أصداء

الوهم الكردي في « الإنفتاح الديمقراطي » التركي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إعتقد الكرد في غفلة منهم، و بسبب عقود، من المظالم التي تعرضوا لها على يد الأتراك، أن سنين الحرمان و الأنكار، ممكن أن تصبح من الماضي، في ظل حكومة تركية، إعترفت، لأول مرة، بظلم لحق بالشعب الكردي، و أنها بصدد رفع الحيف عنه، من خلال إجراءات و خطوات، تمنح الكرد في تركيا حقوق ثقافية، و فرص عيش أكثر إنسانية، عبر ضخ أموال، وتنفيذ مشاريع إقتصادية و إجتماعية في مناطق الكرد .

و مع أن تلك الخطوات لم تثمر سوى عن بعض التغييرات الطفيفة، من قبيل إنشاء قناة فضائية باللغة الكردية، و فرع في جامعة ماردين، تعني بتدريس اللغة و الأدب الكردي، إلا أن الأجواء العامة في البلاد، كانت تشجع التفكير، و تدعو المرء الى قدر من الأيجابية في النظر الى المستقبل . بيد أن ما قامت بها السلطات التركية في الأيام القريبة الماضية، و على أكثر من مستوى، تشير الى عجز الحكومة التركية عن إيفاء وعودها، و ربما إلى تراجعها عن ما صرحت بها في السابق، فيما يخص نيتها في الإنفتاح على القضية الكردية، بهدف وضع حد للصراع الدموي بين الجيش التركي و حزب العمال الكردستاني .

فالأجراءات الإزعاجية و التضيقية التي طالت زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، في الآونة الأخيرة، في سجنه في جزيرة إيمرالي، و من ثم قرار المحكمة الدستورية العليا، بحظر حزب المجتمع الديمقراطي، و منع قادته من ممارسة السياسة لمدة خمس سنوات، أرجعت، القضية الأولى في تركيا، الى المربع الأول، و إمكانية حدوث مواجهات عسكرية واسعة بين الجيش و قوات الكريلا الكردية، و تراجع الإهتمام بالحل السلمي للقضية الكردية، جراء الكوارث التي ستتمخض عنها، هكذا وضع .

هذا الوضع الخطير، المترتب عن قرار الحظر بحق حزب المجتمع الديمقراطي، يشير الى مأزق عميق تعيشها تركيا . الإجراءات الأخيرة بحق الكرد، أثبتت بالدليل القاطع، عدم جدية الحكومة التركية برئاسة أردوغان في إيجاد حل سلمي و ديمقراطي للقضية الكردية، و ما قامت به من خطوات، و ما أعلن من إجراءات، لم تخرج عن نطاق حسابات حزبية للإسلاميين الأتراك، خاصة بعد االهزيمة النكراء التي مني بها أردوغان و حزبه في إنتخابات البلدية في آذار، و التي إستطاع فيها حزب المجتمع الديمقراطي من تحقيق فوز حاسم في معاقل مهمة، و مضاعفة عدد البلديات التي كانت بحوزته . و ما أزعج و أحرج أردوغان هو الإحتفاء المهيب لوفود السلام من قنديل و مخيم مخمور من قبل الشعب الكردي في جميع قصبات و مدن شمالي كردستان . أدركت الحكومة أن إنفتاحها المزعوم، يستثمر بالجملة من قبل حزب المجتمع الديمقراطي، لصالح الحل السلمي، وفق صيغة، غير الصيغة التي عنتها الحكومة و هدفت إليها . الحكومة أرادت من إنفتاحها، القيام بخطوات شكلية، فارغة المضمون، و لا تقارب جوهر المشكلة، بهدف إستعادة المواقع التي خسرتها في الإنتخابات السابقة، في شمالي كردستان، و لما توصلت الى قناعة بأن إنتصار كردي أكبر في أقرب إنتخابات مقبلة، ليست إلا مجرد مسألة وقت، تنصلت من الوعود، و سلمت ملف حزب المجتمع الديمقراطي الى المحكمة الدستورية، لإصدار قرار يقضي بحظره، و منع قادته من القيام بأية أنشطة سياسية وفق قوانين الدولة .

