"عليهم أن يخجلوا من أنفسهم"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل ما يقارب الستة أشهر أجتمع قادة مجلس التعاون في الرياض للتصويت على مقر المصرف المركزي، فصوت الأشقاء في السعودية والبحرين وقطر والكويت على أن يكون المقر في الرياض وتحفظت الأمارات وآثرت سلطنة عمان الشقيقة الإنسحاب.
بادي ذي بدء دعونا نتفق على أن لكل دولة الحق في أن تقبل ما تشاء وأن ترفض ما تشاء وأن تنسحب متى شاءت ما دامت ترى في ذلك تحقيقا ً لمصالحها، تلك هي السياسة مذ عرفناها " فن الممكن" لا قرار نهائيا ً بها، ما تقبله ُ اليوم عليك أن تتأهب لرفضه ِ غدا ً وما رفضته ُ بالأمس عليك أن تتحمل وطأة القبول به ِ اليوم.
قضيتي هنا ليست مع رجال السياسة بل هي مع قلة قليلة من أصحاب الأعمدة في صحافتنا الإماراتية وصحافة الأشقاء في السعودية فما أن انفض أجتماع الرياض حتى بدأ أصحاب تلك الأقلام في ممارسة مراهقتهم، كاتب ٌ إماراتي يسرد لنا قصة أقتتاح معرض صديقه التشكيلي في هولندا بإسقاط ٍ ساذج على قضية مقر المصرف المركزي الخليجي مستخدما ً أسخف أساليب التورية وقبل أن يجف حبر ُ مقالته وإذا بردٍ لا يقل سذاجة ً ولا تفاهة ً من كاتب سعودي وكأنهما يتنافسان على جائزة " المقال الأكثر حمقا ً" لعام 2009 م وهنيئا ً لهما فقد نالاها بتساوي النقاط!
إلا أن البعض لم يُرد أن ينتهي هذا العام دون أن تكون له مساهمة في تلك المسابقة، فقبل أيام خرج علينا الأستاذ "صالح الشيحي" الكاتب في "جريدة الوطن" السعودية بمقال يهاجم فيه أبوظبي ممثلة ً بهيئتها للثقافة والتراث واصفا ً برامجها الشعرية بكلمة لا تحمل من الأدب شيئا ً أستميح القارئ في عدم تكرارها في هذا المقال، " الشيحي" تحدث عن الألغاء الذي صادف جولة برنامج "شاعر المليون" في جده لأسباب نفترض فيها حسن النية من أشقاءنا في المملكة العربية السعودية مختتما ً مقاله بهذه الجملة "المضحك أن هناك من سيظن أن السلطات هنا هي من عرقل قدوم فريق المهايطية.. دون إدراك أن السلطات هنا مشغولة بالقضية الأهم: أكاديمية بناء الإنسان في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.. وليس أكاديمية شعر وخرط فاضي!"!!! أو لم أقل لكم أنه جاد ٌ في رغبته في انتزاع الجائزة!!، المضحك المبكي في الموضوع أنه يتصور أن صرحا ً شامخا ً يدعو للفخر كجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية قد يسبب حنقا ً لدى الإماراتيين مما يعني أن مشروعا ً جبارا ً كمدينة " مصدر" في أبوظبي مثلا ً قد أنبت الضيق في قلبه في حين أنه لو أرتقى قليلا ً بفكره لوجد أن كلاهما مكملٌ للآخر لأن أي مشروع ٍ حضاري يقام في أحد البلدين الشقيقين لن يقف خيره في حدود ذاك البلد بل سيعم لتستفيد منه الأنسانية جمعاء كما جاء في خطاب خادم الحرمين الشريفين أثناء أفتتاحه للجامعة، لكنني أظن بل أكاد ُ أجزم بأن عقلية ً كاللتي يملكها "الشيحي" لا يمكن لها أن تستوعب أفكارا ً كتلك لسبب ٍ بسيط أنه يمضي ومستقبله خلف ظهره، وكم كنت أتمنى أن هؤلاء الكتاب من الإمارات والسعودية وخصوصا ً الكاتب "صالح الشيحي" كانوا صغارا ً وأعني بالسن ربما أنقذت جامعة الملك عبدالله عقولهم حتى لا يكتبوا مثل هذه ِ المقالات سخيفة.
منذ عقود وعندما أجبر المفكر السعودي " عبدالله القصيمي" على مغادرة بيروت بإيعاز ٍ من السلطات السورية ِ كتب الكاتب اللبناني " أنسي الحاج" مقالا ً عنوانه " على بيروت أن تخجل من نفسها" وأنا هنا أستعير هذا العنوان لأقول لمن يمارسون مراهقتهم على الورق من كلا الجانبين سواء كانوا إمارتيين أم سعوديين "عليهم أن يخجلوا من أنفسهم" مع إحترامي لأنسي الحاج ولبيروت التي أحبها كثيرا ً، لإيماني أن مايجمعنا كشعوب أعمق من أن تؤثر به ِ مشكلة ٌ سياسية ٌ عابرة.
كاتب إماراتي
التعليقات
عقلاني بأمتياز
عربي مغترب -قرأت مقالات كثر تناولت هذا الموضوع ..إلا أن هذا المقال هو الأكثر عقلانية بين ما قرأت..تحياتي للكاتب..
عقلاني بأمتياز
عربي مغترب -قرأت مقالات كثر تناولت هذا الموضوع ..إلا أن هذا المقال هو الأكثر عقلانية بين ما قرأت..تحياتي للكاتب..
تحيه لك من السعوديه
سقراط -صراحة ًمقال أثلج صدري كثيرا ً.. فعلا ً.. عليهم أن يخجلوا من أنفسهم..
تحيه لك من السعوديه
سقراط -صراحة ًمقال أثلج صدري كثيرا ً.. فعلا ً.. عليهم أن يخجلوا من أنفسهم..
سخرية القدر!
بن ناصرالبلوشي -الأولى أن يخجل شعراءالملوك والسلاطين من أنفسهم,شعراءيمجدون ويقدسون كذباونفاقاومداهنة كل من يغدق عليهم بالمال,فهم كماوصفوافي سورة الشعراء:(وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ)
سخرية القدر!
بن ناصرالبلوشي -الأولى أن يخجل شعراءالملوك والسلاطين من أنفسهم,شعراءيمجدون ويقدسون كذباونفاقاومداهنة كل من يغدق عليهم بالمال,فهم كماوصفوافي سورة الشعراء:(وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ)