عقدة (جئنا لنبقى) في السياسة العراقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
العقليات الشوفينية و العنصرية و العشائرية ذات الطبيعة الإقصائية التي حكمت العراق طيلة تاريخه الطويل و الحافل بكل ماهو دموي و مريض و مخجل من أحداث الغدر و القتل و السحل وروائح الموت، تأبى مغادرة المسرح نهائيا رغم المتغيرات الكونية الهائلة التي غيرت العالم، إلا أنه في العراق لاشيء يتغير بشكل حقيقي أبدا..!، و لا أحد يتعظ أو على إستعداد لأن يتعظ من مآسي الماضي البعيد أو القريب، فمن تسهل له الأقدار فرصة السيطرة على السلطة و الحكم في العراق فإنه يتحول على الفور مهما كانت منطلقاته الفكرية و الآيديولوجية السابقة لشخص آخر و مختلف يمارس الهيمنة وينتشي بقوة السلطة وهيلمانها و زخرفها و يتغاضى عن كل الشعارات و القيم و المباديء المعلنة السابقة، فبعد سقوط الدولة الأموية بسيوف أهل خراسان و بقيادة البيت العباسي كان التصريح الأول للثوار العباسيين وهم يزيحون حكم بني أمية هو ذلك الذي أطلقه داود بن علي بن عبدالله بن عباس من أنهم ( أي العباسيين ) لن يسلمون السلطة إلا للمسيح المنتظر!! وفي ذلك التصريح دلالات مهمة للغاية! و طبعا سقطت دولة بني العباس بعد خمسة قرون سقوطا نهائيا بأيدي المغول و أختفت من على مسرح التاريخ بعد قرون من الضعف و الإنحلال و الهيمنة الفارسية و التركية و الأمراء المتغلبين، ولو تركنا الماضي السحيق ودخلنا في عمق التجربة السياسية الحديثة و المعاصرة سنلاحظ أن نظام حزب البعث السابق و الزائل كان قد قرر ستراتيجيا منذ أن عاد للسلطة في إنقلاب 17 تموز / يوليو 1968 الإحتفاظ بها للأبد و عدم التخلي عنها مهما كان الثمن! لذلك فقد تم رفع شعار ( جئنا لنبقى ) في الشارع العراقي وقد تم تمهيد الأجواء الداخلية لكنس و إبادة كل من يشك مجرد شك بأنه يستهدف المشروع البعثي السلطوي لذلك تم القضاء على الجماعات القومية و البعثية المتنافسة قبل أن تشتمل الإبادة على الشيوعيين و أهل اليسار ثم يضاف لهم الإسلاميون من مختلف الملل و النحل، مع تطبيق عملي لمبدأ ( تبعيث ) الدولة العراقية! فالعراقيون ( بعثيون و إن لم ينتموا )!! مثلما كان يقول صدام حسين و ( العراقي الجيد هو البعثي الجيد )!! إستنادا لتلكم الرؤية الفاشية الإستبدادية التي لا تعترف بالآخر و لا تقيم وزنا لحرية العقيدة أو التفكير و تهدف لبناء الدولة القمعية وفقا للأسلوب الفاشي و النازي و الشيوعي المنقرض أي قائد واحد لوطن واحد!! و قد بلغت حدود أوهام القوة في ذلك النظام و خصوصا في طوره الثاني و الحاسم الذي إبتدأ منذ صيف عام 1979 بإنفراد صدام حسين بالسلطة و بنائه لدولة العائلة و العشيرة مبلغا مرضيا مفجعا، فقد كان صدام مثلا يتباهى بعدم قدرة خصومه مهما كانوا على النيل منه و من نظامه!!، بل أن حدود هلوسة القوة المفترضة قد تجاوزت حدود المنطق المعقول حينما أعلن صدام حسين ذات مرة بأن الجيش العراقي يستطيع هزيمة جيوش الولايات المتحدة و ( الإتحاد السوفياتي ) السابق في أي حرب بالأسلحة التقليدية!!، و طبعا كان في ذلك مبالغة أكبر من المرض بكثير و تعبر عن هوس فظيع بالقوة و العنف و ثقة غير عادية بمستقبل نظام مهزوم من الداخل و يعيش أزمة وجودية دائمة، إذ أن الحقائق و سقوط الأوهام قد حدثت بعد مغامرة غزو و إحتلال دولة الكويت ثم الهزيمة الساحقة الماحقة في حرب تحرير الكويت ( عاصفة الصحراء ) التي هشمت بالكامل تلك القوة المزعومة و المبالغ بحدودها إلى أن جرت مياه و دماء و دموع عديدة تحت كل الجسور لينتهي النظام العراقي نهاية درامية في حرب إحتلال العراق في ربيع 2003 و ليتحول النظام بأسره لدمعة هائمة في التاريخ و ليتشتت بطريقة مفجعة و ليتلاشى و كأنه لم يكن ذات يوم ماليء الدنيا و شاغل الناس و أنتهى صدام حسين نهاية مفجعة بعد أن كان يتصور أنه يعيش في قلعة حصينة و حصن منيع و لا يستطيع أحد الوصول إليه، فقد زينت