضوع متزن وفكرة هام
غاده -

موضوع متزن وعاقل ومفيد. اتمنى لو يتم الأخذ بهذا الإقتراح الذي آن اوانه ويتوقف هذا الجدل والتصنيف والتناحر بين ابناء وبنات المجتمع بسبب بعض الفتاوى والإجابات التي لم تعد مقنعة. شكراً

الفتاوي وأثرها السلب
رمضان عيسى -

للفتاوي أثرا سلبيا هذه الأيام ، فانها لاتتلرك صغيرة ولاكبيرة الا وافتت بها ن وهي تجعل الانسان ملاحق بالشعور بالذنب في كل ما يقوم به من أعمال ، حتى ولو كانت عادية . إن تعدد الفتاوي و تشعبها وضعت الشباب المسلم في حالة من فقدان الاتجاه ، في حالة من فقدان القدرة على التراجع ، على التقدم ،فالدين شبكة ثقوبها متعددة ، أي فتاويها كثيرة ، و هو لا بد واقع أسيرا لهذه الفتاوي ، و التي لا تسمح له بالتفكير خارجها أو الخروج منها ، و تبقى تتحكم في سلوكه ليل نهار ، و لا نعرف ماذا قرأ من فتاوي ، و ما هو سلوكه البعدي ، أي بعد ان قرأ الفتوى و خمرها في دماغه . فالشاب يقرأ الفتوى مساء بدافع البحث و المعرفة و يكون في غاية الاتزان النفسي و السلوكي ، و فجأة يختلف سلوكه في الصباح فقد تراه يغير ملابسه أو ينقطع عن عمله أو يطلق زوجته أو يهجر أولاده أو يفجر نفسه في الأسواق . فلا يمكن معرفة السلوك التالي بعد سماعه أو قراءته لأي فتوى . ان الأيديولوجية الدينية تجعل الشخص ذو بعد واحد ولا يمكن مغادرته .، أو كما قال أحد المفكرين & ; الآنسان المتدين هو مخدر & ; ونضيف مخدرا في هدوءه وفي عنفه ، في هدوءه يتوحد مع التوكل

لاتحرمونا منهم
ريتا العراقية -

يجب أن تستمر هذه البرامج، فالكثيرون يتابعونها ويتندرون بما تأتي به الضيوف والمشاهدون من طروحات ومداخلات. فالرجاء الكف عن محاولات حرمانهم مما هم في قمة الاستمتاع به.

Fatawy
Salem -

I explain one Fatwa to my teenager son he was laughing for 5 minuets.How can someone do this to People in 21 Century The level of education went down in the Middle East big time

دعوهم
monsef -

دعوا هذه البرامج تظهر بشكل مكثف وعلني أكثر لنتبين مدى سخافاتهم

لتتوقف هذه الكوميديا
صالح المنصور -

(( الفتوى على الهواء ، مع الأسف ، تضع الشيخ والفتوى وكأنهما ضيفان في برنامج حواري يشبه ما يسمى بـ Talk Show )) هذا ما يحدث من مشاهد يومية مع الأسف