إذا، الوضع الناشئ عن تطور القضية الكردية في تركيا، و المكاسب التي تحقق لها، في داخل و خارج تركيا، جراء الممارسة الصائبة من حزب المجتمع الديمقراطي، و من خلفه الإسناد السياسي و العسكري من قبل حزب العمال الكردستاني، خلق حالة سياسية جديدة في تركيا، خاصة بعد التطورات الأخيرة، لعل أهم ما فيها، هي إظهار الوجه الحقيقي للإسلاميين الأتراك، و المدى الذي يمكن أن يذهبوا إليه، و الأهداف و الخلفيات التي تحكم خياراتهم في شأن التعامل مع الملف الكردي، و لعل أبرز ما يمكن ملاحظته في الوقت الراهن هو، إلتقاء المصالح بين الإسلاميين الإتراك و القوميين المتطرفين و الجمهوريين الكماليين . فالحركة القومية و الحزب الجمهوري وقفتا في وجه أي حديث أو نقاش عن الحل السلمي، لأنهما يفتقدان لأي موقع و حصة من الأصوات في شمالي كردستان في كافة الأحوال . و عندما توصل حزب أردوغان الى قناعة تفيد بتقلص فرص حزبه في تسجيل نتيجة جيدة في شمالي كردستاني في ظل الإلتفاف الجماهيري الكردي حول حركته و ساسته، إلتقت مصالح الأطراف الثلاثة من القضية برمتها، و هو ما يفسر تراجع أردوغان عن مشروعه المزعوم، و ترحيب رئيس المجهورية الضمني بقرار حظر حزب الإتحاد الديمقراطي .

و مع ذلك، فإن أردوغان أحسن إلينا مع كل ذلك، عندما أخرجنا من وهم المراهنة على "الإنفتاح الديمقراطي" التركي على الشعب الكردي، و مطالبه العادلة و المشروعة . فإذا كان مشروع أردوغان يرمي الى تصفية الحركة التحرر الكردستانية، و أسس و أهدافه العادلة و المشروعة، فإنه مشروع يستحق منا، الوقوف في وجهه، بكل الإمكانات، و تعريتها، و فضحها، لصالح المقاربة الحقيقية للقضية الكردية في تركيا، و وفاءا ً لتضحيات أبناء الشعب الكردي الأبرار

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ديمقراطية أتاتورك
مرح البقاعي -

لقد ذكرت سابقا في احدى مقالاتي ان أتاتورك غير تركيا الى الافضل بفضل شخصيته ونهجه الاصلاحي الديمقراطي ولكن الاكراد في تركيا كانوا لعبة في يد جهات تامرية وقد ساعدهم الرئيس الراحل حافظ الاسد عبر احتضانه لاوجلان وعناصره واليوم تعيش تركيا العلمانية في أوج الديمقراطية وكفى بالاكراد تعصبا وولدنة.الا يكفيهم حقوقهم الثقافية والمشاركة السياسية في البرلمان؟اعتقد ان الاكراد في تركيا والعراق وسوريا وايران يعملون لتاسيس دولتهم القومجية الكردية.تعاطفت مع ثقافة الاكراد وكون سليم بركات منهم ولكن لا يعني هذا ان يطمحوا بالانفصال.انا ايماني بان يعيشوا تحت ظلال الثقافة الاسلامية العربية والتركية والايرانية.مشكلة الاكرد هي الحمق السياسي وهم اشبه بالسائرين وراء السراب.كان حري بالكاتب ان يكتب عن ايجابيات تركيا العلمانية وفكراتاتورك العصري الذي غير الشرق الاوسط كله.ونحن في معهد الوارف نرحب بالدراسات حول الانقلاب التركي بقيادة اتاتورك وديمقراطيته العظيمة.

Turish way of thinki
Rizgar -

It was such a mistake to close down these Kurdish parties in the past. Had they not been closed down, they would have become much stronger than the armed wing of the Kurdish movement. But what we have here now is the opposite,” says Sahin Alpay, a professor of political science at Istanbul’s Bahcesehir University

مظالم الأتراك
كردي -

و مع ذلك فإن أردوغان تراجع عن مشروعه المزعوم والإنفتاح الديمقراطي على الشعب الكردي هو، إلتقاء المصالح بين الإسلاميين الإتراك و القوميين المتطرفين و الجمهوريين الكماليين أرجعت، القضية الأولى في تركيا، الى المربع الأول، و إمكانية حدوث مواجهات عسكرية واسعة بين الجيش و قوات الكريلا الكردية، و تراجع الإهتمام بالحل السلمي للقضية الكردية

kurd &salhediin
zinar -

معين بسيسو:(( كردياً كان صلاح الدين..انتصر فأصبح بطلاً عربياً..ماذا لو هزم صلاح الدين..لأصبح جاسوساً كردياً!!))

kurd ;salhediin
zinar -

معين بسيسو:(( كردياً كان صلاح الدين..انتصر فأصبح بطلاً عربياً..ماذا لو هزم صلاح الدين..لأصبح جاسوساً كردياً!!))

المسمار الأخير في نع
شيار محمد صالح -

بان الوجه الحقيقي للإنفتاح الأردوغاني على الداخل والخارج وأنه لا يسيّر سوى الأجندة التي يُأمر بها من الخارج وأنه ليس سوى أحد حجار وبيدق على رقعة الشطرنج له دوره الخاص الذي ينبغي القيام به وله حدوده التي لا يمكن تجاوزها. هذا هو قانون لعبة الشطرنج والذي ينفذه السيد أردوغان الملتحف بالعباءة الاسلاموية والذي ينادي بالعثمانوية الجديدة في المنطقة. انفتاح ليس له هدف سوى المصلحة الأنانية للذات الطورانية التي لا تعترف ولا تحترم الآخر مهما كان سوى أنه عبد وخدم في قصور السلاطين العثمانيين. بهذه التقربات حاول السيد أردوغان السير بخطواته الإنفتاحية نحو الداخل أولاً ومن ثم نحو الخارج، فما الذي جناه وإلى أين وصل؟ هذا ما تجيبه علينا المستجدات التي تتفاعل في الداخل التركي لأن الداخل هو مرآة للخارج والعكس صحيح

تركيا العلمانية
كردي -

ولدنة مرح البقاعي احتضان مشاريع القوميين المتطرفين الإتراك والايرانية والعربية القضية الأولى في تركياهو القضية الكردية في تركيا من هم السائرين وراء السراب معهد الوارف و مرح البقاعي و القوميين المتطرفين و الجمهوريين الكماليين الافضل الحقيقية للقضية الكردية في تركيا، و وفاءا ً لتضحيات أبناء الشعب الكردي الأبرار و أهدافه العادلة و المشروعة،

مرح البقاعي تعليق1
ايلافي -

للاسف لايختلف تعاطفك مع الكرد عن ديمقراطية اتاتورك الهمجية التي تمدحينها دون ان تتفضلي وتخبرينا شيئا منها وهذا يدل على انك تجهلين حقيقة اعمال هذا الحاكم الديكتاتور.كان شعار جمهورية اتاتورك من الناحية (القومجية-حسب تعبيرك)هو(تركيا للاتراك) اي في جمهوريته يجب ان تكون تركيا حتى لو كنت كورديا او عربيا او يونانيا الخ.. او انك لن تكون، لذلك اعتبر الكرد اتراك الجبال في جمهوريته العسكرية وحاول تتريكهم بالقوة العسكرية وبالاساليب السياسية الفاشية في مناطقهم وارغم الكثير منهم من على ترك اراضيهم التي حرمها من التطور والتنمية باتباع سياسة التفقير والتجهيل هناك والتي مازالت سارية حتى اليوم.فانت اما تجهلين نظام اتاتورك تجاه الكورد او تؤمنين (بديمقراطيته)الهمجية تلك .يا استاذة احتضن الرئيس حافظ الاسد حزب العمال لمساعدته في نيل حقوق الكرد وانما استخدمه لمصلحة نظامه وحين انتهت تلك المصلحة طارد الحزب وزعيمه عبدالله اوجلان ليقع في يد الدولة التركية.ليس مشكلة الكرد الحمق السياسي كما تقولين ولكن يبدو ان مشكلتك التي لا تحسين بها او لاتريدين ذلك هي انكار حق الشعب الكوردي في الحرية على ارضه مثل الشعوب الاخرى. وحتى مع الشعب التركي حاول اتاتورك نزعه من تاريخه وهويته الحقيقية بتطبيق سياسة التغريب عليه بالقهرالسياسي والثقافي طوال 80 سنة دون ان يفلح.لقد ادى نهج اتاتورك وفكره الى قيام دولة عسكرية في تركيا يحكمها الجنرالات بعيدة عن الدولة الديمقراطية.

زاد في الطنبور نغما
sadiq anwer -

هذه هي حالة بعض كتابنا الذين يكتبون في النهار شيئا وفي المساء شيء آخر .البارحة كان الاخ الكاتب يطلق نارا ودما حول حقوق الكرد القومية في سورياويهاهجم الحركة السياسية الكردية بشكل عدواني حول مطاليبها المتدنية. واليوم يطالب تركيا بالحقوق الثقافية ويكتفي بالتقارب الاكراد مع تركيا فقط في بلد يتجاوز عدد الكرد فيها 25 مليونا فقط!!!! .... ارحموا عقول الناس يا كتاب_ في اليوم مقالتين_ حقوقنا مشروعة ومتشابهة اين ما كنا يا سيادة الكاتب العمر اكتب في ايلاف كما يجب ان يكتب. شكرا ايلاف ارجو النشر وعدم الحذف

الحقيقة المرة
سرمد ناظم -

اين البيك وفاضل عثمان؟ اين دعاة (تركيا الجديدة القوية)؟ هذا درس لكل من يعتقد ان احفاد هولاكو وتيمور لنك يمكن ان يتخلوا عن بربريتهم تجاه جميع شعوب الارض.

يارب العالمين
شاره زوور -

يارب انقذنامن الذين لايريدوناًالعيش بسلام في ارضنا يا إخوان كوردستان اسم لمنطقه جغرافيه منذ الاف سنين هي دولة تركيا الذي وضعها اتاتورك علي ظهردولة عثمانيه وكان لدي كل شعوب المنطقه يد في تاسيسيها.