له السلطة المطلقة أوهام مطلقة لحد الجنون فكان ما كان من مآسي و صور مفجعة و نهايات إغريقية صارخة، و بعد إحتلال العراق و عودة المعارضة العراقية السابقة التي كانت شذرا مذرا و حالة كسيحة من حالات العجز و الفشل لتستلم السلطة من الرايات و الأحذية الأمريكية الثقيلة تصور بعض أطرافها أنهم قد لعبوا دورا حاسما في إسقاط النظام و لم يكن ذلك صحيحا بأي وجه من الوجوه، بل و ظهرت مشاريع التسلط و الهيمنة من خلف رايات و شعارات الديمقراطية الرثة التي سادت في العراق الذي تحول لحالة كاملة من الفشل الإداري و السلطوي في جميع مناحي الحياة، إن ما دعاني لذكر ما ذكرت و لتذكير أهل المعارضة السابقة و الحكام الحاليين بحقيقتهم هو ذلك التصريح الذي أعلنه رئيس وزراء حزب الدعوة العراقي السيد نوري المالكي في حفل نفاقي حضرته عشائر النفاق العراقية المعروفة و المعهودة و التي أمطرت المالكي بحفنة من ( الهوسات ) و ( الأهازيج ) الشعبية المنافقة لتصنع منه نسخة معدلة و محسنة من صدام حسين وحيث قطع المالكي تلك الهوسات العشائرية المنافقة ليقول صراحة بأنه : ( ما يقدر أحد ياخذها حتى ننطيها له ) و يقصد أنه لا أحد يستطيع أخذ السلطة منه و من جماعته لكي يعطونها لهم!! و هو أول فشل في أول إمتحان؟ فالمالكي المتدين ظاهريا و أحد قيادات حزب الدعوة الإسلامية يبدو أنه لم يسمع أو يعترف بالحكمة المأثورة
( لو دامت لغيرك.. ما أتصلت إليك )!!
وهو أول درس في التواضع وفي فن إدارة السلطة تم الفشل فيه بشكل واضح، فالمالكي وحزبه لا أعتقد أنه كان يتصور في يوم ما أن يكون رئيسا لوزراء العراق، فحتى في حالة قيام النظام الإيراني مثلا بإسقاط نظام البعث العراقي كما كان مؤملا في حرب الثمانينيات فإن مصير المالكي و رهطه لن يكون قيادة العراق بسبب الخلاف المعروف مع إيران!! فلولا الولايات المتحدة و تحديدا أحذية المارينز الثقيلة ما تسنى للمجاميع الحاكمة في العراق أن تصل لمشارف بغداد!!، و لكن يبدو أن هيلمان السلطة و أوهام القوة و أموال السلطة و إستثماراتها و عسلها قد غير النفوس، إننا نذكر المالكي و رهطه فقط بإنه لودامت لصدام حسين ما وصلت إليك!! و بأن قوتكم المفترضة لا وجود مادي وحقيقي لها.. و نهاية ( أهل طويريج ) سوف تكون في الختام ليست مختلفة عن نهاية ( أهل العوجة ).. طالما بقي الغرور نفسه... فحذار من الزمن و تقلباته و لن ينفع النفاق و أهله أحدا، ولكم يا طغاة المستقبل في سلفكم الطالح أسوة و عبرة....!
ولكن في النهاية لا أحد يتعظ.. و تلك هي المأساة؟
التعليقات
صحيح
Niro -مئة بالمئة صحيح.........لو دامت لغيرك لما وصلت اليك.........ولكن لا احد يتعظ......السلطة والجاه دائما يغريان الانسان وكل من يتسلق الى كرسي الحكم يحاول عدم التخلي عنه مهما كلف الامر.......ويغرس دبابيس التاج في جلد راسه كما يقول المثل القديم
مو بكيفو ياخذ ويعطي
أبو أمجد الرفاعي -الان توجد انتخابات و لا يمكن لاحد ان يستولي على السلطة لمدة خمسة و ثلاثون عام كاملة ,, و ستبين الانتخابات القادمة اذا سيتمكن المالكي من أن ياخذها او لازم يعطيها ,و وهذة من فوائد النظام الديمقراطي
كلامك من
sun -اعتقد المالكي وغيره من كل الشرفاء العراقين لا يريدون السلطة بقدر حزب البعث وازلامه اللذين لايزالون يحلمون بالرجوع الى الحكم ولو تحالفو مع ...........الانس واجن من قاعدة وكتاب مخربطين بعثية حاقدين لذا اقول للبصري ولا يهمك المالكي او من ياتي بعده المهم الشعب ينتخبة لانه من الشعب وجاء بصندوق الانتخابات وليس ...........المارينز
لا المالكي ولا غيره
عرفان -فرسان الطائفية والفسادوالقومية والتخلف على جميع الصعد والمحافل يجب ان يفضحوا اليوم قبل غد.حكام العراق الملالي وغيرهم يتصرفون بالبلد على اساس انه اقطاعية من اقطاعيات ابائهم او اجدادهم.علينا كنس كل من تدنست اياديهم وتلوثت دما او مالا. هؤلاء هم اشبه بالطاعون ان تمكن فتك بالجميع.
abad
sarmed -يجب اللغاء الانتخابات وما شبه ذلك وتصبح كل الدول العربية انظمة ملكية وذلك اشرف من انتخابات ٩٩ وسورية الاسد اكبر مثال
تحياتي الاستاذ داود
ريباز -التغيير .... الوحيد يقضى على الفساد كما يحدث في كوردستان العراق ، حركة التغيير في كوردستان العراق كشف عن اسرار ماكان احد يعلم وماذا وراء الكواليس ؟؟ بالمليردات كانوا يسرقون من قوت الشعب ، وكشف ايضا عن الديمقراطية المزيفة . والمبدا هو تحرير من الاحزاب ... لكي نتخلص من المحسوبية والمنسوبية وتطبيق العدالة الاجتماعية وفصل السلطاة الثلاثة وتاسيس حكومة تكنوقراطية..
حكومة احتلال
د محمود -مقاطعة فعاليات العملية السياسية المشوهه واللاشرعيه الجارية وتعرية زيف مضامينها وفضح تبعيتها للمحتل الأمريكي وحكومتها المنصبه الصنيعه ووصايته عليها من خلال اطار الاتفاقية الامنية طويلة الامد، هو فعل مقاوم مباشر، لكن ذلك لا يتعارض مع الادوار التي يمكن ان يؤديها كل عراقي يطالب بالتغيير الحقيقي للاوضاع ومن موقعه وفي أي جهاز او وظيفة يعمل بها. ان الدعوة لمقاطعة الانتخابات القادمة باعتبارها مسرحية ممجوجة لا تغير من حقيقة الاوضاع شيئا هي موقف عام يجب التعامل معه بجدية من قبل كل الاطراف المقاومة لحالة الانحطاط التي يعاني منها العراق وعلى كافة الصعد، فتآكل هذه العملية السياسية بدأ فعليا منذ اقرار دستورها المناقض لتطلعات كل الوطنيين الاحرار في العراق، وهي تنحدر بنفسها من سيء الى أسوأ ناقلة اعراضها لكل اطراف الجسد العراقي بالجروح، ان نهاية هذه العملية السياسية اللاوطنية حتما هو السقوط المدوي بهاوية الانسداد القاتل الذي يزداد قربا مع اقتراب موعد كل اضطرار أمريكي باتجاه الانسحاب الفعلي من العراق، والذي ستعجله ضربات المقاومين وعلى كافة الميادين.
نفاق بصري
ساهر الناي -داود البصري عندما يكتب في صحف الكويت يهاجم ايران هجوم عجيب غريب حتى يحافظ على اقامته في الكويت ولا يعلم ان العلاقات الكويتية السورية الايرانية زبادي بالفراولة , نحن نعلم يا داوود انك من بقايا النظام البعثي البائد والامن في الكويت يعلم ذلك ولاكنه يريد ان يستفيد منك لغايات امنية معقدة لكشف بعض الالغاز الامنية .. وفي موقع ايلاف يكتب البصري بحذر شديد لانه يعلم ان قراء ايلاف من الوزن الثقيل ولذلك ينتقي داوود عباراته بحذر شديد لانه يكتب بجوار عمالقة الصحافة العربية ورحم الله داوود البصري اذا عرف قدره , صدام راح وخلف بنات ,احترم عقلك اولا لان عقول قراء آلاف محترمة
لا عوده للوراء
أبو عبد الله العراقي -لا يوجد بديل للأنتخابات لان كل من جاء قال جئنا لنبقى لذلك من الضروري وجود نظام سياسي يضمن تداول السلطة و انتقالها سلميا . أما عن الوضع الحالي , فلكل شئ نهاية , كذلك للارهاب و التدمير و التفجيرات نهاية لكن الاساس بناء نظام يضمن تداول السلطة مثل بقية دول العالم بطريقة سلمية حضارية .. أما الترهيب الذي يمارسه البعثيون و الصداميون و غيرهم من المتضررين من اجل العوده الى الحكم , فذلك ايضا له نهاية والنهاية تكون بقطع و ملاحقة و متابعة منابع تمويلهم .و في المستقبل ستظهر أحزاب هدفها رفاهية الانسان و كرامته و ليس الكلام الاجوف الذي شبعنا منه عقودا و نحن نساق للحروب العبثية.
