أصداء

قولوا لنا.. كيف أن إدانة المحتل تُعرقل السلام؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فور أن أقر المجلس الدولي لحقوق الإنسان مشروع توصيات القاضي ريتشارد جلودستون حول الحرب العنصرية التى شنتها القوات المسلحة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بقطاع غزة بموافقة 25 صوت بينما عارضته 6 أصوات وأمتنع ممثلوا 11 دولة عن التصويت، سمعنا إعتراضات إسرائيلية وأمريكية وأوربية تصف القرار بأنه " تعجل الموافقة علي التوصيات "، وان الوقت لم يكن كافيا " لدراسة التقرير "، وتنعته بأنه " فشل في تحديد طبيعة النزاع وجاء منحازا ضد إسرائيل "..

العالم كله عرف أن التقرير طالب طرفي النزاع بإجراء تحقيقات داخلية لمعاقبة مرتكبي الجرائم وفي حال عدم تسجيل تقدم في هذا الخصوص في غضون ستة أشهر، فمن حق مجلس الأمن ان يحيل الأمر برمته إلي " المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية "..

من هذا المنطلق أدان القرار بشدة جيمع السياسات والإجراءات التى إتخذتها قوة الإحتلال الإسرائيلية في تعاملها مع الأوضاع في غزة بما في ذلك تقييد حرية وصول الفلسطينيين إلي أماكن عبادتهم المقدسة وإلي ممتلاكاتهم سواء كانت دور اقامة او مزارع!! ولنفس السبب دعا دولة الإحتلال إلي وقف الحفر والتنقيب حول المسجد الأقصي وفي محيط الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية الأخري..

هذه التعليقات الفارغة من المضمون كانت متوقعة، ولأنها لم تؤثر في صلب القضية.. بادر رئيس وزراء إسرائيل إلي وصف ما جري بأنه " يدعم الارهاب ويضر بعملية السلام " وتتالت هذه النغمة في تعليقات وتحليلات كثيرة، دون ان يقول اصحابها كيف ان ادانة الممارسات الدولة المحتلة غير الانسانية يُعد من قبيل القرارات التى تعترض سبل السلام بينها وبين الشعب المحتل؟؟..

السلام لم يتحقق منذ توقيع اتفاقية اوسلو، لأن إسرائيل لا تريد السلام ولا تعمل من أجله.. السلام معطل لأن اسرائيل تريد كل شئ بدءا من الحفاظ علي امنها وانتهاءا بوضع يدها علي 90 % من اراضي الضفة الغربية..

توصيات القاضي جلودستون لم تصدر ضد إسرائيل وحدها بل جاءت محايدة تماما بمقدار النسبة والتناسب بين قواتها المسلحة التى شنت حربها الضروس ضد القطاع وبين المقاومة الوطنية التى تصدت لها.. هذه التوصيات نالت تقدير عدد كبير من الدول ليست كلها معادية لإسرائيل، مما يشير إلي نفاذ صبرها من ممارساتها القمعية ونشاطاتها الاستعمارية في الأراضي الفلسطينية التى تحتلها.. هذه التوصيات اعادت الصراع الفلسطينى الإسرائيلي إلي وجهة الأجندة العالمية مرة أخري..

ذلك كله يقلق إسرائيل، لذلك بادرت إلي إدانة القاضي اليهودي ومجلس حقوق الإنسان والدول التى أيدتهما، ولم تجد ما تعلق به علي الموقف الدولي الذي وضع مشكلتها مع إيران في ترتيب متأخر إلا القول أن ما جري يُعرقل مساعي السلام في المنطقة..

غالبية التقارير التى نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلي الأسبوع الماضي تتهم كل من وقف إلي جانب التوصيات ومن ثم صوت لإدانتها معاديا للسلام، مما جعل بعض التعليقات الإوربية تتنبأ بقرب انغماس إسرائيل في دوامة " جنوب افريقيا التى سرعان ما شملها الطوفان الذي أزاح بيتر بوتية اليميني المتطرف والإيديولوجي المحافظ ".. حتى أن بعضهم وصف إنكماش عدد الدول المؤيدة لها بأنه " إنذار يشير إلي إنحسار المدافعين عنها، لأنه من الصعب مواصلة القيام بهذا الدور إلي ما لا نهاية "..

العديد من الممارسات الغاصبة التى تقوم بها دولة الإحتلال في الضفة والقطاع مرت دون تعليق دولي حاسم مثل.. إعادة إجتياج الأراضي الفلسطينية التى خرجت منها قواتها باتفاقات شهد عليها العالم.. إقامة العشرات من نقاط العبور والتفتيش.. تعطيل الحياة الإقتصادية علي بدائيتها.. بناء السور العازل.. إغتيال النشطاء والمقاومين بدم بارد.. الإحتجاز خلف الأسوار لعشرات السنين وفق أحكام جائرة.. قطع إمدادات الطاقة.. منع وصول المعونات والإعانات الإنسانية.. طرد السكان من مقار اقامتهم..

لذلك إنتفضت ذات مرة عندما حكمت محكمة لاهاي بعدم قانونية بناء السور العازل، رغم أنه حكم غير ملزم.. وإنتفضت أخري لما هدد البعض باستصدرا أحكام عاجلة بإحتجاز بعض سياسييها وكبار قادتها العسكريين والأمنيين إبان زيارتهم لدول أجنبية، وها هي تقف في عزلة ربما لأول مرة بعد موافقة المجلس الدولي لحقوق الإنسان علي توصيات القاضي جولدستون..

تعطيل مسيرة السلام لن يكون بسبب هذه التوصيات ولا بالتأييد التى حظيت به، لكنه سيكون بسبب إسرائيل دولة الإحتلال التي تعادي القانون الدولي وكل الاتفاقات التي تنظم علاقتها بالشعب الذي تحتل أرضه وتدوس علي قرارات الشرعية الدولية..

مخطط تعطيل مسيرة السلام وفق رؤية حكومة بنيامين نتنياهو نجح في محاصرة مبادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإقرار السلام في المنطقة، بعد أن أشاعت جماعات المصالح والضغط الأمريكية التى تتبني وجهة نظرها عدم جدوي إقامة دولة فلسطينية :

1 - قبل الإعتراف بإسرائيل دولة لليهود فقط..

2 - وقبل أن تُطبع الدول العربية الفاعلة علاقاتها مع إسرائيل..

3 - وقبل أن توافق الزعمات الفلسطينية علي التنازل عن حق العودة..

4 - وقبل الموافقة علي إحتفاظها بمستعمراتها في الضفة علي حالها..

5 - وقبل ان يوافق الجميع عرب وفلسطينيون وشرعية دولية علي توحيد القدس لتكون عاصمة لها وحدها!!..

هذا هو مخطط السلام الذي تحذر إسرائيل العالم من تعطيله وتدعي أن محاسبتها علي ممارستها العنصرية في غزة يمثل إنتكاسة لترتيبات التفاوض مع الجانب الفلسطينى، و مكافأة للإرهاب..

استشاري إعلامي مقيم في بريطانيا.. drhassanelmassry@ yahoo.co.uk

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حماس=إسرائيل
Amir Baky -

أتفق تماما مع الكاتب أن إسرائيل لا تريد سلام عادلا لأنها هى المستفيدة من الوضع الحالى لإتمام مخططها على الأرض و تهويدها تماما. ولكن أهمس فى أذنه أن حماس أيضا لا تريد سلام لأن جيوب قادتها تمتلئ من إستمرار الصراع. وأذكره بكم العمليات التى قامت بها حماس منذ فترة بداخل المجتمع الإسرائيلى و كيف كانت تتزامن عندما يحاول رابين و عرفات الوصول لحلول للقضية. وأذكره أيضا بأن حماس تسببت فى غلق معبر رفح بعد طرد المراقبين الأوروبين و موظفى فتح لتحاصر الغزاويين وتفجر الوضع الإنسانى بالقطاع و عندما صمد الغزاويين أمام الحصار بدأ توجيه بنادقهم فى صدورهم و عندما تحملوا و صمدوا ثانيا و جهوا صواريخهم الكارتونية لتدك إسرائيل القطاع و تقتل مواطنية بأقذر الأسلحة. فحماس و إسرائيل يرمزون للتطرف و يتفقون أن أستمرار الصراع فى صالحهما فقط ولا عزاء للمواطن الفلسطينى