الى ساهر الناي
ابو هيثم -لعلمك اخي ان السيد البصري (كغيره منالعراقيين الذين كتب الله عليهم ان يتشردوا خارج العراق بسبب الطغيان البعثي المجرم) يحمل الجنسية النرويجية ولا يحتاج لان يتملق للكويتين حتى يأخذ اقامة لانه لايحملها اصلاً ويدخل الكويت اذا اراد ب (كرت الزيارة لمدة ثلاث اشهر) وكل مقالاته المنشورة بجريدة ايلاف تنشر في جريدة السياسة الكويتية والعديد من الصحف العراقية (المطبوعة والالكترونية) وهية هية نفسها بنفس الكلمات والتوجهات وبدون حذف او تزويق , وكأنك يا سيد تحاول ان تضحك على الجميع بانك اكتشفت احد اخطر اعاجيب القرون الحديثة بأنك اطلعت على المواقع والصحف واكتشفت بخبرتك وذكائك اللامع ان السيد داوود يكتب باكثر من اسلوب ;: فالكل يستطيع ان يطلع ويقرأ ويتحقق مما قلت وهل السيد البصري ابن البارحة او كاتب جديد يكتب على الجدران وانت الوحيد الذي اكتشفت ذلك الجدار الخفي الذي فضحه,,,, السيد البصري معروف بانه المطلوب الاول (ولا اقول المكروه الاول) من قبل البعثين في العراق وسوريا(قديماً وحديثاً المجرمون منهم والطيبون) والمطلوب الاول للتنظيمات الارهابية المتطرفة (سنةًوشيعةً) والمطلوب الاول للصوص واهل الحواسم في العراق القديم والجديد وعدد من الكارهين من طبالين ونفاخيين للحكومات الشوفينية (على رأي اخوانا الاكراد) والمتطرفة دينياً ومذهبياً وحزبياً.الى الامام اخي الكاتب وتحياتي لحظرتك
ثلاث تفاحات
مواطن -مخالف لشروط النشر
الى ابوهيثم
ساهر الناي -مخالف لشروط النشر
الى ..........10
ساهر الناي -مرة اخرى في تعليقك رقم 10 تكتب باسلوب بسيط للتضليل والضحك على الذقون انت تضرب مصالح دولة الكويت بمواقفك التي تساهم في الاخلال بالامن في العراق , هل حكام العراق الطغاة كانوا من خريجوا السربون او كامبرج او جورج تاون , ............وحكموا بلد نوبخذ نصر والبابليون والآشوريون وهم لا يستحقوا ان يحكموا ان تضرب مصالح الكويت اولا لانك تثير الفتن بين السنة والشيعة
الى داوود البصري
ساهر الناي -انت تعلم ان امير الكويت المحترم يقف بشدة بوجه الفتن الطائفية في المنطقة وانه اخرس الصحافة الطائفية .........الهابطة , وسمو امير الكويت يمارس أكبر عملية تسامح فكري في منطقة الخليج الفارسي , ومواقفك الطائفية والعنفية تخدم قيادة حزب العودة البعثي وتأذي دولة الكويت وتفرح عسكر ....بغداد المشنوق
الى داوود البصري
ساهر الناي -يبدو ان تحذير المالكي للشعب العراقي من انتخاب البعثيين حرك عصعصك البعثي ............ , ان احتقارك لوصول الرئيس نوري المالكي للسلطة في العراق يمثل قمة الشعارات الفاشوسية , فهل سألت نفسك يوما هل الطغاة في الشرق الاوسط الذين لفظتهم شعوبهم يستحقون ان يحكموا شعوب هذه المنطقة بينما المالكي لا يستحق لانه معارض سياسي , انكم تحتقرون كل حر مخلص لامته المالكي يصارع كل التيارات الشيعية المتطرفة وتتآمر عليه لايصال عادل عبدالمهدي لتقسيم العراق واقامة اقليم الجنوب , فهل انت مع تقسيم العراق وهل موقفك يتلائم مع السياسة الخارجية لدولة الكويت , هل من مصلحة الكويت ان تجاورها دولة شيعية دينية اسمها جمهورية البصرة الاسلامية الاثني عشرية ؟