الى amir baky
عصفور كناري -

السيد باكي, هلا شرحت لنا كيف تمتلئ جيوب قادة حماس من استمرار الصراع مع الصهاينة,نريد ان نفهم فلربما تمكنت من تحسين دخلي المتواضع و انضممت الى حماس !! انا مشتاق للاطلاع على شرحك الذي لا بد و انه سوف يكون مسليا جد (بقدر تعليقك)ا! فلعلك تفسر لنا ماذا استفاد محمود الزهار من استمرار الصراع سوى استشهاد فلذة كبده و بماذا امتلات جيوب الرنتيسي و احمد ياسين سوى بدمائهما التي فجرها خنجر الغدر اليهودي .. و كم رصيد اسماعيل هنية في بنوك سويسرا و كيف تمكن من من تحويل كل تلك الاموال (التي لا بد أنه ربحها من بيع الفوسفور الصهيوني الابيض في الاسواق العالمية) الى هناك رغم الحصار ..... و ما مقدار ثروة خالد مشعل التي كونها من شركات الاتصالات و السياحة التي يملكها في غزة و الضفة ! كلنا شوق لمعرفة التفاصيل المثيرة التي لا يعرفها الا خبراء الانترنت امثالك ! أما السلام الذي تقول ان حماس ترفضه فهو مجرد(عملية سلام) و ليس سلاما كما تعتقد, و ساثبت لك ذلك بالدليل (فانا لا ارمي بالتهم جزافا كغيري)! لا بد و أنك تريد من حماس ان تريد السلام و تعشق السلام و تتغزل برموش السلام كما يفعل عباس و من معه من (ابوات السلام) اليس كذلك؟ حسنا, فبم عاد عليهم السلام؟ لماذا لا يحصدون ثمرة عشقهم و هيامهم بالسلام؟ لماذا تهود القدس تحت انوفهم و رغما عنها ما داموا شركاء سلام؟ لماذا لا يرفل اهل الضفة في بحبوحة العيش ؟ لماذا لا يزال عباس يستجدي رواتب موظفيه من الدول المانحة؟ لماذا لا يهدم الصهاينة جدار الخوف العنصري الذي يكتم على انفاس اهل الضفة االذين يحكمهم عشاق السلام ؟ ان الصهاينة يستكثرون على اهل الضفة حتى العيش الكريم رغم انها تحت حكم شركاء السلام, و لو حتى من باب احراج حماس و اغراء اهل غزة ببحبوحة العيش التي يرفل فيها سكان الضفة !! هل رأيت عنصرية متجذرة كهذه ؟ حماس لا تكره السلام, فمن يكره السلام لا يدفع من اجله فلذات الاكباد ثمنا!كل ما في الامر ان حماس ترفض ان تسير في طريق تعلم يقينا الى اين يؤدي بينما يعشق الآخرون خوض التجارب العبثية لحكمة لا يعلمها سوى من ابتلانا بهم و بظهروهم المحنية ! ثم ما حكاية (صواريخ كرتونية) و (اقذر الاسلحة)؟ كيف يجتمعان يا باكي ؟ صواريخ حماس ليست قذرة, بل هي اطهر من الطهر و اشرف من الشرف لأنها ثمرة النفوس الكبار التي تأبى ان تنحني كالآخرين... و يكفي ان تلك الصواريخ باتت حديث العالم رغ

حماس=إسرائيل
Amir Baky -

أتفق تماما مع الكاتب أن إسرائيل لا تريد سلام عادلا لأنها هى المستفيدة من الوضع الحالى لإتمام مخططها على الأرض و تهويدها تماما. ولكن أهمس فى أذنه أن حماس أيضا لا تريد سلام لأن جيوب قادتها تمتلئ من إستمرار الصراع. وأذكره بكم العمليات التى قامت بها حماس منذ فترة بداخل المجتمع الإسرائيلى و كيف كانت تتزامن عندما يحاول رابين و عرفات الوصول لحلول للقضية. وأذكره أيضا بأن حماس تسببت فى غلق معبر رفح بعد طرد المراقبين الأوروبين و موظفى فتح لتحاصر الغزاويين وتفجر الوضع الإنسانى بالقطاع و عندما صمد الغزاويين أمام الحصار بدأ توجيه بنادقهم فى صدورهم و عندما تحملوا و صمدوا ثانيا و جهوا صواريخهم الكارتونية لتدك إسرائيل القطاع و تقتل مواطنية بأقذر الأسلحة. فحماس و إسرائيل يرمزون للتطرف و يتفقون أن أستمرار الصراع فى صالحهما فقط ولا عزاء للمواطن الفلسطينى

حماس مرتزقة يا كنارى
Amir Baky -

المرتزق مهنة قديمة يتكسب صاحبها عن طريق محاربة العدو بالنيابة عن آخرين. فسورية لديها أرض محتل ولاتسطيع مواجهة إسرائيل فالحل هو دفع مبالغ لقادة حماس ليحاربوا إسرائيل دون إراقة الدم السورى. إيران تهددها إسرائيل بقصف المفاعلات النووية فالحل هو تسليط حزب الله و حماس بمقابل مادى ليقوموا بهذا الدور ولا يراق الدم الإيرانى. فمن الواضح أن الدم الفلسطينى و اللبنانى أرخص من الدم السورى و الأيرانى. ويوجد جواسيس فى حماس يعملون مع إسرائيل و يقدمون تفاصيل تحركات قادة حماس لتغتالهم إسرائيل. فالأموال التى تأتى من سورية و إيران و إسرائيل هى التى تتدفق على جيوب قادة حماس هذا بخلاف نهب المساعدات الغذائية و الدوائية و فرض الإرهاب و التخويف على ساكنى قطاع غزة. ودليلى أن حماس لم تقدم سوى الخراب للشعب الغزاوى كما أوضحت بالمداخلة السابقة. فهل أفيون الإتصار الوهمى الذى قاله قادة حماس هو الحل بالنسبة لك يا كنارى. وأكرر من مصلحة قادة حماس إستمرار المواجهة الغير متكافئة و لاعزاء للأطفال و النساء التى تستشهدن بسبب عنتريات قادة حماس.